وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الأدب لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي رحمه الله تعالى:
يَقُولُــونَ لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا *** رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمْ هَانَ عِنْدَهُمْ *** وَمَـنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَـانَ كُلَّمَا *** بَدَا طَــــمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا
وَمَا كُلُّ بَــرْقٍ لاَحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي *** وَلاَ كُـلُّ مَنْ لاَقَيْت أَرْضَاهُ مُنْعِمَا
إذَا قِيلَ هَــذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى *** وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُــرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا
أُنَهْنِهها عَــنْ بَعْضِ مَا لاَ يَشِينُهَا *** مَخَــافَةَ أَقْوَالِ الْعِـدَا فِيمَ أَوْ لِمَا
وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُـهْجَتِي *** لِأَخْـدُمَ مَنْ لاَقَيْت لَكِــنْ لِأُخْدَمَا
أَأَشْقَى بِهِ غَــــرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً *** إذًا فَاتِّبَـاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا
وَلَوْ أَنَّ أَهْــلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ *** وَلَـوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُـوسِ لَعُظِّمَا
وَلَكِــنْ أَهَانُوهُ فَهَـــانَ وَدَنَّسُوا *** مُحَيَّاهُ بِالأطْمَــاعِ حَتَّى تَجَهَّمَـا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق