الجمعة، ديسمبر 17، 2010

مداولات إيطالية إسرائيلية ليبية سرية

يهود ليبيا يطالبون بحصة من تعويضات إيطاليا

16/12/2010
القدس المحتلة – العرب

كشفت مصادر إسرائيلية، أمس، عن مداولات متقدمة تجري بين جهات إسرائيلية وإيطالية وليبية وأميركية بهدف منح اليهود من أصل ليبي حصة من تعويضات إيطاليا لطرابلس الغرب عن استعمارها للبلاد.
 
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عقد اجتماع سري استثنائي في مكاتب الأمم المتحدة جمع مقربي الرئيس الليبي معمر القذافي ومحامياً أميركياً من أصل يهودي للتداول في موضوع التعويضات بقيمة 400 مليون يورو.
 
ويطالب 120 ألف يهودي من أصل ليبي معظمهم مواطنون في إسرائيل الحصول على حصة من تعويضات إيطاليا لليبيا عن فترة استعمارها والبالغة 5 مليارات يورو.

وتشير الصحيفة إلى أن محامي الإسرائيليين من أصل يهودي ألون جرشون هو مستشار قضائي سابق للبعثة الدبلوماسية الأميركية للأمم المتحدة وسبق أن نجح في الحصول على تعويضات من ليبيا لضحايا طائرة «بان أم» المتحطمة عام 1988.

وبادر الإسرائيليون الليبيون للدعوى فور توقيع حكومة برلسكوني التزاما بتسديد تعويضات لليبيا عن استعمارها البلاد الليبية بين 1911-1943. لكن المحامي اليهودي سوية مع عضو الكنيست السابق دافيد مينع وبعض المحامين الإيطاليين يطالبون بالتعويضات من إيطاليا لا ليبيا، ولهذه المهمة تم تجنيد وزير الخارجية وأعضاء برلمان سابقين في إيطاليا.

ويزعم المدعون أن اليهود كانوا خلال الحقبة الاستعمارية يعانون ظلم المستعمرين الطليان بقيادة بنيتو موسوليني أكثر من المسلمين بعدما تم تركيزهم في معسكرات عمل، وطردوا من منازلهم وأجبروا على العمل في أيام السبت وبعضهم قتل في المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية. ويقول مئير كحلون، رئيس الاتحاد العالمي لليهود من أصل ليبي، إن اليهود كانوا جزءا من ضحايا الاضطهاد، لافتا إلى أن منظمته لن تسمح بتجاهل مصير عشرات اليهود الليبيين ممن قتلوا في تلك الحقبة. سوية مع المحامين وعضو الكنيست السابق دافيد مينع تم بلورة اتفاق يفصل خطة الحصول على التعويضات والتي ستتمحور بداية في حكومة ليبيا بغية التوافق على تحويل جزء من التعويضات الإيطالية لليهود.

وتوضح الصحيفة أنه سيتم ذلك في الولايات المتحدة بالأساس ومن خلال المحامين وبالتداول مع سفارتي ليبيا في واشنطن والأمم المتحدة دون حراك إسرائيلي بارز وسط تجنيد جهات دولية لها علاقات مع القذافي ونجله.

ويشير كحلون إلى أن الحديث يجري حتى الآن عن مداولات مع حكومتي ليبيا وإيطاليا ولم تقدم دعاوى قضائية بعد.

أما السفير الإيطالي في ليبيا فيقول -وفق الصحيفة- إن بلاده مستعدة للتعويض لكن القرار بيد ليبيا.. وتتابع الصحيفة: «استنادا لمصادر إيطالية أُطلع القذافي على القضية وهو لا يعارض مبدئيا التوصل لاتفاقية تعويض مع اليهود من أصل ليبي شريطة أن يتم ذلك من خلاله وبموافقته».

ويقول نائب وزير المالية الإسرائيلي يتسحاق كوهن، وهو من أصل ليبي، إن يهود ليبيا عانوا كثيرا من الاستعمار الليبي مبررا دعوته لتعويضهم، لافتا لوفاة عمته في المحرقة بعد إرسالها لألمانيا لمعسكرات الغاز.

وتشير الصحيفة إلى أن طالبي التعويض يعون حيوية الدور الأميركي في هذه المسألة ولذا تم استئجار خدمات محام أميركي. وتتابع: «جاء في خطة التعويض: نحن نخمن بأن ليبيا محتاجة جدا لدعم الولايات المتحدة ولذا لا بد من تركيز النشاط هناك».

وتنقل عن مصدر في الخارجية الإسرائيلية قولها «إن طرابلس الغرب معنية بصورتها كدولة منفتحة بعيون الغرب منذ أن سددت التعويضات لضحايا طائرة بان أم في سماء لوكيربي وأنها معنية بالدعم الأميركي لها بعدما تنازلت عن سلاح التدمير الشامل وعن ثوريتها وتوقفت عن كونها الابن العاق للعالم».

وتشمل الخطة بعد ذلك إجراء لقاءات مع مسؤولين إيطاليين وإسرائيليين منهم نائب وزير الخارجية داني أيالون.

وتوضح الصحيفة أن إسرائيل تشهد ترقبا حيال هذه القضية لاسيما أن التعويضات لن توزع على الأفراد بل ستكرس لتمويل مشاريع بنى تحتية منها ربط مدينة إيلات على البحر الأحمر ببقية البلاد بسكة حديد بواسطة شركات إيطالية كما هو الحال في ليبيا.

يشار إلى أن اليهود من أصل ليبي في إسرائيل يقيمون اليوم في 16 بلدة ستحظى هي الأخرى بدعم التعويضات لبناء مدارس ومؤسسات عامة وشق شوارع. وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن عدد اليهود في ليبيا عشية الحرب العالمية الثانية بلغ 30 ألف نسمة معظمهم في طرابلس وبنغازي وقد هاجر معظمهم لفلسطين بعد 1948.

ويؤكد كحلون أن اليهود من أصل ليبي مصممون على تحصيل التعويضات كاملة ولن يرضوا بـ «حفنة عدس». وتابع «نريد تعويضات بنسبة %7، وهي نسبتنا السكانية وقتها وبعدما يتم ذلك سنتقاسم المال مع الحكومة الإسرائيلية».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق