الجمعة، نوفمبر 26، 2010

مواقف مشرقة من تاريخ أمتنا الإسلامية

ورد أن أبا جعفر المنصور استدعى طاووس، أحد علماء عصره، ومعه الإمام مالك بن أنس، رحمهما الله تعالى. فلما دخلا عليه، أطرق ساعة ثم التفت إلى طاووس.
فقال له: حدثني عن أبيك يا طاووس (ابن كيسان التابعي).
فقال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ~أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله}.
فأمسك ساعة.
قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه.
ثم التفت إليه أبو جعفر، فقال: عظني يا طاووس.
قال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الله تعإلى يقول:{ ألم ترى كيف فعل ربك بعاد ] ارم ذات العماد ] التي لم يخلق مثلها في البلاد] وثمود الذين جابوا الصخر بالواد]وفرعون ذي الأوتاد] الذين طغوا في البلاد] فأكثروا فيها الفساد] فصبّ عليهم ربك سوط عذاب] إن ربك لبالمرصاد}.
قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه.
فأمسك عنه ثم قال: ناولني الدواة، فأمسك ساعة حتى اسودّ ما بيننا وبينه، ثم قال: يا طاووس، ناولني هذه الدواة.
فأمسك عنه.
فقال: ما يمنعك أن تناولنيها؟.
فقال: أخشى أن تكتب بها معصية لله فأكون شريكك فيها. فلما سمع ذلك قال: قوما عني.
قال طاووس: ذلك ما كنا نبغ منذ اليوم.
قال مالك: فما زلت أعرف لطاووس فضله.
تذكرة الحفاظ 1\160. وفيات الأعيان 2\511.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق