الاثنين، نوفمبر 15، 2010

موقف الجمعية الوطنية التأسيسية الليبية حيال تصريحات بشير بك السعداوي التي أذاعتها بعض المحطات العربية‏


خلال الجلسة الخامسة والعشرين، يوم الثلاثاء 7 أغسطس 1951، للجمعية الوطنية التأسيسية الليبية، تم مناقشة واستنكار تصريحات بشير السعداوي لإذاعة الشرق الأدنى عن مراسلها ‏في بنغازي بما يفيد طلبه من الحكومة المصرة العمل على إرجاء الاستقلال إلى ‏حين التوصل إلى وضع يرضى عنه الشعب الليبي وموافقة مصر على ذلك ثم ‏قرار الجمعية الوطنية بالسعي للتأكد من ذلك والاحتجاج.‏
‏وبعد عرض جدول الأعمال سأل العضو المحترم السيد خليل القلال هل لدى المكتب وثائق رسمية أو شبه ‏رسمية تدل على أن البشير بك السعداوي أدلى بالتصريحات المشار إليها؟
‏فأجابه العضو المحترم السيد سليمان الجربي بأن ليس لدى مكتب الجمعية سوى ما نشر على جريدة ‏طرابلس الغرب نقلاً عن بعض الإذاعات العربية ثم قرأ النص:أذاعت محطة الشرق الأدنى مساء يوم الثلاثاء ‏الماضي رسالة لمندوبها الخاص في بنغازي جاء فيها ما يلي: طلب بشير بك السعداوي رئيس المؤتمر الوطني في ‏طرابلس من الحكومة المصرية أن تطلب من الجمعية العمومية للأمم المتحدة عندما تبحث قضية ليبيا في دورتها ‏المقبلة في باريس إرجاء استقلال ليبيا حتى يكون هذا الاستقلال موافقاً لرغبات الشعب الليبي وقد قبلت الحكومة ‏المصرية هذا الطلب. ‏
‏طلب الرئيس بعض المعلومات عن مدى صحة هذا النبأ فأجابه السيد خليل القلال بقوله نحن كأفراد يصعب ‏علينا استقصاءه والتثبت من صحته ولكن أظن أن الحكومة لها من الوسائل ما تتمكن به من تأكيد هذا الخبر أو نفيه ‏فأفاد العضو المحترم سليمان الجربي بأنه اتصل بالحكومة واستفسر منها عن علمها بصحة الخبر فأفادته بأن ليس ‏هناك ما يؤيده رسمياً وعلى كل فربما تصل فيما بعد بعض الأنباء المفيدة.‏
فقال العضو المحترم السيد خليل القلال أن الخبر من حيث هو محزن ومن شأنه أن يسيء إلى القضية ‏الوطنية غير أن الجمعية الوطنية التي حافظت على كرامتها دائماً وربأت بنفسها على النزول إلى حضيض المنابزة ‏والمهاترة رغم الحملات العنيفة التي قام بها بعض من ذوي الأغراض السافرة وبعض السذج الضالين يجب أن تستمر ‏على خطتها الرزينة وحيث ليس لدينا تصريح رسمي يدل على أن الجهة التي نسب إليها الخبر قد قالته فعلاً فإني أرى ‏أن نتريث حتى نتأكد من صحته، وعندها يقوم المكتب باتخاذ ما يلزم من استنكار واحتجاج.‏
‏فأجاب السيد سليمان الجربي بأن المكتب ساع للتأكد وإذا الجمعية تكلف المكتب فيما إذا ثبت لديه صحة أي ‏نبأ أن يقوم باستنكاره والاحتجاج عليه فإن المكتب سيضطلع بذلك. ‏
‏وهنا طلب الرئيس من الأعضاء أن يبدوا رأيهم فيما إذا يفوض المكتب أو يؤجل البحث إلى جلسة أخرى، ‏فرأى العضو المحترم السيد سالم المريض أن تتريث الجمعية حتى تتصل بالبشير بك السعداوي وتستجوبه عن ‏التصريح المعزو إليه، فقام العضو المحترم السيد خليل القلال وقال أوافق الزميل المحترم على التثبت وتحري صحة ‏الخبر بينما أعارضه في الاتصال بالبشير بك السعداوي.‏
‏فقال الرئيس إذاً يؤجل هذا الموضوع إلى ما بعد التحري والتثبت من صحة الخبر أو عدمه.‏
‏فقام العضو المحترم السيد المبروك الجيباني وقال فقد اطلعنا على التصريح الذي نشرته جريدة طرابلس ‏الغرب وأطلعنا على نفيه بجريدة شعلة الحرية فإذا لم يصدر من البشير بك السعداوي ما يكذب ما نسب إليه وإذا لم ‏تعثر الجمعية على ما يؤيده ويثبته فما العمل الذي يجب على الجمعية أن تقوم به إذ ذاك؟
فقال السيد خليل القلال إن ‏الجواب بسيط وذلك لأن الخبر إذا كان صحيحاً فلابد أن تنشره الجرائد المصرية ويكون له صدى في الأوساط ‏السياسية وتتناقله الدوائر الدبلوماسية فيكون ذلك بمثابة تأكيد وتثبيت له.‏
‏وهنا تقدم السكرتير السيد سليمان الجربي باقتراح يرمي إلى أن تنوب الجمعية المكتب على استقصاء الخبر ‏والتأكد منه فإذا ثبت لديه يقوم بما يجب من كتابة الاحتجاج.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق