الأربعاء، ديسمبر 22، 2010

قراءة في كتاب (مدخل إلى القرآن الكريم) للدكتور الجابري

بقلم الدكتور غازى التوبة

طرح الدكتور محمد عابد الجابري عدداً من الآراء في ما يتعلق بالتراث؛ فكتب عدداً من الكتب عن العقل العربي، وعن مقدمة ابن خلدون، وحقق جميع كتب ابن رشد وكتب عنها دراسات، وآخر شيء ألَّفه كان عن القرآن الكريم، واشتمل أربعة كتب، الأول: (مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن)، والثلاثة الأخرى سماها (فهم القرآن الحكيم: التفسير الواضح حسب ترتيب النـزول)؛ وقد طرح أشياء متعددة في هذه الكتب الأربعة حول أمور متعددة في العقيدة والتشريع والسيرة والسياسة... إلخ. وقد جاء كثير منها في منتهى الخطورة، وتكونت خطورتها من أن صاحبها مطَّلع على التراث بشكل واسع من جهة، ومطَّلع كذلك على علوم الحضارة الغربية وفلسفتها بشكل تفصيلي من جهة ثانية، ومستهدِف لتغيير أوضاع الأمة باتجاه النموذج الغربي من جهة ثالثة.

وللحق فإن استعراض الأفكار الخاطئة التي طرحها (الجابري) والرد عليها يقتضي عدة مقالات، وسأجتهد أن أرد على بعضها في هذا المقال، وهي الأفكار الأولى التي أوردها الجابري في الفصلين الأوليين من الكتاب الأول: (مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن الكريم).

تحدث الجابري في ذينك الفصلين عن الأوضاع التي كانت موجودة لحظة نزول الوحي على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأشار الجابري إلى انتشار التوحيد في مختلف المناطق المحيطة بالجزيرة العربية: مصر، وبلاد الشام، والعراق، وغيرها، وأشار إلى عدة فرق انشقت عن المسيحية واعتبرت المسيح ـ عليه السلام ـ إنساناً وليس إلهاً كما ادَّعت المسيحية الرسمية، ومن هذه الفرق فرقة (الأبيونية)، وقال الجابري: (إنهم كانوا يحفظون السبت اليهودي، والناموس الموسوي حفظاً وافياً، وينادون بأن الختان ضروري للخلاص، وأن الناموس القديم فرض على جميع المسيحيين).

ونقل الجابري من مصادر في موسوعة تاريخ أقباط مصر، فقال: (أصبح الأبيونيون جماعة كبيرة العدد انتشروا أصلاً في منطقة بابل وفي فلسطين والأقطار المجاورة وامتدوا أيضاً إلى روما وإلى جميع مراكز الشتات اليهودي) ونقل عنهم أيضاً أنهم (اتهموا بولس الرسول (صاحب نظرية التثليث) باتهامات مُرَّة وقاسية، ووصفوه بأنه متمرد ومارق عن الناموس، وأنكروا سلطانه ورفضوا رسائله، واكتفوا باستعمال النص العبراني لإنجيل متَّى ولا يعيرون الأناجيل الأخرى أهمية تُذكَر)[1].

ورجَّح الجابري أن تكون فرقة (الأبيونيين) هذه هي الفرقة التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله ـ تعالى:- {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 28] وهي الفرقة التي أشار القرآن الكريم إليها في سورة الصف؛ حيث قال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْـحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إلَى اللَّهِ قَالَ الْـحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ}. [الصف: 41]

وقد أشار الجابري إلى فرقة أخرى ثارت على التثليث هي (الآريوسية) نسبة إلى آريوس المولود عام 270 م، وأعلن ثورته على القول بألوهية المسيح عام 1323 م، مؤكداً بشريته، مقرراً أن الآب وحدَه هو الإله، ومن هنا وصف أتباعه (الموحدين). وقد أحدثت آراء آريوس الجريئة أزمة خطيرة على الصعيدين الديني والسياسي في العالم المسيحي، وقد انقسم الناس بين مؤيدين ومعارضين، فتولدت عن ذلك أزمة استمرت أكثر من سنتين من (318م ـ 320م) تعرض خلالها كيان الإمبراطورية الرومانية لخطر الانهيار المحقق. ومن أجل وضع حدٍّ لهذه الأزمة تدخَّل الإمبراطور (قسطنطين العظيم) إلى جانب آريوس أولاً، ثم ما لبث أن عاد فوقف إلى جانب الكنيسة ورجالها، ودعا إلى عقد مجمع مسكوني في نيقية (عام325م) لإيجاد حل لهذه المسألة، وقد قرر هذا المجمع طرد آريوس وأصحابه على أساس أنهم فرقة ضالة مبتدعة، كما وضع ذلك المجمع (قانون الإيمان) الذي كرس عقيدة التثليث. لكن أتباع آريوس استمروا في نشر مذهبهم التوحيدي في أنحاء كثيرة من الأمبراطورية البيزنطية: في سورية، وفلسطين، والأردن، والعراق، واليمن، وفي جهات مختلفة من حوض البحر الأبيض المتوسط وبالخصوص شمال إفريقية وإسبانيا.

ثم عرض جانباً آخر من الوضع في الجزيرة العربية، وتحدث عن ظاهرتين:

الأولى: تبشير بعض الرهبان من اليهود والنصارى بقرب ظهور نبي جديد، ومن الأمثلة على ذلك الراهب بحيرى في بصرى، الذي وردت قصته في سيرة ابن إسحاق، وحديث أحبار اليهود عن ظهور نبي جديد في المدينة، وتعاليهم على القبائل العربية، وتفاخرهم بأنه سيكون من بني إسرائيل.

الثانية: الرحلة والسياحة للبحث عن الدين الحق، ومن المثال على ذلك: قصة سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ ومنهم أيضاً أربعة من أهل قريش نبذوا عبادة الأصنام وطلبوا دين جدهم إبراهيم ـ عليه السلام ـ وتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم، وهم: ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث.

وتحدث الجابري عن جانب آخر من حال الجزيرة آنذاك وهي ظاهرة الحنفاء ومنهم: أمية بن أبي الصلت الثقفي من الطائف، وخالد بن سنان العبسي. ثم تحدث عن شرقي الجزيرة العربية، فذكر أن هناك رهباناً ظهروا: من أمثال رئاب ابن البراء الشتي، وريان بن زيد بن عمرو، وقس بن ساعدة الإيادي.

ثم استشف الجابري من رسالة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهرقل إمبراطور الدولة الرومانية، وللمقوقس حاكم مصر، أن هناك طائفة موحدة في مملكتيهما بدليل أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشار في رسالته إلى هرقل بأن عليه إثم (الأريسيين)، وقد اعتبر الجابري أن هذه العبارة الغامضة تعني أن هناك طائفة من الموحدين أتباع (آريوس) الذي دعا إلى التوحيد ورفض التثليث الذي أقره مجمع نيقية، مع أن معظم المفسرين الذين فسروا هذه العبارة مالوا إلى تفسيرها بكلمة (الفلاحين) أو (الأكارين).

أبرز ما يمكن أن يقال عن هذا العرض الطويل: إن التوحيد الذي جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو انعكاس ومرآة للتوحيد الذي كانت تعج به الجزيرة العربية وما حولها، وهو ليس جديداً كما يتوهم الدارسون، وقد انضمت كل هذه الفئات والطوائف إلى الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما دعا إلى التوحيد؛ لأنها وجدت عنده ما كانت متمسكة به، وما كان وجودها قائماً عليه، وما كانت حياتها مرتبطة به.

وهذا الكلام قريب من كلام طه حسين في مطلع القرن العشرين في كتابه (في الشعر الجاهلي) عن أن القرآن الكريم أصدق تصويراً لواقع الجزيرة العربية من الشعر الجاهلي، وقريب من قول المستشرق جب في كتابه (المذهب المحمدي) بأن القرآن الكريم هو انعكاس لبيئة الجزيرة العربية في عقل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والفرق بين كلام الجابري وبين كلام طه حسين والمستشرق جب في الكم، فقد تحدث الجابري عن قضية واحدة هي قضية (التوحيد) في القرآن الكريم، لكن طه حسين وجِبْ تحدثا عن القرآن الكريم كله.

وهذا التصوير الذي اجتهد الجابري في بلورته عن المنطقة، وتعسف من أجله في تفسير بعض آيات القرآن الكريم ليس صحيحاً ولا سليماً، واستند فيه على أحداث فردية، وسنذكر خمسة أدلة على خطئه في هذا التصوير:

الدليل الأول: يناقض تصوير الجابري لحال البشرية غداة بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تصوير الرسول لتلك الحال؛ حيث ورد في عدة أحاديث منها ما حدثنا به عياض ابن حمار المجاشعي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ذات يوم في خطبته: «ألا إن ربي أمرني أن أعلِّمكم ما جهلتم مما علمني، يومي هذا، كل مال نحلتُه عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمَتْ عليهم ما أحللت لهم، وأَمَرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً. وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء. تقرؤه نائماً ويقظان...» الحديث[2]، وهذا الحديث يبين فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حال البشرية غداة بعثته، ويبين فيه أن الله نظر إلى أهل الأرض غداة بعثته فمقتهم، والمقت أشد الغضب، وجاء مقت الله لأهل الأرض؛ لأنهم انحرفوا عن جـادة الصواب في معرفتـه وعبادته ـ سـبحانه وتعـالى ـ ولا شك أن تصوير الرسول الذي لا ينطق عن الهوى أشد دقة من كلام الجابري وغيره في تصوير حال أهل الأرض غداة بعثته ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

الدليل الثاني: يناقض تصويرُ الجابري حال البشرية غداة بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تصويرَ علماء الأمة على مدار التاريخ، وسنأخذ مثالاً واحداً على ذلك هو العلاَّمة ابن القيم الجوزية؛ فقد أوضح ابن القيم وضع البشرية قبل بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: (ولما بعث الله محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أهل الأرض صنفين: أهل الكتاب، وزنادقة لا كتاب لهم. وكان أهل الكتاب أفضل الصنفين، وهم نوعان: مغضوب عليهم، وضالون.

فالأمة الغضبية هم (اليهود)، أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل، قتلة الأنبياء، وأكلة السحت والربا والزنا، أخبث الناس طوية وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة.

والصنف الثاني: (المثلِّثة)، أمة الضلال، وعبَّاد الصليب الذين سَبُّوا الله الخالق مسبَّة ما سبَّه إياها أحد من البشر، ولم يُقروا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 ـ 4].

فهذا حال من له كتاب، وأما من لا كتاب له، فهو بين عابد أوثان، وعابد نيران، وعابد شيطان، وصابئ حيران، يجمعهم الشرك، وتكذيب الرسل، وتعطيل الشرائع، وإنكار المعاد. وأمة المجوس منهم، تفترش الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات.

وأما زنادقة الصابئة وملاحدة الفلاسفة فلا يؤمنون بالله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا لقائه.

وبالجملة: فإن (دين الحنيفية لا دين لله غيره بين هـذه الأديان الباطلـة التي لا دين في الأرض غيرها أخفى من السها تحت السحاب) (وقد نظر الله إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)[3].

الدليل الثالث: ظن الجابري أن التوحيد هو نفي التعدد، وأنه الإقرار بإله واحد فقط، وليس من شك بأن نفي التعدد عن ذات الله، والإقرار بوحدانيته جانب من التوحيد، لكنَّ هذه حقيقة واحدة من حقائق التوحيد الذي دعا إليه القرآن الكريم والسُّنة النبوية المشرَّفة؛ فالتوحيد يشمل عشرات الحقائق الأخرى، منها ما يتعلق بذات الله وصفاته وأسمائه، ومنها ما يتعلـق بعبادته وكيفيـة دعـائه وأوقـاتها، وأفعـالـه وما الذي يحبه وما الذي لا يحبه، ومنها ما يتعلق بصورة علاقاته بمخلوقاته. وهناك أمور تتعلق بالألوهية والربوبية وبالشرك وأنواعه وأصنافه. وليس التوحيد فقط هو نفي التعدد عن الله ـ تعالى ـ فأين هذا التوحيد الذي عرفته كتب العقائد من التوحيد الذي تحدث عنه الجابري؟

الدليل الرابع: لو كان الوضع كما صوره الجابري؛ وهو أن التوحيد بخير، وأن الموحدين يعج بهم المكان والزمان، لَـمَا كانت هناك حاجة إلى إرسال رسول، فقد بيَّن المفسرون في أكثر من موضع من تفسير القرآن الكريم وتاريخ الأنبياء، أن الله كان يبعث رسولاً وينزل كتاباً عندما يعم الكفر، ويسـتشري الضلال، ويتعمق الشرك فيبعث الله رسولاً لكي يعم النور والهدى، وهذا من رحمته – تعالى ـ بعباده، ومن المعلوم أن الله بعث عيسى ـ عليه السلام ـ عندما استحكم الضلال في بني إسرائيل، وهو ما ينطبق على الظروف التي أحاطت بابتعاث الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد بعثه عندما استحكم الكفر والشرك والضلال في الأرض.

الدليل الخامس: ذكر الجابري أنه حدد لنفسه هدفاً منذ أكثر من ربع قرن عندما بدأ دراساته في الموروث الثقافي، أنه سيجعل المقروء معاصراً لنفسه ومعاصراً لنا في الوقت نفسه، هذا في مقدمة كتاب (نحن والتراث)، وهو قد وضح هذا الكلام في مقدمة كتاب (مدخل إلى القرآن الكريم)؛ فماذا كانت نتائج هذا الهدف في جعل المقروء معاصراً لنفسه، ومعاصراً لنا في الوقت نفسه؟

لقد كانت النتيجة الأُولَى لجعل القرآن الكريم معاصراً لنفسه هي الخلاصات التي توصل إليها، والتي أشرنا إليها في السابق؛ وهي اعتباره أن التوحيد كان منتشراً في الجزيرة العربية وما حولها وفي الدولة الرومانية وفي مصر عند الأقباط وفي دولة الحبشة... إلخ. وهـو مـا يؤدي إلـى أنَّ القرآن الـذي جـاء به محمـد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان انعكاساً للبيئة المحيطة به، وأشرنا إلى أخطاء هذا القول في سطور سابقة.

أما نتيجة جعل القرآن الكريم معاصراً لنا فهو ما جاء في نهاية الفصلين الأوليين من الكتاب؛ وهي دعوته إلى قيام مصالحة تاريخية بين حفدة إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ كما تمت تلك المصالحة في السابق؛ وهـي التي يتصور فيهـا الجابري أن ما قام به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أربعة عشر قرناً هو تجميعٌ للموحدين المعاصرين له، وهي الآن يمكن أن تكون كذلك؛ لكن نقول له: إن دور الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السابق لم يكن تجميعاً لموحدين موجودين بل كان بناءً لموحدين على أسس إلهية جديدة لم تكن عندهم، وكان تأسيساً لتوحيد جديد في عشرات المجالات؛ لذلك يجب أن تكون هذه المصالحة بالصورة التي أسس لها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي العودة إلى ما دعا إليه إبراهيم الخليل؛ وهو توحيد الله، وكما قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رسالته إلى كلٍّ من هرقل والمقوقس، ناقلاً قول الله ـ تعالى:- {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 46]؛ لذلك فإننا نقول للجابري وأمثاله: إن تجميع أحفاد إبراهيم أمر طيب، لكن هذا التجميع يجب أن يتم على التوحيد الذي دعا إليه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإلا فإنه لا قيمة له.



[1] مدخل إلى القرآن الكريم، ص43.
[2] صحيح  مسلم.
[3] هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، فصل الأمم قبل البعثة، ص19.
نقلا عن مجلة قباء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق