الخميس، فبراير 14، 2013

17 فبراير ثورة أم إنقلاب أم تغيير وزاري.... عمران أحمد بن عمران



هل تحولت ثورة أحفاد المختار في ذكراها الثانية، من ثورة ضد الفساد والطغيان، قدمت عشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى و عشرات الآلاف  من المفقودين إلى إنقلاب عسكري بعد تحرير ليبيا  وتتحول بفضل المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة إلى تعديل وزاري، هذه الحكومة التي تدل إرهاصاتها الأولى على أنها تسعى حثيتا  لتفعيل المؤسسات كل المؤسسات، وكأن كل ما كان قائما قبل 17 فبراير كان جيدا ويعمل بصورة حسنة، وأن هذه الثورة جاءت في 17 فبراير 2011 لتعطل هذه المؤسسات عن العمل  دون سبب أو علة،  ويمكننا الآن وبعد مرور العامين على هذا التعطيل أن نعود إلى نقطة الإنفصال، ونُفعٍلها ثانية وكأن هذه الثورة هي مجرد تعديل وزاري أطاح بحكومة البغدادي المحمودي وجاء بعد كر وفربحكومات السيد جبريل والسيد الكيب والسيد زيدان، يشاركهم في ذلك المجلس الإنتقالي والمؤتمر الوطني العام الذين لم يرو أي غضاضة في الإستناد إلى قوانين مؤتمر الشعب العام وقرارات وخطط اللجنة الشعبية العامة المطاح بها على اعتبارها انها قرارت وقوانين سليمة يمكن الإعتماد عليها في بناء ليبيا الجديدة.
 (فكيف  سيحاكم السيد البغدادي إذا كنا نعتمد على قرارته وقوانينه وبمن كان يعتمد عليهم في تنفيذ هذه القرارات والقوانين ، لبناء ليبيا الجديدة ونرى أنها سليمة وفي صالح ليبيا؟!)
المشكلة ايها السادة فيما زرعه القذافي من أفكار في عقول من عايش العقود الأربع الخاوية من كل القيم والأخلاق، المشكلة أيها السادة في الثقافة السائدة منذ اكثر من أربعة عقود والأمية السياسية والسطحية الإدارية والتي تحتاج إلى إعادة النظر فيها بالكامل.  فلا تزال أفكار تلك الحقبة المظلمة  تقود تصرفاتنا ولا زلنا نستند إلى قوانينها وقراراتها التي أصدرت لحماية ذلك النظام البغيض، نستند إليها في تسيير أمورنا، وبناء دولتنا، ولازلنا لا نرى ما يعيب في أن نطلب من رجال حكم تلك الحقبة مساعدتنا في بناء دولة ليبيا الجديدة!!.
يقول السيد مايكل بورتر مؤسس  مشروع ليبيا الغد في لقاء صحفي نشرته.مجلة بيزنسويك1.عندما سئل عن ليبيا في ذلك الحين : "النظام صمم لكي لا يفعل شيئا ، إنه عملية صنع قرار معطوبة"
فهل تريدون إعادة تفعيل هذه المنظومة المعطوبة من جديد ، وتحويل الثورة إلى مجرد تعديل وزاري،هكذا وحتى قبل أن تجف دماء من ضحوا من أجل التخلص من الطاغية ومنظومته المصممة لصالح استمرارحكمه.
كيف يدعي من يدعي أنه كان هناك تكنوقراط في حكومات القذافي المتعاقبة، وأن بمقدور هؤلاء أن يخرجونا من ورطتنا التي اوقعونا هم  فيها سواء كان ذلك بإرادتهم أو بغير إرادتهم.
الطامة ايها السادة  أن الذين اوصلونا إلى هذا الوضع هم الذين أوكلنا إليهم مهمة إخراجنا منه، وبهذا نحاول أن نثبت أن السيد آنشتين  قد جانبه الصواب عندما قال "إن الوعي الذي سبب المشكلة لا يمكن له أن يساهم في حلها". وحتى يتضح لنا صواب مقولة السيد آنشتين من عدمها دعوا الحكومات المتعاقبة تلعب بأمن وسلامة ومقدرات ومستقبل الشعب الليبي الطيب، ففي النهاية سيسامحها إذا ثبتت صحة مقولة السيد آنشاتين وصحة كلام الدكتور بورتر الموجه للمسئولين في حكم الطاغية بأنهم لن يكونوا جزءا من الحل، وثبت خطأ نظريات الحكومات المتعاقبة  المنادية بتفعيل  المؤسسات والعودة إلى ما قبل 17 فبراير 2011، لتقوم الجماهيرية الثانية على مخلفات الأولى‘ ويا دار ما دخلك شر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق