¯ لا عقل لمن أغفله عن آخرته ما يجد من لذة دنياه... وليس من العقل أن يحرمه حظه من الدنيا بصره بزوالها.
¯ من لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
¯ وأمارة صحة العقل... اختيار الأمور بالبصر وتنفيذ البصر بالعزم... وللعقول سجيات... وغرائز بها تقبل الأدب وبالأدب تنمى العقول وتزكو.
¯ والعقل بإذن الله هو الذي يحرز الحظ ويؤنس الغربة وينفي الفاقة ويعرف النكرة ويثمر المكسبة ويطيب الثمرة ويوجه السوقة عند السلطان ويستنزل للسلطان نصيحة السوقة ويكسب الصديق وينفي العدو.
¯ وليعلم أن على العاقل أموراً إذا ضيعها حكم عقله بمقارنة الجهال. فعلى العاقل أن يعلم أن الناس مشتركون فمستوون في الحب لما يوافق والبغض لما يؤذي وأن هذه منزلة اتفق عليها الحمقى والأكياس ثم اختلفوا بعدها في ثلاث خصال هن جماع الثواب وجماع الخطأ وعندهن تفرقت العلماء والجهال والحزمة والعجزة.
¯ ليس من الدنيا سرور يعدل صحبة الإخوان ولا فيها غم يعدل فقدهم.
¯ على العاقل مخاصمة نفسه ومحاسبتها والقضاء عليها والإثابة والتنكيل بها.
¯ أشد الفاقة عدم العقل وأشد الوحدة وحدة اللجوج ولا مال أفضل من العقل ولا أنيس آنس من الاستشارة.
¯ أفضل ما يورث الأباء الأبناء الثناء الحسن والأدب النافع والإخوان الصالحون.
¯ العجب آفة العقل واللجاجة قعود الهوى والبخل لقاح الحرص والمراء فساد العقل والحمية سبب الجهل والأنفة توأم السفه والمنافسة أخت العداوة.
¯ ليست للخلة التي هي للغنى مدح إلا وهي للفقير عيب... فإن كان شجاعاً... سمي أهوجاً وإن كان جواداً... سمي مفسداً... وإن كان حليماً... سمي ضعيفاً وإن كان قوياً... سمي بليداً وإن كان لسناً... سمي مهذاراً وإن كان صموتاً... سمي عيياً.
¯ إن للسلطان المقسط حقاً لا يصلح لخاصة ولا عامة أمر إلا بإرادته... فذو اللب حقيق على أن يخلص لهم النصيحة، ويبذل لهم الطاعة ويكتم سرهم ويزين سيرتهم ويذب بلسانه ويده عنهم... ، ولا يعثر عليهم إذا رضوا عنه، ولا يتغير عليهم إذا سخطوا عليه وأن يحمدهم على ما أصاب من خير منهم غيرهم، فإنه لا يقدر أحد أن يصيبه بخير إلا بفاع الله عنه بهم.
¯ وقد يسعى إلى أبواب السلطان أجناس من الناس كثير أم الصالح فمدعو وأما الطالح فمقتحم وأما ذو الأدب فطالب وأما من لا أدب له فمختلس وأما القوي فمدافع وأما الضعيف فمدفوع وأما المحسن فمستثيب وأما المسيء فمستجير فهو مجمع البر والفاجر والعالم والجاهلب والشريف والوضيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق