الأربعاء، فبراير 15، 2012

البعض يريد خداع المواطن.... المنتصر خلاصة

لقد شد اهتمامي مناداة البعض ممن ينتمي للعمل الأهلي وينتسب لمنظمات المجتمع المدني إلى الآخذ بمبدأ القائمة المغلقة عند اختيار نمط الانتخاب في بلادنا حيث أن ذلك حسب كلامهم من مصلحة البلاد كونه يجعل منها منطقة انتخابية واحدة. وهذا القول صحيح في كون القائمة المغلقة تحتم علينا جعل البلد منطقة انتخابية واحدة إنما لا ندري من أين نستخرج هذا الصالح منه وربما هذا الخلط يعطينا الدليل كون إننا نستعجل أمر الانتخابات بطريقة غير مفهومة بل أن ما يحدث من جر البلاد للانتخابات والشعب لازال لا يفقه ألف باء الانتخابات سيجعل من الأمر المقدس ألعوبة بيد الحذاق والشطار وهذا الجر المبرمج للانتخابات بحجة التوقيت المضروب له ولابد من وقوعه في موعده هو الذي سيدخلنا في دوامة المجهول كون أن الأمر الذي يتعلق به مصير الوطن والمواطن لازال غير مفهوم لدى الغالبية من أبناء الشعب الليبي وبالتالي بدل اللهاث خلف مواعيد محددة ما أكثر ما ضربنا بمثلها عرض الحائط علينا التوجه للناخب بالمزيد من الشرح والتعليم لما هو مقدم عليه لما يمكن أن يفعله بوطنه خيرا أو شرا إذا دخل هذه اللعبة...
فعلا الأمر غير معقول وما يحدث لا ينبئ بخير فلا استعداد ولا إعداد لهذه المرحلة الخطيرة التي ستشكل مستقبل بلادنا فهم يريدون المواطن أن يكون صاحبها ولكن دون أن يدرك أبعادها أو خطواتها...
فلا وجود لخرائط مناطقية معتمدة توضح الحدود الإدارية ولا وجود لتعداد سكاني سليم يمكن الركون إليه والقبول به لا وجود لأطقم تنويرية قادرة على لم شمل الليبيين حول طاولة واحدة تسبق عملية الانتخابات بحيث لا يصير التوجه للانتخابات وكأنه عملية ثأرية ما لم نتحصل عليه حربا نتحصل عليه سياسة وانتخابا دون النظر لمصلحة الوطن ككل...
أيضا لا وجود لثقافة الانتخابات كون أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب الليبي لا تدرك تفاصيل الانتخابات ولا طرقها ومن هنا تأتي ضرورة ألا نترك القلة تقود الكثرة بحجة أن الغالبية لم تدرك العملية الانتخابية وإنها جديدة عليها لا نريد أن نتحسر على أيام ما قبل الانتخابات ونتمنى عودتها لكي ننظم أنفسنا أكثر لا نريد السير ببلادنا للمجهول لآن اغلبنا دخل اللعبة وخرج منها دون أن ينال مبتغاه فمادام الموضوع يخص الجميع ومستقبل الجميع فلا بد أن يفهم الجميع ويدرك الجميع أما هذا الأسلوب السمج من الإسراع في لملمة الأمور وكأنها تخص البعض وليس الكل فهذا أمر خطير لن يعود بالنفع حتى لأولئك الذين يقودون الجموع نحو هدف معين هم راسموه...
لقد استرعى اهتمامي هذا التسرع في طرح مواعيد محددة للانتخابات والإصرار عليها وانأ أرى أن البعض من مستنيري المجتمع لا يفقهون أساليب الانتخابات بل ويخلطون أحيانا الأمور في بعضها البعض وبدل أن ننحاز لهذه الطريقة أو تلك علينا توضيح مساوي وحسنات كل طريقة وترك الأمر للناخب حتى يقرر مصيره بدل توجيهه لنمط معين لتحقيق غرض معين.
فالقائمة المغلقة التي تحيز لها البعض هي في حقيقتها وضعت لكي يتم عن طريقها تمرير شخصيات قد لا تحوز على رضى الناخب. فمثلا لو إننا ارتضينا طريقة القوائم المغلقة فمعنى هذا أن رئيس الحزب هو الذي يحدد أسماء من يريدهم فائزين وليس المواطن لآن القائمة ستحتوي على أسماء جيدة وأسماء غير جيدة ومادام المواطن سيختار القائمة لا الأشخاص فإنه سيحاول أن يركز على الأشخاص الجيدين وهم بالضرورة كلعبة انتخابية من الأحزاب سيكونون موزعين على عدة قوائم من هنا سيختار المواطن القائمة التي يرى فيها اكبر قدر من الأشخاص الجيدين وعند فوز هذه القائمة سيكون مفتاح الحل لدى رئيس حزب هذه القائمة الذي بدوره سيختار من قائمته من يرى إنهم فائزين.
فهنا ليس بالضرورة أن يختار الأشخاص الذين ارتضاهم المواطن أو اختار لأجلهم هذه القائمة أي أن القائمة المغلقة هي تحقيق لإرادة الحزب وليس الشعب بل قد يتعدى الأمر ذلك فيضع الحزب أعضاء من قائمته الفائزة هم بالأصل غير معروفين لدى الناخب وإنما تم إلصاقهم في القائمة لتحقيق إغراض معينة...

الحقيقة تقول أن الآخذ بالقائمة المغلقة فيه كثير من الخلل ولكننا لن نلزم احد بشي ونترك الأمر للمواطن الذي يجب أن نزيد من مستوى الفهم والإدراك لديه عن هذه التفاصيل الهامة بحيث يستوعب كل ما له علاقة بالعملية الانتخابية من معني القوائم وأنواعها وما ترمي إليه وما هي نتائجها فيدخل اللعبة وهو يتقن دهاليزها ولا يكون هذا إلا بحراك عالي المستوى تشارك فيه جميع شرائح المجتمع حتى نبني ليبيا على قواعد راسخة ومتينة.

المنتصر خلاصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق