الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

السور الإسرائيلي العنصري و"غلاف القدس"

~ تعتبر المعلومات الخاصة بجدار الفصل العنصري من القضايا السريّة التي لا يعلن عنها الإسرائيليون، إلا في الوقت الذي لا مناص فيه من ذلك. والسبب الرئيسي في ذلك هو أن تحديد مسار السور يعني المساحة التي سيبتلعها من أرض الفلسطينيين والقرى الفلسطينية التي ستقسم أو ستضم، والسكان الفلسطينيين الذين سيحرمون من أرضهم، أو الذين سيبقون خارج نطاق الزمن حين يحصرهم السور، فلا يستطيعون أن يعيشوا كبقية الفلسطينيين، ولا "كالإسرائيليين" الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وكذلك لأبعاده السياسية وأخطاره التي تتهدد أرض الفلسطينيين وحياتهم ومستقبلهم ودولتهم المنشودة.

كما أن من الأسباب التي تدعو المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة في تل أبيب للتكتم حول السور، هو أن مساره سيكون بصورة أو بأخرى خط الحدود الذي ستّدعيه في المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين. وبعبارة صريحة ترغب إسرائيل في تقرير وضع المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 مسبقاً، بالإضافة إلى الأرض التي تطمع في اغتصابها كأمر واقع بعد إقامة السور.

وعلى الرغم من المعارضة الشديدة المحلية والعالمية للسور، إلا أن إسرائيل ماضية في إقامته والمجتمع الدولي كله، تماماً كما فعلت عبر سنوات المشروع الصهيوني منذ مائة عام، حيث تغتصب المزيد من الأرض الفلسطينية في كل مناسبة تتاح لها، وتشرد أهلها وتحرمهم من العودة إليها. تفعل كل ذلك تحت ذريعة الأمن.
وبالإضافة إلى الأضرار الفادحة التي يُسّببها السور للفلسطينيين في النواحي الزراعية والاقتصادية والمائية والنفسية، فإنه سيقسم الضفة الغربية إلى معازل أو جيتوات أو كانتونات أو بانتوستانات، أشبه ما تكون بمجموعة من السجون أو المحميات الطبيعية البرية، التي تجعل من العبث بل والمستحيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.}


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق