تأسيسا على تراكم النضالات الوطنية للشعب الليبي عبر المراحل التاريخية من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن ممارسة الديمقراطية كاملة دون انتقاء، وتكفل حق المساواة بين كافة المواطنين الليبيين فى ممارسة العمل السياسي عبر قناعات الأفراد والجماعات من اجل تداول السلطة ديمقراطيا عبر صناديق الاقتراع دون استخدام اى شكل من أشكال القوة لإجبار الناس على ما لا يريدون، وذلك عبر دستور ديمقراطى يكفل كافة الحقوق التى تنص عليها المواثيق الدولية لحماية حقوق الانسان الليبي كاملة غير منقوصة.
وانطلاقا من المبادئ السامية – المتصلة بإرثها التاريخى – التى قامت عليها ثورة السابع عشر من فبراير ضد حكم الفرد والدكتاتورية والتسلط والتهميش واحتقار المواطن وإفقاره وإنتهاب الثروات وإلجام الأفواه واستهداف كل رأى حر يمكن أن يرتفع من أجل خير الوطن، وذلك كله هو ما يشكل سمات حكم القذافى الذى أنهى حكمه بأسوأ واندر ظاهرة فى التاريخ السياسي للبشرية وهو اعتبار إمكانية إبادة شعبه خيارا سياسيا بديلا عن التنحى.
وتعبيرا عن المحاولة الجادة من أجل فهم صحيح وعميق لطبيعة هذه الثورة وتجلياتها فى المراحل المختلفة بإعتبارها أيضا ظاهرة نادرة فى التاريخ السياسي العربي وجزءا لا يتجزأ من تعيناته، بحيث يرتب هذا الفهم ضرورة إيجاد الفعل المبادر الملائم لكل مرحلة من مراحل الثورة وبناء الدولة عبر مواطن يعي حقوقه جيدا بعيدا عن ثقافة الأعطيات التى كان ينتهجها القذافى من أجل بناء ثقافة إكتساب الحقوق بالحق وبالدفاع عنها ضد أية محاولة لإنتزاعها تحت أية ذريعة كانت أيدولوجية أو عقائدية، إن الدفاع عن الحقوق هو جوهر الثورة التى أشعلها الشعب الليبي.
وتعبيرا عن الحاجة الملحة التى تفرضها ضرورة الحرب الجارية ضد الليبيين ومهام بناء الدولة الديموقراطية إلى خلق كيان سياسي منظم قادر على الفعل فى مسيرة بناء ليبيا يجمع بين طياته القوى الوطنية الديموقراطية بكل ما يترتب على الإلتزام بالديمقراطية من واجبات، التزاما يمكنها من العمل على ترسيخ الجهد الوطنى واكتشاف الأدوات المناسبة لتفعيله من أجل الإتفاق على الاهداف الوطنية الاساسية التى تشمل أبناء الشعب الليبي والمتمثلة فى خلق دولة ليبيا الديمقراطية التعددية المبنية على خدمة مواطنيها على إختلاف مستويات معيشتهم والعمل على توزيع ثروة ليبيا بين المواطنين بالتساوى عبر إقتصاد حر وديموقرطى يشمل جناحى النشاط الاقتصادى ويضمن للمواطنين حقوقهم الاساسية والاستفادة من ثرواتهم كما توفر لهم دولة مدنية تعتمد على تداول السلطة والمسار الديموقراطى ليكون المواطن (بصوته) وحده من يقرر نوع وطبيعة النظام ونوع وطبيعة من يريد أن ينتخبهم.
انطلاقا من، وتأسيسا على هذا كله فقد برزت الحاجة - عبر حوارات جادة - إلى إنشاء جبهة سياسية عريضة تضم هذه القوى الملتزمة إلتزاما كاملا بالديمقراطية تحت إسم "الجبهة الديمقراطية الليبية" وتستند على مجموعة من المبادئ والأهداف المتمثلة فيما يلى:
- أولا: المبادئ :
1) النظام الديمقراطى الليبرالى هو الطريق السليم لبناء مجتمع ليبي حيوى ومتجدد ومبدع.
2) الديمقراطية نظام متكامل يشمل كافة مجالات الحياة الانسانية سياسيا وثقافيا واجتماعيا يجب العمل على تأصيله وتجذيره وربط مصالح الإنسان الليبي به.
3) الديمقراطية هى المنظومة الفكرية والسياسية التى تسبق كافة المنظومات الفكرية والسياسية الأخرى وهى المرجعية الأولى ويجب أن تكون هى محور برامج القوى السياسية المختلفة.
4) الدفاع عن المبادئ الديمقراطية ضد أية محاولة لإنتقاصها هو من صميم مبادئ هذه الجبهة.
- ثانيا : الأهداف :
1 ) الأهداف الآنية:
أ) العمل بكل الوسائل وعلى كافة الأصعدة على استكمال تحرير الأراضى الليبية من قبضة النظام الدكتاتورى واستخدام كل الطاقات المتوفرة – من أعضاء الجبهة أو من بقية افراد الشعب – فى المجالات المختلفة من أجل تحقيق هذا الهدف.
ب) الدعوة والعمل على تدعيم الأمن والسلم فى المناطق المحررة والوقوف ضد أى شكل من اشكال الاخلال بالأمن تحت أية مبررات أو تسميات، والرفض القاطع لأى تجمع عسكرى لا يخضع لقوات الجيش أو الأمن الوطنى وتجريم أية مظاهر مسلحة داخل المدن والوقوف بقوة وبكافة أشكال المساندة مع المجلس الوطنى الانتقالى من أجل تحقيق هذا الهدف.
ج) العمل على تنظيم ورش عمل لخلق أسس لثقافة الحوار وتنمية قدرات المواطنين على فهم آليات الحوار وشروطه من خلال التدريب على مناقشة قضايانا الأنية والحساسة بروح ديمقراطية بناءة، والتأكيد على أن الحوار لا يكون بين متفقين بل بين مختلفين وأحيانا بين خصوم، ولذا فالقاعدة الأساسية هى القبول الفعلى واحترام الرأى الآخر كشرط أولى للوصول إلى حوار مثمر.
د) العمل الإعلامى النشط على تعزيز قيم الديمقراطية والمواطنة المتساوية وإحترام قوانين العيش المشترك والابتعاد عن الفوضى واللامبالاة والتناحر على فكرة السبق فى الثورة وتعزيز قيم الصبر والتحمل ومحاربة التوتر خلال مرحلة التحرير وذلك عبر جهد إعلامى يبدأ من الندوات والبرامج المسموعة والمرئية ولا ينتهى بالملصقات الإرشادية.
2 – أهداف المرحلة الانتقالية :
أ) بذل كل الجهود المطلوبة من اجل أن تسير عملية التوجه نحو بناء الدولة الديمقراطية سيرا سليما، والتأكيد على أن المجلس الوطنى الانتقالى - الذى سيقود هذه المرحلة – برغم من أنه ليس منتخبا ديمقراطيا، إلا أن إمكانية إئتمانه على السير بالبلاد نحو ديمقراطية مستقرة ترتكز عل مدى سلوكه سلوكا ديمقراطيا وشفافا خلال المرحلة الإنتقالية.
ب) تطوير آليات لإنتاج مبادرات سياسية ترتكزعلى تفكير سياسي جاد وعميق ومسؤول، تضمن تحقيق أهدف الثورة المتمثلة فى إنهاء حكم القذافى ونظامه الديكتاتورى وخلق ليبيا ديمقراطية لا مكان فيها للقتلة أو المتسلطين، مبادرات تستهدف وحدة الصف والحفاظ على ليبيا واحدة.
ج) دعم كل الجهود التى تبذل من اجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية – بعد رحيل القذافى وأبنائه – تعمل على تضميد الجراح وتجاوز المحنة، مصالحة لا تفرط فى حقوق المواطنين ولا تنتقم من أحد، وتحتكم فى رد المظالم وإكتساب الحقوق إلى القضاء العادل، مصالحة يمكن البدء فيها عبر مؤتمر وطنى واسع للحوار.
د) تقديم كافة أشكال الدعم الى السلطة الشرعية الانتقالية فى القيام بالمهام المنوطة بها كما نص عليها الاعلان الدستورى الصادر عن المجلس الوطنى الانتقالى والذى يحدد – بشكل مفصل – طبيعة هذه المهام والجدول الزمنى لها.
ه) العمل المنظم والدؤوب من أجل دفع المواطنين إلى تنظيم انفسهم فى مؤسسات سياسية ديمقراطية واضحة المعالم والأهداف، وعدم الإنجرار وراء مؤسسات غامضة لا هوية لها ولا برامج محددة تعلنها، بل تكتفى – بالاعلان اللفظى – عما هو بديهى من الأهداف، وليس المقصود بتحديد الهوية السياسية هنا الهوية الإيدولوجية وإنما المقصودهو تحديد طبيعة الأهداف والبرامج السياسية بدقة ووضوح.
3 – أهداف مرحلة الديمقراطية المستقرة
أ) بعد إستكمال بناء المؤسسات الدستورية فى ليبيا على أسس ديمقراطية سليمة يصبح الهدف الرئيسى لهذه الجبهة هو العمل الدائم على تمتين وتصليب عود هذه المؤسسات الوليدة والدفاع المستميت عنها ضد اية محاولة للإنقلاب عليها بالإحتكار أو بالتسلط أو بإنتقاص الحقوق أو التمييز بين المواطنين على اسس عرقية أو جنسية أو دينية أو إستلهام أية قيم أخرى معادية للديمقراطية فى العمل السياسي، والتأكيد على أهمية الإحتكام إلى أصوات المواطنين وحدها فى أى أمر يتعلق بتقرير مصيرهم.
ب) ترسيخ قيم النضال السياسي السلمى المرتكز على مبادئ الديمقراطية كوسيلة وحيدة للممارسة السياسية والوقوف بكل الحزم والقوة ضد اية محاولة للإخلال بهذا المبدأ.
ج) تطوير برامج سياسية فعالة ومباشرة تعمل على تحقيق أهداف المواطنين فى حياة حرة تضمن الكرامة الإنسانية وحقوق الانسان والعيش الكريم وتكفل العدالة والمساواة وسيادة القانون على الجميع، وتقديم هذه البرامج إلى المواطنين لإستقطاب تأييدهم لها وصولا إلى تصويتهم لصالح أعضاء الجبهة الممثلين لهذه البرامج فى الانتخابات الديموقراطية، والتاكيد على أن إدعاء الزهد فى السلطة إدعاء زائف، فليس شرا أن ترغب فى الوصول الى السلطة وإنما الشر كل الشر فى أن تصل الى السلطة عبر الدبابة بدلا من صناديق الإقتراع.
- وأخيرا
* إن عضوية هذه الجبهة لا تلغى اية إمكانية أمام الافراد او القوى المنضوية تحت لوائها فى تنظيم أنفسهم لاحقا فى احزاب أيديولوجية تعبر – ديمقراطيا – عن إنتماءاتهم السياسية فى مرحلة الدولة الديمقراطية الجديدة فى ليبيا.
- نقطة تنظيمية
يتم – فى حالة التشكيل الفعلى لهذه الجبهة وذلك عبر إنضمام الاعضاء – بناء وتكوين الهيكلية القيادية للجبهة فى مجالاتها ومستوياتها المختلفة، كما يمكن ان يتم تشكيل اللجان اللازمة للعمل على تحقيق الاهداف المذكورة خلال المراحل الثلاث.
ادريس ابن الطيب - منسق التأسيس
3/8/2011
idris_mt_lamin@yahoo.com
Khadiusama2010@gmail.com
Khadiusama2010@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق