الأربعاء، مايو 16، 2012

مناشدة ورجاء لكل التكتلات والأحزاب السياسية في الوطن.... د. محمد عبدالرحمن بالروين

السيدات والسادة الكرام الذين نظمتم أنفسكم في تكتلات وأحزاب لخوض انتخابات المؤتمر الوطني هذه الأيام... السلام عليكم ورحمة الله...
أيها السيدات والسادة
أنا أعلم انه من حقكم المشروع المشاركة كغيركم من أبناء هذا الوطن في انتخابات المؤتمر الوطني التى نخوضها ألان وبما يخدم أجنداتكم ومصالحكم ويحقق في النهاية الفوز لأحزابكم وتكتلاتكم... وأنا علي يقين بأنه لن يقف أحد في طريقكم لترشيح كل من تعتقدون انه الأنسب من أعضاءكم في كل الدوائر الانتخابية - الفردية منها والقائمة... ولكن أسمحوا لي يا سيداتى وسادتى أن أذكركم بمجموعة من الحقائق والنقاط الهامة التى أري ضرورة التذكير بها خدمة لوطننا الغالي وتحقيقا للصالح العام. ولعل من أهم هذه النقاط الآتي:

أولا: عليكم يا سيداتى وسادتى أن تضعوا نصب أعينكم وأنتم تخوض هذه العملية الانتخابية - التى أدعو الله أن تكلل بالنجاح- بأنها ليست شيء عادي وإنما هي عملية تاريخية هدفها الأول والوحيد هو تأسيس الدولة وتوحيد الوطن والتأكيد علي إشراك كل المواطنين في هذه العملية قدر الإمكان...
ثانيا: عليكم يا سيداتى وسادتى أن تتذكروا بان شعبنا الصابر وأغلب قواه الوطنية قد قبلوا القانون رقم (4) لسنة 2012 ميلادي بشان انتخاب المؤتمر الوطني العام وأيضا القانون رقم (14) لسنة 2012 ميلادي بشان تقسيم الدوائر الانتخابية بالرغم من انتقادات واعتراضات الكثيرون عليهما.
ثالثا: وعليكم يا سيداتى وسادتى أن تعلموا بان قانون الانتخابات وقانون الدوائر الانتخابية اللذان أصدرهما مجلسنا الوطني الموقر يمكن اعتبارهما من أسوء القوانين الانتخابية ولا يوجد لهما مثيل في كل الدول الديمقراطية المعاصرة. ولعله من المناسب هنا لتوضيح هذه النقطة الإشارة إلي أهم عيوب ونواقص هذه القوانين:
  1. تجاهل هذه القوانين الكامل للمبدأ الانتخابي الذي يشترط أن تقوم العملية الانتخابية علي أساس "لكل شخص... صوت واحد.".
  2. تجاهل هذه القوانين الكامل للمبدأ الانتخابي الذي ينص علي أن "كل مرشح... يمثل ناخبيه.".
  3. يأخذ قانوننا بنظام الصوت الواحد غير المتحول والذي يقوم على مبدأ الاقتراع لصالح مرشح واحد في دوائر متعددة التمثيل. ومن الغريب أن هذا النظام لا يطبق إلا في أربع دول في العالم هي الأردن واندونيسيا وتايلند وتايوان. ولعلنا نتفق بان الديمقراطية في هذه الدول يجب ألا تكون مثل لنا خصوصا في هذه الفترة التأسيسية لدولتنا.
  4. أن نظام الصوت الواحد غير المتحول يقود إلي زيادة عدد المترشحين في كل دائرة مما يجعل من الممكن الفوز الانتخابات حتى لو تحصل المرشح الفائز على نسبة ضئيلة جداً من الأصوات.
  5. في العادة ينتج عن نظام الصوت الواحد غير المتحول عدم حصول الأحزاب والتكتلات الصغيرة بأي تمثيل لها في المؤتمر خصوصا إذا توزعت أصواتها بشكل كبير بين مرشحيها.
  6. إن اعتماد نظام الصوت الواحد غير المتحول سيقود إلي ضياع أعداد كبيرة من أصوات المواطنين التي ستذهب هباءً ولن يكون لهم من يمثلهم في المؤتمر.
  7. لعل من أهم عيوب نظام الانتخاب بالقائمة المغلقة إنها تقود لتزييف إرادة الناخبين أو التأثير عليها بالمال نتيجة لكبر الدوائر الانتخابية والاعتماد على التمويل الحزبي وليس التمويل الفردي.
  8. كل مُطلع علي الغرض من اعتماد نظام الانتخاب بالقائمة المغلقة في الدول الديمقراطية هو تشجيع الناخب للإدلاء بصوته على أساس المبادئ والبرامج السياسية والحزبية وليس على أساس الاعتبارات الشخصية. وهذا يشترط أن يكون الوعي السياسي في الدولة مرتفع وإن للشعب اهتمامات كبيرة بالقضايا الوطنية.
  9. بمعني آخر تخصص المقاعد في القائمة المغلقة للكيانات والأحزاب السياسية وليس للمرشحين. وهذا ما نصت عليه المادة السابعة (الفقرة- 5) الخامسة من قانوننا الانتخابي إذ نصت علي انه: "بعد تخصيص المقاعد تعتبر هذه المقاعد للكيانات السياسية وليست للمرشحين." والسؤال هنا هو: هل شعبنا حقا واعي وعلي دراية بهذا الشرط وما يعنيه؟ وهل أحزابنا وتكتلاتنا السياسية لديها برامج ملموسة وعملية يستطيع شعبنا التمييز بينها واختيار الأحسن منها؟
  10. وأخيرا إن التقسيم للدوائر الانتخابية الثلاثة عشر التى نص عليها القانون رقم (14) هو باختصار شديد تقسيم عشوائي وانتقائي ومزاجي وغير عادل بامتياز والأمثلة علي ذلك كثيرة لعل المقام لا يسمح بعرضها هنا.
أيها السيدات والسادة قيادات وأعضاء التكتلات والأحزاب السياسية...
بالرغم من هذه التحفظات (وغيرها الكثير) علي هذين القانونين إلا أن شعبنا الصابر وكل القوي الوطنية قد قبلتهما ولا تملك ألان إلا الدعاء لإنجاح هذه العملية الانتخابية خدمة لشعبنا وحماية لوحدة وطننا. وعليه من دافع الوطنية وحرصا علي إنجاح هذه العملية الانتخابية لا أملك إلا أن نناشدكم وأذكركم بمجموعة من القضايا التى اعتقد أنها ستكون مصيرية في تحديد مستقبل الوطن وإعطاء حق كل أبناء شعبنا في المشاركة الفاعلة في بناء دولتهم الدستورية الثانية التى نحلم بها جميعا. ولعل من أهم هذه النقاط الآتي:
  1. علي كل المرشحين في الدوائر الانتخابية الفردية أن يقوموا بتعريف أنفسهم وانتماءاتهم الحزبية. إذ ليس من العدل أن تحتكر التكتلات والأحزاب ثمانين (80) مقعدا في القوائم المغلقة وفي نفس الوقت تقوم بدفع أعضائهم للترشح في الدوائر الفردية دون إعلام الناخبين بإنتماءتهم وبرامجهم. إن هذا الأسلوب – إذا حدت يا سادة - لا يمكن وصفه إلا انه كولسة سياسية ومحاولة للسيطرة علي المؤتمر الوطني لتحقيق أغراض حزبية علي حساب مصلحة الوطن.
  2. طالما أننا ألان ليس لدينا أحزاب ولا تكتلات سياسية قوية لديها برامج واضحة يمكن للمنتخب أن يختار بينها بسهولة. وعليه فإننى أناشدكم ومع أحترامى الشديد لأحزابكم وتكتلاتكم الوطنية أن لا تدفعوا بأعضائكم للمنافسة في الدوائر المفردة, وان تتركوا هذه المقاعد في الدوائر الفردية للمستقلين الذين هم الأغلبية الساحقة من أبناء هذا الشعب.
  3. أدعو كل المترشحين في القوائم الفردية أن يوقعوا علي عهد شرف يتعهدوا بموجبه أن يكون ولاءهم للوطن فقط وليس لأي تنظيم أو تكتل سياسي آخر. وفي حالة وجود مرشحين في الدوائر الفردية ينتمون لأحزاب أو تكتلات معينه فاننى أطالبهم بأن يعلنوا ذلك علي الملأ تحقيقا للمصداقية والشفافية وحتى لا نخدع أبناء شعبنا.
  4. ومن جهة آخري أدعو كل التكتلات والأحزاب التى ستشارك في دوائر القوائم المغلقة أن تقدم للناخبين برامجها المستقبلية ورؤاها في كيف يجب أن تكون عليه ليبيا المستقبل. إن غياب هذه البرامج والمبادئ الواضحة لهذه التكتلات والأحزاب سيُفقد هذا النوع من الانتخابات مصداقيته. وسيقود إلي الحد من قدرة الناخبين في اختيار من يرغبون ولا يساعدهم في استمرار محاسبة ومراقبة كل من انتخبوا.
وأخيرا أيها السيدات والسادة قيادات وأعضاء التكتلات والأحزاب السياسية دعوني أذكركم بان ما ذكرته أعلاه ليس نقد من أجل النقد وإنما هو مجرد تذكير بمجموعة من الحقائق أملتها ضرورة المرحلة... وهو محاولة لتذكيرنا جميعا بان الوطن في خطر ويحتاج إلي المزيد من التضحية منا جميعا... ومن هذا المنطلق يجب أن يكون وطننا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية... فهل نحن مدركون لما نحن مقبلون عليه... أدعو الله عز وجل أن نكونوا كذلك...
وفي الختام لا تنسوا يا أحباب إن هذا مجرد مناشدة ورجاء أعتقد إنهما الصواب.... أدعو الله أن أكون بذلك قد ساهمة في خدمة شعبي وإنجاح ثورتنا المباركة... والله المستعان.
د. محمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق