اتفاقية الصداقة الليبية الايطالية التى قام السيد عبد الجليل
بتفعيليها خلال زيارته الأخيرة لايطاليا، تعد تنازلا كبير وتفريط في حقوق الوطن والآباء والأجداد والأجيال
الحاضرة والقادمة ويمكن تلخيصها فى الأتى:
الغرض والغاية
الغرض والغاية
تشير الاتفاقية فقط إلى عزم الدولتين "على القفل النهائي لـملف
الماضي المؤلم، والذي سبق لإيطاليا أن عبرت عن أسفها للآلام التي لحقت بالشعب
الليبي من جراء الاستعمار الإيطالي، وذلك بحل كافة الخلافات الثنائية كما جاء في الإعلان
المشترك عام 1998". الفقرة المنقولة من نص الاتفاقية لا إشارة فيها للاعتذار
العلني والرسمي، ولا عن اعتراف ايطاليا بجرائمها في حق الليبيين، وهي جرائم شنيعة
شملت القتل الجماعي والتهجير والنفي والتشريد والاعتقال في معتقلات جماعية
والتجويع والتشغيل بالسخرة والتجنيد القهري وزرع الألغام ومصادرة الأراضي
والممتلكات والتنصير*.
التزامات الجانب الايطالى:
- تقوم ايطاليا بدفع غير مباشر 5 مليارات دولار (من المؤكد انها ستكون من نصيب شركات الإعمار والمقاولات الإيطالية لتنفيذ مشروع الطريق الساحلى ) خلال 25 سنة (200 مليون دولار فى السنة ما يعادل دخل ليبيا من النفط فى يوم) كتعويض عن الأضرار التى لحقت بليبيا والليبيين خلال الحقبة الاستعمارية. مبلغ لا يذكر إذا ما قورن بتعويضات لوكيربى.
- استئناف دفع معاشات التقاعد للمستحقين الليبيين من مدنيين وعسكريين ولورثتهم المستحقين لها بموجب اللوائح الإيطالية النافذة.
- توفير 100 منحة دراسية إيطالية لطلبة ليبيين.
- ببناء 200 وحدة سكنية فقط.
- تقوم إيطاليا بدوراً كبيراً في تهدئة التشدد فى التعامل والتوترات والإستهدافات الغربية والأمريكية ضد القذافى.
التزامات الشعب الليبى
أولا: التغاضى عن الأضرار البشرية خلال حقبة الاستعمار
الايطالى** (هناك من يقدر العدد بمليون وسبعمائة وخمسين ألف شهيد)
- مئات الالاف من الليبيين الذين استشهدوا فى معارك الجهاد ضد المستعمر الايطالى خلال 1911-1931
- وعشرات الآلاف الذين ماتوا في المعتقلات الجماعية (العقيلة، سلوق....)
- وعشرات الآلاف الذين ماتوا او فقدوا نتيجة الزج بهم فى حرب الحبشة.
- وآلاف الذين ماتوا عطشاً فى الصحراء أثناء الهجرة.
- وآلاف المنفيين الذين ماتوا في السجون الإيطالية.
- وآلاف الذين تعرضوا للقتل الفردي والجماعي بما عرف بالمحاكم الصورية الطارئة.
- القتل العشوائى خلال الحرب العالمية الثانية الناتج عن قصف المدن والقرى الليبية، وإغراق السفن الحربية التى تقل المجندين الليبيين فى المنطقة الشرقية.
- احتلال امتد من 3 أكتوبر 1911 إلى 26 يناير 1943.
- التجنيد القهرى للرجال من السن الثامنة عشر حتى السبعين من العمر وتوريط الليبيين فى حرب الحبشة والحرب العالمية الثانية.
- بانضمام ايطاليا الفاشية إلى دول المحور تعتبر مسئولة عن توريط الليبيين فى الحرب العالمية الثانية مما جعل ليبيا ساحات معارك ومسرحاً للعمليات الحربية البرية والبحرية والجوية بين دول الحلفاء ودول المحور والذى نتج عنه:
- الدمار والخراب والقتل العشوائي وبث الفزع والرعب والإرهاب لدى المواطنين.
- تشريد الليبيين من المدن بعد تدميرها من الأطراف المتحاربة خاصة مدينة بنغازى التى دمرت بالكامل.
- ضياع الموروث الحضاري الثقافي من وثائق ومخطوطات وقطع أثرية ثمينة جراء التدمير الشامل، وما سلم منه تم سرقته ونقله إلى أوروبا.
- استهداف القوى المتحاربة من خلال قصفها الجوي والبحري المدن والقرى والواحات البعيدة النائية التي هي بعيدة عن مواقع الصراع والعمليات الحربية.
- تدمير المناطق الزراعية الذى تسبب في تلف المزروعات والحيوانات.
- زرع الألغام في الكثير من المناطق الليبية التى تسببت فى أضرار بشرية واقتصادية ولا تزال تسبب في موت الآلاف من الليبيين.
- زرع الألغام في الموانئ والشواطئ الليبية التي كان من الممكن استثمارها سياحياً.
- شكلت الألغام المزروعة عائقا للاستثمار الأمثل فى مجال استخراج النفط والغاز.
- تلويت للمياه البحرية وضياع للثروة السمكية وصيد الأسفنج
ثالثا: تثبيت وتفعيل عقود النفط والغاز المشبوهة والتى تحتاج
إلى إعادة النظر فيها حيث انها تم توقيعها
من قبل البغدادى وغانم بأمر من القذافى والتى تقدر قيمتها بمئات المليارات من
الدولارات. (لاحظ ان غانم بعدها مباشرة تحصل على الجنسية الايطالية)
رابعا:
تأمين مصادر الطاقة النفطية، حالياً
تشتري إيطاليا وحدها 25% من إجمالي صادرات النفط الليبي و33% من إجمالي صادرات
الغاز الطبيعي.
خامسا:
منح الأولوية في الاستثمارات النفطية لشركة إينى الايطالية ومنح رجال الأعمال الإيطاليين التسهيلات والامتيازات ذات المزايا
الاستثنائية.
سادسا: استثمار الأموال الليبية المباشرة وغير المباشرة (على
وجه الخصوص تلك التى تحت تصرف هيئة الاستثمار الليبية والمصرف الخارجى، والعائدات
الليبية من النفط) لإنعاش المصارف
الإيطالية (يوني كريدت ، ميديو بانكا) وشراء اسهم فى شركات ايطالية (إينيل للطاقة، تيليكوم ايطاليا
للاتصالات، إمبريقيلو للمباني، سوكير المالكة لنادي
جوفتوس، شركة تيكيستيليس الإيطالية للنسيج، شركة فينميكسانبكا لتكنولوجيا الدفاع
والفضاء، أسيكيوراتريوني سينترالي للتأمينات العامة) مساهمة منا فى حل الأزمة الاقتصادية العالمية التى تمر بها
ايطاليا وبقية دول العالم.
سابعا: الرقابة البحرية للحد من دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى
إيطاليا من
الاراضى الليبية.
ثامنا:
رصف وتعبيد الطريق الساحلي الرابط بين رأس أجدير وإمساعد. تقدر قيمة العمل من 5
الى 8 مليار دولار
تاسعا: تثبيت عقود الاعمار والتمنية التى وقعها القذافى وابنه
مع الشركات الايطالية، واعطاء افضلية التعاقد مع الشركات الايطالية مستقبلا.
عاشرا: توقيع عقود معدات عسكرية خلال الأعوام 2008 و2009 ومن
المتوقع بعد التفعيل أن يتم التعاقد على شراء أسلحة ايطالية بعد تدمير السلاح
الليبى.
محمد الجازوى
محمد الجازوى
* ادرار نفوسة - مقال "الخديوي معـمر يبيع الوطن رهناً ويتاجر
بالمواطن بخساً" 2008 .
** الدكتور محمود الديك - تقرير عن "توثيق الاضرار التى لحقت بالشعب الليبى"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق