[من الطبيعي أن تكون الإستراتيجية اليهودية الصهيونية واستراتيجية كيانها إسرائيل متناغمتين تماماً ومتطابقتين كلياً مع منطلقاتها الروحية والفكرية وأهدافهما السياسية، أهمها "إعادة بناء الدولة اليهودية وعاصمتها القدس"، وانتزاع اعتراف دول العالم بضمانة دولية مؤسسة على القانون الدولي، ومواثيق مؤسسات الشرعية الدولية القائمة آنذاك. لذا فان الإستراتيجية اليهودية الصهيونية في سعيها لإقامة كيانها إسرائيل قد مرت بمراحل عديدة لعبت القدس دوراً محورياً في إنجاز مهام كل مرحلة وبخاصة تلك التي شهدت ولادة الكيان الصهيوني كنواة للدولة اليهودية التوراتية.
وقبل الخوض في الإستراتيجية اليهودية الصهيونية-الإسرائيلية عبر مراحلها المختلفة تجدر الإشارة إلى جملة من العوامل كان لها كبير الأثر في تمكين الحركة الصهيونية من إقامة كيانها الصهيوني إسرائيل في فلسطين بعد مرور خمسين عاماً من انعقاد مؤتمرها الصهيوني الأول في بازل / سويسرا عام 1897م. ويمكن تلخيص تلك العوامل التي أسهمت في بناء الدولة اليهودية" بالأتي :
وضوح الهدف المتمثل ببعث "الدولة اليهودية" على مساحة كافية من فلسطين التي كانت من خلال القدس تشكل قوة جذب كبيرة ليهود الشتات.
وحدة الزعامة الصهيونية مما حقق لها قدراً كبيراً من المناورة والمرونة سواء لجهة التخطيط الإستراتيجي، أو لجهة التنفيذ العملي وإدارة معاركها مكاناً وزماناً بكفاءة عالية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
مشروعية الوسيلة أياً كانت مستندة في ذلك إلى قراءتها الافتراضية القسرية لسيرة وسلوك أنبياء بني إسرائيل.
مرحلية التطبيق بأسلوب عملي متدرج.
مركزية القدس في إنجاز مهام كل مرحلة من مراحل تنفيذ الإستراتيجية الصهيونية كأداة حاسمة في إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين وتثبيت دعائمه والحيلولة دون انهياره أو تلاشيه مستقبلاً.
ارتباط "رسالة اليهودية العالمية" بالحضارة الأوروبية باعتبارها المكمل لهذه الحضارة وصورتها العملية في الشرق بالرغم من تشديد الزعامة الصهيونية وبخاصة هرتسل في مؤلف "الدولة اليهودية" على مبدأ الاصطفاء والتناقض مع نزعة أوروبا اللاسامية، أي المعادية لليهود.
التركيز على اجتذاب البروليتاريا اليهودية أي فقراء اليهود من مزارعين وعمال حرفيين وصناعيين ومثقفين يهود بحكم ما ستوفره الدولة المستقبلية من فرص عيش افضل وحياة مستقرة وآمنة ونجاة لهم من الملاحقة والاضطهاد والعداء. فوجود هؤلاء على ارض فلسطين كقوة طلائعية يشكل يقيناً قوة دفع هائلة باتجاه إقامة "الدولة اليهودية".
إنشاء مؤسسات ذات طبيعة "قومية" لتكون اذرعاً داخلية وخارجية للحركة الصهيونية مثل: الوكالة اليهودية والصندوق القومي وغيرهما من المؤسسات يهودية.
المزاوجة الفعالة، والإبداعية، بين جميع عناصر الإستراتيجية الصهيونية؟
الآن ما المراحل التي مرت بها الإستراتيجية الصهيونية؟ وما مكانة القدس ودورها في تحقيق أهداف كل مرحلة من هذه المراحل في إطار الهدف الشمولي المحوري وهو إقامة "الدولة اليهودية"؟]
التكملة بموقع اللجنة الملكية لشؤن القدس
التكملة بموقع اللجنة الملكية لشؤن القدس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق