الثلاثاء، أغسطس 09، 2011

حتى لا تتبعثر الجهود

ليبيا اليوم - كلمة المحرر
التاريخ : 6/8/2011

بينما يعلو دوي القصف البري والجوي ويسمع أزيز الرصاص في البريقة وطرابلس وزليتن ومصراتة والجبل ومناطق أخرى من ليبيا الثائرة على الدكتاتورية وتصعد أرواح طاهرة إلى بارئها راضية مرضية بإذن الله الكريم تزف إلى الجنة في موكب مهيب ... تتقدم طلائع الثوار و أنوية جيشنا الوطني الباسل نحو الهدف النهائي لثورة 17 فبراير والذي هو إسقاط نظام معمر التسلطي وبناء نظام سياسي ديمقراطي تعددي بدلا عنه.

فقد طالعتنا تصريحات منذ ما يزيد عن شهر منسوبة لعبد الرحمن شلقم سفير ليبيا في الأمم المتحدة يتوقع فيها خروج القذافي إلى بلد أفريقي أو إلى روسيا البيضاء وأنه يناور من أجل ثلاثة أهداف تمكينه من مغادرة البلد بسلام , حاملا معه ما يقدر عليه من الأموال , ونيله الحصانة من ملاحقة محكمة الجنايات .

أما مسؤول الملف الإعلامي في المكتب التنفيذي محمود شمام فقد صرح في ذات التاريخ لصحيفة " لوفيغاروا " الفرنسية أن هناك محادثات غير مباشرة جرت في جنوب أفريقيا والعاصمة الفرنسية باريس وأن شرط الثوار كان هو تنحي القذافي وعائلته عن السلطة وعدم مشاركتهم في أي حكومة قادمة وقال :" نعتقد أن على القذافي أن يوافق أولا على الرحيل أو الانسحاب إلى مكان معزول في ليبيا تحت رقابة دولية " الجزيرة نت 26.6.2011

وفي هذه الأيام تطالعنا الأخبار تباعا ببعض اللين الذي بدء يعتري المواقف الدولية من قضية التنحي والرحيل فقد لحقت بريطانيا فرنسا في قبول بقاء القذافي في ليبيا بعد تنحيه أما الدولة الأكبر أمريكا فقد قررت التحرك لإيجاد حل سريع للأزمة في ليبيا عبر وقف لإطلاق النار وإجبار الطرفين على التفاوض كما نشرت ذلك صحيفة "انفرماري" الإيطالية وقد ذهب جيفري فلتمان إلى تونس في سياق تحقيق هذه الرؤية وقد قيل إنها قطعت بذلك الطريق على فرنسا التي كانت تقود مفاوضات سرية بين الطرفين

أما عبد الإله الخطيب مبعوث الأمم المتحدة فقد طرح أفكارا لم ترتق إلى المبادرة كما صرح السيد محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي لرويترز إثر لقائه بالمبعوث الدولي مؤكدا أن الثوار لن يقبلوا أي مبادرة لا تتضمن خروج القذافي كخطوة أولى نحو السلام .

الجميع يتحدث عن تنحي القذافي أما ما بعد تنحيه فتختلف الآراء
ومعظمها صنع في مطابخ خارجية ... فالوصول إلى حل سريع هو المطلب الملح في هذه المرحلة وهو ما يبحث عنه الجميع ولكن كل طرف ينظر إليه من منظوره الذي لا ينفك عن تحقيق مصالحه وهو ما يجب أن نتقنه نحن الليبيون إذ نحن المعنيون أولا وأخيرا بهذا الأمر .

أظن اليوم أنه صار لزاما علينا أن نتوحد خلف رؤية واحدة للحل يمثل الثوار فيها طرف واحد هو المجلس الانتقالي ويقوم المجلس بدوره بتوسيع الحوار حول رؤيته للحل حتى يضمن تشكل إجماع وطني أو على الأقل أغلبية مؤيدة لهذه الرؤية تمكنه من الحديث بثقة مع الآخرين مستندا إلى الشرعية التي استمدها من الليبيين .

الحوار المنضبط سوف يفيدنا داخليا ويلهينا عن الانشغال بالجزئيات الكثيرة والذي سوف يجرنا إلى بنيات الطريق وقد ينزلق ببعضنا نحو التراشق بالتصريحات والتصريحات المضادة والتباري في عقد المؤتمرات والتسابق في إنتاج خرائط الطريق الذي لم تتضح معالمه بعد وربما كان أجدى من إنهاك أنفسنا بالتظاهر الهزيل من أجل الأهداف الصغيرة والذي قد يشغلنا عن تنظيم المليونيات المؤثرة في الداخل والخارج .

قد يحسب من يتعاطى شيئا من ذلك أنه يقوم بواجبه الوطني كاملا بمجرد جلوسه لساعة أو ساعات في عمل جزئي مفتقد للرؤية الكلية الجامعة والحق يقال إنه جهد مشكور وحراك مطلوب ولكنه ليس هو نهاية المطاف ففي المحصلة الأخيرة فإن حراكا جادا بأهداف واضحة يقوده المجلس ويشارك فيه كل الفاعلين الليبيين هو ما يقوينا ويصلب عودنا ويمكننا من تحقيق مصالح وطننا والدفاع عن حقوق مواطنينا من غير أن نظل نتابع الأحداث التي يفترض أن نكون من صناعها بعد أن بذل شعبنا النفس والنفيس في سبيل نيل مطلبه العزيز وهو الحرية التي تستحق ما بذل ويبذل غير أننا نريد لشعبنا اليوم أن يقطف ثمرة نضاله الدانية موحدا عزيزا " والحديث ذو شجون "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق