هي خيار أو
حل سياسي قد تحتمه.. وتدفع إليه ظروف موضوعية.. وحسابات واقعية على الأرض.
قراءة
الظروف والحسابات وتوقيتها هو ما قد نختلف حوله.. ما بدر من هجوم على الدعوة إلى
الفيدرالية
يدعو إلى
التوقف قليلاً ومحاولة الفهم.. وإبداء وجهة نظر في الموضوع الذي اشتعل..
وتحول إلى
مكب لعنات.. أو "مرجم" شيطاني.. وموضع "طحلبة" للفدراليين..
أقحمت حتى
من لم يكلف نفسه قراءة صفحة واحدة عن معنى الفيدرالية..
ولا عن
تاريخها في ليبيا..
بعد أن
كان الموضوع مجرد أراء وكتابات وحوارات تعلو وتخفت.
كتب
الكثير من الطرفين مُدافعاً أو مُهاجماً..
لا نشكك
في وطنيتهم وإخلاصهم وحرصهم على ليبيا وسلامة ووحدة أراضيها..
ما أود الإشارة
إليه هو أن هناك أخطاء فادحة حدثت.. هددت المجال الحيوي.. والبنية الأساسية..
للمواطنين الليبيين القاطنين في شرق ليبيا.. في الحيز المكاني الذي اصطلح على
تسميته برقة..
هذا
المجال وهذه البنية التي كانت مُنتهكة ومدمرة لأكثر من أربعين عاماً.. والذين رأوا
في ثورة 17 فبراير مرحلة مُضيئة مفعمة بالأمل.. لا يجبر فيها المواطن مرة أخرى
لتوقيع رسالة عناء قطع مسافة 2000 كم ذهاب وعودة.. يصادفه سؤ الطالع
"الحارن".. المسئول غير موجود..
تعال الأسبوع
الجاي..
هل تعرفون
ماذا يعني هذا لمواطن قادم من طبرق.. تائه في طرابلس..
ولم يدخل
جيبه مائة جنيه مكتملات.. فيما تصب عائدات الناقلات العملاقة للنفط..
المبحرة
من ميناء مدينته.. في جيوب اللصوص الجُدد.. المنتقلين إلى العاصمة..
المحتمين
بسلطتها وسطوتها البيروقراطية العتيدة.
توظيف دم
الشهداء.. أو أية دماء زكية طاهرة سالت على تراب ليبيا.. يمكن أن يستخدمه بطريقة
مُعاكسة أيضا.. المتحصنين في خنادق الضفة الأخرى.. فهو شعار فضفاض.. مُخادع..
وقاتل.. كرفع المصاحف.. والبكاء على قميص سيدنا عثمان.. الممزق والملطخ بالدم.. مثل
شعار (الشعب سيد الجميع) .. خطورتها تكمن في سهولة تحويلها إلى تهم مُعلبة.. يتم
تثبيتها كرأس حربة لإزاحة الخصوم..
خمسة أخطاء
كارثية كادت أن تحول الفيدرالية إلى حقيقة ماثلة:
الأول: إعادة
إنتاج وتكثيف المركزية..
بعد أن
تدافعت الحكومة.. والمجلس الوطني إلى حجز أماكنهم في أجنحة أصحاب الفخامة
.. والمسارعة إلى طرابلس بعد تحريرها.. وإطلاق التصريحات.. والوعود المُلبسة بألوان
قوس قُزح.. وترك بنغازي منبت الثورة.. "منش للريح".. وعرضة لعوامل
التعرية..والتثاؤب والكساد.. وإقليم يتسول الصدقة "لله يامحسنين"..
وطمس لأحلام سكانه التي تبرعمت بعد ثورة 17 فبراير..
الثاني:
مظاهر البذخ والتبذير التي استفزت صفوف المُنهكين.. المنتظرين للسيولة وتحسن الأوضاع.. في
مناطق الشرق..
"يا
آل الخطاب.. ستكونون أول من يجوع وأخر من يشبع".. قالها سيدنا عمر بن الخطاب
حين استلم مسئولية الحكم.
عضو مجلس
وطني يضبط بفاتورة 120 ألف دولار.. أما السيد شمام بعد نشر الموضوع.. على بالكونات
الفيس بوك.. أكد انه سيدفع المصروفات من جيبه الخاص..
لماذا لم
تدفع من الأول من جيبك الخاص؟.. وما الذي أبقاكم في هذه الفنادق الفارهة؟
في الوقت
الذي لا يجد سائق التاكسي الذي لا توجد فيه ما يوحي بالحياة
عدا شارة
ضوئية ضئيلة.. كما "لهلوبة" شمعة.. لا تبين معالم الطريق..
لا تكشف
عن حفرة.. ولا تفضح "صالتو"..
ثمن
" قرنبولي" لابنتيه.. ولا طريقة لعلاج أخيه المصاب بالصرع..
سوى
بوضع"مفتاح ذكر" داخل قبضة يده.
لقد خنقته
العبرة وهو يسرد مأساته..
"شن
اندير بالله عليكم.. وفي رقبتي عشرة انفس"..
اعرف أن
هذه فرصة انتخابية.. وطريقة ميسرة لسرقة العواطف والأضواء..
وسوق
رائجة لعرض العضلات الوطنية..
تزاحمت
تصريحات المسئولين المُهاجمة لإعلان الفيدرالية..
في ذات
الوقت الذي كانت فيه 170 من جثامين شهدائنا الأبطال..
الذين تم
العثور عليهم في المقبرة الجماعية في بن جواد..
توارى
الثرى.. في مقبرة الهواري في بنغازي..
هل شاهد أحدكم
احد من هؤلاء في مراسم التأبين؟..
الثالث:
تقسيم 102 مقابل 60.. 34.. سيادة واضحة للغرب..
في أية
دسترة أو تنظيم أو هيكلة قادمة..
وكوة أخرى
في جدار الثقة "المتهربك" أصلا..
الرابع:
تجاهل دستور 51 الذي كان يمكن البناء عليه والتعديل فيه بما يناسب المرحلة..
الخامس:
تمكن ثوار الزنتان.. وما أدراك ما ثوار الزنتان.. من السيطرة على المرافق الإستراتيجية
والحيوية في العاصمة طرابلس..
وغدوا قوة
احتلال.. مع احترامي للطيبين منهم..
تُجيد فن
التقاط الصور مع الفتيات. و ممارسة تكتيك الاصطفاف الجهوي..
وتدليع
مجرم الحرب (سيف).. على خلفية صلة الرحم.. وإحياء تراث " خوة الجد"..
حول
"القصعة"..
والارتهان
إلى منطق القوة.. وتوالي تصريحات السيد ناكر بتهديد مصر.. وقفل الحدود معها..
واللعب بأعواد الثقاب في الحدود الدولية.. والتلويح بخوض حروب خارج مدينته..
وقلاعه المحصنة في العاصمة طرابلس .
من جرى
تسريب أسمائهم من اللجان الثورية.. في قائمة أنصار ودعاة الفيدرالية.. يجب أن
يختفوا من المشهد السياسي الليبي.. سواء كانوا من أنصار الفيدرالية.. أو دعاة
المركزية..أو مشجعي اللامركزية بشقيها المقيد والموسع.. تطبيقاً لمطالب الشارع
الليبي التي تمثلت في مظاهرات ميدان الشجرة..
وميدان
الجزائر بطرابلس .
السيد
محمود الورفلي احد دعاة (النظرية العالمية الثالثة ) سابقاً..
من تلاميذ
(القائد) زمن المشانق .
يحب تكرار
مصطلح (الحُذًاق)..
الذي أوردته
النظرية..
النظرية
التي أعلنت حرب الإبادة على الشعب الليبي..
يدعو
حالياً إلى إعدام دعاة الفيدرالية...
ثمة
مفارقات تدعو إلى التأمل..
اعتقد انه
كان هناك تسرع في إعلان الفيدرالية.. وتجاهل ولا نتهم النوايا.. لأصوات كثيرة ليست
مع فكرة إعلان الفيدرالية.. وقفز على حقائق الشرعية الممنوحة للمجلس الوطني رغم كل
كبائره..
الحل يكمن
في الاحتكام إلى رأي الشارع وإجراء استفتاء بخصوص الفيدرالية .
السيد إبراهيم
الزغيد.. ضد الفيدرالية ولكن استند إلى دستور 51 بجعل بنغازي عاصمة تنفيذية..
إلى جانب
طرابلس العاصمة السيادية فيما يدعو السيد عبد النبي بوسيف ياسين وهو من أنصار
الفيدرالية ومن أوائل من كتب عنها في مقالته أعداء الفيدرالية إلى إعادة مجلس الشيوخ لضبط
التوازن بين الأقاليم.. وضمان حقوق الأقليات.
رأيان
جديران بأن يؤخذا بعين الاعتبار..
ووجد
السيد سعد النعاس أن هناك ايجابيات تحققت لأهلنا في الغرب الليبي..
من إعلان
الفيدرالية رغم عدم قناعته بها..
منها انه
سيتم الضغط على التشكيلات المسلحة في الغرب.. لإعادة المنافذ السيادية إلى سلطة
الدولة..
ايجابية أخرى
أضيفها إلى ايجابيات النعاس.. وهي استحالة العودة إلى مركزية السلطة..
واتخاذ
القرار .
كما أن الإصرار
عليها.. أو تنفيذها بطريقة الأمر الواقع.. واستمرار التخبط..
وعدم
الحصول على إجابات..
والتلكؤ وتكرار
الوعود المجوفة.. والتجمد عند العتبة صفر.. والاكتواء بلسع الأكاذيب..
واستمرار
التسويف وتراكم الملفات.. وتداخل السلطات.. وتضارب الصلاحيات..
وهذيان
الوزارات.. حينما يغرز الإهمال وعطب الأجهزة.. أنيابه القاتلة في أجساد المرضى..
في مستشفى
الهواري في بنغازي..
تُطالعنا
معالي الوزيرة الدكتورة الحمروش.. في لقطة تذكارية مع مقاتلات الميج العائدة
بسلام..
هل استقال
احد..؟.. هل اعتذر احد..؟.. هل ضاعت أرواح المرضى هباء..؟ .
مجمل ذلك لا
يؤدي فقط إلى الفيدرالية.. للذين يرونها مُرادف للغولة..
بل سيقود
لاحقاً إلى انفلات .. وحدوث التبعثر الحقيقي.. وثورة جديدة.. على الإدارة المركزية
في طرابلس وانفصال الشرق بالكامل.. وتصدعات في المُقسم.. وهذا مالا يحبذه احد..
ولا حتى
السيد احمد الشريف.. الذى جرى وصفه في محاولة لتشويهه بأنه أمير برقة..
وأكد بكل
وضوح انه ليس من دعاة التقسيم .
قد تجبرك
لحظة زمنية فارقة إلى اللجوء إلى الفيدرالية هرباً من التقسيم..
اسعد
العقيلي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق