الثلاثاء، نوفمبر 23، 2010

الرزق

{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.} سورة لقمان آية 34
1.      أن الرزق كفل للإنسان منذ أن كان في بطن أمه روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفه ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يأتي الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع كلمات رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ..... "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .، معنى النص أن الرزق كتب منذ أن كنت نطفة في بطن أمك هذه واحدة.
2.      روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ~إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على معصية الله فما عند الله يطلب بطاعته لا بمعصيته} صدق رسول الله .... الجملة صعبة الفهم في هذا الحديث هي قوله صلى الله عليه وسلم ~فاتقوا الله وأجملوا في الطلب }  في الطلب أي ترفع بطلبك عن الدنايا والصغائر وأعلو إلى ما هو أكبر..... لا يكن همك لقمة تأكلها أو شملة تلتحفها يقول أحد السلف رضوان الله عليهم ~من كان همه ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه} .... لا يكن الهم في الطعام والشراب.... والسؤال هل خلقك الله لتطعم وتشرب؟ الإجابة يعرفها كل عاقل... لا
3.      يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ~لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا} رواه البخاري . جاء رجل إلى أحمد رضي الله عنه فقال له عظني فقال الإمام ~ إن كان الرزق على الله حقا فالاهتمام لماذا؟  وإن كان القضاء والقدر حقا فالنصب لماذا؟ وإن كان منكر ونكير حقا فالجليس لماذا؟ وإن كان القبر حقا فالأنيس لماذا؟ }
4.      ~يا بن آدم خلقت السموات والأرض ولم أعي بخلقهن أفيعيني رغيف عيش أسوقه إليك في كل حين}  يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه الرزق نوعان رزق تسعى إليه ورزق يسعى إليك ..... وفي هذا يقول السلف ~ لو ركب بن آدم الريح فرارا من رزقه لركب الرزق خلفه البرق ليدركه} وإسمع معي إلى ما هو أصعب من ذلك جاء في تفسير القرطبي أن المرأة عندما تنوح على زوجها الذي مات يخاطبها ملك الموت قائل ~ والله ما قطعت لو رزقا ولا قصرت له أجلا لقد طفت الأرض مشرقها وغربها أبحث له عن لقمة عيش يأكلها فلم أجد!!! ... وطفت أنهار الدنيا كلها أبحث له عن قطرة ماء يشربها فلم أجد} ولهذا فالفهم الصحيح أن الإنسان يموت حينما ينقطع رزقه أولا ثم أجله ثانيا .... هل تريد دليلا على ذلك إليك الدليل .... إن أحدنا يمكث أياما في فراش الموت دون أن تدخل جوفه لقمة واحدة ثم يموت!!!!! يا الله .... أخيرا كان مالك بن دينار جالس ذات يوم يأكل فجاء قط فسرق منه قطعة لحم .... فتتبع مالك هذا القط اللص فوجده قد ألقى هذه القطعة أمام جحر ثعبان أعمى!!!!! من الذي سخر هذا القط لرزق ذلك الثعبان الأعمى رغم أن بينهم من الخصومة ما بينهم؟ ..... أنه الله جل جلاله ..جاء في السنة ~أنه بينما داوود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام جالس في مجلسه إذ جاءت امرأة تبكي فقالت له : يا داوود أربك ظالم؟ فقال لها لما؟ قالت توفى زوجي وترك لي أولادا كنت أغزل عليهم الغزل وأبيعه في السوق فبينما أنا أحمل الغزل على رأسي وأسير به إلى السوق إذ جاء غراب فسرق الغزل! فقال لها داوود عليه السلام أجلسي وهدأ من روعها فبينما هم كذلك إذ دخل عليه ثلاثة تجار وقالوا يا نبي الله كنا في سفينة لنا في البحر فأصابها خرق لم نجد ما نسده به فأقسم كل منا إذا نجا من هذه المصيبة أن يتصدق بعشرة آلاف درهم .... فبينما نحن كذلك إذ ألقى علينا غراب صرة من الغزل فسددنا بها الخرق حتى نجونا..... يا نبي الله هذه الثلاثون ألف درهم .... فأخذها داوود عليه السلام ودفعها إلى المرأة وقال لها .... إن الذي يرزق في البر ويلطف في البحر ليس بظالم} نعم .... نعم جل وعلا شأنه وتعالى عن كل مخلوقاته علوا كبيرا....

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق