الأحد، أكتوبر 30، 2011

بيان بشأن مؤتمر لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا



بسم الله الرحمن الرحيم


ائتلاف 17 فبراير – طرابلس و اتحاد ثوار الجنوب : بيان بشأن مؤتمر
 (لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا(
 


بيان بشأن مؤتمر(لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا)

المنعقد في 26 / 10 / 2011م - الدوحة 

في الوقت الذي يبتهج فيه الشعب الليبي لتخلصه من ربقة الذل والمهانة التي ذاقها طيلة أربعة عقود ، غيبت فيها إرادته التي تقرر مصيره في كثير من القضايا التي تهمه ، وفي الوقت الذي نشكر فيه دول العالم الحر التي شاركت في حماية مدنيي ليبيا ، ننظر ببالغ الحذر والاستغراب والحيرة إلى تشكل حلف جديد يضم 13 دولة بقيادة دولة قطر ليقوم مقام حلف شمال الأطلسي.

نود التأكيد على الآتي:
أولا: الشعب الليبي قدم التضحيات الجسام في سبيل نيل حريته واستعادة زمام الأمور ، ليكون هو مالك أمره ومصيره.

ثانيا: ينبغي على القيادة السياسية في ليبيا التشاور وتوضيح الأمور مع مكونات الشعب الليبي المختلفة قبل الإقدام على أي التزامات قد ترهن مستقبل الشعب وإرادته وتضحياته ، كما ندعوها إلى توضيح موقفها الراهن بشأن هذا الحلف و طبيعة الالتزامات التي قدمتها ، خاصة وأن المجلس الوطني الانتقالي المؤقت قد نشأ في ظروف حرب التحرير وذلك بالتوافق والتراضي العام مما يجعل مهمته منحصرة في إطار تسيير الأعمال فقط، وذلك حتى يتسنى للشعب الليبي انتخاب قيادته السياسية بطريقة ديمقراطية تمنحه الصلاحيات اللازمة لاتخاذ القرارات والتوجهات ذات البعد المصيري والاستراتيجي.

ثالثا: الثوار على أتم الاستعداد للعودة إلى استئناف حياتهم الطبيعية والعودة إلى أعمالهم بعد الاطمئنان على سير البلاد نحو الاستقرار الأمني والعسكري ، كما أن تأهيل الثوار يجب أن يكون من أولويات أي حكومة قادمة.

رابعا: المكان الطبيعي للسلاح هو الثكنات العسكرية وهذا سيتم وفق معطيات الواقع الأمني والعسكري، وأي تدخل أجنبي في هذا الشأن من شأنه أن يعقّد الأمور ويخلط الأوراق ويقود البلاد إلى منزلق خطير.


30 أكتوبر 2011

ائتلاف 17 فبراير – طرابلس                 اتحاد ثوار الجنوب


الأربعاء، أكتوبر 26، 2011

هل يحق لمصراته ان تشفي غليلها وتفرح.. ولماذا؟

سبحان الله والحمد لله ولا الاه الا الله والله واكبر، كنا قلقين نترقب نهاية تحرير ليبيا من حكم الطاغية وآخر معاقله في سرت ولكن كنا نفكر و بأستمرار حول نهاية الطاغية وعملية القبض عليه او قتله وهل سوف تاخذ وقتا ومتى و اين، ولكن ولقدرة الله عز وجل وسنته في خلقه ان يتم القبض عليه والنهاية بمقتله بنهاية تحرير مدينة سرت مسقط رأس الطاغية وتحرير كامل تراب الوطن، وكأننا كنا نشاهد مشهدا قد توقعناه وبيقين لنهاية طاغية لأنها سنة الله في خلقة، ولكن ان تكون وبهذا الدقة لشكل النهاية فهي آيه الاهية حقيقية نؤمن بها وندركها ولكن يظل عالم الغيب دائما هو الحاجز الذي يمنعنا من تأكيد ماهو مستقبلي، ولكنها تبقى اشارات قوية حتى تكتمل الصورة والمشهد بوقوعها.

تفجرت الثورة في بنغازي وبدأت الدماء تسيل والشهداء يرتفعون الى عليين، فتحركت البيضاء مؤازرة لأختها الكبرى وبكل قوة لتلحقها شحات والقبة ودرنة وطبرق والمرج و أجدابيا وباقي مدن المنطقة الشرقية، وخلال هذا الوقت تخرج مصراته والزاوية والزنتان والجبل الاشم وعاصمتنا الحبيبة طرابلس تنادي كلها وبصوت واحد (بالروح بالدم نفديك يا بنغازي)، وكل المدن انطلقت تؤاز بعضها البعض وتحاكي سموفنية عظيمة لبلد واحد اسمه ليبيا الحرة، تبعثرت الالة العسكرية والامنية الفتاكة للطاغية،ولم تستطع التحكم بمجريات الامور لتترك المنطقة الشرقية لأنها تعي تماما انها خاسرة لا محالة وتتجه للتحكم بمدن المنطقة الغربية وعلى رأسها مصراته الزاوية طرابلس وجبل نفوسه وقد يؤهل لها ذلك عملية تقسم ليبيا كورقة خرقاء ولكن روح الوطنية والجهاد ضد الطاغية وضد سنوات الظلم قد كتبها ثوار بواسل من طراز رفيع في كل المدن الليبية، عادت كتائب الطاغية لتعزز قواتها وبخطة التفرد بالمدن مدينة مدينة لتدك الجبل الغربي والزنتان بشتى انواع الاسلحة ولتدمر وتنكل بمدينة الزاوية الابية وتحرق الاخضر واليابس، وتضرب الثورة والثوار في طرابلس وتقتل الكثيرين في ليلة سوداء وتخفى الكثيرين، في الزاوية قد نبشت قبورها واغتصبت نساءها الحرائر و استشهد الكثيرين من ثوارها الاشاوس، ولا يختلف الجبل الاشم عنها ولكنه صمد لأختلاف التضاريس والجبال والمواقع فهي رحمة من الله، كانت مدن المناطق الشرقية تؤجج الثورة وتتقدم لأخواتها مدن الغرب لتساعدها و لتصل الى حدود مدينة سرت ولكنها تتراجع لقلة العتاد والسلاح والخبرة وتقدم المزيد من الشهداء وتعود بين الكر والفر والمراوحة لكثرة حشود المرتزقة والكتائب لمنعها من التقدم الى مدن المناطق الغربية، وفي هذه الاثناء كانت مصراته تدك بشتى انواع الاسلحة والصورايخ والقنابل العنقودية ولتتوغل الكتائب داخلها لأحتلالها وتركيعها وتقوم بما لم يقم به طاغية على مر التاريخ من قتل وتنكيل واغتصاب وتدمير وبشكل هيستيري وكانه سباق مع الزمن او هي مهلة لهذا الطاغية بالتحكم في مصراته وبالتالي يلعب بورقة التقسيم او العودة الى المناطق الشرقية وضربها وعلى رأسها مدينة الثورة بنغازي وهذا ما حدث لاحقا ولكن عناية الله هي اكبر واجل.
نعود الى مدينة الصمود مصراته فبعد دخول الكتائب الى داخلها توقعت انها سوف تستولي عليها ونست ان بها من الرجال والابطال والثوار ما لم يخطر على بال طاغيتهم واصبحت حرب شوارع لا هوادة فيها وسقوط المزيد من الجرحى والشهداء والابرياء وحتى الاطفال والنساء والقصص المحزنة كثيرة، نقص السلاح والذخيرة فتحرك ابناء المنطقة الشرقية بسلاحهم وعداتهم وثوارهم لمساعدة الحبيبة مصراته وعبر البحر بمراكب الصيد (يا قذافي موت موت بنغازي ومصراته خوت)، ولتصل تباعا فأصبحت الارادة اقوى وتم دحر الكتائب من مصراته بل مطاردتها شرقا وغربا وجنوبا بعد ان تركت مصراته دمارا، لن نغوص كثيرا فما لحق هذه المدينة يعجز عن ذكره الوصف، فماذا تخزن بتلك العقول والقلوب من مشاعر واحاسيس، لن نستطيع الا ان نقول هي براكين من الغل والكراهية والحقد والانتقام تجاه هذا الطاغية وكتائبه، وهذه المشاعر كانت ايجابية بمسيرة تحرير الوطن وهذا ما انطبع على باقي المدن، ولكن الاصل هي روح الجهاد ضد العدوان والدفاع عن العرض والأرض، تحررت المدن تباعا ولن ننسى تسخير الله لطير الابابيل والتي دكت الكتائب والمرتزقة و تدمير اكبر مستودع اسلحة لدول مجتمعة، حتى وصلنا الى النهاية المحتومة ونهاية حرب التحرير ليمن الله علينا بالقبض وقتل هذا الطاغية ونجله واعوانه ولتصبح الفرحة فرحتين.
ودعونا بالمشهد والاكثر رواية فقد حُوصر الطاغية بسرت فحاول الهرب شرقا فوجد جحيما مستعرا فرد غربا ولكن اسود مصراته والمدن الغربية له بالمرصاد فاصبح في لحظة مكشوفا لطائرات النيتو لتضرب ضربتها وتبعثر الرتل ليهرب الطاغية واتباعه ولم يجدوا ملجاٌ الا انابيب لتصريف المياه وهي حكمة من حكم الله وينقض عليه الثوار لهول المفاجئة غير مصدقين انهم قبضوا على الطاغية فتمسكه الايادي المصراتية وبكل قوة لتزفه الى مصراته جثة هامدة هو وابنه وقائد اركانه وبعض فلوله لقرب المسافة اولا وللحق الأنساني وروح الانتقام من نكل بخيره ابناء مصراته ودمر مدينتهم.
فهل كانوا محقين، هل ثورة الغضب وروح الانتقام والكراهية قد وصلت مداها لتصبح بركاناً عظيما ولتحقق شفاء لصدورهم المنفجرة، وهل يحق للمصارته الاستحواذ على هذا الحق دون غيرهم، وهل يحق لهم ابراز ما لحقهم من دمار وتضحيات في سبيل هذه الثورة وهل غفلت عن تضحيات باقي المدن وتضحيات ثوارها، وهل يحق لها مالا يحق لغيرها، وهل نست وفي غفلة ان ثوارها قد يمنون جهادهم ونظالهم عن باقي المدن، وهل السكوت كان ليرفع مكانتها اكثر ام مكانتها مرفوعة بتلك الدماء الزكية والتي اريقت في عدة جبهات،
الاسئلة كثيرة ولكن الاجابة واحدة هي ان مصراته تستحق ان تفرح وتشفي غليلها وتكتب اسمها في عنان السماء، نعم افرحي يا مصراته كما فرحت كل مدن ليبيا بهذا الانتصار ولكن افرحي بروح الجماعة افرحي بليبيا حرة وليس بمدينة حرة، والحكمة وبعد ان تهدأ النفوس من فرحتها ان تعودي الى حضنك الدافئ ليبيا للجميع و للجميع، واقصد ان يتحرك العقل الان والحكماء ببداية مسيرة بناء الدولة بعد الثورة، ان تكون ليبيا هي الوطن الذي ننشده لا قبلية ولا جهوية ولا عنصرية، وعلينا بتجهيز انفسنا ونتغلب عليها للمصالحة الوطنية فنحن انتقلنا من الجهاد الاصغر الى الاكبر وهو جهاد النفس.

اليوم يعلن التحرير من مدينة بنغازي ولنتذكر التاريخ جيدا 23/10/2011 وينتقل بعدها المجلس الانتقالي الى العاصمة طرابلس ليبدأ بتشكيل حكومة انتقالية سوف تقوم بكل ما يلزم لعودة الاستقرار والدولة، وهذا يتطلب عودة الثوار الى بيوتهم وتسليم اسلحتهم للجيش الوطني والذي يجب على كل الثوار الانضواء تحته او تحت باقي المؤسسات للداخلية والامن الوقائي والشرطة وغيرها او العودة الى اعمالهم واماكنهم السابقة، وهذا هو المنطق والبداية الحقيقية لبناء الوطن وليبيا الجديدة، وحتى يشعر الشعب ان ثورته ودماء ابناءه لم تذهب هباء، فالمرحلة الحالية هي الاصعب وعلينا التعامل معها بمسئولية كبيرة امام الله والوطن.

عصام عبدالله الجهاني
23/10/2011
khaled.rahim@yahoo.com

حرام عليكم...

كان دائما هناك،،
في شاشات الفضائيات، في نشرات الأخبار، في الصحف والمجلاّت، في المذياع والقنوات المحليّة، على الأوراق المالية، في المدرسة والجامعة، في المحلات والأسواق، في دورات المياه وفي حافظات الأطفال..
كان دائما هناك، كما الماء والهواء، لم يكن ثمة موضع في ليبيا بإمكانه النجاة من صور القذافي أو من مقولاته..
نعم، كان هناك منذ نعومة أظفاري، ففي المدرسة الابتدائية تعلمنّا أن التاريخ ينقسم الى مرحلتين فقط، مرحلة ما قبل التاريخ ثم تليها ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة، وتعلمنا أن ( بابا معمر) لا يقل أهمية عن (بابا سنفور)، وأن قوته لاتقل عن قوة (غرانديزر) و(رعد العملاق) الذي جاء ليحمينا..
في نشرة الأخبار كان هناك - منذ الأزل - ذاك الصوت الكئيب التعيس الذي يصيبك بالفالج النصفي قائلا: من الفصل الأول.. من الكتاب الأخضر، تليها الأخبار المفصلة والبداية دائما: استقبل (الأخو) قائد الثورة.... و ودّع (الأخو) قائد الثورة..
في مراهقتنا، تعلمنا أنه هو المراهق الأوحد، فقد أحاط نفسه بكتيبة من الشقراوات على طريقة الأساطير الإغريقية، لا للحماية طبعا، ولكن ليبعث رسالة كيميائية للشعب الليبي مفادها أنه الفحل الوحيد هنا، أدونيس الذي تتهافت النساء لحمايته، معتقدا أن شعر رأسه - الذي لايختلف كثيرا عن كومة قش - كفيل بسلب لبّ كل رعبوبة دعجاء..
مرت المراهقة على خير، وبدأت أناملنا تتحسس بفضول تلك الكرة القابعة بين أكتافنا، فاكتشفنا أنها جمجمة، وأن بها عقلا يستحق الاستخدام ونفض الغبار عليه، وفجأة، وقبل أن نفكر في التفكير، ظهر لنا وجه القذافي من مكان ما، عاقدا يديه على صدره، مسعّرا وجهه إلى علّ، ومرتديا إحدى ستائر (سيدار) المزركشة، ظهر لنا على أنه المفكر الوحيد، والمعلم الأوحد، الأديب والشاعر والفنان وراقص الباليه ومهندس النظرية العالمية الثالثة..
لم يكن ثمة من يجرؤ على ادعاء التخصص في مجال ما، فقد كان يفهم اللعبة السياسيّة أفضل من أساتذة (هارفارد)، ويشخص الأمراض أفضل من أطباء (كامبريدج)، ويتحدث في الأدب العالمي أفضل من فطاحل (أُكسفورد)، ويسلّك البالوعات أفضل من الحاج (جمعة)..
قضّ مضجعه (أبو الحروف) الذي ضاقه أن يوصف بأنه أطول من المدّ وأهدأ من السكون وأسرع من لمح العين، فقررأن يلعب دور غريمه (خربوط) ويغير المسميات دون إحم أو دستور، فألبس (أوباما) العمامة، وجعل من شكسبير الشيخ زبير، وفكك الديمقراطية الى طاولات وكراسي..
لم ينجو شيء من قبضته، غيّر أسماء الشهور والسنوات، واستبدل تاريخ هجرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بتاريخ وفاته، وأنكر السّنة وتهكم على الشفاعة، وحرّف القرآن، وتوصل الى الحل النهائي لأوجاع الانسانية في كتابه الأخضر، الذي فاجأنا فيه باكتشافات علمية ساحقة لم ينتبه لها أحد، منها أن المراة تحمل وتنجب بينما الرجل لايمكنه ذلك..
لم يكتف (الزعيم والقائد) بهذا، بل فكر وقدّر، وتذكر أنه لم يتحدث بعد في الألوان، فحمل برميلا من الطلاء الأخضر وسكبه على رأس الشعب المسكين..
كنا نعيش حالة (اخضرار) حادة، فالأعلام خضراء، والأختام خضراء، والكتب خضراء، والسيارات خضراء، والواجهات خضراء، وجثث ضحاياه خضراء، كل شيء كان أخضرا باستثناء الأرض، فهي الوحيدة التي بقيت صفراء مكفهرة تعاني الإهمال والتصحر..
لو فتحت التلفاز لوجدته يتحدث، ولو فتحت المذياع لسمعت صوته عبر الأثير، ولو طالعت الصحيفة لوجدت صورته أمامك، ولو فتحت القرآن الكريم (الطبعة الليبية) لوجدت كلمة (الناس) مكتوبة بخط يده، ولو فتحت دولاب غرفتك لخرج لك من إحدى الأدراج..
هكذا كان (معمر القذافي)، شبحٌ يطاردك في اليقظة والمنام، ديناصورٌ جوراسي يرفض الانقراض، لطالما تندّر الليبيون هامسين أن القذافي يحتفظ بسلحفاة وليدة ليتأكد إذا كانت تعيش –فعلا- مائتي عام..
لعل ما ذكرته آنفا يبررُ ردة فعلي وأنا أسمع خبر مقتله على أيدي ثوارنا الأشاوس، فقد صرت أبحلق كما المصعوق في شاشة التلفاز بين مصدق ومكذب، كان برفقتي صديق ياباني، اتسعت حدقتاه مثلي وبات يردد كلمات يابانية على وزن (مش معقولة)، طلبت منه أن يقرصني في ذراعي لأستيقظ من الحلم، أطلق شتيمة يابانية على القذافي، ولا أدري إن كانت شتيمة أم لا، لكنها بدت لي كذلك، ثم قال لي أن هذه نهاية كل طاغية أجرم في حق شعبه..
كلمات صديقي الياباني أكدت لي ما أشاهده، إنه القذافي يا قوم، القذافي الذي كان ملء السمع والبصر، يستجدي الرحمة من الثوار، رغم كونه عرّاب المقولة الشهيرة (لا شفقة لا رحمة) والتي طبقتها كتائبه بإخلاص..
كان القذافي يمسح دماءه بيده، وينظر إليها غير مصدق، كان يراها للمرة الأولى، ولسان حاله يسأل، كيف يمكن لدماء (ملك الملوك) أن تسيل؟ لقد ظنّ أن الدماء التي لابد أن تسيل هي دماء الشعب فقط..
نعم، صدق أو لاتصدق، معمر القذافي مات..
لقد صار بين يدي العدالة المطلقة، حيث لا محاكم صوريّة ولا مؤتمرات شعبية، لن يجد اليوم حارساته الشقراوات، ولا لجانه الثورية، ولا أمنه الخاص، ولا أصدقائه الأفارقة، لن يجد بانتظاره سوى محاكمة إلهية شعارها (لا ظلم اليوم)، واستقبال لن يحسده عليه أحد..
انتهى الكابوس بنهاية شاعرية عادلة، وأسدل الستار على ملحمة بطوليّة ستضاف إلى كتب التاريخ، وسُتدرّس لأجيال يأتون بعدنا، يفخرون بأنهم أحفاد من ثاروا قديما على زاحف متوحش اسمه معمر القذافي، و بأنهم جيرانٌ لآخرين ثاروا على بقية الديناصورات في ربيع عربي مزهر،،
سنطوي –أخيرا- صفحة القذافي رغم ثقل وزنها، راجياً المولى أن نستبدل كلمة (الثورة) بكلمة لذيذة جذابة هي (الدولة)..
وأقول لمن يشربون الشاي ويأكلون (الكرواسون) تحت مكيفات الهواء المنعشة، الذين يتهمون الثوار بالدموية متشدقين بمواثيق العدالة وحقوق الإنسان، أقول لهم أين كانت (فزعتكم) الإنسانية تلك قبل بضعة أشهر فقط، حينما شربتم نخب مقتل (بن لادن) الأعزل مع سبق الإصرار والترصد، بطريقة قال عنها (أوباما) شخصيا أنها كانت بشعة، وإلقاء جثته لأسماك المحيط في هتك واضح وصريح لكل الأعراف الدولية، لم ينبس أي مثقف غربي أو عربي ببنت شفة، بل لهجت ألسنتكم بالدعاء على الإرهابيين، واحتفلتم حتى ساعات الصباح الأولى بانتصار (ماما) أمريكا على الإرهاب..
ثم لمَ تحمّلون الثورة الليبية أكثر مما تحتمل؟ ألم تكن كل الثورات التي أنجبت ديمقراطياتكم الغربية مغموسة في الدماء وتسودها نزعة الانتقام؟ حتى الثورة الانجليزية التي أعقبت شلالات دم الحرب الأهلية، والتي سميت تجاوزا بالثورة (المجيدة)، اعتبرها علماء التاريخ انقلابا أكثر منها ثورة، ومع ذلك حدث خلالها ما حدث من حمامات دماء، في ايرلندة على الأقل..
ولمَ نذهب بالذاكرة بعيدا؟ هل نسيتم أن عاصمة الرومانسية والجمال (باريس) قد حدثت في شوارعها اعدامات جماعية لأكثر من تسعة آلاف فرنسي عميل للنازية قبل ستين عاما فقط، كان الرجال والنساء يجلبون من بيوتهم، ويضربون في الشوارع وتحلق رؤوسهم، ثم يعدمون عراة على رؤوس الأشهاد، والشعب من حولهم يشرب النبيذ ويتناول البسكويت، ومقاطع الفيديو موجودة على موقع اليوتيوب، شاهدوها عساها تنعش مبادئكم الانسانية قليلا..
هل نسيتم (موسوليني) وحرمه المصون؟ وماذا عن (شاوشيسكو) وعجوزه سليطة اللسان؟
فهمنا اللعبة جيدا ومللنا منها، ونعرف بالضبط متى ترتدون ربطات العنق وترسمون تعابير الاشمئزاز على وجوهكم رافعين شعارات حقوق الإنسان لاستخدامها كمطرقة على رأس الحكومة القادمة، فإما تنازلات وعقود، وإما التهديد بالمحكمة الجنائية آناء الليل وأطراف النهار..
القذافي قُتل في ساحة حرب والمعركة حامية الوطيس، وليس في منزله الآمن مثل (بن لادن)، القذافي ساعد في مقتله بعد أن خرج على الثوار بشكل مفاجيء ومربك ممتشقا سلاحه، ولم يُعدم بخطة مدروسة مع سبق الإصرار والترصد، وكلنا سمعنا كيف كان الثوار يصرخون في هستيريا واضحة غير مصدقين أنهم أمام هذا المجرم..
القذافي قتل في مواجهة مع شعب منهك نفسيا وجسديا بعد أن ذاق ويلات القتل والاغتصاب والتدمير، ولم يقتل بأيدي فرقة أمريكية من القوات الخاصة المدربة على ضبط النفس والأعصاب، أحد الثوار الذين شاركوا في قتل القذافي تم اغتصاب أخته أمام أبيه المكبّل، بعدها تم إعدام عائلته بدم بارد، فعن أي عقل تتحدثون؟ اشربوا الشاي رجاءً قبل أن يبرد..
وقبل أن أغرب عن وجوهكم، ثمة كلمة أخيرة أوجهها لمن (تبقى) من القادة العرب، الربيع العربي قد أوضح بشكل لايقبل اللغط أنكم قد درستم في ذات المدرسة، فاتبعتم جميعا نفس الأسلوب، مع اختلافات طفيفة، ربما مردّها إلى اختلاف مقاعدكم الدراسية، فلاشك أن (بن علي) و (مبارك) كانا من طلبة المقعد الأمامي، أما (القذافي) و (بشار) فكانا من بلطجية المقاعد الخلفية، و اللزج (صالح) في منتصف الصف..
لا داعي لأن تبرهنوا من أي مقعد أتيتم، فقط انظروا جيدا ومليّا في جثة (عميدكم) ملك الملوك وصقر أفريقيا الذي كان يسلي عنكم في (قممكم) العربية، بادروا إلى (فهم) الدرس اليسير ودعوا عنكم العناد وما تعلمتموه في مدرستكم تلك، قبل أن (يفوتكم القطار)، وتفاجأون بأنفسكم تحت قبضة شعوبكم صارخين في استجداء:
حرام عليكم!!
د. حكيم المصراتي
Hakim Elmusrati.Facebook.com

الثلاثاء، أكتوبر 25، 2011

إعلان التحرير بمدينة بنغازى



يوم لن ننساه... أليات كتائب القذافى بعد تدميرها على مشارف بنغازى يوم 19 مارس 2011



















يوم اعلان تحرير كامل تراب ليبيا الحبيبة


سيحتفل كل الليبين في كل عام في مثل هذا اليوم 23 اكتوبر، بتاريخ قضاء ليبيا على الطاغية المستبد (معمر القدافي) والى الأبد، والتساؤل الذي يطرح نفسه الان هنا هو: ما الذي سيتذكره الليبين في مثل هذا اليوم من كل عام؟ أتراهم سيتذكرون وجوه الحاضرين ام منصة الاعلان ام ماذا؟؟؟ في نظري فإني لم ارى في هذا اليوم أي شيء مميز أو لافت أو استراتيجي أو حتى على الأقل بروتوكولي مجهز لمثل هذا اليوم المهيب، الشيء الوحيد الذي امتاز بالتميز اليوم هو الحضور اللافت لجموع الليبين في العديد من المدن الليبية وهم ينتظرون الكثير والكثير والكثير لبناء ليبيا المستقبل، ولا أظنهم حصدوا ما نشدوه لهذا اليوم حيث اننا لم نرى استعداد كافي أو فى المستوى المطلوب لأعلان تحرير ارض ليبيا الغالية على الرغم من أن السفاح القدافي اعتقل وقتل يوم 20/10/2011 ، فكم من التواريخ على الليبين ان يحفظوا في المستقبل ولماذا؟؟؟ مع العلم اننا نقدر جيدا حساسية هذه المرحلة (المؤقتة). ونتفهم ان تتخللها ببعض الهفوات ولكن:
  • هل تميز هذا اليوم بخطب معبرة أو مضاهية لتضحيات الشعب الليبي الجبار؟؟؟ في اعتقادي لم تكن كذلك ورأيتها باهتة تنقصها الكلمات المعبرة والاشادات اللازمة في مثل هذه الاحداث واللحظات التاريخية التي لا اظنها تتكرر كثيرا في عالمنا.
  • لماذا هذا التغيب الواضح في هذا اليوم التاريخي للعديد من الشخصيات في المجلس الوطني الانتقالي والمجالس المحلية؟؟؟
  • لماذا لم نسمع من أحد من ملقيي الخطب يتكلم عن نية تقديم استقالات أو اعفاءات من مناصب حتى في مرحلة لاحقة على الرغم من الوعود المقطوعة مسبقاَ؟؟؟ ألم نصل الى بر الامان في نظرهم بعد.
  • لماذا التركيز في الحديث عن مستقبل ليبيا فقط من خلال تكوين جيش وطني؟؟؟ على الرغم من أن هيبة القانون وسريان مفعول القوانين يأتي أولاَ وقبل كل شئ، فالثورة يحميها القانون وتستمد شرعيتها منه وليس من الجيش الذي يحتاج في تكوينه الى خبرات محترفة ومبالغ طائلة قد تضاف الى فاتورة الشعب الليبي الذي لا يتوانى عن المضي في الدفع في سبيل حصد الأمان المنشود على حساب أمواله ورفاهيته.
  • غياب الرؤية الواضحة لما ستكون عليه ليبيا بعد عصر من الطغيان والقمع وكبت الحريات، فكان الليبين مطَالبين اكثر منهم مطالبين، مطالبين بتسليم اسلحتهم ولمن؟؟؟ والحكومة لاتزال غير شفافة او منتخبة، مطالبين بالعفو والتسامح ولكن مع من؟؟؟ ربما مع من سفك واغتصب الاموال والاعراض بكل بشاعة، مطالبين بالصبر والتريث ولكن الى متى؟؟؟ مطالبين بالتضحية ولكن بمن تم من؟؟؟ مطالبين بممارسة التجربة الديمقراطية على أنها نهج متعارف عليه ولكن في ظل اي شرعية وتحت اي ظروف؟؟؟ بعد تجربة 42 سنة من القمع الجبري والزج في السجون المظلمة وحواجز الخوف المرعبة في كل مكان مطالبين بــ و بــ .............. ولكن الشعب عندما خرج كان يطالب بالحرية والرفاهية والحياة الآمنة وضمان الحقوق وسيادة دولة القانون وليس ليكون مطالباً بتحقيق كل هذه الشروط بعد ان خرج ليطالب بها اصلا. هل يجب ان نقول ان فاقد الشيء لا يعطيه او ان الشعب الليبي في حاجة لان يرى ان مطالبه تتحقق من اولئك الذين يرون انهم قادرين على قيادة البلد الى بر الامان ليكونوا هم ايضا قادرين على العطاء. فطبعا لا يمكننا ان نتخيل ان كل الشعب يريد ان يصعد لسدة الحكم ليلبي ما خرج لتحقيقه، وهنا تكمن اهمية الثورة ومن الذي يمكن ان يحميها، فلا يمكن ان يقضي الشعب سنين عمره في تذكر يوم استقلاله ويوم تحريره ويوم اعلان دستوره ويوم تشكيل حكومته ولكن في الواقع تظل هذه البيانات مجرد حبر على اوراق قد يطويها الزمن وهي لاتزال في مرحلة التطبيق ولا نريد ان نصل الى ان نعتبر مشروع الحرية والديمقراطية كالكائن الذي ولد ميتا؟؟؟ فكيف للشعب ان يقدس اياما قضاها لينال حريته مالم ينالها في الحقيقة، فمبادئ الثورة تستمد شرعيتها من الشعب وتفقدها من خلاله فهو المرآة العاكسة لوجه الثورة الحقيقي وهو القادر على تكسير هذه المرآة عندما تأبى ان تقدم حقيقة ما يريد ان يراه فيها. فالصورة المشوهه لا يمكنها ان تكون حقيقة لصورة اصيلة جميلة لا تتغير لأنها صورة لمبادئ واخلاق لا يغيرها الزمن ولا يحفر بين طياتها اثرا غريبا، فكل المفكرين والمثقفين ادركوا ان قيام الثورة يعني انتصارها بالضرورة لان الثورات لا يمكنها ان تقوم الا على الحق والحقوق المسلوبة، وكما قال الامام الشعراوي رحمه الله في كلمات اخيرة قالها (ما رأيت فئتين مختلفتين اومتقاتلتين الا وتأكد انها معركة بين الحق والباطل ولابد للحق ان ينتصر لان الحق واحد وليس اثنين) فلا مناص من تحدي الشعوب وكبت حرياتها.
د. اسماعيل عبد المجيد المحيشي
23/10/2011

السبت، أكتوبر 22، 2011

تأبين الشهيد عبد القادر محمد حموده المجبرى بساحة التحرير ببنغازى

بسم الله الرحمن الرحيم
~مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} صدق الله العظيم.
أخونا الحبيب الشهيد عبد القادر حموده...
نحن نعرف انه حين يموت الرجال الشرفاء فى ميادين القتال ضد الطغاة تزغرد النسوة، وتشرق بالفرح وجوه الرجال...
ولكننا سنبكيك ردحاً من الزمن، وسنحزن على فقدك ما حيينا وسيقى لكل شيء طعم واحد... انه طعم الفراق المر.
ولكن هكذا هو قدر الرجال الحقيقيون، وهكذا هى نهاية الرجال الشجعان، وهكذا هى أيام حياتهم تمضى تباعاً فى خدمة الحق والخير والمحبة... ولا تذهب سدى أدراج الرياح... هكذا عرفنا شهيدنا وفقيدنا البطل "الحاج عبد القادر محمد حموده المجبرى"... والذى يحلو للجميع أن يناديه... "أقدير".
نحن تجمع ساحة التحرير... نتقدم بأحر وأصدق تعازينا لأسرة وعائلة الشهيد ولأنفسنا ولكل جماهير هذه الساحة... ولكل أهالى بنغازى ولأصدقائه وأحبائه، ولكل الثوار المقاتلين فى كل الجبهات والتى لم يدخر جهداً من أجلها ومن اجل أن تنتصر هذه الثورة فى كل مكان من ارض ليبيا.
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أننا نعزى كل هذه الساحة بمبانيها وهواءها ومنصتها... ومصلاها الذى طالما كان فيه وهو مؤسسه راكعاً ساجداً... رافعاً يديه للسماء مبتهلاً لله أن تنتصر هذه الثورة المباركة. ولهذه الأرض التى طالما ذرعها جيئةً وذهاباً... صباحاً ومساءاً وحتى ساعة متأخرة من الليل، لا تهدأ له حركة ولا يهنأ له بال...
أخونا الشهيد... سنبكيك طويلاً... وسنفتقدك دائماً... أخا عطوفاً ودوداً... شهماً... شجاعاً... سخياً... كريماً... صادقاً... خفيف الظل والروح لا تخشى فى الله ولا فى قول كلمة الحق لومة لائم...
ولكننا فرحين... أن حباك الله واصطفاك واختارك إلى جواره وأنت تقاتل من اجل الوطن ومن اجل إعلاء كلمة الحق... ضد الطغاة والظالمين... وهكذا يموت الرجال الأبطال... واقفين كما الأشجار مقبلين.. غير مدبرين..
فليرحمك الله رحمة واسعة
وليعوض الله الجميع والوطن فيك خيراً كثيراً
ولا نقول إلا ما يرضى الله ورسوله... إنا لله وإنا إليه راجعون.
تجمع ساحة التحرير
الجمعة 21 أكتوبر 2011
القى الكلمة عضو التجمع فتحى البرقاوى

الجمعة، أكتوبر 21، 2011

قصيدة فى رثاء الحاج عبد القادر محمد حموده المجبرى

الى كل من عرف اقدوره حموده
الى جميع أحبائه وأصدقائه ورفاقه



عزا فى اقدوره يالصحاب
علينا غاب
اليوم توارى تحت تراب
****
عزا ونديب
على الصّاحيب
اللى ما عاد اليوم قريب
اللى خلف دمع وتسكيب
رجانا خاب
طويناه اسكّر لكتاب
****
عزا وعياط
على بوكاط
دلال إلا دقره وحلاط
اللى حارب مشروط الباط
اللى ما هاب
كتايب تجرجر واعطاب
****
عزا وحداد
على النشّاد
لذيذ المقعد والميعاد
اللى أصلى وأوليد بلاد
وما ينعاب
جميله قاعد فى لرقاب
****
عزا ونكد
ويوم أسود
على قدوره عدى ما ردّ
عليه ادموعى مالا حدّ
وما ينجاب
افراقه تما لى شخشاب
****
عزا وابكا
وزاد اشلا
على اقدوره عدّى ما جا
اللى كرسيه اليوم فضا
وطاح الكاب
اللى كان مجمع لحباب
****
عزا وغريد
امعا تنهيد
على الشيخ الحر الصنديد
اللى خش اجونه وهويد
العزة جاب
فخر حصّل من غير حساب
****
عزا وعويل
بلا تبطيل
اعياط وجضّة وتولويل
على هللى ف الناس قليل
اللى رحاب
المتبسّم ضحّاك الناب
****
عزا ونوض
وما ينفضّ
على خى أسامة وعوض
الصادق من فرقاه امرض
وفيصل شاب
على صاحب باهى شرهاب
****
عزا وأحزان
ملن لوطان
على خى حميده زيدان
اللى استشهد وسط الميدان
هزم لذناب
خذا مكانه سحاب
****
عطاه الله
ونال امناه
اسجّل فى التاريخ اسماه
وعقب بو موسى لضناه
المجد اثواب
هزم بوشفشوفه الكذاب


فتحى عبد الله بالتمر

أكتوبر 2011