إذا نظرنا للقرآن الكريم على أنه كتاب هداية، بمعنى أننا نتأمل ما فيه من القوانين والمبادئ نجد أنه يحتوي على سنن إلهية. وتتسم سنن الله سبحانه وتعالى بثباتها وباطرادها عبر الزمان والمكان، فهي لا تتغير ولا تتبدل. وتلك السنن الإلهية بذلك الثبات والاستقرار كونت فطرة الله التي فطر الناس عليها، وكانت جزءا من مكونات عقل المسلم تساعد في التعامل مع الكون وفهمه. وتتضح تلك السنن الإلهية من مطالعة كتاب الله المسطور (القرآن الكريم)، كما أننا يمكن أن نعدها دليل التعامل مع كتاب الله المنظور (الكون). وكتاب الله المنظور هو بيئة تطبيق الإيمان بكتاب الله المسطور، فكلا الكتابين لا غنى عنهما في الوصول إلى رب العالمين وبلوغ سعادة الدارين.
فما اتضح لنا سمات سنن الله وأشكالها، يجعلنا نؤكد على أن دراسة السنن الإلهية بل واستقلال علم بدراستها وبيان علاقتها مع المبادئ العامة القرآنية أصبح واجبا يمكن أن يفيد الإنسان والإنسانية بنظرة جديدة لمجموعة العلوم الاجتماعية والإنسانية ويمكن بهذه النظرة أن تتهيأ لتجديد علمي واع للخطاب الديني.
وإذا ذهبنا نفصل القول في كل السنن الإلهية لاحتجنا إلى مجلدات، ولكننا نضرب مثالا لهذه السنن بالحديث ثلاث سنن منها وهي: 1- سنة التكامل، 2- سنة التدافع، 3- سنة التوازن.
أ.د. علي جمعة - مفتي الديار المصرية
أ.د. علي جمعة - مفتي الديار المصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق