الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

بطاقـة معايــدة


كبش الأزهر، وعيد الأضحى، وحوار الأديان، وانعزالية الإخوان

من أحداث الساعة، وحتى قيام الساعة، والدنيا مشارب ومذاهب، ولشرقنا نصيب يلفت الأنظار، وباختصار. الأضاحي، عادة جعلنا منها عقيدة وشعيرة، لعقدة، منشؤها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد ذبح كبشين أملحين أقرنين، وقال: (هذا عن محمد وآل بيت محمد، وهذا عن أمة محمد).
والرواية مدلولها أنها كالحج، مرة في العمر على المستطيع، وهو الذي حج مرة واحدة.
والواعظ في أخبار بنغازي يوم الخميس 7 ذي الحجة الموافق 6 في السعودية، دفعني لهذه الملاحظات، للخلط بين ما استدل به من قوله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير)، فهذا بشأن الحج، ولمن جاءوا من كل فج عميق، (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله)، كرم ضيافة، تهدى إلى الكعبة، لإطعام الفقراء، والحاج كفدية يذبحها مساهمة، وامتثالاً، كأضحية، وهي جمع بدنة من الإبل.
أما الجدير بالملاحظة، هو مخالفة المغزى، في أنه لا يريد أن يشق على أمته، ولا يريد لهذه الأغنام أن تنقرض، إسرافاً وبطراً.
وها قد حلّ الشواء، بدل التشريق، حتى سميّت أيام التشريق الثلاثة، أي تقديد اللحم، وهو من امرأة كانت تأكل القديد.
والشعيرة، معناها العلامة، تغرز في السنامة، هدية للبيت العتيق، نسيكة لتكون ذبيحة، والنسك: إهراق الدم، وأكل اللحم.
والكبش هو سيد القوم وقائدهم، وهكذا لغتنا، الجميلة، حمّالة أوجه.
وياليت قادتنا مع هذه السنة، ينحرون الأضاحي، بما تجزي وتغني، يمنّون علينا، برائحة الشواء، مضغوطة الهواء، بمقدار موزون، حفاظاً على طبقة الأوزون، وليس لأحد، عندئذ أن يصفهم بالجزارين.
ولا داعي للملاحظة حول يوم الوقفة في (الجماهيرية)، يوم السبت بدل الأحد، إستشعاراً عن بعد، فهي فرصة للحجيج الليبي في (الدبل) وقفة حداد، على ما أصاب البلاد من سياسة الخلاف في الأعياد، كاختلاف الفقهاء، رحمة وخالف تعرف، وهكذا جعلنا للقدر ليلتين في رمضان.
وتحية لكبش الأزهر على مناشدته، رأفة بالأغنام، بأن يبعثوا بأثمانها إلى أهل غزة المحاصرين، غير أن الأولى هم (الغلابة)، في الجيزة وفي إمبابة.
والغزاويون، لم يروا ليلة هنيّة، منذ أن صوّتوا لهنيّة، نظام (طالبان)، وتخطيط (قم)، الحجارة مع الأطفال، تحوّلت صواريخ، من البطيخ، تلتهم قوت الأطفال، تمادياً في الاقتتال وفي القتال، فهم:
(كناطح صخرة ليوهنها، ، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل)
(يتكالبون على الرئاسة مالهم، ، إلا النطاح كأنهم أغنام)، (فخّار يكسّر بعضه)
مختصر القول: هم أحسن حالاً، وأكثر مالاً، بلا مزايدات أزهرية، ولا باخرة الجماهيرية، فلا صدقة وأهلها جيّاع، (واللي منه بيده ربي يزيده).
ومع هؤلاء الذين لم يستجيبوا للهدنة، ولا للتهدئة، جماعة الإخوان، نيابة عن الإسلام، ومنشؤها، اجتماعية إصلاحية، ولو أنهم انتهجوا رسائل إخوان الصفا، لكان خيراً لهم من التسمّي بالمسلمين، إعلاناً بأن ما عداهم غير مسلمين.
ينحون باللائمة (السياسية)، على شيخ الأزهر، لمجرد مصافحة شيخ اليهود، شيمون بيريز، رمز الدولة العبرية العبقرية، في ملتقى الأديان، وكان محاوراً في القلعة، واضحاً وصريحاً في أنهم جنحوا للسلم، ونحن لا نفرّق بين أحد من الرسل، فأبناء عمومتنا أقرب من الهند والصين فهم أهل كتاب، طعامهم ونساؤهم حلال، والشيخ الطنطاوي على علم باقتران 25 ألف مصاهرة شرعية بالرفاء والبنين، ولكم دينكم ولي دين، لكنهم مجانين، ولا تثريب عليه لو صاهر شمعون أسوة بمريم القبطية، فالإسلام مرادف، السلام، وهي التحية المقرونة برحمة الله الذي منه الهداية.
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً)، فعلى وجه الترتيب هي معابد للديانات الثلاث، فكنيسة النصارى كانت تسمى بيعة، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) والأصل الأب آدم والأم حواء.
وهذه معايدة هاتفية، بعد التحية: أمّال فين أبو محمد انعيّد عليه؟ -هو عمّال بيقدد!
-الله، بيقدد إيه، رخصة السيارة؟- لا لا - أمّال الباسبورت؟ -لأ هو بيقدد الخروف.
وإلى اللقاء، وكل خروف وأنتم بخير.
سليمان عوض الفيتوري (المحامي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق