الخميس، فبراير 09، 2012

مذكرة الى رئيس المجلس الوطني الانتقالي.... د. عاشور سليمان شوايل

سيادة المستشار .. مصطفى عبد الجليل
رئيس المجلس الوطني الانتقالي المؤقت
بعد فائق التقدير والاحترام ..‏
يعلم الله كم أحترمكم وأقدركم كل التقدير ، وهذا ليس وليد اليوم بل هو امتداد لمحبة واحترام منذ ‏معرفتي بشخصكم الكريم ومنذ عدة سنوات عندما بدأنا بالتواصل إما لمناقشة جوانب قانونية أو ‏اجتماعية ، وكنت أقدر دوماً شجاعتكم ووضوح موقفكم الثابت ، ولن أنسى ذلك اليوم بالجامعة الليبية ‏الدولية للعلوم الطبية عندما عقد اجتماع سري ضم مندوبين من كل المناطق المحررة آنذاك ((طبرق-درنة-‏القبة-البيضاء-المرج)) كما ضم وجوه وأعيان من مدينة بنغازي حيث كان لي شرف الحضور وإلقاء كلمة فى ‏هذا اليوم الذى تم الاتفاق فيه بالإجماع على تكليفكم برئاسة المجلس الوطني الانتقالي وتكليف السيد ‏عبد الحفيظ غوقة نائباً لكم ، ولاشك أن تحقق الإجماع على شخصكم لقيادة المرحلة كان نابع من ثقة ‏الناس وحبها وتقديرها العميق لكم .

للأسف : ‏((وأرجو ألا يكون ذلك صحيحاً )) وردني أن مجموعة من التشكيلات الأمنية بمدينة بنغازي كانت ‏تسعى لاستبدالنا كمديراً للأمن بشخص آخر وتحصلت على ما تريد بعد أن وافقتم بموجب تأشيرة منكم ‏للسيد وزير الداخلية تفيد بتلبية رغبة مؤسسات المجتمع المدني فى تغيير مدير أمن بنغازي وقد أشرتم على ‏كتاب ورد من المجلس المحلي بنغازي بالخصوص ، و سبق أن ترددت هذه المجموعة على السيد وزير ‏الداخلية ورفض تلبية هذا المطلب على الأقل لحين التحقق والتأكد من أنه مطلب حقيقي لمؤسسات ‏المجتمع المدني ، ولأنه مطلع على جزء من خبايا الأمور التى تجري في بنغازي ، وكذلك لأنه زار مدينة بنغازي ‏وأجتمع مع قيادات وضباط مديرية الأمن وأطلع على مدى التقدم الملموس فى النهوض بمديرية الأمن وعودة ‏المؤسسة الأمنية بشكل ثابت لتولي زمام الأمور الأمنية تمهيداً لقيام دولة المؤسسات ، دولة منظمة أساسها ‏الشرعية واحترام الحقوق والواجبات .‏
أيها السيد الفاضل :‏
لعلم حضرتكم أنني تقدمت بطلب للإعفاء من مهامي منذ نحو شهر وذلك لقناعتي الشخصية ‏بإعطاء الفرصة لغيرنا وللحاجة فعلاً للراحة وهذه الرغبة كانت وليدة لدينا منذ تحرير طرابلس وإعلان ‏تحرير ليبيا ، أيضاً لشعورنا بأن هناك أشخاصاً لهم أهداف خفية يسعون لها بكل قوة وهذا كان سبباً ‏لما تعرضت له من مضايقات ومن هجوم شرس للغاية من أشخاص معدودين كانت مصالحهم تتعارض مع ‏النهج القانوني المنظم الذى كنت أنتهجه وأسعى إلى تطبيقه مهما كانت الظروف ، وقد رفعت مطلبي هذا ‏للسيد وزير الداخلية وشرحت له أنني أنوي أن أتوجه للتدريس بالجامعات الليبية ورشحت له اثنان من ‏الضباط كبديل لى ولكن السيد الوزير رفض مطلبي بشكل مطلق بدعوى أن مديرية أمن بنغازي تحتاج ‏لقيادة رشيدة وقوية وأن تهديد الأمن فى بنغازي سينعكس على كامل التراب الليبي وحاول بكل الطرق الشد ‏من عزيمتي وثنيي عن القرار الذى اتخذته ، بل عرض علي عدة مناصب عليا فى الوزارة ولكنني رفضت ‏الابتعاد عن مدينتي التى ولدت وترعرعت فيها مفضلاً البقاء والاستمرار فى تأدية واجبي رغماً عن كل ‏الظروف التى أحاطت بي ، ولذلك فإنني لم أستاء من إعفائي من مهامي بل استأت من طريقة إعفائي التى ‏بينت مدى تأثير البعض وتدخلهم فى القرارات التى تتخذها الدولة ، وكان الأجدر أن يصدر السيد الوزير ‏قراراً بالموافقة على طلبي المجمد منذ نحو شهر بتفريغي للتدريس ويكلف بدلاً عني من يراه مناسباً لشغل ‏هذا المنصب وينتهي الموضوع بهذا الشكل وبطريقة إدارية سلسلة ومنظمة … وإليكم فيما يلي بعض ‏التفاصيل التى كانت السبب الأساسي فى إعفائي :‏
فى البداية :‏
‏ مع بداية انطلاق ثورتنا المباركة تم تشكيل مجلس تسيير مدينة بنغازي كأول جسم ينشأ فى ظل ‏الثورة برئاسة السيد الفاضل صالح الغزال وكنت أحد أعضاءه ممثلاً عن الأمن الوطني وكان مكتبي هو ‏مركز اجتماعات المجلس ويعلم الله ماذا قدم هذا المجلس فى البداية من خدمات لأهل المدينة بل ولكافة ‏مناطق ليبيا المحررة وكان أعضاء المجلس على درجة عالية من الوطنية والإخلاص والتفاني فى خدمة وطنهم ‏دون أن يخالجهم أي مطمع شخصي بل كان الدافع خالص لله سبحانه وتعالى ولخدمة وطننا الذى يتطلع ‏للحرية والانعتاق وكان كل شخص منا يعمل بجهود مضاعفة ويصل الليل بالنهار من أجل توفير كل ‏ما يحتاجه الناس من طعام ومرتبات وكهرباء ووقود فى ظل ظروف مستحيلة .‏
وبعد فترة :‏
‏ وفى نهاية شهر أكتوبر قدم السيد صالح الغزال استقالته للمجلس الانتقالي وتحصل على إجازة ‏تستمر حتى يصدر المجلس الانتقالي موافقته على الاستقالة وقد صوت أعضاء المجلس على ترشيح رئيس ‏للمجلس وتم ترشيحي وترشيح السيد فيصل الصافي كرئيس للمجلس المحلي إلا أنني رفضت مفضلاً تفرغي ‏للجانب الأمني الذى رأيت أنه الأهم فى هذه المرحلة المفصلية كذلك أعتذر السيد فيصل الصافي ، ثم تم ‏باتفاق الحاضرين ترشيح السيد جمال بالنور كرئيس للمجلس المحلي وأنتقل المجلس بعدها للاجتماع فى ‏مقره الجديد بالمكتب التنفيذي وحضرت معهم عدة اجتماعات إلا أنني لاحظت بعد فترة استعانة السيد ‏جمال بالنور بأشخاص مطلوبين للعدالة فى قضية الشهيد المرحوم عبد الفتاح يونس ففضلت الابتعاد عن ‏المجلس وخاطبت السيد جمال بالنور بكتاب مفاده أن مديرية الأمن تتبع إدارياً وفنياً لوزارة الداخلية وأنه ‏لا داعي لحضوري لاجتماعات المجلس وأن العلاقة بين مديرية الأمن والمجلس ستكون علاقة تنسيقية ، ‏وتفاجأت ثاني يوم بأحد الأشخاص يتلو فى نص رسالتى هذه بأحد القنوات المسموعة ويقول أن الدكتور ‏عاشور لازال يتمسك بالمركزية ويرجع بنا للوراء وكأنني ارتكبت جريمة !! (( وللأسف كان المتحدث ‏محسوب على رجال القانون)) .‏
بداية المواجهة :‏
‏ أتصل بي السيد جمال بالنور يسأل عن حضوري لاحتفال إشهار جمعية السجناء السياسيين ‏فذكرت له أنني مدعو للاحتفال وقلت له خلال الحديث (( وقد أكون أخطأت فى ذلك لأنني تحدثت معه ‏بصراحة وبدون مجاملة)) أن سبب عدم حضوري للمجلس هو استعانته بأشخاص مطلوبين لدى ‏النيابة العامة وأن وضعي سيكون محرجاً كوني مديراً للأمن ويفترض أن أنفذ أوامر ضبط النيابة العامة ‏وأن الأجدر هو امتثال هؤلاء الأشخاص للقضاء ويبرءوا ساحتهم أولاً ثم يمكن التعاون معهم ويبدو أن ‏رأيي هذا وصل للأشخاص المقصودين فقد بدأ الهجوم الشرس ضدي فى وسائل الإعلام من قبل ‏شخص يدعى ((مصطفى الربع)) وشخص آخر يدعى ((عادل بالقايد)) والمدعو ((الزبير الغرياني)) ‏واتهموني بحجج لا معنى لها بأن الدكتور كان يرد على مكاتبات الأجهزة الأمنية خلال شهر يناير والنصف ‏الأول من فبراير ببيانات ومعلومات تتعلق بالسيارات وهذا أمر طبيعي فالدولة كانت قائمة ويتوجب على ‏قسم المرور الرد على كافة المكاتبات التى كانت ترده من النيابة العامة والقضاء وشركات التأمين وأى ‏جهة تطلب الاستفسار عن بيانات مالكي السيارات ورخص القيادة وهذا يعتبر من الإجراءات النمطية ‏المعتادة ، وهذه للأسف كما يقولون ((حجة من لا حجة لديه )) .‏
الحقيقة :‏
‏- هؤلاء لا يدركون أن مكتبي بقسم المرور كان أول مقر لانعقاد اجتماعات المجلس المحلي ومنه انطلقت ‏التدابير والتحركات لحل الأزمات التى لحقت بالمدينة مع انطلاق الثورة من خلال أعضاء المجلس المحلي ‏وفريق آخر من ضباط الجيش ورجال الأعمال وغيرهم من الوطنيين حيث أصبح مكتبي فى ذلك الوقت ‏وجهة لكل من يريد دعم وخدمة الثورة .‏
‏- كما لا يدركون أن قسم المرور هو المبنى الوحيد التابع لمديرية الأمن الذي لم يمس أو يحرق نتيجة ‏إصراري على حراسته بنفسي صحبة المخلصين من أعضاء الأمن ـ، وفى الحقيقة وجدنا الحرص على ‏هذا المقر من أهل بنغازي نظراً لأن به أملاك ناس من سيارات محجوزة وملفات وغيرها وكنت أجد ‏دائماً الاحترام والتقدير منهم نظراً لعلاقة الود والاحترام المتبادلة بيني وبين أبناء مدينة بنغازي ليس بعد ‏ثورة 17 فبراير فقط بل منذ سنوات عديدة عندما استلمنا مهام إدارة القسم وبدأنا فى الرفع من ‏مستوى أداء رجال المرور ومحاضرتهم وتلقينهم فنون وأسس التعامل مع الآخرين وضرورة احترامهم مما ‏خلق جسراً من المودة مابين أهل بنغازي ورجال المرور ككل .‏
‏- أيضاً غاب على هؤلاء بأن مكتبي كان غرفة للعمليات العسكرية وقد ألتحق بمكتبنا منذ يوم 20 فبراير ‏تقريباً العديد من ضباط الجيش المخلصين نظراً لعدم توفر مبنى يجتمعون به وانطلقت شرارة التنظيم ‏العسكري للثورة من مكتبي بقسم المرور حيث فى ذلك الوقت لم يتشكل المجلس العسكري ولا رئاسة ‏الأركان وكانت الظروف العسكرية فى أمس الحاجة لتنظيم الصفوف ووضع الخطط والقادة ‏العسكريون الأحياء منهم الذين التحقوا بنا على علم تام بهذه الأحداث وندعو الله أن يحتسب من قدم ‏منهم روحه فداء للوطن من الشهداء الأبرار ، وانقسمت هذه المجموعة إلى فرق فريق لجمع السلاح ‏وتقديمه للجبهة وفريق للاتصال ببعض العسكريين وحثهم على الالتحاق بالجبهة وفريق لدعم الجبهة ‏بالأدوية والمعدات ، وتشكلت غرفة لاستقبال البلاغات الأمنية والعسكرية حيث حصل انفلات أمني ‏مفزع فى أول أيام الثورة وتهافت الناس على المقر الأمني الوحيد آنذاك لتقديم الشكاوي والبلاغات وكان ‏الفريق الملتحق بنا فى الأيام الأولى هو من يقوم بالتحرك العاجل لمعالجة هذه الأمور ‏
وفى تطور آخر :‏
‏-‏ وفي واقعة الاعتداء على قسم البحث الجنائي من قبل تشكيل لتحرير شخص من أعضاءه تم ‏ضبطه فى واقعة سرقة حوالي 100.000 دولار كنت مصراً على إرجاع الجاني للحجز وعرضه على ‏النيابة العامة وتوافد الآلاف من أبناء بنغازي المخلصين للوقوف إلى جانبي بسلاحهم فى فجر تلك ‏الليلة وذكروا لى بالحرف الواحد بأنهم على استعداد لمهاجمة مقر هذا التشكيل وإرجاع المتهم بالقوة ‏وهناك من أتصل بي من المنطقة الشرقية راغباً فى دعم الأمن والشرعية ولكنني جنبت المدينة هذه ‏المواجهة واستطعت بالتفاوض وبالضغط وبمساندة المخلصين من بعض التشكيلات الأمنية إرجاع ‏المتهم وحجزه وعرضه على النيابة العامة وهذا كان سبباً آخر للهجوم علي لأنني وقفت بالمرصاد ‏وبقوة ضد من يعتقد أن سيفعل ما يشاء دون أن يحاسب .‏
وفى التطورات التى صاحبت تنفيذ الخطة الأمنية :‏
‏-‏ وعند الشروع فى تنفيذ الخطة الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي قمنا بالاستعانة بالجيش ‏الوطني وتجمع سرايا الثوار باعتبار أن الأمن الوطني لا يستطيع لوحده أن يضبط الشارع العام فى ظل ‏انتشار الأسلحة الثقيلة بمختلف أنواعها ، وبدأت الخطة تسير بنجاح فى الشارع العام واستقبلها ‏الناس باستبشار وفرحة غامرة وألتحق بتنفيذ الخطة أغلب وحدات الجيش الوطني كالصاعقة ‏واللواء الأول مشاة والبحرية والشرطة العسكرية والاستخبارات العسكرية وغيرها من الوحدات ‏القتالية وتجمع سرايا الثوار الذين كانوا فعلاً فى مستوى المسؤولية وكان هدفهم مصلحة المدينة ‏فقط دون أى نوايا وأهداف أخرى إلا عودة الشرعية ودعم الأمن وكنا نتطلع بأن تكون هذه الخطة ‏نواة لخطة شاملة تطبق فى باقي مناطق ليبيا ، وكانت المرحلة الأولى من الخطة تهدف لبث الأمن فى ‏الميادين والشوارع من خلال الانتشار الأمني وضبط الأسلحة من الشارع والعمل قدر الإمكان على ‏إخفاء مظاهر السلاح من الشارع ، وكنا بصدد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة والتى تتمثل فى ‏تنفيذ أوامر الضبط والإحضار الصادرة من النيابة العامة ضد الأشخاص المطلوبين لديها والذين ‏يتعذر ضبطهم بسبب انتماء أغلبهم لتشكيلات مسلحة حيث أصبح الجهاز الأمني بالقوة الكافية ‏لضبط كل من تسول نفسه التعالي وعدم الامتثال للقضاء مهما كانت صفته .‏
‏-‏ ‏ ولكن أثارت هذه الخطة أشخاص كان وضعهم حرج ومهدد لأن مسار الخطة كان يهددهم شخصياً ‏وكان سيؤدى فى النهاية إلى ضبطهم وتقديمهم للعدالة ، وبالتالي فإن نجاح الخطة وسيرها بانتظام ‏سيهدد كل من لديه أجندة أو أهداف خاصة ولن يتمكن من إنجازها ، وللعلم هناك مجموعات ‏مسلحة ولديها سطوة تقوم بأعمال السرقة والسطو والخطف والاستيلاء بالقوة ، وقد حاولت ‏بعض التشكيلات المشبوهة الانضمام للخطة الأمنية لإضفاء الشرعية على أعمالهم واستغلال هذه ‏الشرعية فى تحقيق مآربهم ولكننا رفضنا ضم هذه التشكيلات لأن لدينا براهين ومستمسكات تدل ‏على قيامها بأعمال غير قانونية .‏
هذه الأسباب كانت من العوامل الأساسية التى دفعت البعض للعمل على إبعادي عن المشهد الأمني فى ‏المدينة ، كما لعب هؤلاء دور كبير وبذلوا جهد للضغط وعرقلة وإفشال الخطة الأمنية حتى تخلو لهم ‏الساحة .‏
أسباب طلب إعفائي :‏
‏-‏ وبسبب التهديد والضغط النفسي الممنهج ومحاولة البعض إقصائي بأى صورة واستغلال وسائل ‏الإعلام للأسف أحياناً قررت الانسحاب من المشهد لأنني بكل صدق كنت أخشى من حدوث مواجهة ‏مسلحة لا يحمد عقباها ، ثم أن علاقتى بأهل بنغازي وطيدة جداً وأبادل جل سكان المدينة الأفاضل ‏الود والاحترام والتقدير وبالتالي فإن من يهاجمني ليس لديه ما يخسره أما أنا فسأخسر الكثير من ‏سمعتي الطيبة والحمد لله بين الناس .‏
‏-‏ وأمام هذا التشويه المقصود وهذه الضغوطات والمؤامرات التى تحاك ضد كل من يسعى لعودة ‏الشرعية وبينما لم أجد أي ردة فعل من أهل بنغازي البسطاء وهم الأغلبية الساحقة الصامتة فإنني ‏اتخذت قراري وكنت أتمنى أن يستجاب له على الأقل تقديراً للسنة العصيبة وللظروف القاهرة التى ‏عانيتها فى بداية تكوين الجهاز الأمني ولكن أن تفرض تلك المجموعة التى لا تمثل إلا نفسها مطلبها على ‏سيادتكم تحت تهديد السلاح وفرض سطوتها دون أن تكلفوا نفسكم عناء التأكد والتحقق بل دون ‏أن تنظروا حتى لطلب الإعفاء المقدم مني وتوافقون عليه ثم تعينوا ما شئتم فتلك كانت الإساءة التى ‏حزت بالفعل فى نفسي وآلمتني .‏
ياسيدي الفاضل ..‏
لا أنوي بهذا التوضيح إقناعكم بالتراجع عن قراركم ، لأنني ليس لدي أى رغبة فى ممارسة أى مهام ‏وهذه النية واضحة فى إطار طلب إعفائي الموجه للسيد الوزير وكنت مصراً كل الإصرار على مطلبي لأنني ‏وصلت لنقطة لا رجعة فيها ، فقد قدمنا لهذه الثورة المجيدة فى ظروف صعبة ما لم يقدمه الكثيرون ‏ممن خرجوا الآن يحملون الشعارات ويطعنون فى نزاهة الآخرين وطالت أذيتهم كل الرموز البارزة فى ‏مدينة بنغازي .‏
‏- كل شيء موثق لدى الخيرين من أبناء المدينة وسوف يأتي اليوم الذى تتضح فيه الحقائق والأمور أما الآن ‏فإن هناك من يسيطر على وسائل الإعلام وعلى القلم الحر والكلمة الحرة كما يسيطرون على قرارات الدولة ‏، وأصبح الوضع محرج جداً ولابد من الاختيار إما الاختفاء من الساحة أو الهجوم بنفس الأساليب التى ‏ينتهجونها وهذا بالطبع ليس من أخلاقنا ولا من تربيتنا التى نشأنا عليها ‏
هل تعلم ياسيدي :‏
أن قناة ليبيا أولاً أجرت تحقيقاً صحفياً على واقعة الاعتداء على قسم البحث الجنائي ‏وأجرت لقاء صحفي معي وأعلن السيد ((نزار المتجول)) مذيع القناة أنه سيذاع بعد الفاصل هذا ‏التحقيق ولكن هذا المذيع أستقبل مكالمة هاتفية تضمنت تهديداً بالقتل وبنسف القناة إذا أذيع هذا ‏التحقيق !! – لا لشئ إلا أن التحقيق كان سيظهر الأمور على حقيقتها وسوف يكشف جزء من الخفايا ‏عن سيطرة واستحواذ هؤلاء على مجريات الأمور داخل المدينة خاصة الأمنية منها.‏
هل تعلم ياسيدي :‏
أنه عند امتثالي لقرار الإعفاء وإتمام إجراءات تسليمي لإدارة الأمن لضابط آخر حصلت ‏واقعة قتل لأحد أعضاء الخطة الأمنية وقام أحد الأشخاص المجهولين المأجورين بالتحدث عبر جهاز ‏لاسلكي وهو منتشر لدى كل الأجهزة والتشكيلات الأمنية بالمدينة بأن المعتدي ينتمى لآل ((شوايل)) وكان ‏القصد من ذلك التمادي فى التشويه حتى تخلو لهم الساحة تماماً بل للأسف تمادوا فى بث الإشاعات ‏المغرضة بأشكال مختلفة وبطرق وأساليب غريبة ، ولولا أن قدر الله وتم القبض على القاتل فى ظرف ‏ساعتين لكانت النتائج خطيرة جداً .‏
‏- هذا الأسلوب الذى تم استعماله مع عدة شخصيات فى السابق لا تقوم به إلا العصابات الخطيرة ‏والمنظمة ولا يمكن أن ينسب للثوار الذين خرجوا بدافع وطني لتحرير الوطن وليس لتحقيق مآرب خفية ‏، وديننا الإسلامي وأخلاقنا النبيلة كعرب ومسلمين بريئة من مثل هذه التصرفات .‏
‏- سيدنا نوح عليه السلام كان نبياً مؤمناً وكان ابنه مشرك وسيدنا لوط عليه السلام كان نبياً مؤمناً ‏وزوجته مشركة ،،، الله سبحانه وتعالى أنزل العقاب على المشركين دون المؤمنين ، ويجب ألا نقصي ‏مدينة أو قبيلة أو عائلة أو منطقة بسبب فعل أو تصرف قام به شخص أو أشخاص على افتراض ذلك .‏
هل تعلم ياسيدي :‏
أن الكتاب الذى وجه لحضرتكم من مجلس تسيير مدينة بنغازي لغرض إعفائي من منصبي كمديراً ‏للأمن لم يعرض أصلاً على المجلس وكل أعضاء المجلس لا يعلمون به بدليل اتصال أغلب أعضاء ‏المجلس بي شخصياً وإفادتهم بعدم علمهم بهذا القرار ، بل أن الكتاب أعده رئيس المجلس المحلي ‏ووجهه لحضرتكم استجابة لضغوطات وتلبية لرغبات الأشخاص الذين عارضت تواجدهم بالمجلس ‏لأسباب وضحتها سابقاً وبمساندة من بعض التشكيلات المسلحة الداعمة لهم .‏
هل تعلم ياسيدي :‏
إن ما جاء بالكتاب المشار إليه من أن مؤسسات المجتمع المدني تنوي تغيير مدير الأمن ليس له أساس ‏من الصحة بدليل توافد مؤسسات المجتمع المدني وإعلانهم الرفض لهذا القرار بل أن البعض قرر عدم ‏الانصياع وعدم تنفيذ القرار ولكني وضحت أنني لم أعد قادراً صحياً للاستمرار خشية حدوث فتنة أو ‏خلل أمني بالمدينة .‏
ولعلم حضرتك وهذا للتاريخ :‏
إن المجتمعات المدنية الحقيقية فى مدينة بنغازي هدفها الأساسي هو بناء الدولة وتصحيح مسار الثورة ‏بشكل حضاري وسلمي وأعتقد أن لديهم الدراية الكاملة بما يحاك ضد مدينة بنغازي وضد الثورة ‏
وللأسف الشديد فإن القلة العابثة تسيطر الآن على المشهد السياسي والإداري على الأقل فى مدينة ‏بنغازي وتعمل على السيطرة على الأدوات التنفيذية بالمدينة للوصول إلى مآربهم وأهدافهم ويمكن أن ‏يكون ذلك حتى من خلال المجلس المحلي بالمدينة .‏
أيها السيد الجليل :‏
لدي مخاوف من تنامي الضغط وتنامي الانصياع لإرادة أشخاص قد يتجهون بنا إلى الهاوية ، وكل ‏ما أرجوه هو التريث والتحقق والتأكد قبل اتخاذ أى رأي أو إجراء أو قرار حتى لا تتكرر هذه السيناريوهات ‏فى الإقصاء الغير مدروس والغير موضوعي والناتج عن أغراض شخصية قد لا تخدم الوطن ، ولا داعي ‏لأن أستعرض على حضراتكم ما سبق من سيناريوهات تمت فبركتها ضد الشهيد اللواء عبد الفتاح يونس ‏ثم السيد محمود جبريل فمحمود شمام وعلي الترهوني والسيد عبد الحفيظ غوقة والقائمة لن تنتهي ‏طالما أن قوة السلاح لها تأثير قوي على إرادة ساسة الدولة يرجى التبين والتحقق قبل اتخاذ القرار ‏وإعطاء الرأي ، وكنت أتمنى بصدق عدم تدخلكم فى هذا الموضوع حتى لا يحسب عليكم تاريخياً ‏خصوصاً وأن هذا الشأن تنفيذي بحت ويبث فيه عن طريق السلطة التنفيذية المختصة بالدولة .‏
وأخيراً :‏
فإن مستقبل ليبيا أمانة فى عنقك على الأقل خلال هذه المرحلة الانتقالية والمفصلية ، وأنا لا أطلب ‏من سيادتك شيء إلا عدم الانصياع والرضوخ لمطالب شخصية تهدف لتحقيق مصالح خاصة بل يجب ‏أن يكون النظر للصالح العام الذى هو فوق كل اعتبار مهما كانت النتائج والمخاوف والأخطار كما أرجو ‏منك نقل أي ضغوطات للشارع وهو كفيل بدحرها وردعها ، فالثورة قام بها البسطاء فى الشارع وهم ‏وحدهم قادرين على حماية ثورتهم من المتطفلين والانتهازيين .. عاشت ليبيا حرة أبية .. وعاشت بنغازي ‏بأهلها وشبابها .. والله اكبر
شاكرين لكم اهتمامكم بقراءة هذه التفاصيل.. والحمد لله على كل حال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
‏ دكتور / عاشور ‏سليمان شوايل
حررت فى بنغازي …. يوم 28/1/2012‏
صورة منه إلى /‏ السيد الفاضل وزير الداخلية /للتفضل بالإطلاع

المصدر: المنارة للإعلام

هناك 4 تعليقات:

  1. اولا الحمد لله والصلاة علي سيدنا محمد رسول الله
    لايختلف اثنان علي نزاهة السيد الدكتورعاشور او انتمائه لبنغازي اما مايخص مطالبة مؤسسات المجتمع المدني بإقالة مكير امن بنغازي وبصفتي المدير التنفيذي للإتحاد العام لمنظمات المجتمع المدني فانني اعلن بان هذا الأمر لم يناقش اطلاقا ولم تصدر به اية اجراءات بالخصوص وهذه ليست المرة الأولي التي يزج بالمجتمع المدني بإجراءات صدرت سواءامن المجلس او الحكومة ولم نكن طرفا بها .
    هذا للتوضيح والله المستعان
    مصطفي بوقرين

    ردحذف
  2. كلام ناضج ولا غبار عليه وينم علي وطنية خالصة وفقه الله في أي مكان يوكل اليه ونسأل الله أن يجد هذا الكلام أذان واعية .....والله الموفق

    ردحذف
  3. ان كان فعلا تم اعفاء الدكتور عاشور شوايل فهذا اكبر خطاء تم ارتكابه من قبل المجلس النتقالي ولو كان الاعفاء فعلا من سيادة المستشار شخصيا فالكارثة كبيرة فكيف لرجل محنك مثل المستشار مصطفى عبدالجليل ان يكون له هذه السطحية وقلة التروي ،والله ياجماعة هالراجل (اقصد د.شوايل )احرص الناس على الوطن وامن المواطن ومنذ بداية التورة باشر مهامه في الامن الوطني وبفضل شجاعنه وحنكته وحسه الامني تم احباط العديد من الانتهاكات وكان الرجل فاتح مكتبه 24 ساعة للناس والكل يعرف مدى حرصه على استقرار وامن بنغازي بل ليبيا كلها ومن هنا اقول لم يخسر الدكتور شوايل منصبه بل خسرت بنغازي وليبيا رجلا وطنيا مخلصا فالتحية له ولجميع رفاقه وضباطه وعناصره ولا يسعنا الا ان نقول لاحولة ولاا
    قوة الا بالله والله المستعان

    ردحذف
  4. لجنه سرقت أموال الليبيين (انتبهوا)
    واستغلت النازحين وباعت دماء الشهداء
    اللجنه الوطنيه لأغاثه ودعم النازحين غرب ليبيا...شكلت فى شهر 5 /2011 فى عز الازمه وكانت بأسم لجنه دعم جبهات القتال وتغير الى لجنه اغاثه ودعم النازحين غرب ليبيا وفتحت حساب واخذت مقر سوق الربيع بميدان سوق الحوت ..ومن هنا انطلقت حمله السرقه والنهب لأموال أهل الخير بأسم اغاثه النازحين غرب ليبيا حيث من شهر 5 وهم يجمعون الاموال وتوضع فى الحساب ولا يشترون بها اى شئ للنازحين بتونس حيث ان كل حاويات الاغاثه التى جاءت الى تونس علة ضهر الباخره الليدى حلومه واحده شهر 7 والاخرى شهر 8 كل ما كان محمل عليها من اغاثه لاهل الجبل والنازحين هو من الجمعيات الخيريه واهل الخير ولم تضع اللجنه قرش واحد فيها برغم ماجمعته من اموال والذى تصرف فيه على نفسها من خلال مصروفات جيب لسفرهم لتونس لمرافقه الرحله.....والسرقه الكبرى...هى اخذ مبلغ لدعم الثوار والمجالس العسكريه والمحليه والنازحين بتونس واهل جبل نفوسه فى شهر 6 وهو 2 مليون و400 و6 ألف دولار اعطاه المجلس الوطنى الانتقالى للجنه لدعم ما فات ذكره وبالفعل احضرؤ معهم فى شهر 7 مبلغ مليون و200 الف دولار فى شنطه يد يحملها شخص برفقه رئيس اللجنه الوطنيه السيد عمر امسيب واخر معه ودخلو بها جبل نفوسه ولم يخبرو احد بالمبلغ وخرجو بها لتونس وضلو فى تونس فى افخم الفنادق ومرو على النازحين فى المخيمات ولم يرأفو بحالهم ووضعو المبلغ فى حساب فى تونس ورجعو ليبيا الى االتحرير ولم يسأل احد عن المبلغ الى ان نساه الجميع ورجع كل من كان متطوع فى اللجنه ويعلم بالمبلغ الى سابق عمله وحياته وقد علمنا بأن اللجنه ذهبت بعد التحرير طرابلس وتصرف من اموال المتبرعين على نفسها اكثر ما يصرف على النازحين حيث انهم يأتو لمكان النازحين ويعطو الجمعيه التى تشرف على النازحين من قبل ان يأتو هم الى طرابلس تكليف من اللجنه واهل الخير والجمعيات كالعاده من يصرف عليهم والجهات فى طرابلس من تقوم بتعبأه مخازنهم بالتموين واللجنه تمن على النازحين وتقطر لهم ومن اكثر من اسبوعين قام رئيس اللجنه بالسفر الى تونس للاطمئنان على ما نهبه ويحسب اننا نسينه.....ولكن لتعلمو يا أعضاء اللجنه الوطنيه ان الله يمهل ولا يهمل واننا وكل من مرض ووفاه الاجل كمن النازحين نتيجه عدم تحمله واسر الشهداء احتسبنا الله فيكم يا من استغليتم النازحين وجمعتم الاموال من ورائهم ...

    يصورون ما يقوم المجالس العسكريه بجبل نفوسه بشحنه من ميناء بنغازى بمساعده ثوار بنغازى ويدعون انهم هم من قام بشراء ودعم هذه المعدات العسكريه لجبل نفوسه وهو كذب وزووووور

    يأخذو من الجمعيات الخيريه تبرعاتهم ويقطعو استكر الجمعيه ويضعو اسنكر اللجنه الوطنيه ....او يضعو استكر اللجنه فوقه

    ويصوروووو

    يزورون الحقائق .....و

    اللهم فأشهد اللهم انى بلغت

    ويمكن للجميع التحقق
    عمر امسيب يقول ان عبدالجليل هو من قال لا توزعو المبلغ وهو من جمده وفتحو الحساب فى تونس بنائآ على طلبه...المبلغ نصفه ذهب لحساب خاص فى تونس والباقى ترك فى حساب بنغازى وعندمما كشفنا على حساب بنغازى هذا حساب اللجنه فى بنغازى ...فيه بالليبي 55 الف دينار ....و800 الف دولار ...لحقو على فلوسكم يا أهل بنغازى...رقم الحساب 11749941 التجاره والتنميه قبل ما يكملوه

    ردحذف