الاثنين، أغسطس 08، 2011

إلى أين أنتم متجهون؟

توفيق لطيف
2011/08/07

متى يدرك الساسة بأن ليبيا قد انهارت بسبب تعنتهم في آرائهم التي جلبت لنا الويلات واحدة تلو الأخرى. العالم الغربي الى هذه اللحظة مازال يقدم لنا تمثيلية خروج القذافي وعائلته من ليبيا رغم صدور مذكرة الجنائية الدولية ضده وضد ابنه! وهي وان كانت تمثيلية الا انهم ربما يضطروا الي إقرارها في النهاية. ولكن هل يدرك كل المقربون منه والمساندون له بانهم ليسوا في الحسبة وانهم سيكونون في قفص الاتهام وان الشعب الليبي لن يتركهم وشانهم، وان المجلس حينما يتفاوض فإنه يتفاوض من اجل خروج عائلة القذافي لا غير. الا يعقل هؤلاء القوم، الا يهمهم امر عائلاتهم وقبائلهم من جراء ما يفعلون الان، هل ليبيا هي ملك لأفراد او جماعات! لا يحق لاحد حتى القذافي النزول بليبيا الى الهاوية وبهذه الطريقة، يجب ان يدرك ممن هم حوله بانهم الى المجهول متجهون وانهم وضعوا ليبيا في الظلامات بسبب اتباع سياسة رجل معتوه! الغرب يسعى الى ما هو ابعد من ان يُخرج القذافي من هذه اللعبة القذرة، بل انه يسعى الى اخراجه من طرابلس الغرب الى اي مدينة اخرى داخل ليبيا وجعل منه اسامة بن لادن الجديد! وبهذا تنقل حرب الارهاب الى افريقيا وجعل ليبيا مقراً للعمليات!

حينما بدأت الانشقاقات واحدة تلو الاخرى قلنا هذا في صالح ليبيا واهلها، وحينما حمل الثوار السلاح قلنا هذا حقهم في الدفاع عن انفسهم ضد مرتزقة القذافي الذين لن يرقبوا فيهم الاً ولا ذمة واستبشرنا خيراً من ذلك، وحينما هددهم القذافي بالسحق واستعانوا بالجامعة العربية التي فوضت الامم المتحدة، قلنا حقهم وحقهم علينا ان نساندهم، لأننا نعلم ان القذافي يفعلها ويقتل شعبه. تفاعلنا وكتبنا وايدنا حركة الثوار وكانت كل اتجاهاتنا هي من اجل ليبيا واهلها، وليست من اجل أشخاص! في المقابل كان القذافي يهيئ لمعركة خسيسة مبنية على الفتنة وضرب الليبيين ببعضهم. فحينما نزل الجميع الى ساحات القتال وجد أُناس فعلا مؤيدين له ( نعلم ان هناك الكثير منهم مجبورون وان من بينهم مرتزقة أيضاً، ولكن المقالة تدرس الوضع من زاوية اخرى) هؤلاء الجنود او المتطوعين هم ليبيون فعلا ومن قبائل كبيرة لا نعرف ما الذي جعلهم يبيعون ليبيا واهلها مقابل رجل! هذه القبائل يجب ان تدرك ان الخطوات التي اتخذتها ليست في صالح ليبيا واهلها بل ليست في صالحهم هم بالدرجة الاولى.

خطب القذافي في اكثر من مكان المدة الاخيرة وفي كل خطاب يدعي بان الجمع مليوني! فكل مدينة يخطب فيها يدعي ان اهلها مليون، ولا نعرف مدينة خطب فيها يزيد تعداد سكانها عن 100 الف نسمة غير العاصمة! ساترك كل خطاباته ومليونياته المزعومة هذه، ولكن فقط للتذكير مدينة الزاوية التي تبعد قرابة 50 كيلومتر من العاصمة كانت قد خرجت عليه بكل رجالها ودخلت معه في حرب ضروس وقتل منها الكثير ولا نعلم عددهم، ونبشث قبور شهدائها، واعتقل من اهلها الكثير وانتهكت حرماتها، ودمرت بعض مساجدها، أبعد هذا كله ينسى اهل الزاوية الأبطال دماء أبنائهم وينظموا تحت لواء هذا المجرم، ويخرجون في مليونية غريبة تؤيده! فقط لطفاً بعقولكم يا اتباع القذافي، فنحن لسنا في عالم اخر، إنا قريبون ونتابع الاحداث اول باول، ونعلم ان اكثر من 24 الف عائلة من القبائل المؤيدة للقذافي قد دخلت طرابلس الغرب منذ بداية الثورة، وان اكثر من 16 الف سجين قد اخرجوا من سجن ابوسليم والذي هو ملي الان بالمعتقلين الشرفاء. فقط لا نعرف سر دفاعكم المستميت ونشر الأكاذيب لصالح هذا الرجل! كل هذه الحركات والادعاءات هي مجرد مسكن لمدة بسيطة ثم ماذا بعد ذلك، هل انتم مقتنعون بما تعملون، هل تظنون بان الناس ربما ترتعد وتقول بانه فعلا المنطقة الغربية اصبحت في صف القذافي! هل مازلتم تعتقدون بانه من السهل الضحك على الشعب الليبي بعد كل الذي فعله القذافي بهم. بسياستكم الحمقاء اوصلتم الشعب الى نقطة اللاعودة ويجب عليه الاستمرار قدما الى الهدف، فلما هذا التعنت والاستمرار في دعم القذافي على حساب شعب ودولة! ليعلم صناع القرار المحيطين بالقذافي باننا نراقب كل تحركاتهم وأفعالهم وان الشعب الليبي لن يتركهم وإن طال الزمن، فبسياستهم الحمقاء هذه يصبحون شركاء مع القذافي في دمار ليبيا، وسيحاسب كل من اشترك في هذه اللعبة القذرة. ربما لا نكون في موقع المحاسبة الان، ولكن حتما بإذن الله سيهزم الجمع ويولون الدبر وحينها سيحاسب كل من شارك القذافي في دمار ليبيا وتشريد اهلها.

ها قد ذاقت عليه، وانحصر في طرابلس الغرب، والحصار يخنقه ويخنق المناطق المسيطر عليها. والثوار عازمون علي بلوغ طرابلس مهما كلف الامر، فهل مازلتم لا تعتبرون، اين كانوا بالامس واين اصبحوا الان. نريدكم ان تركبوا معنا السفينة لكي نرسى بليبيا الى بر الأمان. نعلم ان مسالة النيتو قد لخبطت الاوراق كلها، وان الثوار والمجلس بمثابة عملاء للغرب من وجهة نظركم، ولكن للنظر من زاوية اخرى، فإذا استمريتم في مناصرة المعتوه الذي والله لا يهمه الا نفسه، اما ليبيا واهلها فلا تساوي عنده شئ، ولو كنت مخطأ لتنحى عن الحكم منذ ان خرجت الجماهير تنادي بسقوطه، فان الامر سيطول والنيتو لن يوقف الضرب وسيستمر في ذلك وسيستمر الحصار ولن يسقط القذافي الا حينما يقرر الغرب ذلك والمتضرر هو الشعب وليس القذافي، وهذا كله في صالح الغرب الذي يجني الكثير من هكذا وضع مدفوع من ليبيا ومع الاسف. ولكن إن أنتم تخليتم عن هذا الرجل وأنحزتم الي ليبيا وأهلها فحينها لن يكون للغرب حجة في الاستمرار ولعلنا ندرك أمرنا قبل أن ننزلق في متاهات الغرب او حرب أهليه لقدر الله. لحظات صمت مع نفسك يا اخي الليبي وتامل الوضع وما آلت اليه الامور بسبب اتباع سياسة هذا الرجل وستدرك انك متجه الي الهاوية واخذ معك ليبيا واهلها، فالله الله في ليبيا واهلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق