هو عنوان
مشابه لمقال قمت بنشره قبل عامين من اليوم، فما أشبه اليوم بالأمس حين أوضحت أن
التبو الليبيين هم مواطنون لهم حقوق المواطنة وعليهم واجبات الدفاع على الوطن
وحمايته، وهذا بشأن الليبيين منهم، فالكفرة الليبية تعد من أهم المدن من الناحية
الجيوبولتكية -الأهمية الحربية والسياسية للأرض- وبحسب التاريخ رأينا أن جرتسياني
الموهوب في علوم الحرب والميدان عرف لغز الكفرة جيدا، حين وضعها احتلالها ضمن
أولوياته برغم ما كلفه من مشقة عبور الصحراء الكبرى، إذ أنه لم يتمكن من بسط نفوذه
على برقة إلا بعد احتلال الكفرة، فهي دون شك المفتاح السحري لكل مناطق الشمال،
فالمدايات الحربية للكفرة تصل إلى واحة اجخرة وجالو وأوجلة وتراغن ومرزق وجنوبا
يصل ارتدادها إلى مدينة الفاشرة السودانية وإلى فايا في الشمال التشادي، وبدلائل
التاريخ تجد المناطق التي ذكرت بوادر لقيام دولة مغلقة في هذه الرقعة الشاسعة من
الأراضي على غرار دولة الجرمنت أو البرنو أو دولة الفنج الإسلامية، وهذه الحقائق
يستلزم الاهتمام الخاص بهذه المدينة ووجوب إبراز قوة وحزم الدولة هناك، عندما نرفع
شعارات بليبيا آمنة يعمها السلام قد لا تكون المحاباة والمجاملة هما الحل الأنسب
لما يحدث في جنوبنا الذي هو جزءا لا يتجزءا من ترابنا، فهو غني بأهله الكرام وبما
يحويه من مياه وربما موارد أخرى أكثر أهمية لم يتم الكشف عنها بعد قد يكون من
بينها النفط واليورانيوم، وهي مغريات مشجعة لقيام دولة في الشمال التشادي يكون
تعدادها خمسة مليون نسمة!!؛ فبالحساب الجيوستراتيجي نجد أن أهم ثلاث نقاط في ليبيا
هي نقاط المثلث التي تمثل غات والكفرة وسرت، فهذه المدن لها أهمية أمنية قصوى
الأمر الذي يحتم منحها الكثير من الاهتمام سيما من الناحية العسكرية ومد شتى وسائل
الاتصال بينها.
والكفرة
اليوم كمنطقة ساخنة تدور بها أحداث جسام أيا كانت الأسباب وراء الصراعات الدائرة
على أرضها وأيا كانت الأهداف يأتي إظهار هيبة وقوة الدولة في هذا الصراع حاجة ملحة
وأمر يصنف من الأولويات؛ بسبب اقتراب مدينة الكفرة من منطقة توتر وأقصد هنا دار
فور، ولكي يكون طرحنا موضوعيا حين نعرض المشكلة ونقترح الحل يتحتم علينا وضع خطة
قصيرة المدى يتم تنفيذها عاجلا غير آجل تتمثل في تمركز كتائب قوية من الجيش الوطني
يتم الإنفاق عليها بسخاء ويتم دعمها لوجستيا بكل الوسائل من نقل ومواصلات واتصالات
بل ودعمها حتى خارجيا وبخدمات الاستشعار عن بعد وسلاح الجو بمختلف تشكيلاته، بل
يجب علينا أن نستغل حاجة الدول الأوربية لمنع الهجرة غير الشرعية بطلب المساعدة
والدعم لأجل تأمين الحدود الجنوبية لليبيا كاملة وبحمايتنا لحدودنا نكون قد حققنا
إنجازات لا تقدر بثمن، تتمثل في منع نزوح السكان الأفارقة بأعداد كبيرة إلى بلادنا
في ظل النقص السكاني في الجنوب الليبي، إن الكفرة هي صمام أمان وسلامة الحياة في
الشمال الليبي فالدفاع عنها أمر يخص كل الليبيين بمن فيهم إخوتنا التبو، هنا ندعو
الحكومة إلي وضع حل عادل يكفل الحقوق لكل الليبيين فقط، أما غيرهم وحيث أنهم
ينتهكون سيادة الدولة فلا حاجة لنا بهم ويجب إبعادهم بكل الوسائل المشروعة.
نحن لا
ينقصنا شيء، فلنا الإرادة ولنا القدرة ولنا العقول والأموال والسلاح وكل ما نحتاج
لنحمي حدودنا ولنفرض سيادتنا بجدارة على أرضنا، ولنجعل المواطن الليبي ينعم
بالسلام وتوفر الخدمات بل والعيش المترف الكريم، وإن كان هذا المواطن في أقاصي
الأرض وإن باعدت بيننا الصحارى الشاسعة فإرادتنا بإذن قادرة على أن تقهر جبروت
الرمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق