الثلاثاء، أكتوبر 25، 2011

يوم اعلان تحرير كامل تراب ليبيا الحبيبة


سيحتفل كل الليبين في كل عام في مثل هذا اليوم 23 اكتوبر، بتاريخ قضاء ليبيا على الطاغية المستبد (معمر القدافي) والى الأبد، والتساؤل الذي يطرح نفسه الان هنا هو: ما الذي سيتذكره الليبين في مثل هذا اليوم من كل عام؟ أتراهم سيتذكرون وجوه الحاضرين ام منصة الاعلان ام ماذا؟؟؟ في نظري فإني لم ارى في هذا اليوم أي شيء مميز أو لافت أو استراتيجي أو حتى على الأقل بروتوكولي مجهز لمثل هذا اليوم المهيب، الشيء الوحيد الذي امتاز بالتميز اليوم هو الحضور اللافت لجموع الليبين في العديد من المدن الليبية وهم ينتظرون الكثير والكثير والكثير لبناء ليبيا المستقبل، ولا أظنهم حصدوا ما نشدوه لهذا اليوم حيث اننا لم نرى استعداد كافي أو فى المستوى المطلوب لأعلان تحرير ارض ليبيا الغالية على الرغم من أن السفاح القدافي اعتقل وقتل يوم 20/10/2011 ، فكم من التواريخ على الليبين ان يحفظوا في المستقبل ولماذا؟؟؟ مع العلم اننا نقدر جيدا حساسية هذه المرحلة (المؤقتة). ونتفهم ان تتخللها ببعض الهفوات ولكن:
  • هل تميز هذا اليوم بخطب معبرة أو مضاهية لتضحيات الشعب الليبي الجبار؟؟؟ في اعتقادي لم تكن كذلك ورأيتها باهتة تنقصها الكلمات المعبرة والاشادات اللازمة في مثل هذه الاحداث واللحظات التاريخية التي لا اظنها تتكرر كثيرا في عالمنا.
  • لماذا هذا التغيب الواضح في هذا اليوم التاريخي للعديد من الشخصيات في المجلس الوطني الانتقالي والمجالس المحلية؟؟؟
  • لماذا لم نسمع من أحد من ملقيي الخطب يتكلم عن نية تقديم استقالات أو اعفاءات من مناصب حتى في مرحلة لاحقة على الرغم من الوعود المقطوعة مسبقاَ؟؟؟ ألم نصل الى بر الامان في نظرهم بعد.
  • لماذا التركيز في الحديث عن مستقبل ليبيا فقط من خلال تكوين جيش وطني؟؟؟ على الرغم من أن هيبة القانون وسريان مفعول القوانين يأتي أولاَ وقبل كل شئ، فالثورة يحميها القانون وتستمد شرعيتها منه وليس من الجيش الذي يحتاج في تكوينه الى خبرات محترفة ومبالغ طائلة قد تضاف الى فاتورة الشعب الليبي الذي لا يتوانى عن المضي في الدفع في سبيل حصد الأمان المنشود على حساب أمواله ورفاهيته.
  • غياب الرؤية الواضحة لما ستكون عليه ليبيا بعد عصر من الطغيان والقمع وكبت الحريات، فكان الليبين مطَالبين اكثر منهم مطالبين، مطالبين بتسليم اسلحتهم ولمن؟؟؟ والحكومة لاتزال غير شفافة او منتخبة، مطالبين بالعفو والتسامح ولكن مع من؟؟؟ ربما مع من سفك واغتصب الاموال والاعراض بكل بشاعة، مطالبين بالصبر والتريث ولكن الى متى؟؟؟ مطالبين بالتضحية ولكن بمن تم من؟؟؟ مطالبين بممارسة التجربة الديمقراطية على أنها نهج متعارف عليه ولكن في ظل اي شرعية وتحت اي ظروف؟؟؟ بعد تجربة 42 سنة من القمع الجبري والزج في السجون المظلمة وحواجز الخوف المرعبة في كل مكان مطالبين بــ و بــ .............. ولكن الشعب عندما خرج كان يطالب بالحرية والرفاهية والحياة الآمنة وضمان الحقوق وسيادة دولة القانون وليس ليكون مطالباً بتحقيق كل هذه الشروط بعد ان خرج ليطالب بها اصلا. هل يجب ان نقول ان فاقد الشيء لا يعطيه او ان الشعب الليبي في حاجة لان يرى ان مطالبه تتحقق من اولئك الذين يرون انهم قادرين على قيادة البلد الى بر الامان ليكونوا هم ايضا قادرين على العطاء. فطبعا لا يمكننا ان نتخيل ان كل الشعب يريد ان يصعد لسدة الحكم ليلبي ما خرج لتحقيقه، وهنا تكمن اهمية الثورة ومن الذي يمكن ان يحميها، فلا يمكن ان يقضي الشعب سنين عمره في تذكر يوم استقلاله ويوم تحريره ويوم اعلان دستوره ويوم تشكيل حكومته ولكن في الواقع تظل هذه البيانات مجرد حبر على اوراق قد يطويها الزمن وهي لاتزال في مرحلة التطبيق ولا نريد ان نصل الى ان نعتبر مشروع الحرية والديمقراطية كالكائن الذي ولد ميتا؟؟؟ فكيف للشعب ان يقدس اياما قضاها لينال حريته مالم ينالها في الحقيقة، فمبادئ الثورة تستمد شرعيتها من الشعب وتفقدها من خلاله فهو المرآة العاكسة لوجه الثورة الحقيقي وهو القادر على تكسير هذه المرآة عندما تأبى ان تقدم حقيقة ما يريد ان يراه فيها. فالصورة المشوهه لا يمكنها ان تكون حقيقة لصورة اصيلة جميلة لا تتغير لأنها صورة لمبادئ واخلاق لا يغيرها الزمن ولا يحفر بين طياتها اثرا غريبا، فكل المفكرين والمثقفين ادركوا ان قيام الثورة يعني انتصارها بالضرورة لان الثورات لا يمكنها ان تقوم الا على الحق والحقوق المسلوبة، وكما قال الامام الشعراوي رحمه الله في كلمات اخيرة قالها (ما رأيت فئتين مختلفتين اومتقاتلتين الا وتأكد انها معركة بين الحق والباطل ولابد للحق ان ينتصر لان الحق واحد وليس اثنين) فلا مناص من تحدي الشعوب وكبت حرياتها.
د. اسماعيل عبد المجيد المحيشي
23/10/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق