الذي جعلني أدخل بقلمي إلى مستنقع الفساد هو السباق المحموم الذي أضحى واضحاً للعيان من خلال رموز نصّبت نفسها أوصياء علينا، وعلى الوطن، وتوهَّمت بأنها وحدها من يحق لها أن تأكل كعكة هذا الوطن، لأنها دفعت الكثير - ولانعرف ماهو – لأجل هذا الوطن.
كلام يرتعد منه القلم، ويخفق من خلاله القلب، وتتغير بإذنه كل الثوابت، فالذين عهدناهم ينبزون من يركب سيارة فارهة بأنه برجوازي أصبحوا أنفسهم من يتسابق على اقتناء أفضل وأغلى سيارة في السوق، بل في العالم، إلى أن وصل بأحدهم أن أهدى ابنه الذي تحصَّل على الثانوية العامة بتقدير عام جيد سيارة لاندكروزر ذات الدفع الرباعي، مسكين هذا الابن فأحلامه في السيارات قد وصلت منتهاها منذ البداية، ومسكين هذا الأب الذي سيفكر كثيراً في الذي سيهديه إلى ابنه عندما ينجح في الجامعة.
أما الذين أفرغوا أدمغتنا وملأوها بمناهج رثة، وأدلجُونا بشعارات رنّانة تنادي بالمساواة والاشتراكية، هم أنفسهم الذين نجدهم الآن يعقدون قران أبنائهم في الفنادق الفارهة، بل إن أحدهم عقد قرانه الثاني في دولة مجاورة، وبطاقات الدعوة التي وزعها كانت مصحوبة بتذاكر سفر وحجوزات في فنادق الخمسة نجوم.
أما الذين أشرفوا على تطبيق القانون رقم 4 وقانون "من أين لكَ هذا" ما الذي سيحدث لو طُبقت هذه القوانين عليهم الآن، فأغلبهم يتسابقون على التملُّك في كل حي فاخر، وتملُّك المزارع والاستراحات والشقق أيضاً ـ الحمد لله ـ تجدهم في كل مكان، وأول من يستفيد، مع العلم أنهم أوهمُونا بأنهم آخر من يستفيد.
والذين أقفلوا المحال التجارية، وأمموا أموال الناس بحجة الحرب على البرجوازية والإقطاعية ومحوِ الطبقية، وشيدوا لنا الأسواق وأسسوا الشركات العامة كلٌ فيما يخصه، الأهلية للملابس، والعربية للمشروبات، والعامة للأثاث، والوطنية للمواشي واللحوم، وغيرها للبلاط، والأحذية، والصابون، هم أنفسهم من أَفشل هذه الشركات، وأحرق الأسواق، وهم أنفسهم من حوّل المعسكرات إلى فلل ومحال تجارية، وحوّل الغابات والمناطق الخضراء إلى مزارع خاصة، والغريب أننا نعرفهم جميعاً، والأغرب أنهم يعرفون أننا نعرفهم، ونعرف أين يعالجون، وهم الذين تسبَّبوا في تردِّي مستشفياتنا، ونعرف أين يدرس أبناؤهم وهم الذين أخروا التعليم في بلادنا وجعلوه حقل تجارب، ونعرف أين يصطافون وهم الذين احتكروا أجمل المصائف وشوَّهوا الباقي باستغلالهم المحاجر، ونعرف أيضاً أين يضعون أموالهم التي سُرقت منا وكيف يستثمرونها.
سباقٌ كل يوم يحتد، والقاعدة صارت استثناءً، سباقٌ كل يوم يتجدد حسب الشكل الذي يناسبهم، سباقٌ كل يوم يحقق نجاحاته الخاصة؛ فيما النتائج السلبية يحصدها الوطن، سباقٌ كل يوم يتخذ منحى جديداً ومع ذلك لا نوقفه، بل لا نستطيع إيقافه، المتبارون هم أنفسهم، هم الأذكياء، وهم الحذاق، وهم الفائزون دائماً مع اختلاف التراتيب وتبادل المواقع، هم وحدهم من يمتطون صهوة اللكزس التي كانت لديهم رمزاً للرأسمالية، وهم وحدهم عُرَّاب التجارة والتي كانت رمزاً للسمسرة والاستغلال، وهم وحدهم وكلاء الشركات الأجنبية والتي كانت رمزاً للرجعية، وهم وحدهم من في بيوتهم الخدم والسائقون والتي كانت لديهم رمزاً للرق والعبودية.
الحديث يطول والكلمات تتسابق على السطور، والحمد لله الصحة بألف خير، والتعليم مزدهر، والرشوة بالاتفاق، والعقود بالنسبة، وتُدفع مقدماً، والغش يضرب أطنابه، والبُنية التحتية متهالكة، والشركات الأجنبية توقِّع عقودها في الفنادق، والشوارع مزدحمة، والمتسولون في كل الإشارات الضوئية، والمنافذ البرية تعج بالمرضى، والمخدرات تُباع على الأزقة، أما الخمور فهي مباحة، وتجَّار الأعضاء أعلنوا عن وجودهم، ومليونيرات التعويضات تكرَّشت بطونهم واشتروا كل شيء، والتفاوت الطبقي أصبح يكشِّر عن أنيابه، وخط الفقر صار واضحاً، وسباق الفساد في أَوْجُه، وعربة الإصلاح متوقفة والمؤتمرات الشعبية عُقدت ولم يعلم بها إلا نفرٌ قليلٌ، والرقابة تغطُّ في سباتٍ عميق، ومؤتمر الشعب العام سينعقد، وستكون هناك مساءلة. والغريب أنهم أيضاً يعرفون كل شيء، ولكن.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كلام يرتعد منه القلم، ويخفق من خلاله القلب، وتتغير بإذنه كل الثوابت، فالذين عهدناهم ينبزون من يركب سيارة فارهة بأنه برجوازي أصبحوا أنفسهم من يتسابق على اقتناء أفضل وأغلى سيارة في السوق، بل في العالم، إلى أن وصل بأحدهم أن أهدى ابنه الذي تحصَّل على الثانوية العامة بتقدير عام جيد سيارة لاندكروزر ذات الدفع الرباعي، مسكين هذا الابن فأحلامه في السيارات قد وصلت منتهاها منذ البداية، ومسكين هذا الأب الذي سيفكر كثيراً في الذي سيهديه إلى ابنه عندما ينجح في الجامعة.
أما الذين أفرغوا أدمغتنا وملأوها بمناهج رثة، وأدلجُونا بشعارات رنّانة تنادي بالمساواة والاشتراكية، هم أنفسهم الذين نجدهم الآن يعقدون قران أبنائهم في الفنادق الفارهة، بل إن أحدهم عقد قرانه الثاني في دولة مجاورة، وبطاقات الدعوة التي وزعها كانت مصحوبة بتذاكر سفر وحجوزات في فنادق الخمسة نجوم.
أما الذين أشرفوا على تطبيق القانون رقم 4 وقانون "من أين لكَ هذا" ما الذي سيحدث لو طُبقت هذه القوانين عليهم الآن، فأغلبهم يتسابقون على التملُّك في كل حي فاخر، وتملُّك المزارع والاستراحات والشقق أيضاً ـ الحمد لله ـ تجدهم في كل مكان، وأول من يستفيد، مع العلم أنهم أوهمُونا بأنهم آخر من يستفيد.
والذين أقفلوا المحال التجارية، وأمموا أموال الناس بحجة الحرب على البرجوازية والإقطاعية ومحوِ الطبقية، وشيدوا لنا الأسواق وأسسوا الشركات العامة كلٌ فيما يخصه، الأهلية للملابس، والعربية للمشروبات، والعامة للأثاث، والوطنية للمواشي واللحوم، وغيرها للبلاط، والأحذية، والصابون، هم أنفسهم من أَفشل هذه الشركات، وأحرق الأسواق، وهم أنفسهم من حوّل المعسكرات إلى فلل ومحال تجارية، وحوّل الغابات والمناطق الخضراء إلى مزارع خاصة، والغريب أننا نعرفهم جميعاً، والأغرب أنهم يعرفون أننا نعرفهم، ونعرف أين يعالجون، وهم الذين تسبَّبوا في تردِّي مستشفياتنا، ونعرف أين يدرس أبناؤهم وهم الذين أخروا التعليم في بلادنا وجعلوه حقل تجارب، ونعرف أين يصطافون وهم الذين احتكروا أجمل المصائف وشوَّهوا الباقي باستغلالهم المحاجر، ونعرف أيضاً أين يضعون أموالهم التي سُرقت منا وكيف يستثمرونها.
سباقٌ كل يوم يحتد، والقاعدة صارت استثناءً، سباقٌ كل يوم يتجدد حسب الشكل الذي يناسبهم، سباقٌ كل يوم يحقق نجاحاته الخاصة؛ فيما النتائج السلبية يحصدها الوطن، سباقٌ كل يوم يتخذ منحى جديداً ومع ذلك لا نوقفه، بل لا نستطيع إيقافه، المتبارون هم أنفسهم، هم الأذكياء، وهم الحذاق، وهم الفائزون دائماً مع اختلاف التراتيب وتبادل المواقع، هم وحدهم من يمتطون صهوة اللكزس التي كانت لديهم رمزاً للرأسمالية، وهم وحدهم عُرَّاب التجارة والتي كانت رمزاً للسمسرة والاستغلال، وهم وحدهم وكلاء الشركات الأجنبية والتي كانت رمزاً للرجعية، وهم وحدهم من في بيوتهم الخدم والسائقون والتي كانت لديهم رمزاً للرق والعبودية.
الحديث يطول والكلمات تتسابق على السطور، والحمد لله الصحة بألف خير، والتعليم مزدهر، والرشوة بالاتفاق، والعقود بالنسبة، وتُدفع مقدماً، والغش يضرب أطنابه، والبُنية التحتية متهالكة، والشركات الأجنبية توقِّع عقودها في الفنادق، والشوارع مزدحمة، والمتسولون في كل الإشارات الضوئية، والمنافذ البرية تعج بالمرضى، والمخدرات تُباع على الأزقة، أما الخمور فهي مباحة، وتجَّار الأعضاء أعلنوا عن وجودهم، ومليونيرات التعويضات تكرَّشت بطونهم واشتروا كل شيء، والتفاوت الطبقي أصبح يكشِّر عن أنيابه، وخط الفقر صار واضحاً، وسباق الفساد في أَوْجُه، وعربة الإصلاح متوقفة والمؤتمرات الشعبية عُقدت ولم يعلم بها إلا نفرٌ قليلٌ، والرقابة تغطُّ في سباتٍ عميق، ومؤتمر الشعب العام سينعقد، وستكون هناك مساءلة. والغريب أنهم أيضاً يعرفون كل شيء، ولكن.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
منصور الأحرش
موقع جيل - 11/11/2010
موقع جيل - 11/11/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق