الاثنين، يناير 30، 2012

لابد أن يُقال (1).... إبراهيم جبريل


"إن انسب الأوقات لتصحيح المسار، هو لحظة الانحراف عنه"

فى إطار ممارسة الشفافية، أعلن المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت أن 3 من أعضائه قدموا استقالاتهم فى حين رفض 7 آخرون تقديم تقرير الذمة المالية المطلوب منهم. وهنا تتبادر إلى الأذهان مجموعة أسئلة أهمها:





  •  هل يعنى ذلك أن باقى الأعضاء قاموا بالفعل بتقديم تقارير الذمم المالية الخاصة بهم؟ وان كان كذلك، فهل للشعب الليبى أن يطلع على هذه التقارير؟ متى وكيف تُقدم تقارير الذمم المالية الخاصة بأعضاء المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت وأعضاء المكتب التنفيذى إلى الشعب الليبى للاطلاع عليها.
  • ما هو مصير الأعضاء السبعة الذين رفضوا تقديم تقارير ذممهم المالية؟ وهل الأمر اختيارى حتى يكون للعضو حق الرفض أو القبول؟
  • هل يعنى استقالة الأعضاء الثلاثة أنهم خارج إطار المتابعة والمحاسبة القانونية بخصوص ما يمكن أن يكونوا قد اقترفوه خلال الأشهر العشرة الماضية؟ بمعنى آخر ، هل تُعد استقالاتهم صكوك غفران لهم؟
  • ما هو مصير العهدات المالية التى سُلّمت لأعضاء المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت وأعضاء المكتب التنفيذى السابق؟ هل سيرى الشعب الليبى كيف أنفق هؤلاء أموال البلاد؟

كان الأخ مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت، قد تحدث أكثر من مرة عن تشكيل مجموعة من اللجان منها:

  • لجنة تحقيق فى مسألة احتمال تورط الأستاذ عبد الحفيظ غوقة فى مقتل مجموعة من عناصر المخابرات الفرنسية
  • لجنة مراقبة الفساد المالى والادارى
  • لجنة تحقيق فى مقتل اللواء عبد الفتاح يونس

لكننا، ورغم مرور أشهر عديدة، لم نسمع أو نقرأ أو نرى أى تقرير أو تصريح نتج عن أى من هذه اللجان! أللهم فيما عدا محاولة اتهام المستشار مصطفى عبد الجليل مجموعة تتكون من 17 شخص بالتورط فى تهمة قتل اللواء عبد الفتاح يونس. الأمر الذى اضطر المستشار مصطفى عبد الجليل إلى سحب الاتهام والاعتذار عنه حين تبين أن هذه الأسماء لا علاقة لها بالأمر. والسؤال هنا هو هل غاب عن الأخ المستشار التريث والتأكد قبل توجيه التهم؟ أهكذا يتصرف رجال القانون؟

  •  فماذا حدث فى أمر لجنة التحقيق بشأن عبد الحفيظ غوقة؟ وماذا حدث بشأن التحقيق فى مسألة الفساد المالى و الادارى؟ أم أنه لا يوجد هناك فساد مالى أو ادارى؟ أخشى أن يكون الأمر يتعلق فقط بالإعلان عن لجنة تلو اللجنة، ولا عمل ولا ملاحقة ولا متابعة لأى من هذه اللجان.

  •  لماذا يصر الأستاذ مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت، على الخوض فى سياسات وأمور بعيدة المدى والتأثير (أمثلة على ذلك: إعفاء غير الليبيين من التكلفة الدراسية، اجتلاب ملايين من العمالة اليمنية، مناقشة والبت فى المعاهدة الايطالية الليبية، وعود مقدمة لتركيا تتعلق بباقة من العقود فى ليبيا المستقبل، الخ ) رغم علمه بأن دوره ودور المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت ككل سوف ينتهى فى خلال أشهر بسيطة معدودة. أليس من الحكمة والإنصاف ومراعاة مصلحة البلاد أن تُترك مثل تلك الأمور بعيدة المدى لحكومة ذات شرعية مستقاة من الشعب عن طريق انتخابات حرة نزيهة؟ مليارات الدولارات تدفقت على ليبيا (الجميع يعلم ذلك، رغم ادعاء البعض غير ذلك) ووجدت الملايين من هذه الدولارات طريقها إلى جيوب البعض هنا وهناك. ووزع بعض أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت والمكتب التنفيذى السابق بعض هذه الملايين بشكل وطريقة تبدو وكأنها صادرة من أموالهم الخاصة، طمعا فى توظيفها فى وقت لاحق لدعم حملاتهم الانتخابية! كنا نعتقد أن الثورة قامت لمحاربة الفساد!!  أما أغلب أطفال وأرامل الشهداء.. أما النازحين الذين لا بيوت لهم تقيهم برد الشتاء.. فإنهم لم يروا دينارا واحدا حتى يومنا هذا رغم كل ادعاءات المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت. لقد قامت هذه الثورة من اجل العدالة الاجتماعية، لكن الواضح إننا إلى حدا كبير قد استبدلنا قذافى واحد بمجموعة من الـ "قذافى".

  •  لماذا يصر الأستاذ مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت، على تجاوز القنوات الدبلوماسية الرسمية والمتعارف عليها دوليا؟ ترى هل ذلك نتيجة عدم الخبرة والدراية، أم هى الرغبة فى أن يكون فى الصدارة (حتى وان كان ذلك مخالفا للعرف الدبلوماسى) أم هى عدم الثقة بمن يشغلون هذه المناصب اليوم؟ وللتدليل..فلماذا يتجاوز الأستاذ مصطفى عبد الجليل وزير التعليم ويتدخل فى شأن المدارس والمناهج وتكلفت الدراسة؟ لماذا يتجاوز الأستاذ مصطفى عبد الجليل وزير الخارجية ويصر منفردا على زيارة ايطاليا وبحث المعاهدة الليبية الايطالية فى غياب أى عنصر ليبى ذو خبرة مهنية بالموضوع؟ لماذا يرسل الأستاذ مصطفى عبد الجليل مندوبا خاصا (الأستاذ على الترهونى، الذى استقل طائرة خاصة للذهاب إلى مقر إقامته فى سياتل، واشنطن) فقط لشكر الإدارة الأمريكية على موقفها مع ليبيا، رغم وجود سفير ليبى معتمد فى العاصمة الأمريكية، ورغم وجود وزير خارجية؟ ومن الذى وافق على ومن أين أتت الأموال التى غطت تكلفت الطائرة الخاصة التى أقلت الأستاذ على الترهونى، وأبناؤنا وبناتنا مازالوا يعانون فى كل بقاع ليبيا برد الشتاء وقلة الحاجة؟ وهل يعتبر الأستاذ مصطفى عبد الجليل مسئولا عن التصريحات التى أدلى بها الأستاذ على الترهونى (مندوبه الخاص) أثناء زيارته الولايات المتحدة؟ تلك التصريحات التى يعتبرها البعض فاقدة للحكمة ويعتبرها البعض الآخر محاولة رخيصة لطعن حكومة الدكتور الكيب من الخلف ومغازلة الإدارة الأمريكية على حساب المصالح الليبية الوطنية؟

إلى أن نلتقى فى عددنا القادم بأذن الله، هذا بعض ما شعرت فى وقتنا هذا انه لابد أن يُقال...

إبراهيم جبريل
  15 يناير 2012


المصدر: ليبيا المستقبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق