الأحد، أغسطس 28، 2011

سقوط القذافي يترك الاتحاد الإفريقي في حالة تخبط

ادى انهيار حكم العقيد الليبي معمر القذافي على ايدي الثوار له إلى حالة من التخبط في الاتحاد الافريقي الذي وجد نفسه مهمشا ومنقسما على ذاته. فالاتحاد الافريقي يقف في موقف متناقض، فبينما لم يعترف الاتحاد ككل بالمجلس الانتقالي للثورة الليبية باعتباره الممثل عن الشعب الليبي قامت عدة بلدان افريقية افراديا بالاعتراف به. ويقول الويس هابيمانا من منظمة هيومن رايتس ووتش ان الجهود غير الموفقة لإجراء محادثات بين الثوار والقذافي ـ والتي رفضها الثوار وتجاهلها الغرب ـ اضرت بمصداقية الاتحاد الافريقي. وقال هابيمانا "بإخفاقه (الاتحاد) في ادراك ان عمليات القتل التي ينفذها القذافي قوضت مشروعية حكمه وجعلته انسب للمثول امام محكمة دولية عنه للجلوس على طاولة مفاوضات، ارتكب الاتحاد الافريقي خطأ فادحا". وتابع قائلا "وجدت قيادة الاتحاد الافريقي نفسها منقسمة بين فعل الصواب من ناحية، والتضامن من ناحية اخرى مع احد زعمائه البارزين رغم ان افعاله تناقض بشكل واضح المبادئ المعلنة للاتحاد الافريقي وقيمه".
ولاشك ان العديد من الزعماء الافارقة يدركون انهم يواجهون معارضة قوية في الداخل، ومن ثم تجنبوا الحديث عن الثورة حيث ان الكثيرين منهم يمسكون بالسلطة منذ عقود على اساس انتخابات مطعون في مصداقيتها. وبعض الزعماء مثل الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي كانوا قد وجدوا في القذافي حليفا لهم على اساس ما يجمعهم من عداء للغرب. ويقول بول-سايمون هاندي من المعهد الجنوب افريقي للدراسات الامنية "جاء رد فعل الاتحاد الافريقي متأخرا ازاء الازمة لاسباب عدة"، مشيرا الى ان القذافي كثيرا ما قدم الاموال الطائلة للاتحاد الافريقي. واضاف هاندي "ليس اقله ان بعض رؤساء الدول وقعوا في موقع حرج بسبب ما يربطهم من علاقات شخصية بالقذافي". ويقول هابيمانا انه من المأمول ان يتعلم الاتحاد الافريقي درسا من الازمة رغم خسارته لاموال طائلة كان القذافي يقدمها.
ويضيف "المؤسسات من قبيل الاتحاد الافريقي ينبغي ان يكون هدفها ضمان تحقيق مطالب الشعوب بدلا من حماية الطغاة الذين ترفضهم شعوبهم التواقة للحرية ولسيادة القانون". ويتبع هابيمانا ذلك بالقول "بسقوط القذافي بات امام الليبيين فرصة فريدة لبناء بلد افضل استنادا الى حقوق الانسان وسيادة القانون -- وسيكون للاتحاد الافريقي دور محوري في مساعدة الليبيين في الاستفادة من تلك الفرصة". ويتوقع هاندي ان تكون العلاقات بين المجلس الوطني الانتقالي والاتحاد الافريقي شائكة، ولكن سيتعين على الجانبين العمل معا. واردف بالقول "سيتعين على الاتحاد الافريقي العمل بجد لاثبات شرعيته للسلطات الليبية بعد ما ربطه من اواصر مع القذافي". واضاف "غير ان العلاقات الطيبة والنظر الى المستقبل في مصلحة الطرفين".
المصدر: أ. ف. ب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق