"مقدمة كتاب ليبيا.. مسيرة الاستقلال".... وثائق محلية ودولية
خاض
الليبيون نضالاً طال أمده لنيل استقلالهم. ومنذ البداية، في العقد الأول من القرن
العشرين تصدوا بالمقاومة الباسلة لقوات الغزو الايطالي التي رست بوارجها عند
الشواطئ الليبية في أكتوبر 1911، ودفعوا ثمنا غاليا وكبيراً من الشهداء
والتضحيات.. فيما ظلت تلك القوات الغاشمة تفتك بهم على مدى فترة قاربت الأربعين
عاماً، وحاولت خلالها القضاء على هويتهم الوطنية، وقامت بمصادرة أرزاقهم وممتلكاتهم
وألقت بالآلاف منهم في المنافي والمعتقلات الرهيبة التي تفتق عنها ذهن فكرها
الفاشي بعد مجيء موسوليني للسلطة في روما أواخر 1922، وجلبت العديد من مواطنيها
الذين كانوا في "جوع إلى الأرض" للاستيطان في الأراضي الخصبة من ليبيا
وحصدت العديد – إعداما وتشريداً – في مشاهد مؤلمة لا تنساها الذاكرة التاريخية
الليبية، ورغم شدة الأزمة وتكالب الظروف القاسية في وجه الليبيين جميعاً من الحرب
والمعاناة.. إلى الفقر والمرض والتخلف.. لم يكن ثمة يأس جراء ما لحق بهم وبأجواء
مقاومتهم وتجدد أساليبها في اغلب مناطق الوطن.
وفي
الواقع، كان الليبيون، منذ أواخر القرن التاسع عشر.. إضافة إلى مخزون قديم متراكم
من الانتفاضات المستمرة ضد السلطة العثمانية، قد واجهوا القوات الفرنسية على
حدودهم الجنوبية في "السودان الفرنسي – تشاد" وخبروا فنون القتال في
تلك التضاريس الصعبة أمام جيش مجهز ومتطور بمنظور ذلك الزمن، وشكلوا خلالها
معسكرات الجهاد والمقاومة، أو ما عُرف بـ "الأدوار"، وكذا عقب وقوع
الغزو الايطالي.. وبرزت شخصيات وطنية لقيادة هذه المقاومة من وسط الشعب وعبر لهيب
المعارك، ثم استفادوا أيضا من تجربتهم الحربية في معاركهم التالية التي حدثت في
جزء من أعوام الحرب العالمية الأولى "1914 – 1918" ضد القوات الانجليزية
عند حدودهم الشرقية وداخل الأراضي المصرية بقيادة السيد احمد الشريف السنوسي، وظلت
تلك التجارب أو "الفنون الحربية" لليبيين البسطاء مع اختلاف الظروف
وتنوع الوسائل مصدر فخر دائم في صفحات التاريخ الليبي الحديث والمعاصر، ورصيداً لا
يستهان به.. لكن يُستند إليه في كل الأوقات.
استمرار
في المهجر:
هاجر
الكثير من الليبيين بعائلاتهم وأسرهم وسط معاناة حالكة إلى الأقطار المجاورة،
فانتشروا في مصر وتونس وتشاد ووصلوا إلى الشام "سوريا ولبنان" فراراً من
القمع الايطالي الآخذ في الازدياد مثل الأورام الخبيثة، الذي أراد أن يجعل من
بلادهم شاطئاً رابعاً لروما وواصلت في تلك الأقطار مجموعات عديدة منهم، علاوة على
نشاطها الاجتماعي والتجاري، نضالها النبيل وتنسيقها مع الداخل لإحداث ثغرة في جدار
العدو وتقريب يوم التحرير وتحقيق الاستقلال الكامل لدولة حرة يعيشون فيها بعز
وكرامة.. فكانت البدايات الوطنية في ديار الهجرة امتداداً حقيقياً للمقاومة والنضال
داخل الوطن الليبي اللذين " كادا " أن يتوقفا بإعدام رمزيهما "عمر
المختار" في 16 سبتمبر 1931، ثم انتهاؤها باستشهاد خليفته في القيادة
"يوسف بورحيل" في آخر معارك النضال الوطني في زاوية " أم ركبة
" قرب الحدود الليبية – المصرية، مع نفر من رفاقه في 19 ديسمبر 1931.
هذه
الجماعات الوطنية المخلصة، في المهجر، تمثلت في كفاحها الجديد روح تلك المقاومة
ورائحة بارودها واستنشقت غبار معاركها وانعكست بالتالي أصداؤها القوية على
مسيرتها.. فنشطت في التواصل والتنسيق فيما بينها وسعت لتقوية الجانب المعنوي وعدم
تسرب الإحباط والفتور لمواطني الداخل، وكوّنت بعض الفرق واللجان الوطنية مثل
" جمعية الدفاع الطرابلسي – البرقاوي في الشام وفرعها في تونس " (1)،
ونشر العديد من نخبها المثقفة والواعية بتاريخ الوطن ومصيره.. المقالات والتصريحات
في الصحف والإذاعات المختلفة، وإصدار المؤلفات وكتابة المذكرات والبيانات المتصلة
بالقضية الوطنية.. تعريفاً وإيضاحاً ودعايةَ ورداً على مزاعم ايطالية لم تكف عن
التخرّص والكذب طوال النهار، وكذا حضور الملتقيات العربية والدولية، واغتنام فرص
مواسم الحج في الاتجاه ذاته، وتم تبادل الرسائل والاتصالات توحيداَ لكل المساعي
والجهود.. إلى قيام الحرب العالمية الثانية في أول سبتمبر 1939 التي وجدوا فيها
مناسبة ملائمة للعمل الوطني بصورة اشمل والتقوا بناءا على دعوة موجهة من الأمير
إدريس السنوسي إلى اثنين وخمسين من مشايخهم وزعمائهم للاجتماع في منزله في
الإسكندرية في أكتوبر من العام نفسه للتشاور في "حالتهم الاستقبالية"
ووضعوا ثقتهم في شخصه ووقّعوا بالإجماع على وثيقة هذا اللقاء التاريخي (2)، ثم مع
تواصل التنسيق وتبادل الآراء التقوا في اجتماع ثان يوم 9 أغسطس 1940 في منزله
بالقاهرة وقرروا التحالف مع الدولة البريطانية لتحرير بلادهم، وان تباينت وجهات
النظر ولاحت في الأفق جملة من الاختلافات والاعتراضات في إطارها، وبالرغم من ذلك
فأن "ميثاق 9 أغسطس" وقّع بحضور أربعين زعيماً وطنياً شارك في
الاجتماع (3)، واعتُبر "نصراً وطنياً" في كل الأحوال ورهاناً صائباً
على "الجواد الرابح".. بريطانيا، إذ لم يكن ثمة بديل آخر وسط متاهة
الطريق، فالذي "تغلب بيه..العب بيه" على رأي المثل الليبي الدارج. كانت
تلك البدايات في المهجر أولى الخطوات نحو التحرير ثم الاستقلال.
الجيش
السنوسي:
تشكل هذا
الجيش نتيجة للاجتماع المنوه عنه في 9 أغسطس 1940، بعد أن بذل المشايخ والأعيان من
المهاجرين في مصر جهوداَ مضنية في تجنيد الشباب الليبي والرجال القادرون على حمل
السلاح من أبنائهم وأقاربهم و معارفهم، وصار هذا الجيش خطوة مهمة في سبيل تحرير
البلاد، وقد تكّون من ثلاث كتائب أو "اورطات" ضمت في مجموعها ما يقارب
أحد عشر ألفاَ وتسعة وسبعين جندياً، وستة وتسعين ضابطاً (4) من الليبيين، إضافة
إلى أفواج من المتطوعين من أفراد من قبائل أولاد على والسودانيين والمصريين، كما
اُلحق به مجموعات من الأسرى الليبيين الذين أُطلق سراحهم بتدخل من الأمير إدريس
كانت ايطاليا قد جندتهم للقتال ضمن قواتها في معارك سيدي براني والعلمين.
عُرف هذا
الجيش بعدة تسميات: جيش التحرير، القوة العربية الليبية، الجيش اللوبي، لكن تسمية
الجيش السنوسي غلبت عليه، واتخذ من موقع الكيلو تسعة في الطريق الصحراوي غربي
القاهرة مكاناً لمعسكره وتدريباته (5)، واخلص جلّ أفراده بتضحيات كبيرة في العطاء
بمساندة من أطقم التدريب البريطانية (6) والليبية "ذات الخبرة السابقة" في إنقاذ بلاده، واسهم بفاعلية في عمليات حربية منها حصار طبرق الشهير،
ونفّذ الكثير منها أيضا داخل الأراضي الليبية المحتلة خلف خطوط العدو وشهد لأفراده
القادة العسكريون الانجليز بالشجاعة والإقدام في أحاديثهم ومؤلفاتهم، كما شاركت
القوات الليبية التي نظمها السيد احمد سيف النصر في تشاد في الدخول إلى مناطق فزان
وتحريرها مع القوات الفرنسية، وبذلك توافق المشروع الوطني بين كل الأطراف الواعية
بالمسئولية التي التقت على التضحية بكل رجولة ونكران ذات ومصداقية لتخليص ليبيا من
كوارث الاحتلال.
في عام
1943، عاد الكثير من الليبيين إلى وطنهم بعد غياب محزن وطويل عنه،.. إلى وطن كانوا
يشتاقون إليه في حكاياتهم وأسمارهم وظل يعيش في خواطرهم ويحيا بلا توقف في قلوبهم
عبر الحنين الإنساني واستعادة الذكريات المبهجة والمؤلمة على السواء ومن خلال
قصائد الشعر العامي التي وجدوا فيها بعض العزاء وقصص التاريخ والتراث، ولم تفقدهم
سنوات الهجرة الصعبة وحياة الكفاف الشاقة انتماءهم ولم تذوبهم – إلا في ما ندر –
في المجتمعات التي أقاموا فيها وتعاملوا مع أفرادها. لقد عاشوا هناك في حقيقة
الأمر بأصالتهم وشخصيتهم الليبية وحيويتهم المتدفقة وربما أثّروا، ولم يتأثروا،
بتلك المجتمعات وكانوا أيضا فاعلين بها ومهابي الجانب منذ حلولهم بتك الأقطار وحتى
العودة إلى ارض الوطن، وشكلوا على اختلاف قبائلهم ومدنهم ومناطقهم وثقافاتهم،
نسيجاً ليبياً رائعاً قوامه " اللُحمة الوطنية " لم ينحن للظروف
المتغيرة أو الإغراءات بمختلف أنواعها.
كانت
الحرب العالمية الثانية قد انتهت تماما فوق الأراضي الليبية بعد أن نالت نصيبها
الكبير من الغارات والقصف والفزع اليومي الذي طال السكان في مختلف الأنحاء، وأمسكت
بريطانيا بزمام الأمور عبر إدارتها العسكرية في برقة وطرابلس، ومثيلتها الفرنسية
في فزان، فيما ظلت تلك الحرب مشتعلة في مناطق أخرى من العالم حتى سكتت مدافعها عن
الكلام عام 1945.
مخاض
الأربعينيات:
في خطوة
لاحقة باتجاه الاستقلال شرع الليبيون في حراكهم الوطني السياسي والفكري والاجتماعي
والتنسيق أيضا لتقريب حلم الاستقلال. كانت الإدارتان البريطانية والفرنسية، كما
سلف القول، تمسكان بالمقاليد وكل المفاتيح في الأقاليم الثلاث، والتحقت هنا
مجموعات من الليبيين، إضافة إلى بعض العناصر الفلسطينية ومن بلاد الشام، للعمل
بهاتين الإدارتين واكتسب بعضهم خبرة ودراية في تسيير الشئون الإدارية وقضاء مصالح
الناس، وفتحت المدارس أبوابها بإمكانيات بسيطة في المدن والدواخل لتعليم جيل ما
بعد الحرب الذي اقبل على المعرفة بروح متلهفة، واشتغلت المحاكم والنيابات وفقاً
لما هو متاح للفصل فيما يعرض عليها من قضايا، وأفاد الكثير من النخب المثقفة
والمتعلمة، خاصة التي عادت من المهجر، هذا الحراك في جوانب عديدة.. فصدرت الصحف في
بنغازي وطرابلس (7) ، وتكونت الأحزاب (8)، وان لم تكن بذلك المفهوم الحزبي
التنظيمي المعروف " الكوادر و التأطير والبرامج "، والجماعات السياسية
المختلفة والفرق الرياضية والنوادي الأدبية وبعض النقابات والغرف التجارية..
وغيرها، وأصبح لهذا الحراك صوتاً واضحاً في المحافل داخل البلاد وخارجها، ثم على
المستوى الدولي حدث اهتمام بالقضية الليبية بعد معاهدة الصلح التي أبرمت بين
الأطراف المتحاربة في سبتمبر 1945، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم تنازل
ايطاليا عن مستعمراتها في اريتريا والصومال وليبيا في العاشر من فبراير 1947، وهنا
وصلت أواخر العام المذكور لجنة التحقيق الرباعية المكونة من ممثلين لأمريكا وروسيا
وبريطانيا وفرنسا إلى ليبيا وبقت حتى ربيع 1948 للتعرف على "الرغبات الحقيقية
للسكان"، وقابلت الكثير من الليبيين وتجولت في جميع المدن والدواخل. كانت كل
الآراء تتجه نحو المطالبة بالاستقلال غير أن اللجنة المذكورة أشارت في نتائج بحثها
بان ليبيا لم تكن مهيأة للاستقلال وأيدت الوصاية الدولية عليها في تقاريرها
المقدمة إلى هيئة الأمم المتحدة (9) وظهر مشروع " بيفن – سفورزا " وزيرا
خارجيتي بريطانيا وايطاليا الذي طالب صراحة بان تظل ليبيا تحت الوصاية أيضا.
قوبل
المشروع باستهجان وسخط عارمين من الشعب الليبي الذي احتشد في مظاهرات شهيرة لإسقاطه
على امتداد مدنه وقراه، وقد تم ذلك فعلاً عندما اخفق التصويت لصالح المشروع في
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حين رجحت الكفة ضده بصوت المستر "
أميل سان لو " مندوب هاييتي (10)، وبحصول تآلف واضح بين الكتل العربية
والآسيوية والروسية، وأضحى – بحسب رأي د. مجيد خدوّري – (11) الاتفاق على استقلال
ليبيا أمراً مسلماً به.
وبهذا
الموقف تعزز "حلم الاستقلال" بصدور القرار التاريخي رقم "289"
الصادر في 21 نوفمبر 1949 من الأمم المتحدة (12) الذي أيد حق الليبيين في استقلال
بلادهم بعد جهاد مرير وجعل موعداً أقصاه شهر يناير 1952 لإعلان استقلال ليبيا في
دولة واحدة.
مجلس
الأمم المتحدة في ليبيا:
.. وكان
لمجلس الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة المستر "ادريان بلت" (13) الخبير
الهولندي الشهير في العلاقات الدولية دوراً رائعاً في مساعدة الليبيين من أعضاء
هذا المجلس وغيرهم من مختلف الأطراف الوطنية في البلاد، والتعاون معهم إلى ابعد حد
في مواجهة الرياح العاتية التي كادت تعصف بمصير البلاد وصنع مستقبلها. كان الحراك
المحلي في اللحظة ذاتها مستمراً وفاعلاً شارك فيه كل الليبيين، رغم اختلاف الآراء
والاتجاهات، سعياً وراء انجاز استقلالهم المنشود.
كانت
الأمم المتحدة قد رأت عقب اعترافها باستقلال ليبيا أنها بحاجة إلى سنتين من التهيؤ
لكي تتمكن من انجاز حق الشعب الليبي في الاستقلال ووضعه موضع التنفيذ عن طريق
"اجتماع ممثلي السكان في جمعية وطنية تسن الدستور وتقر شكل الحكم"، وقد
ساعد المستر بلت مندوب الأمم المتحدة في المجلس أعضاء رشحتهم حكوماتهم مثلوا – مصر
و الباكستان و ايطاليا وبريطانيا وفرنسا وممثل واحد عن كل إقليم من أقاليم ليبيا
الثلاثة (14)، وممثل واحد عن الأقليات يعينهم مندوب الأمم المتحدة بعد التشاور مع
الدولتين القائمتين بأعمال الإدارة في ليبيا فرنسا وبريطانيا وأعضاء ليبيا في
المجلس والشخصيات البارزة وممثلي الأحزاب السياسية والهيئات في المناطق المختلفة.
كان السيد
بلت رجلاً متعاطفاً مع الليبيين منذ البداية وعمل بكل ما أوتي من جهد لتحقيق حلمهم
الذي يراودهم وأعرب عن ذلك قائلا ً بكل وضوح: "استقلالكم شيء مفروغ منه وان
مهمتي هي مساعدتكم في تكوين حكومتكم وسأعطيكم جميع الإرشادات وساترك تحت تصرفكم
جميع ما وهبني المولى من ذكاء وخبره، وانتم سكان الصحراء والأراضي الواسعة خلقتم
ديمقراطيين بطبيعتكم متعودين على اتساع الأفق وحرية العمل" (15)، وتوضح ما
اخترته من وثائق ومحاضر اجتماعات مجلس الأمم المتحدة في ليبيا وبياناته وتقاريره
ومتابعاته الدقيقة لمجريات الأمور المنشورة في الكتاب والتي يربو عددها على
الثمانمائة وثيقة واحتواها اكبر فصوله مدى الصبر والمعاناة والجهد الذي بذله
المجلس بحنكة رئيسه السيد بلت ومشاركة أعضائه في رسم معالم الطريق نحو الاستقلال.
كانت
الأمور صعبة للغاية، وكانت هناك محاولات خلف الكواليس والأجواء غائمة ومشوشة بعض
الأحيان.. غير أن الجهود المخلصة "ولا شيء سواها" محلياً وعربياً
ودولياً قطعت كل الطرق أمام تلك المحاولات لزعزعة الحصول على الاستقلال أو تأخير
تحقيقه بتعلاّت غير مقبولة من أساسها. هنا برزت لجنة "الواحد والعشرين"
التي شارك في عضويتها بالاختيار المباشر رجال وطنيون (16) حملوا همّ البلاد
وأحلامها، وكانت حجر الأساس الحقيقي لتمهيد الدرب أمام الجمعية الوطنية التأسيسية
الليبية التي سيقع على عاتقها بناء أسس الدولة المنتظرة.
والإشارة
لازمة هنا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قراراً تاريخياً ثانيا في 17
نوفمبر 1950 مؤكداً على قرارها السابق رقم 289 وأوصى :
- أن تجتمع جمعية وطنية ليبية تمثل سكان ليبيا تمثيلاً صحيحاً في اقرب وقت ممكن، وعلى كل حال في مدة لا تتجاوز يناير1951.
- أن تؤلف هذه الجمعية الوطنية حكومة ليبية مؤقتة في اقرب وقت ممكن على أن تضع نصب أعينها أول ابريل 1951 هدفاً لذلك.
- أن تنقل الدولتان القائمتان بأعمال الإدارة في ليبيا " بريطانيا و فرنسا " السلطات تدريجيا إلى الحكومة الليبية المؤقتة بطريقة تضمن انجاز نقل جميع السلطات من أيدي الإدارتين إلى حكومة ليبية مشكلة تشكيلاً صحيحاً قبل يناير 1952.
الجمعية
الوطنية التأسيسية:
.. ضمت
الجمعية الوطنية التأسيسية أو ما عرف بلجنة " الستين "، أعضاء من البلاد
كافة.. كان من بينهم : المجاهد، ورجل الدين، وشيخ القبيلة، والمثقف، والمعلم،
والجندي الذي خبر فنون القتال أعوام الحرب، ومن عمل في الإدارة الايطالية ثم البريطانية
والفرنسية.... وغيرهم " من تكنوقراط بحسب وصف هذه الأيام " (17)، وناقشت
في اجتماعاتها المتواصلة بمنتهى الديمقراطية والشفافية ما يقارب مدة عام كامل
" 1950 – 1951 " شكل الدولة وأقرته نظاماً ملكياً وراثياً وبايعت بطريقة
شرعية سليمة السيد " محمد إدريس المهدي السنوسي " أول ملك لليبيا (18)،
ووضعت الدستور بمواده الـ "213 " وكان غاية في الروعة والانجاز، وصممت
العلم الوطني بألوانه الثلاث... وفي محاضر جلساتها ما يغني عن التفصيل. وبعزوم
أولئك الرجال وبالصبر على السير في مسالك وعره.. تحقق الاستقلال وأعلنه الملك إدريس
صباح يوم الاثنين الموافق 24 ديسمبر 1951 من على شرفة قصر المنار في مدينة بنغازي
وأكد لهم فيه بأنه.. ( لمن اعز أمانينا أن تحيا البلاد حياة دستورية صحيحة )،
وأمامه حشود الليبيين الذين كان اغلبهم غير مصدق.. أو يكاد بأن بلاده أضحت
مستقلة.. كانت الجموع مستبشرة وكان الملك أعلى الشرفة وأمامه تلوح بقايا الأبنية
المتهدمة والخرائب جراء غارات الحرب، واختلط الفرح بالدموع.. بأناشيد النصر، لقد
صارت ليبيا دولة " من لا شيء " بعد خروجها من المعاناة والآلام مهيضة
الجناح وإمكانياتها فقيرة.. والتقارير الدولية تشفق عليها وتألفت أول حكومة وطنية
بعد الاستقلال ثم أعقبتها حكومات لاحقه على امتداد ثمانية عشر عاما من عمر تلك
الدولة وتطورت نحو الأفضل واتجهت جميع تلك الحكومات بروح مخلصة وحماس في الغالب
للعمل نحو البناء رغم قلة الإمكانيات في البداية حتى اكتشاف البترول الذي انعكست
عوائده على الوطن والمواطن.
تكوين
دولة:
انطلقت
الإرادة الوطنية عقب الاستقلال لتحقيق المستحيل ومواجهة الصعاب فشيدت الدولة
الحديثة ببضعة أمنيات طيبة ودعوات مباركة.. وسايرت روح العصر وسعت للتطور
والانطلاق حتى فتك بها في لحظة غادرة انقلاب سبتمبر الذي قلب الأمور على أعقابها
وبات العالم ينظر إلى الدولة الليبية بأنها " غير شكل ".. ليبيا
المعروفة سابقاً لديه.
توالت
الاعترافات بالدولة الوليدة وقبلت عضواً بالجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة
وحضرت مؤتمر باندونج وأسهمت بجهودها ودبلوماسيتها في محيطها العربي والإسلامي
والأفريقي ودول عدم الانحياز وشاركت في تأسيس الكثير من المنظمات والهيئات الدولية
وكانت سياستها ثابتة وواضحة ومستقرة تعتمد على مراعاة المصلحة العليا للوطن ومصالح
جيرانها، وتأسس البرلمان الليبي بمجلسيه الشيوخ والنواب وتكون الجيش الليبي
تأسيساً على قاعدة من نواة الجيش السنوسي الذي شارك في تحرير البلاد ، ووضعت
القوانين والتشريعات التي تنظم النواحي الاقتصادية والأمنية والعلاقات بين الأفراد
وبين الدولة وافتتحت البنوك وشجعت الدولة نشاط الشركات الخاصة والتجارة وأصدرت
عملة للبلاد، وتأسست الجامعة الليبية ثم الجامعة الإسلامية وتم التوسع في الاهتمام
بالتعليم في كل مستوياته وأوفدت البعثات إلى الخارج للاستفادة من الانفتاح على
العالم، وأنشئت الكلية العسكرية الملكية وكلية ضباط البوليس ولوحظ الاهتمام
بالحركة الكشفية وتكوين الأندية الرياضية وصدرت العديد من الصحف الحكومية والمستقلة
وتأسست الإذاعة الليبية ثم التلفزيون الليبي وتم الاهتمام بالمرأة عنصراً فاعلاً
في المجتمع وحماها الدستور وأجاز لها في تعديلاته عام 1963 (19)حق الترشح، وبنيت
العديد من المدن والمرافق وشقت الطريق لربط البلاد الشاسعة ببعضها وكذا المواني
والمطارات والمدن والملاعب الرياضية وغير ذلك مما يجعل عهد دولة الاستقلال شيئا
مميزا يفتخر به الليبيون حتى مع وجود العثرات والكبوات، وفي المجمل كان هناك براح
وهامش من الحرية في واقع الأمر يشهد به الكثيرون.
تلك خلاصة
عهد الاستقلال الذي حلم به وشقى من اجله الليبيون... وفرطوا فيه للآسف في لحظة
غشاوة أصابت أبصارهم دون أن يشعروا قياساً بما حدث لاحقاً منذ سبتمبر 1969، وكان
بمقدورهم صيانته وإصلاحه والمحافظة عليه، وكان الملك إدريس أشار لهم لاحقا بان ذلك
سيكون أصعب من نيله، رغم ما وجه لذلك العهد من انتقادات حول ضعفه وتسامحه وقصوره
في بعض الأحيان واتهامه بأنه أوصل البلاد دون أن يدري إلى كارثة الانقلاب التي
لعبتها القوى الدولية شئنا أم أبينا بطريقة قلبت كل الموازين في المنطقة، ولعل
المستقبل القريب يكشف عن خبايا الحقائق المتعلقة بتلك اللعبة من عدمها.
هذا
الكتاب.. هذه الوثائق:
لبضع
سنوات استغرقني التفكير في إعداد هذا الكتاب والاشتغال عليه. كنت احلم بصدوره
يوماً بعد يوم لتعرف أجيال ما بعد الاستقلال كم هي مدينة للجيل المؤسس للدولة
الليبية والذي طمس معالم تاريخه على مدى أربعة عقود : " صوت واحد "
و" زعيم أوحد "، وكنت اسعد بالرجوع إلى هذه الوثائق وأتمنى ظهورها
ووصولها إلى الآخرين، وكنت أيضا اخشي عليها من الضياع طوال " الفترة الواحدة
المكررة ". كنت أحيانا انقلها من بيت إلى بيت .. ومن مكان إلى مكان، وحين
شعرت أن إصدارها في كتاب سيتأخر.. كان الحلم في الواقع يكبر في صدري كل لحظة.. حتى
عجّل الله بالفرج وهو المستعان في كل الظروف.
خلال هذا
كله، لقيت معونة ومساعدة واستجابة لا توصف من الكثيرين، وأيضا.. إشفاقا وخوفاً من
آخرين بحكم الأوضاع التي مرت بها ليبيا، وسعيا لانجاز هذا العمل وتحقيقه التقيت
العديد من الشخصيات التي أسهمت في بناء دولة الاستقلال وكانت جزء متصلاً بتاريخه،
وحاورتها ودونت منها وسجلت معها مقابلات صوتية كثيرة، وأرشدتني إلى معلومات وقدمت
لي، إضافة إلى ما بحوزتي في ارشيفي الخاص عن تاريخ ليبيا، وثائق وصور وزودتني دون
مِنه أو جميل بما لديها وفتحت لي آفاقاً واسعة من المعرفة واستفدت من ذلك أيما
استفادة، ففي تاريخنا يظل ما يتوهج ويضيء الطريق أمامنا على الدوام.
اخص
بالذكر هنا ممن أفدت منهم السادة الكرام، واغلبهم في رحاب الله الآن: والدي الحاج
حسين محمد الكبتي، الحاج محمود بوهدمة، ود. وهبي البوري، وحسين مازق، وسليمان
الجربي، وعلي صفي الدين السنوسي، وعبد القادر العلام، وعبد الرازق شقلوف، وأنور
عمر فائق شنيب، واحمد فؤاد شنيب، ونوري الصديق إسماعيل، والسنوسي لطيوش، وفتحي
العابدية، والشريف الصديق الرضا، وحسن التومي، وعبد المولى دغمان، ومحمد عيسى
الكاديكي، احمد يونس نجم، وطاهر العالم ، وإبراهيم حماد، وأمين صفي الدين السنوسي،
ومحمد عوض زاقوب " أطال الله أعمارهم"... وغيرهم الكثير من ذوي الفضل.
لقد قدم
أغلب هؤلاء الرجال الأفاضل المعلومات الصادقة والروايات الصحيحة للأحداث فبعضهم
عاصرها مباشرة واسهم في صنعها من خلال العمل الوطني في المهجر أو عضويته في لجنة
الواحد والعشرين أو الجمعية الوطنية التأسيسية أو تولى مناصب مهمة في الدولة
الليبية منذ استقلالها، وبعضهم من خلال قرابته الوطيدة بأغلب صنّاع الحدث الليبي
تلك الأيام.
و الوثائق
التي نشرت في الكتاب أصلية من مصادرها وهي تنشر في الغالب للمرة الأولى وتحتوي على
أوراق محلية ودولية تضم المراسلات بين زعماء الحركة الوطنية ومحاضر الاجتماعات
والجلسات خاصةً ما دار في اجتماعات مجلس الأمم المتحدة ولجنة الواحد والعشرين
والجمعية الوطنية التي تظل شواهد ممتازة على صدق نوايا رجال الوطن وإخلاصهم العظيم
لليبيا، وصبرهم وتحملهم لأشواك الطريق الطويل حتى ظفرت البلاد بنعمة الاستقلال،
والبيانات وكل ما يتصل بالحراك الوطني في تلك الفترة في المهجر وداخل الوطن وكذا
الصحف والمنشورات وجميعها يبين أهميتها ومصداقيتها خاصة المحلية التي تظل مصدراً
مهماً لتدوين وكتابة تاريخنا المعاصر، وآثرت أن أقدمها بتعليقات وتعريفات سريعة
لتتم الفائدة، وآمل أن ينتفع بذلك الدارسون والباحثون والمهتمون بتحليلها
ومقارنتها، وتتواصل معهم الأجيال التي انقطعت عن تاريخها.. بفعل فاعل معلوم،
وتعيده إلى مناهجها ودروسها في التاريخ الليبي والتربية الوطنية.
لا أنسى
صديقي الكريم علي محمد اخليف الذي لم يبخل أيضا بمساعدته القيمة في الاستفادة من
بعض ما احتواه أرشيف دار الكتب الوطنية في بنغازي. ولا بد لي أن اشكر أخي وصديقي
العزيز عبد القادر احمد بوهدمة، شكراً خاصاً، واقدر جهده تقديراً كبيراً فقد
" أزعجته " كثيراً وطوال أيام في التنسيق والطبع والمراجعة والتبويب
ولولا صبره على هذا الإزعاج الذي سعد به لما تحقق حلمي وحلمه أيضا بصدور هذا
الكتاب إلى حيز الوجود. لقد كان لجلساتي معه في بيته أثناء العمل مذاقاً اخوياً
خاصاً سأظل اذكره ما حييت.
لا أنسى
على الإطلاق أيضا جهود أعزاء تبرعوا بجهودهم المضنية معي في إخراج هذا الكتاب الذي
قصدت به وجه الله والوطن، في مقدمتهم صديقي نوري إبراهيم الحداد والأختين
الفاضلتين ياسمينة اسويحل العبيدي وسلوى سعد الزوي بإدارة الحاسب الآلي في شركة
الخليج العربي للنفط ببنغازي الذين لم يألوا جهداً في تخزين المادة وحفظها في
أقراص مدمجة والمساعدة والتعاون بحماس طيب خارج أوقات العمل على حساب راحتهم،
ولولا مساعدتهم القيمة ما أنجزت ما أنا بصدده.. والكثير ممن أخشى أن أنساه من
الأعزاء لعل في مقدمتهم زوجتي " ياسمين " وابني " حسين "
اللذين أهملتهما كثيراً أثناء البحث والجمع وإعداد خطة الكتاب واطلب منهما صفحاً..
وللجميع التحية والمودة والتقدير.
أخيرا
يسعدني أن يتزامن صدور هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة الذي أرفقته بصور وملفات صوتية
تعزز من قيمة العمل التوثيقي عبر حلول الذكرى " الستون " لإعلان
الاستقلال التي توافق 24 ديسمبر 2011.. وليبيا ترنو إلى الشمس المجيدة بعينين
مشرعتين إلى أقصى مدى وتصنع مستقبلاً جديداً.. وجميلاً لأطفالها القادمين.
سالم
الكبتي
بنغازي – بيروت
4 ديسمبر 2011
بنغازي – بيروت
4 ديسمبر 2011
*صدر هذا الأسبوع
عن دار الساقية بنغازي، والدار العربية للعلوم. ناشرون. بيروت
الهوامش :
- تأسست في أكتوبر 1925 باسم " اللجنة التنفيذية الطرابلسية البرقاوية " ثم أضحت في عام 1932 تسمى بـ " جمعية الدفاع الطرابلسي البرقاوي " من ابرز مؤسسيها وأعضائها: عمر فائق شنيب، بشير السعداوي، فوزي النعاس، عبد الغني الباجقني، بكري قدورة، عبد السلام ادهم، وغيرهم. وفي تونس: سالم بن عبد النبي الزنتاني، احمد زارم الرحيبي، شكري كويدير....
- من أهم ما ورد في الوثيقة : الاتفاق على ثقتهم في الأمير إدريس لتمثيلهم تمثيلاً صحيحاً وحقيقياً لما له من مكانة رفيعة في نفوس الموقعين، وتكوين هيئة منتخبة منهم شورية مرتبطة به ومربوط بها، وان يعين وكيلاً له يقوم مقامه في حالة الغياب أو المرض..
- من بين ما ورد في الميثاق : وضع الثقة التامة في الدولة البريطانية التي مدت يد المساعدة لتخليص الوطن الطرابلسي البرقاوي من براثن الاستعمار الايطالي الغاشم، إعلان الإمارة السنوسية والثقة التامة بالأمير إدريس، تعيين هيئة تمثل القطرين طرابلس وبرقة تكون كمجلس شورى له، خوض غمار الحرب ضد ايطاليا بجانب الجيوش البريطانية وتحت علم الإمارة السنوسية.
- وفقاً للسجل الرسمي لـ " الجيش السنوسي ". في أرشيف معد الكتاب صورة منه.
- هذا إضافة إلى مكتب للجيش ينظم إدارته وشئونه وما يتعلق بأفراده كافة، تولى أمره السيدان : إبراهيم احمد الشريف السنوسي، وعمر فائق شنيب
- هناك بيت شهير للشاعر حسين لحلافي " 1905- 1974 "، وهو احد أئمة كتائب الجيش السنوسي في قصيدة له يلخص هذا التحالف والتعاون في إشارة لبريطانيا ودورها :" حتى وهو عدونا ع العدو ندخلبه اللي يموت منهم نفرحوا لمّاته "
- على سبيل المثال : جريدة بنغازي،ومجلة عمر المختار والفجر الليبي، وصحف الوطن والاستقلال وبرقة الجديدة في بنغازي، وطرابلس الغرب والصريح وشعلة الحرية ومجلة المرآة في طرابلس.
- جمعية عمر المختار ورابطة الشباب الإسلامي والجبهة الوطنية البرقاوية والمؤتمر الوطني في بنغازي ودرنة، والرابطة الليبية في مصراتة، وفي طرابلس حزب الكتلة والحزب الوطني " حاول في أواخر 1946 فتح فروع له في فزان لكن الإدارة الفرنسية رفضت طلبه "، وحزب الأحرار وحزب الاستقلال والاتحاد الطرابلسي المصري، والاتحاد الطرابلسي التركي، وحزب المؤتمر الوطني.
- صدر هذا التقرير المعد من المندوبين الأربعة في لجنة التحقيق بترجمة ممتازة من د. نقولا زيادة في كتاب : " ليبيا سنة 1948.. وثيقة رسمية ". منشورات الجامعة الأمريكية. بيروت. 1966.
- لعب د. علي نور الدين العنيزي دوراً رئيساً في إقناع السيد "سان لو" وقد دعته ليبيا لزيارتها عام 1957 ومنح لقب " مواطن فخري "، وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتها فيما أطلق اسمه على احد الشوارع المهمة في بنغازي وكذا اسم بلاده على شارع ومدرسة في طرابلس واحدى دور العرض في بنغازي.
- في كتابه " ليبيا الحديثة ".
- اتخذ هذا القرار في الجلسة رقم " 250 " في الدورة الرابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين 21 نوفمبر 1949، واقر بأغلبية " 49 صوتاً ضد لا أحد " وامتناع " 9 " عن التصويت. ساندت القرار اغلب الدول العربية وكان لمندوب لبنان د. شارل مالك في هذا الإطار مواقف رائعة، كما ساندته بعض دول أمريكا اللاتينية، ويذكر انه ذهب من برقة وفدان إلى الأمم المتحدة الأول في مايو 1949 وضم : عمر فائق شنيب وخليل القلال وعبد الحميد العبار، ثم الوفد الثاني في أكتوبر 1949 وضم : عمر فائق شنيب وخليل القلال وعبد الرازق شقلوف وكان من المفترض أن يذهب معهم أيضا د. فتحي الكيخيا، وتجدر الإشارة إلى أن نفقات سفر وفد برقة كان بمساهمة من الحاج يوسف لنقي وشقيقه عوض، ومن طرابلس شارك وفد المؤتمر الوطني الذي ضم بشير السعداوي ومصطفى ميزران ومحمد فؤاد شكري، ومن حزب الاستقلال احمد راسم كعبار وعبد الله الشريف ومختار المنتصر وعبد الله بن شعبان، وعن هيئة تحرير ليبيا د. علي نور الدين العنيزي موفداً من عبد الرحمن عزام أمين جامعة الدول العربية، كما شارك في هذه الدورة وفداً يمثل يهود طرابلس.
- ولد في هولندا عام 1892، عمل عضواً في سكرتارية عصبة الأمم قبل تكوين الأمم المتحدة ثم مساعداً لسكرتيرها العام لشئون المؤتمرات. كتب مذكراته عن ليبيا ولم تترجم بعد. توفي في أواخر السبعينات الماضية من القرن العشرين.
- هم: علي اسعد الجربي عن برقة، مصطفى ميزران عن طرابلس، والحاج السنوسي سوفو عن فزان ثم خلفه محمد بن عثمان الصيد، وعقد هذا المجلس اجتماعاته في طرابلس وبنغازي وجنيف.
- من كلمة له أمام المؤتمر الوطني البرقاوي في إحدى جلساته. بنغازي 1950.
- كانوا في مجموعهم سبعة يمثلون كل إقليم من الأقاليم الثلاث.
- عقدت الجمعية اجتماعاتها في طرابلس بمقر قصر الحاكم "قصر الخلد" الملكي لاحقاً، ومدرسة الفنون والصنائع الإسلامية وفندق جراند هوتيل. وكانت أقاليم البلاد الثلاث ممثلة بعشرين عضوا من كل منها في هذه الجمعية التي استعانت في عملها بإداريين ليبيين منهم السادة : حامد الشويهدي، يوسف بن كاطو، عبد السلام باش إمام، مصطفى السلال.. وغيرهم.
- تمت البيعة في بنغازي يوم 17 ديسمبر1950، وقبل الملك ذلك لكنه أرجأ من طرفه الإعلان رسميا باعتلائه عرش المملكة ريثما تتم الخطوات الدستورية والسياسية، والى مرحلة يمكن له فيها ممارسة سلطاته، وأصبح يعرف تلك الفترة بـ " الملك العتيد " إي المعد والحاضر.
- اقتضت الضرورة إجراء التعديلات الدستورية نظراً لزيادة عدد السكان خاصة بعد إحصاء تعداد 1954 وظهور البترول " ربما بعض الشركات الأجنبية ارتاحت للأمر " ولتطور الحياة المعاصرة وخلال هذه الفترة ألغيت مناصب الولاة الثلاث وكونت مجالس إدارية في الولايات إلى حين إعلان الوحدة وإلغاء النظام الفيدرالي واستبداله بنظام المحافظات في 26 إبريل 1963.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق