الجمعة، يناير 07، 2011

تعريف التوكل في اللغة والاصطلاح

التوكل من مادة (وكل) يقال: وكل بالله وتوكل عليه واتكل : استسلم له. و (وكل إليه الأمر وَكْلاً ووكولاً: سلمه وتركه. وورجل وُكلة إذا كان يكل أمره إلى الناس. ورجل وَكل ووَكُلَة و تُكَلَة أي: عاجز يكل أمره إلى غيره ويتكل عليه. والوكيل الذي يقوم بأمر موكله. وفسر بعضهم الوكيل بالكفيل كالراغب الاصفهاني. والتوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك، والاسم التكلان. قال أبو السعادات: يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به ، ووكلت أمري إلى فلان إذا اعتمدت عليه ، ووكّل فلان فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته ، أو عجزاً عن القيام بأمر نفسه. أ.هـ.
وفي الاصطلاح (أي الشرع) اختلفت عبارات السلف في تعريف التوكل على الله تبعاً لتفسيره تارة بأسبابه و دواعيه وتارة بدرجاته وتارة بلازمه وتارة بثمارته وغير ذلك من متعلقاته. وسبب هذا الاختلاف أن التوكل من أحوال القلوب وأعمالها وهي صعبة أن تحد بحد أو تحصر بلفظ.
قال ابن عباس: التوكل هو الثقة بالله. وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك.
قال الحسن: إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته. وقال: الرضا عن الله عز وجل
الإمام أحمد: هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ، وقال: وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به، وقال: التوكل عمل القلب، ومعنى ذلك أنه عمل قلبي ليس بقول اللسان و لاعمل الجوارح و لا هو من باب العلوم والإدراكات.
عبد الله بن داود الخريبي: أرى التوكل حسن الظن بالله.
شقيق بن إبراهيم: التوكل طمأنينة القلب بموعود الله عز وجل.
علي بن أحمد البوشنجي: التبرئة من حولك وقوتك وحول مثلك وقوة مثلك.
ابن الجوزي عن بعضهم: هو تفويض الأمر إلى الله ثقةً بحسن تدبيره.
ابن رجب الحنبلي: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها.
ابن حجر: وقيل: هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب.
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: هو إسناد العبد أمره إلى الله وحده لا شريك له في جميع أموره الدينية والدنيوية.
عبد القادر الجيلاني: التوكل هو الخروج من الحول والقوة مع السكون إلى رب الأرباب. وقال: تفويض الأمور إلى الله عز وجل والتنقي من ظلمات الأختيار والتدبير إلى ساحات شهود الأحكام والتقدير فيقطع العبد ألاّ تبديل للقسمة فما قُسم له لا يفوته وما لم يُقدّر له لا يناله فيسكن قلبه إلى ذلك ويطمئن إلى وعد مولاه.
سهل بن عبد الله: التوكل الاسترسال مع الله مع ما يريد، وقال: التوكل قلب عاش مع الله بلا علاقة.
ذو النون: خلع الأرباب وقطع الأسباب (يريد قطعها من تعلق القلب بها وليس منع مباشرة الجوارح للأسباب)
أبو سعيد الخراز: التوكل اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب.
أبو تراب النخشبي: هو طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمأنينة إلى الكفاية فإن أُعطي شكر وإن مُنع صبر.
أبو يعقوب النهرجوري: التوكل على الله بكمال الحقيقة ما وقع لإبراهيم الخليل عليه السلام في الوقت الذي قال لجبريل عليه السلام: أما إليك فلا.
أبن عطاء: التوكل ألاّ تظهر في انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها، ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها.
ابن جزي: التوكل هو الاعتماد على الله في تحصيل المنافع أو حفظها بعد حصولها، وفي دفع المضار ورفعها بعد وقوعها.
التوكل تمام اليقين بالله.
أبو حيان: والتوكل هو تفويض الأمر إلى من يملك الأمر ويقدر عليه.
ابن عاشور: التوكل إسناد المرء مهمه وشأنه إلى من يتولى عمله. وقال: انفعال قلبي عقلي يتوجه به الفاعل إلى الله راجياً الإعانة ومستعيذاً من الخيبة والعوائق.
الفخر الرازي: التوكل هو أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة ولكن لا يعول بقلبه عليها بل يعول على عصمة الحق.
صديق حسن خان: التوكل هو اعتماد العبد على الله في كل الأمور والأسباب وسائط أمر بها من غير اعتماد عليها.
الصاوي: التوكل هو وثوق القلب بالله تعالى في جميع الأمور من غير اعتماد على الأسباب وإن تعاطاها.
القرطبي: تفويض الأمور بالكلية إلى الله تعالى والاعتماد في كل الأحوال على الله تعالى.
صديق حسن خان: هو تفويض الأمور إلى الله.
ذو النون المصري: التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة.
أبو عبدالله القرشي: التعلق بالله في كل حال.
الغزالي:الاكتفاء بالأسباب الخفية عن الأسباب الظاهرة مع سكون النفس إلى مسبب السبب لا إلى السبب.
أبو طالب المكي: التوكل نظام التوحيد وجماع الأمر.
ابن مسروق: التوكل الاستسلام لجريان القضاء في الأحكام.
أبو سليمان الداراني: إذا بلغ (يعني العبد) غاية من الزهد أخرجه ذلك إلى التوكل.
وهب بن منبه : الغاية القصوى التوكل.
وقيل:
§       التوكل حالٌ للقلب ينشأ عن معرفته بالله والإيمان بتفرده بالخلق والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فيوجب له اعتماداً عليه وتفويضاً إليه وطمأنينةً به وثقةً به ويقيناً بكفايته لما توكل عليه فيه.
§       التوكل علم القلب بكفاية الرب للعبد.
§       التوكل انطراح القلب بين يدي الرب وهو ترك الاختيار والاسترسال مع مجاري الأقدار.
§       التوكل الرضا بالمقدور
§       التوكل هجر العلائق ومواصلة الحقائق
§       التوكل نفي الشكوك والتفويض إلى مالك الملوك
§       التوكل التفويض إليه في كل حال.
§       التوكل أن يستوي عندك الإكثار والإقلال
§       التوكل ترك كل سبب يوصلك إلى مسبَّب حتى يكون الحق هو المتولي لذلك" فيه غلط"
§       التوكل إلقاء النفس في العبودية وإخراجها من الربوبية.
§       التوكل التسليم لأمر الرب وقضائه.
§       التوكل الأخذ بالأسباب والكفر بها.
§       التوكل سكون القلب إلى كفاية الله تعالى، وتفويض الأمور إلى الله تعالى لكفايته، والاعتماد عليه تعالى لعلمه وقدرته.
§       التوكل يجمع بين العمل والأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن.
§       التوكل اعتماد القلب على الله في كل الأمور مع إتيان الأسباب المشروعة للبلوغ إلى المطلوب مما هو خير ومعروف وأمر إدراك المطلوب على الله تعالى مع الرضا بما يتم من ربح أو خلافه ونجاح وغيره.
§       التوكل عبارة عن الاعتصام بالله في جميع الأمور ومحله القلب والحركة بالظاهر لا تنافي توكل القلب بعد ما تحقق للعبد أن التقدير من قبل الله فإن تعسر شىء فبتقديره.
§       التوكل ترك الإيواء إلاّ إلى الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق