خلال الجلسة الخامسة والعشرين، يوم الثلاثاء 7 أغسطس 1951، للجمعية الوطنية التأسيسية الليبية، تم مناقشة واستنكار تصريحات بشير السعداوي لإذاعة الشرق الأدنى عن مراسلها في بنغازي بما يفيد طلبه من الحكومة المصرة العمل على إرجاء الاستقلال إلى حين التوصل إلى وضع يرضى عنه الشعب الليبي وموافقة مصر على ذلك ثم قرار الجمعية الوطنية بالسعي للتأكد من ذلك والاحتجاج.
وبعد عرض جدول الأعمال سأل العضو المحترم السيد خليل القلال هل لدى المكتب وثائق رسمية أو شبه رسمية تدل على أن البشير بك السعداوي أدلى بالتصريحات المشار إليها؟
فأجابه العضو المحترم السيد سليمان الجربي بأن ليس لدى مكتب الجمعية سوى ما نشر على جريدة طرابلس الغرب نقلاً عن بعض الإذاعات العربية ثم قرأ النص:أذاعت محطة الشرق الأدنى مساء يوم الثلاثاء الماضي رسالة لمندوبها الخاص في بنغازي جاء فيها ما يلي: طلب بشير بك السعداوي رئيس المؤتمر الوطني في طرابلس من الحكومة المصرية أن تطلب من الجمعية العمومية للأمم المتحدة عندما تبحث قضية ليبيا في دورتها المقبلة في باريس إرجاء استقلال ليبيا حتى يكون هذا الاستقلال موافقاً لرغبات الشعب الليبي وقد قبلت الحكومة المصرية هذا الطلب.
طلب الرئيس بعض المعلومات عن مدى صحة هذا النبأ فأجابه السيد خليل القلال بقوله نحن كأفراد يصعب علينا استقصاءه والتثبت من صحته ولكن أظن أن الحكومة لها من الوسائل ما تتمكن به من تأكيد هذا الخبر أو نفيه فأفاد العضو المحترم سليمان الجربي بأنه اتصل بالحكومة واستفسر منها عن علمها بصحة الخبر فأفادته بأن ليس هناك ما يؤيده رسمياً وعلى كل فربما تصل فيما بعد بعض الأنباء المفيدة.
فقال العضو المحترم السيد خليل القلال أن الخبر من حيث هو محزن ومن شأنه أن يسيء إلى القضية الوطنية غير أن الجمعية الوطنية التي حافظت على كرامتها دائماً وربأت بنفسها على النزول إلى حضيض المنابزة والمهاترة رغم الحملات العنيفة التي قام بها بعض من ذوي الأغراض السافرة وبعض السذج الضالين يجب أن تستمر على خطتها الرزينة وحيث ليس لدينا تصريح رسمي يدل على أن الجهة التي نسب إليها الخبر قد قالته فعلاً فإني أرى أن نتريث حتى نتأكد من صحته، وعندها يقوم المكتب باتخاذ ما يلزم من استنكار واحتجاج.
فأجاب السيد سليمان الجربي بأن المكتب ساع للتأكد وإذا الجمعية تكلف المكتب فيما إذا ثبت لديه صحة أي نبأ أن يقوم باستنكاره والاحتجاج عليه فإن المكتب سيضطلع بذلك.
وهنا طلب الرئيس من الأعضاء أن يبدوا رأيهم فيما إذا يفوض المكتب أو يؤجل البحث إلى جلسة أخرى، فرأى العضو المحترم السيد سالم المريض أن تتريث الجمعية حتى تتصل بالبشير بك السعداوي وتستجوبه عن التصريح المعزو إليه، فقام العضو المحترم السيد خليل القلال وقال أوافق الزميل المحترم على التثبت وتحري صحة الخبر بينما أعارضه في الاتصال بالبشير بك السعداوي.
فقال الرئيس إذاً يؤجل هذا الموضوع إلى ما بعد التحري والتثبت من صحة الخبر أو عدمه.
فقام العضو المحترم السيد المبروك الجيباني وقال فقد اطلعنا على التصريح الذي نشرته جريدة طرابلس الغرب وأطلعنا على نفيه بجريدة شعلة الحرية فإذا لم يصدر من البشير بك السعداوي ما يكذب ما نسب إليه وإذا لم تعثر الجمعية على ما يؤيده ويثبته فما العمل الذي يجب على الجمعية أن تقوم به إذ ذاك؟
فقال السيد خليل القلال إن الجواب بسيط وذلك لأن الخبر إذا كان صحيحاً فلابد أن تنشره الجرائد المصرية ويكون له صدى في الأوساط السياسية وتتناقله الدوائر الدبلوماسية فيكون ذلك بمثابة تأكيد وتثبيت له.
وهنا تقدم السكرتير السيد سليمان الجربي باقتراح يرمي إلى أن تنوب الجمعية المكتب على استقصاء الخبر والتأكد منه فإذا ثبت لديه يقوم بما يجب من كتابة الاحتجاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق