الثلاثاء، نوفمبر 20، 2012

السعى نحو ميلاد دولة.... محضر الجلسة الثالثة للجنة الواحد والعشرين

الاثنين الموافق 7 أغسطس 1950
 
·   أعلن سماحة الرئيس افتتاح الجلسة الخاصة فى تمام الساعة العاشرة ووفق على جدول الأعمال بالإجماع. بعد تعديل تقدم به السيد شنيب على الفقرة " د " وذلك بان تحذف الكلمات الآتية:


" من يكون له حق" تستبدل بكلمة " كيفية" وتقرأ الفقرة " د " على النحو التالى:
" د " كيفية الاختيار أو التعيين إذا ووفق على هذا المبدأ "
·   وانتقلت اللجنة إلى المسألة المدرجة فى جدول أعمالها وهى: " أ- تحديد عدد أعضاء الجمعية الوطنية "، فجرت مناقشة بين الأعضاء حول هذه المسألة فاقترح السيد شنيب أن تتألف الجمعية الوطنية من ستين عضوا واقترح السيد القلال أن تتألف من خمسة وأربعين عضوا وتبعه السيد الزقلعى، فاقترح خمسة وسبعين عضوا وتلاه فضيلة الشيخ البارونى فاقترح سبعين عضوا واقترح السيد الطبولى ثلاثين عضوا.
·   وأيد السيد الكيخيا اقتراح السيد شنيب لأنه يرى فى ذلك حلا وسطا وعليه طلب الاقتراع على اقتراحه.
·   واقترح السيد شنيب أن تجرى المناقشة على الفقرة " أ " و " ب " فى آن واحد. ووافقت اللجنة بالإجماع.
·   وأعطيت الكلمة للسيد الزقلعى فقال إن الأسباب التى دفعتنى إلى تقديم اقتراحى هى نظرا لما لطرابلس من موضع خاص بالنسبة إلى الأقاليم الأخرى فى ليبيا، من حيث عدد سكانها الذى بلغ حوالى 750 ألف ولذلك أرى منح طرابلس عددا كاف ليكون التمثيل فيها صحيحا وكاملا، كما وانى أردت باقتراحى أن يشمل التمثيل اكبر عدد فى البلدان الطرابلسية.
·   وقال السيد القلال أنى أؤيد اقتراح السيد شنيب.
·   وأبان السيد رجب انه لا خوف من زيادة عدد أعضاء الجمعية الوطنية نظرا للأعمال الكثيرة التى ستواجهها. وان تلك الزيادة يجب أن تستند على عدد المديريات فى البلاد.
·   وقال السيد إننى أفضل أن يجرى تمثيل أعضاء الجمعية الوطنية بحسب باقى البلاد من المديريات.
·   وأجاب السيد صوف على ذلك قائلا أن فى البلاد ما يزيد على 120 مديرية فهل هذا يعنى أن الجمعية الوطنية ستتألف من هذا العدد الكبير.
·   واقترح السيد عثمان أن يكون عدد الأعضاء 45 عضوا وذلك تفاديا من وقوع خلافات ومناقشات لا طائل لها إذا كان عدد الأعضاء أكثر من ذلك.
·   وأجاب السيد صوف إن زيادة العدد لا يؤثر على ذلك.
·   وذكر السيد الزقلعى انه أراد باقتراحه هذا بان يكون تمثيل طرابلس تمثيلا صحيحا على أن يمثل ذلك القطر والشعب تمثيلا كاملا.
·    وهنا تكلم سماحة الرئيس فقال نحن هنا نمثل ليبيا بأكملها ـ فمسألة الأحزاب والهيئات السياسية خارجة عن الموضوع الذى هو قيد البحث. الأمة اليوم من أقصاها إلى أقصاها تعرف الغاية الأساسية التى ستجتمع فيها الجمعية الوطنية وهى التى بدورها ستقوم بوضع دستور للبلاد وتقرير شكل الحكم فيها.
·   وصرح السيد شنيب قائلا إننى اسحب اقتراحى وأوافق على اقتراح زميلى السيد الزقلعى.
·    وهنا طلب السيد المهدى تأجيل الجلسة لمدة خمسة دقائق للتشاور وقبل إجراء عملية التصويت على الاقتراحات.
·   وعادت اللجنة إلى الاجتماع فطلب السيد المهدى الكلام، فقال لقد اتفقنا على الاقتراح الذى تقدم به السيد شنيب وإلا فإذا أصرت أكثرية أعضاء اللجنة على الموافقة باقتراح السيد الزقلعى فإننى سأطلب تأجيل المناقشة إلى أن نقوم باستشارة المجلس الاستشارى فى فزان.
·   وصرح السيد الكيخيا قائلا فإذا كان هذا القرار من تلقاء أنفسكم فلماذا لا توافقون على زيادة خمسة عشر عضوا فى الجمعية الوطنية.
·    وصرح السيد الزقلعى بأنه سحب اقتراحه وانه يؤيد اقتراح السيد شنيب على شرط أن تمنح طرابلس زيادة خمسة أعضاء.
·  وقال السيد القلال إننى أصر على إتباع مبدأ المساواة بين الأقاليم الثلاثة.
·   وتكلم فضيلة الشيخ البارونى فقال إن من رأى الموافقة على اقتراح السيد شنيب.
·   وقال السيد الكيخيا إن هذا أمر يعود إلى أهل فزان وطرابلس وحدهم.
·   وقال سماحة الرئيس إننى اعترض على هذا القول ـ فنحن نمثل ليبيا جمعاء وارجوا عدم إثارة هذه النقطة مرة أخرى.
·   وهنا طرح الرئيس اقتراح السيد شنيب وهو القائل بان تتألف الجمعية الوطنية من 60 عضوا يمثلون أقاليم ليبيا الثلاثة على قدم المساواة للاقتراع فنال الموافقة بأغلبية 17 صوتا مقابل لا شئ مع امتناع ثلاثة أعضاء وغياب عضو واحد.
·   ثم انتقلت اللجنة بعد تبادل الآراء والمناقشة التمهيدية إلى موضوع فقرة " جـ " فى جدول الأعمال وهى " هل يكون التمثيل عن طريق الانتخاب أو الاختيار ".
·    فاقترح السيد الكيخيا رفع الجلسة لربع ساعة من الزمن لبحث هذه الفقرة فى جلسة غير رسمية.
·   واقترح السيد القلال تأجيل الجلسة للغد كى يستطيع الأعضاء درس المسالة بصورة وافية.
·    وأيد السيد عثمان هذا الاقتراح  مشيرا إلى أن هذه المسألة تحتاج إلى دراسة وافية.
·   غير أن أكثرية أعضاء اللجنة رأت الاستمرار فى بحث الموضوع. وأعطيت الكلمة للسيد عثمان فاقترح أن تتألف الجمعية الوطنية عن طريق الانتخاب، وتبعه السيد صوف فقال أننى أؤيد الرأى القائل بان التمثيل يجب أن يكون عن طريق الاختيار.
·   وأيده فى رأيه هذا السيد الزقلعى ومشيرا إلى أن الحالة الحاضرة فى طرابلس لا تساعد على إجراء انتخابات وليس من المصلحة إجراء انتخابات قبل إنشاء حكومة وطنية.
·   وصرح السيد رجب قائلا أنا أفضل مبدئيا عملية الانتخابات بالشروط الآتية:
1.  أن تكون الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
2.   أن تمتنع الإدارة من التدخل فى الانتخابات.
3.   وان تجرى الانتخابات على أساس تمثيل الأقاليم طبقا للنسبة العددية  للسكان.
·   وأجاب السيد المهدى فقال إن هنالك مبدأ المساواة بين الأقاليم الثلاثة فيجب إتباعه.
·   وقال السيد القلال أن هذا المبدأ قد اعترفت به الأمم المتحدة فى قرارها الصادر فى 21 نوفمبر 1949.
·   وقال فضيلة الشيخ البارونى أن فكرة السيد رجب صائبة مثالية ولكن ليست عملية نظرا للحالة الحاضرة وان عملية الانتخاب تجرى عادة فى جو هادى، ولذلك أرى أن طريقة الاختيار هى أفضل فى الوقت الحاضر.
·   وقال السيد الكيخيا أنا لا أرضى للسيد رجب أن  يتغاضى عن ذكر الانتخابات التى جرت فى برقة وقد جرت بالفعل تحت إشراف حكومة وطنية.
·   وتكلم سماحة الرئيس فقال إن هذا ليس من اختصاصنا، والمناقشة تدور ألان حول مسألة "هل يكون التمثيل عن طريق الانتخاب أو الاختيار؟ ".
·   وطرح سماحة الرئيس للاقتراع " طريقة الاختيار " فنالت موافقة ثلاثة عشر صوتا. ثم طرح " طريقة الانتخاب " فنالت موافقة أربعة أعضاء.
·   ولما لم ينل الاقتراعان موافقة ثلثى الأعضاء الحاضرين المقترعين حسب اللائحة الداخلية، أعلن سماحة الرئيس رفع الجلسة على أن تقوم اللجنة بإعادة النظر فى الموضوع فى جلستها القادمة يوم الثلاثاء الساعة السادسة مساءا الموافق 8 أغسطس 1950.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق