الخميس، نوفمبر 18، 2010

ما لا يعرفه البعض عن الصادق النيهوم

مراسلات حول دراسة ~ الرمز فى القرآن }
R وصل النيهوم إلى قناعة مؤدّاها: نفض يديه من مواصلة الدراسة، والرد على ما وصله أو علم به من مناقشات وتعقيبات، واكتفى من الغنيمة بالإياب، مؤثراً السلامة، فأرسل إلى صديقه رشاد الهوني أواخر عام 1967م قائلاً: ~...أريد أن أشكرك هنا.. وأشكر الأستاذ محمد على موقفكما الواعي تجاه رد الجامعة الإسلامية الذي بدا في النهاية مجرد شتم عادي لا يليق بسمعة أحد. وقد كان بودي لو أتيحت لي فرصة النقاش بصورة أفضل، فأنا لا أريد أن أشام الفقهاء، ولا أتمنى أن أتورط في شجار مع أحباء الله. وقد انتابني الألم كثيراً أمام تصرف الجامعة. فالقرآن ليس ملكاً للشيخ المدهش الذي يدعوني ـ فوق صحيفة حكومية ـ دودة تنخر في عظام الأمة، والمسؤولون في ليبيا إذ يسمحون بارتكاب هذه التفاهات في وضح النهار، إنما يضعون عنق ليبيا البائسة تحت مقصلة حقيقية من أظافر الرجال الجهلة، ويفقدون أحسن أصدقائهم}.
وانتهى في خاتمة رسالته إلى ~إذا تقرر أن نلتقي فأرجو أن تحضر لي معك كل حلقات دراسة الرمز في القرآن التي نشرت والتي لم تنشر، وأحضر لي أيضاً المقالات التي يبدو أنكم قررتم عدم نشرها، فأنا أريد أن أقرأها مرة أخرى على ضوء تجربتي الحالية}.
R ويبدو أن النيهوم هنا ، كان يود استمرار النقاش (بصورة أفضل) كما أشار، ولكن مسؤولي الصحيفة قرروا الاكتفاء بما حدث والتوقف عند هذا الحد لأنهم أدركوا أن النقاش في الموضوع لن يكون (أفضل)، وثمة إشارة أخرى تفيد باستعداد النيهوم لإعادة قراءة ما كتبه، وربما إعادة النظر فيه، على ضوء ما حدث.. فهل وقع ذلك حقّاً من النيهوم.. أم ضرب صفحاً عن ذلك، ولو أن بعض الدلالات تفيد بأن دراسته التي نشرها عام 1969م بعنوان (العودة المحزنة إلى البحر) فيها عودة من خلال بعض حلقاتها إلى الرمز في القرآن ولكن بطريقة أخرى.. وخالية من الأخطاء !
R وقد أعاد تكرار طلبه بإعادة الحلقات، إذ لم يلتقِ برشاد الهوني وكان مقرراً أن يتم ذلك في القاهرة، فأرسل هذه المرة إلى صديقه خليفة الفاخري برسالة طويلة يوم 11/1/1968م ذكر فيها: ~.. المهمة الثانية يا صديقي خليفة أن تطلب من رشاد أو أخيه محمد كل أجزاء دراستي عن الرمز في القرآن التي نُشرت والتي لم تُنشر وتبعثها لي هنا بالبريد العاجل فأنا أعدّ هذه الدراسة لمؤتمر المستشرقين في ميونيخ ولابد أن أفرغ منها}.
R والواضح أن خليفة اتصل برشاد وعرض عليه كلام النيهوم، ويبدو أن ثمة نقاشاً حدث بينهما حول تداعيات الدراسة وغبارها الذي مايزال عالقاً في الجو، ونقل ذلك في رسالة سريعة رد عليها النيهوم من هلسنكي في 20/2/1968م جاء فيها قوله: ~.. وقال لك أن رد الجامعة الإسلامية يفيد أنني استقيت دراسة الرمز في القرآن من كتاب مستشرق ألماني، وأنا أملك نص الرد هنا، وليس به شيء من هذا القبيل، فالفقي الذي شتمني على جريدة العلم، لم يستطع أن يلصق بي تهمة السرقة على الأقل}.
وأيضاً قوله: ~.. أما دراستي فهي عمل لغوي في الدرجة الأولى، والمستشرقون الألمان عاجزون عن إفادتي في هذا الاتجاه عجزاً مطلقاً.. إنها عرق، عمل عظيم صنعته بيدي ولن يستطيع الفقهاء والمستشرقون ورشاد الهوني أن يبدّلوا هذه الحقيقة. وإذا أُتيحت لي الفرصة فسوف أقدم لجيل ما، تفسيراً متكاملاً للقرآن، تفسيراً يأتي بعد أربعة عشر قرناً من رجل نصف ميت، ويكتشف الحقيقة كلها.!! }
R وتوقف الموضوع ـ القضية عند هذا القدر من الرسائل بين الأصدقاء الثلاثة، ودون أن يتصل به القراء مباشرة أو يعرفوا عنه شيئاً آنذاك، وعلى ما يبدو فإن الدراسة وصلت لاحقاً إلى النيهوم في هلسنكي واحتفظ بها ، وقد يكون نشرها (بأربع لغات أخرى) غير العربية، كما ورد في حواره مع الهتكي في (الرائد) بعد عام من تلك الرسائل، ولكن: أين ومتى وكيف ؟ فذلك ما لم يفسره النيهوم أو يفصح عنه، مع ملاحظة عدم وجود ما يؤكد ـ حتى الآن ـ حضوره أو مشاركته في مؤتمر المستشرقين بميونيخ وتقديمه للدراسة في أيٍّ من جلساته، وأيضاً ما يؤيد تحقيق فرصته أو تفكيره في تقديم (تفسير متكامل) للقرآن وهل أن ذلك يقتصر على (الرمز في القرآن) فقط.. أم سيكون (شاملاً)، ويُستفاد من هذه الإشارة في رسالته لخليفة الفاخري أنه: (بصدد) أو (على وشك) إعادة النظر في دراسته (السابقة والمتعجّلة) على ضوء ما نتج عن نشرها من تداعيات وما حدث فيه من (خلل) أو (قصور).


~أزمة لم تكن لازمة - طريق غير سالكة إلى دراسة لم تكتمل!! } مقدّمة لكتاب (الصادق النيهوم والرمز في القرآن.. الدراسة، الحوارات، الردود)، أعدَّه الكاتب سالم حسين الكبتى


 ~الصادق النيهوم أفضل من التقيت من أدبائنا علما وتواضعا وثقافة واسعة.. ولكنني اختلفت معه ذات يوم... عندما قال بعدم قناعته بمعجزة ميلاد عيسى عليه السلام في إحدى جلساتنا بالفندق الكبير بطرابلس، فقلت له : إنك بذلك تخالف نصا صريحا من القرآن الكريم، ولا رأي مع النص كما يقولون.
فقال لي بالحرف الواحد: ولكن الوثائق الرومانية تؤكد زواج السيدة مريم من يوسف النجار.
فقلت: هناك سورة كاملة في القرآن الكريم تتحدث عن مريم ومعجزة ميلاد السيد المسيح وتكلُّمه في المهد.
فقال: أعرف ذلك..!! .
ثم يتابع النيهوم متبجحا بمصيبة أخرى ومعجبا بعقله العبقري !!!!
 ~... ولكن حتى حديث السيد المسيح لم يكن معجزة.
فقلت له : وما دليلك على ذلك .. ؟
فقال: كلمة صبي .. تعني من هو فوق العاشرة .. وحديثه بالطبع ليس بمعجزة .. في إشارة منه إلى قوله تعالى : ( كيف نكلم من كان في المهد صبيا}.
فقلت له : ولكنك تجاهلت كلمة (في المهد) التي قدمت على كلمة (صبيا) وهي أولى بحكم التقديم وتجاهلت أيضا قوله تعالي : {فأتت به قومها تحمله} التي تنسف وجهت نظرك من أساسها
ثم يعلّق العريبي
ولأجل مثل هذه المفاهيم الباطلة .. كان أن اختلفت معه فيما بعد .. وأحجمت عن الاستمرار في مشروع كبير معه .. خولني القيام به بموجب توكيل قانوني لنشر جميع مؤلفاته داخل البلاد وخارجها ( موجود لدي لمن أراد الإطلاع عليه ) وقد بدأناه بكتاب أول قدمته إلى دار أفريقيا للنشر بعنوان : بين حين وآخر.
ذلك اليوم بالذات قلت له مودعا: أنا أحترم وأقدر الصادق النيهوم كأديب عندما يحدثنا عن الأدب .. أما عندما يحدثنا عن الدين .. ويخالف ما عرف عنه بالضرورة وبالنصوص الصريحة .. فإنني أقول لـه: {لكم دينكم ولي دين.}


~ أدباؤنا إلى أين }  15/4/2006  للكاتب سعيد العريبى


~ ... نعم من حقي .. أنا دائما خارج الجماهير ولا يمكن أن أكون معهم ولا اتفق مع الإخوة الليبيين في شيء مند زمان أقول هذا... أنا لا أوافق الرجل الليبي علي شيء لا اتفق معه في نظرته للحياة لا اتفق معه في نظرته للدين أنا لا اتفق معه في نظرته للصغير فيه اختلاف... أنا جئت أناقشك لأقول لك أن علاقتك بابنك انك تضربه (وتحطه) في الماجن وتكسره وتخوفه فعلا سيخاف منك مادام صغير أول ما يكبر سيعمل مثلي يكرهك يبتعد عنك ويرفض أول علاقة مباشرة بك... والدي أطول مدة اقضيها معه 5 دقائق ولا أكثر .. أنا الذي اعرفه أن عمي يربطني بالحبل وينزلني في الماجن لأنني ذهبت عمت في البحر...  ابني لن افعل معه هذا وارفض هذا السلوك ارفضه... علاقته بأمي أيضا ليست العلاقة الصحيحة وأتدخل أصبح أنا الغلطان... أما كوني خارجا عن الجماهير، أنا خارج وفرحان بها. }


حوار مع الصادق النيهوم ـ 1 أغسطس 1978 بمقر صحيفة الأسبوع الثقافي ـ طرابلس




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق