قبل الاسترسال في هذا الكتاب أود أن أذكر نفسي أولاً أنه لا دولة بدون شعب ولا نظام بدون شعب ولا حاكم بدون شعب .. ولا عقل ولا منطق ولا أهلية مسئولية لمن يفكر مجرد التفكير في إدارة حكم أو دولة أو شعب بدون شعب .. فما يحدث في تجاوز الحاكم لأي شعب وتجاهل حقوقه هو تحول هذا الحاكم أو هذا النظام على تسخير مقدرات البلد وإهدارها من أجل حمايته وضمان استمرارية حكمه والنتيجة التعجيل بانهياره وبالمقابل سعي هذا الشعب إلى الإطاحة بهذا النظام لاستعادة حريته... وتبقى المسألة فقط مسألة وقت ...
في "العظمي" رقم (164) من 178 دولة في العالم لم يتغير شيء ولا جديد في الموضوع .. بالأمس في جريدة أويا التابعة للنظام الحاكم خبر عن استعراض لرئيس حكومة انقاد لنظام ميت وشبعان موت .. وكأن النظام لا يعلم ولا يدري ولا يطبخ في أي شيء من وراء الشعب وما حصل سوى تسرب خبر في إحدى وسائل إعلام النظام الحاكم "أويا" ...
أما السبب قبل أن نعود للخبر " المُسرب " فهو فشل كل محاولات "الترقيع" التي حاول النظام تمريرها على الشعب الليبي من أجل الحصول على شرعية نتيجة لتمترس الشعب الليبي العصامي والعاملون في صمت والمتربصون وهم السواد الأعظم من الشعب الليبي ...
عندما سربت صحيفة النظام " أويا " خبر عودت " العسكر" ولعل هذا ما تبقى من أوراق هذا النظام الذي حاول من قبل مستخدماً من سماهم الإصلاحيين وفشلوا خلال العشر سنوات الماضية من تلميع صورة هذا النظام بعد إهدار المليارات من ثروة الشعب الليبي على أيديهم من أجل استمرار هذا النظام وحمايته دون جدوى.. وكانت النتيجة سلبية للغاية على هذا النظام فقلة قليلة ممن سموهم الإصلاحيين من باعت كل شيء من أجل أي شيء من مال وجاه مزيف ولا زالت تطبل زوراً للمسمى إصلاح.. بينما الأكثرية كانت من مخلصين حاولوا دون جدوى أمكانية إصلاح ما يمكن إصلاحه في مسعى لخدمة المواطن المطحون في شتى المجالات الإنسانية والاجتماعية.. وهم من يتحدث اليوم من الداخل وعلى مختلف المستويات من خلال تجربتهم المباشرة وممارستهم الفعلية أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إصلاح هذا النظام وأن التدهور والفساد والدمار والتنازل للخارج هو الحال السائد .. وأن الشعب المطحون يعيش في أسوأ أحواله ..
ولعل أكثر من رسالة من الداخل في الآونة الأخيرة من عصيان وتمرد ومشاركات إعلامية صريحة ونبرة الحديث العام للكثير من الإصلاحيين بشكل مباشر كان له ردت فعل كبيرة أربكت هذا النظام الهش .. وما استخدام هذا النظام لعناصره بمهاجمة أنصار الحرية وأنصار المجتمع المدني بعد فشل مشروع التوريث وكشف حقيقة مسرحية الإصلاح.. وما محاولة النظام الأخيرة بالعودة "بالعسكر" واهماً بأن لهم مكانة وأهمية لعموم الشعب الليبي .. وللتذكير بمرحلة العسكر نمر على بعض أحداث قريبة نعرض على سبيل المثال لا الحصر منها بعض مواقف للعسكر ولا نعمم:
فالعسكر هم بادل وفاء الشعب الليبي بالغدر عندما باعوا الشعب الليبي وسلموه أعزل بين يدي ميليشيات اللجان الثورية المسلحة قتلت وعذبت ونهبت أملاك الشعب أمام مرأى ومسمع " العسكر"...!!!
وهم من دمروا الحياة العامة في ليبيا وزجوا بالشعب الليبي داخل المعسكرات.
وهم من خطف شيوخنا وأطفالنا وزجوا بهم في معارك خارج الوطن.
وهم من تركوا الآلاف من أبنائنا أسرى وقتلى خارج الوطن وتائهين بالصحراء وماتوا عطشاً وهم أمنين في ثكناتهم.
وهم من دمر أساس التعليم وهجرة أبنائنا عندما أصبح العسكر في المدارس والجامعات يصولون ويجولون وفي الوظائف العامة والأندية الرياضية.
وهم من كان يتفرج على الفقر والعوز ومعانات الشعب عندما كانوا يتمتعون بالحوانيت العسكرية والسيارات والسكن ولمزارع والسلف بالداخل والخارج ....الخ.
وهم من عاشوا حياة البذخ يتفرجون على صنيعتهم " اللجان الثورية " وهم ينصبون المشانق في الجامعات والميادين العامة للشرفاء من أبناء الوطن.
وهم من كانوا وراء أجهزة المخابرات التي تغتال المناضلين الشرفاء في ساحات العالم.
وهم من حولوا الشعب الليبي وليبيا إلى ركام ليعيشوا هم ودويهم .. هم من كان يتفرج على الشعب الليبي يموت لعدم توفر الرعاية الصحية والدواء.. ويفتقرون الى لقمة العيش ..
وهم من كان على مرأى ومسمع منهم تضع المرأة الليبية الطاهرة وليدها في ممرات المستشفيات بينما تلد نساءهم وأقاربهم في لندن وباريس .. حيث تجرى لهم أتفه العمليات الجراحية والعلاج.
وهم من كان يتفرج على أكياس ملابس العيد توزع على الشعب الليبي في طوابير بالجمعيات ولا أحد يعلم ما بداخلها..
وهم من يملكون القصور والعزب والشركات والأرصدة في العالم وتركوا الشعب الليبي يئن تحت جور اللجان الثورية تحت قانون المرتبات الفاسد رقم (15).
وهم من غدر الشعب الليبي الذي خرج لهم بالآلاف ولم يقل هذا من بنغازي وهذا من سرت وهذا من طرابلس خرج البسطاء من أبناء الشعب لدعمهم عندما كانوا يرددون لا مظلوم ولا مغبون ..!! وهم البسطاء وحدهم من يدفع اليوم الثمن والباقي يعرف من أين تؤكل الكتف.
الجيش له كامل التقدير والاحترام لمن يستحق منهم ممن همهم حماية الوطن والمواطن لا دعم وحماية الدكتاتورية والدكتاتور ... ونقول للواهمين الشعب الليبي ليس حقل تجارب رخيصة الشعب الليبي العصامي صام ولن يفطر على بصله.. الكل يعرف أن التغيير في ليبيا بيد الشعب الليبي إلا النعام والمسترزقين .. وأن مثل هذه المحاولات تعكس بوضوح مدى بساطة التفكير ومحدودية المعرفة بالشعب الليبي والشعوب ...
أنتم " العسكر" ولا نعمم ..وحزب اللجان الثورية.. والأسرة الحاكمة المسئول الأول في ما آلت إليه ليبيا من فساد ودمار وتخلف وظلم وانتم مجتمعين ومعكم الحليف الجديد "البعض ممن سموا أنفسهم بالإصلاحيين" .. أنتم من وراء كل هذه المحاولات المكشوفة والمشبوهة للاستمرار في غصب حرية الشعب بدور الوصي تحت القوة والتهديد والترهيب والظلم والترويع.. أنتم مجتمعين والفارق هو التفاوت في الاعتداء على الشعب الليبي كلكم يمثل النظام وفي خندق واحد لا نفرق بينكم ضد حرية الشعب الليبي ... وحق الشعب الليبي في الحرية...
جمال الحاجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق