بعد زوال
الطاغية وحكمه المستبد الذي سرق اثنان وأربعون عاما من عمر ليبيا الفتية وما أتبعه
من جهل وتخلف ودمار للشعب الليبي والدولة الليبية والذي جعلها أكثر تخلفا من ما
يسمى بدول العالم الثالث، ها نحن نطوي تلك الصفحة المخضبة بالدماء والعناء والشقاء
لنفتح صفحة جديدة، وكأي صفحة جديدة سنبدأ بخط الأحرف الأولى في السطر الأول من هذه
الصفحة، والخطوة الأولى في هذه المرحلة وكما يسميها البعض سنة أولى ديمقراطية، ها
نحن نلتمس الطريق نسمع عن الانتخاب بعد أن كان محرمة ونشكل الأحزاب بعد أن كانت
جريمة وخيانة نسأل عن مفردات لم نكن نسمعها إلا في المحطات الفضائية لم يكن يعنينا
الأمر لأننا كنا نعيش في كوكب والعالم بأسره في كوكب، فكان الكلام عن تلك المفردات
لا يهم أي مواطن ليبي لأنه أجبر على الدكتاتورية وسخافات ما سمي بثالث نظرية وكتاب
أسود غلف بالأخضر يسوق تفاهات لعقول لم تخير يوماً لتختار بل دائماً كان السير في
اتجاه واحد أو مغادرة المكان.
ها نحن نكون الأحزاب ونخوض غمار الانتخابات نلتمس طريق السياسة دون رعب أو خوف الجميل في الأمر أننا جميعاً ننطلق من خط البداية فاثنان وأربعون عاماً كانت كفيلة بإفراغ كل الرؤوس من فكر سياسي وعقلية ديمقراطية فالجميع هنا لم يمارس تشكيل الأحزاب ولم يخوضوا الانتخابات وحتى أن جلهم لا يفقه معنى مصطلحات عدة البرلمان الدائرة الانتخابية النواب الاقتراع الحزب كلها مصطلحات جديدة على المواطن البسيط الذي سيحمل بطاقة انتخابية وربما حتى يتملكه شئ من الخوف عندما يتكلم عن هذه المصطلحات نظراً لأنه تعود في الماضي على عدم ذكرها لأنها كانت جريمة، فلا أحد سيتشدق علينا ويدعي الخبرة والدراية السابقة في هذه الأمور، فلم تجرى انتخابات في ليبيا منذ اثنان وأربعون سنة وبالتالي فمن كانت له دراية بهذه الأمور فهي ناتجة عن دراسة واطلاع واجتهاد من بطون الكتب أو وسائل الإعلام أما من حيث الممارسة فكلنا سواء تقريباً، وما نتمناه من مثقفينا والمتابعين للنظم السياسية وعلم السياسة أن ينقلوا ما درسوه لعامة الناس من خلال المحاضرات التوعوية ووسائل الإعلام ليساهموا في توضيح الصورة الغامضة عن هذه الأمور لعامة الناس.
ها هي
الأحزاب تتكون، تولد من رحم المعاناة وها هي الانتخابات تقترب شيئاً فشيئاً وعامة
الناس البسطاء الكادحون لا يعرفون ما الانتخابات وما المؤتمر الوطني وماذا
سينتخبون وكيف، كيف ينضمون لأحزاب، بل كيف يختارون من بين الأحزاب، وما المقصود
بالفيدراليين والعلمانيين والأخوان المسلمين والليبراليين، مصطلحات عديدة بسيطة
ولكنها غير مفهومة لأغلب الناس والتي على أساسها من المفترض أن ينتخب الناس
وينضموا لأحزاب، يجب أن يفهم الناس ماذا سيقدم الحزب للبلاد وما نظرته لكل
القطاعات، فرص العمل والتعليم والصحة والأمن ونظام الحكم، وبعد التوضيح الكامل
لهذه المفاهيم وغيرها من المفاهيم الأساسية، نترك لهم حرية الاختيار لحزب أو لمرشح
أو لنظام حكم أو غيره.
أما ما يحصل الآن فهو استغلال لجهل الناس بالسياسة فكل حزب يختار شخصية أو أكثر برزت في الأحداث ويقولون أنه حزب فلان أو علان، لماذا تسمية الأحزاب بأسماء أشخاص، لماذا كل التركيز على الأفراد أكثر من التوعية والإرشاد، لماذا ما زلنا نقدس الولاء للفرد وننساق كالعميان وراء أشخاص لا وراء أحزاب، مهما كانت مصداقية الصلابي وحرفية محمود جبريل وتاريخ إبراهيم صهد وذكاء علي الترهوني وموقف عبد الرحمن السويحلي وغيرهم وغيرهم،
ورغم أننا لا نطعن ولا نقلل في شأن أي منهم ولا نشكك في قدراتهم ولكن، علينا أن لا ننساق وراء الولاء للفرد، مهما كانت إيجابياته ومهاراته فلا نريد أن نصنع دكتاتوريات جديدة فالانتماء للمؤسسات وليس للأفراد يجب أن تعرفوا أنكم شعب عظيم فلتكن ثقتكم بأنفسكم كبيرة فانتم من صنع التاريخ وليس الأفراد، قبل أن تنضموا لأي من هذه الأحزاب.
تمعنوا في أهداف الحزب وتوجهاته وما سيقدمه للوطن والمواطن، واعلموا أن مؤسسي الأحزاب هم من يحتاج إليكم وليس العكس، هم من يحتاجون دعمكم وأصواتكم، هم من يجب أن يلهثوا وراء إرضائكم، فلا تتسابقوا لنيل سبق الانضمام لأحزاب دون معرفة ودراية بخطة الحزب للمستقبل ولا تندفعوا بسذاجة وراء حزب لمجرد أسماء رنانة واعلموا أن مصير ليبيا بأيديكم، ومستقبلها يتحدد بأصواتكم، أنتم من يختار نظام الحكم ومن يختار مرجعية الدولة ودستورها و مصدر التشريع فيها وكل ما عليكم هو أن تدركوا ما تريدون وتحددوا مطالبكم وتبحثوا عن من يلبي هذه المطالب مهما كان اسم الحزب ومهما كانت أسماء قيادييه فالمهم هو الجوهر وليس الغلاف.
أما ما يحصل الآن فهو استغلال لجهل الناس بالسياسة فكل حزب يختار شخصية أو أكثر برزت في الأحداث ويقولون أنه حزب فلان أو علان، لماذا تسمية الأحزاب بأسماء أشخاص، لماذا كل التركيز على الأفراد أكثر من التوعية والإرشاد، لماذا ما زلنا نقدس الولاء للفرد وننساق كالعميان وراء أشخاص لا وراء أحزاب، مهما كانت مصداقية الصلابي وحرفية محمود جبريل وتاريخ إبراهيم صهد وذكاء علي الترهوني وموقف عبد الرحمن السويحلي وغيرهم وغيرهم،
ورغم أننا لا نطعن ولا نقلل في شأن أي منهم ولا نشكك في قدراتهم ولكن، علينا أن لا ننساق وراء الولاء للفرد، مهما كانت إيجابياته ومهاراته فلا نريد أن نصنع دكتاتوريات جديدة فالانتماء للمؤسسات وليس للأفراد يجب أن تعرفوا أنكم شعب عظيم فلتكن ثقتكم بأنفسكم كبيرة فانتم من صنع التاريخ وليس الأفراد، قبل أن تنضموا لأي من هذه الأحزاب.
تمعنوا في أهداف الحزب وتوجهاته وما سيقدمه للوطن والمواطن، واعلموا أن مؤسسي الأحزاب هم من يحتاج إليكم وليس العكس، هم من يحتاجون دعمكم وأصواتكم، هم من يجب أن يلهثوا وراء إرضائكم، فلا تتسابقوا لنيل سبق الانضمام لأحزاب دون معرفة ودراية بخطة الحزب للمستقبل ولا تندفعوا بسذاجة وراء حزب لمجرد أسماء رنانة واعلموا أن مصير ليبيا بأيديكم، ومستقبلها يتحدد بأصواتكم، أنتم من يختار نظام الحكم ومن يختار مرجعية الدولة ودستورها و مصدر التشريع فيها وكل ما عليكم هو أن تدركوا ما تريدون وتحددوا مطالبكم وتبحثوا عن من يلبي هذه المطالب مهما كان اسم الحزب ومهما كانت أسماء قيادييه فالمهم هو الجوهر وليس الغلاف.
نقلا عن ليبيا المستقبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق