الاثنين، نوفمبر 26، 2012

صناعة النفط، إلى أين؟.... وحيد عمر بوقعيقيص

فاجأتنا الأخبار بأن الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية (التي يبدو أن لديها صلاحية إبرام مثل هذه الصفقات بدون الرجوع إلى رئيس مجلس الوزراء وحتى من دون استشارة أحد من ذوي الشأن مثل المؤسسة الوطنية للنفط) قد تقدمت بخطاب نية لشراء مصفاة فرنسية تابعة لشركة بتروبلص (PETROPLUS). وقد سبق ذلك أو تزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي لطرابلس عقب الإفراج عن ملياري دولار من الأموال الليبية المجمدة في فرنسا حيث عرض على من قابلهم شراء المصفاة بمبلغ 1.8 مليار دولار.

وهذه المصفاة مفلسة وخسرت خلال السنوات الثلاث الماضية 2.6 مليار دولار.
يذكرنا هذا السيناريو بالكثير من الصفقات التي كانت تعقد أيام نظام القذافي.
ولمزيد من التفصيل فلقد كان أفضل عرض تقدمت به شركة نت أويل (NETOIL) المملوكة للمدعو روجيه تمراز الذي سبق أن باع لليبيا مصفاة في إيطاليا خسرت من ورائها ليبيا بضعة مليارات من الدولارات بتوريدها النفط اللازم لتشغيلها بسعر مدعوم، أي بخصومات حتى لا تضطر إلى إعلان إفلاسها.
تقدمت نت أويل بالعرض التالي:
·  205 مليون دولار بما في ذلك جزء كبير من مديونيتها
·  بالإضافة إلى التزام الشركة باستثمار مبلغ 646 مليون دولار لتحديثها
هذا كله يجري في الوقت الذي لم ينفذ فيه مشروع لمصفاة الزاوية المقترح منذ أكثر من عشرين سنة لتحديث المصفاة والرفع من ربحيتها من خلال إنتاج مواد ذات قيمة أعلى من ناحية ولتغطية العجز في بعض المنتجات في السوق المحلي من ناحية أخرى.
ومن جانب آخر لم يتم أي استثمار في مصفاة راس لانوف لتحديثها وتحويل 50% من انتاجها من الزيت الثقيل إلى منتجات خفيفة ذات قيمة أعلى يحتاجها السوق المحلي والدولي وعلى رأسها وقود السيارات الذي نصرف المليارات سنويا لاستيراده من الخارج وبيعه محليا بأسعار مدعومة!
إن المبلغ المعروض من قبل فرنسا قد يكفي لتحديث مصفاة راس لانوف كما أوردنا أعلاه وسنجني من وراء ذلك استرداد استثمارنا هذا في خلال ثلاث أو أربع سنوات ونوفر على خزينة الدولة المليارات التي تصرف على استيراد المنتجات النفطية التي ستوفرها لنا المصفاة المحدثة. كما نصدر المنتجات الفائضة إلى السوق الأوربية التي هي في حاجة إليها.
نأمل أن يكون هذا كافيا لصرف النظر عن المصفاة الفرنسية وأن تخصص الحكومةالأموال اللازمة لتحديث مصفاتي الزاوية وراس لانوف.
لقد حان الوقت لنتصرف حيال ثرواتنا بصورة عقلانية ونجعل من صناعاتنا مصدرا لتوفير دخل إضافي بدل من أن تكون بئرا بلا قاع نهدر فيه ثرواتنا النفطية.

هناك تعليق واحد:

  1. مشالله لفتت نظر عمهمة ولقد روادني نفس السؤال لماذا الاستمرار في نفس السياسة الاولى الاسثماراث الخارجية الفاشلة والخاسرة ليبيا اولى بهذه الاسثماراث والتوسع في صناعة النفط عموديا

    ردحذف