الرجال
الحقيقيون حين ما ثاروا وجاهدوا واستشهدوا لم يختاروا سوى النصر أو الاستشهاد
والكثيرون جاءوا من جل أصقاع العالم يحملون جوازات سفر أجنبية لم تؤخرهم عن الجهاد
من أجل ليبيا فحاربوا وانتصروا بشهادتهم علي كل التراب الليبي وخلفوا وراءهم
عائلات صبرت فما استكانت لجزع ولا للمصيبة الفادحة فحمدت الله علي شهادة رجالها و
أبناءها من أجل الوطن الغالي.
ويطالعنا
السيد رئيس الحكومة المقبلة بحديثه لصحيفة الشرق الأوسط بقوله إن قصة ازدواجالجنسية هي من شأن المؤتمر الوطني وفي حال ما أتخذ القرار بشأنها "فسيتنحى".
يقول
الشاعر سميح القاسم في احدي قصائده:
"
سقطت جميع الأقنعة.. سقطت
فإما
رايتي تبقي وكأسى المترعة
أو جثتي
والزوبعة!!!
حقاً
فالأقنعة المهتنرئة لابد لها وأن تسقط والشعب الليبي لا بد له وأن يدرك ما يجرى
حوله من مؤامرات بشعة. فأعيدوا قراءة التاريخ يا سادة. السيد رئيس الحكومة المقبلة
لا يخجل من أن يعلن استعداده للتنحي في حال أتخذ القرار بمنع مزدوجي الجنسية من
تولي المناصب القيادية في ليبيا.
ليبيا
ومصلحتها لاتهم بقدر جواز السفر الأميركي وما يمنحه من حصانات لحامله؛ مصلحة ليبيا
لاتهم السيد الذي يفترض فيه أن تشغله ليبيا بكل أوجاعها ومشاكلها المتراكمة والتي
بلغ معها السيل الزبي. كنت أحد الذين تسببوا في تراكم مشاكل ليبيا كنائب لرئيس
الوزراء وكرمتك البلاد بترشيحك وأنت تعلن دون ما حياء بأنك ستتنحي إذا ما أصدر
المؤتمر قراراً بشأن منع مزدوجى الجنسية من تولي المناصب القيادية؛ ألم يكن الأجدر
بك أن تصرح بنيتك علي التخلي عن جنسيتك الأميركية لا التنحي إذا ما كنت حقاً تسعي
لخدمة ليبيا.
السيد
النائب السابق لرئيس وزراء الحكومة التي فشلت في كل شئ ماعدا اكتساب السمعة السيئة
بين مواطنيها " يتجمل علي ليبيا وكأن لسان حاله يقول " يا ترومي يا نكسر
قرنك"؛ ليبيا أيها السيد لا تحتاجك فهي تزخر بالكفاءات من الذين دفعوا
أعمارهم ثمن حب ليبيا وعانوا ويلات القمع والتعذيب في سجون ألطاغية ليبيا لا تحتاج
لمن لا يعشقها ولا يغمره عشقها حتى النخاع فلماذا تنتظر إذ كان هاجسك الأوحد هو
جواز سفرك الأميركي وولاءك لأميركا أنت حر فيما تريد ولكن الليبيين أكثر حرية الآن
فلا تنتظر آية قرارات من المؤتمر الوطني تحلي بالشجاعة وتنحي الآن فلا مكان بين
الثوار أحرار ليبيا للمترددين ممن يسعون فقط لأجل مصالحهم الشخصية وأجندات الدول
الأجنبية.
الكثيرون
يتشدقون بالحديث عن أن ما كان يحدث في ليبيا هو ما أرغمهم علي اللجوء إلي طلب
جنسيات الدول التي عاشوا بها وهذا عين الصواب فالملاحقة لكل من عارض النظام كانت
لا تحدث في الداخل فحسب بل وفي الخارج والكثيرون انقطعت بهم سبل العيش فاضطروا
لذلك وتمتعوا بالجنسيات الأجنبية والآن بعد انتهت الظروف التي حتمت عليهم ذلك ما
الذي ينتظرونه ليبيا الآن حرة كما يشاع وهم أدرى من الكل بذلك فهم من بيدهم أمرها
الآن ولا يطاردهم أحد فما الذي يدفع السيد رئيس الحكومة المقبلة للتشبث بما لا
يحتاجه الآن كما كان بحاجة إليه سابقاً.
أليس هذا
هو ذات المنطق الذى تستند عليه آراءهم الآن بشأن تسليم أسلحة الثوار وتشدقهم بأن
الظرف أنتهي أم أنهم يكيلون بمعيارين وربما أكثر " حلال علينا حرام
عليهم"
لقد مل
المواطن من الاستهجان بعقله وبلغت منه السآمة حداً لا يطاق فدعوا ليبيا أيها
المتحذلقين لليبيين خريجي سجون الطاغية من عاشوا فيها وضحوا من أجلها دعوا ليبيا
لأبنائها البررة الذين يعرفون أزقتها وحواريها ومدى معاناتها؛ فليبيا تزخر
بالكفاءات الغير مستوردة والتي رغم العسف والإرهاب جاهدت زهاء أربعة عهود ولم تكل
أو تمل.
استحوا
أيها السادة القادمون بأجندات خفية وتذكروا أن الله العلي القدير لا تخفي عليه
خافية وسيأتي يوم تحاسبون فيه؛ تعلموا من ولاة أموركم الذين لا تستطيعون التخلي عن
جوازات سفرهم كيف أن الإعلام الحر يسقط أعتي وأكبر رؤوسهم وتعلموا كيف يتمتع
المسئول لديهم من التحلي بشجاعة الاستقالة لأبسط الهفوات.
ليبيا هي
الأخرى لا تريدكم إذا ما كنتم من الصفاقة والوقاحة بهذه الدرجة التي تبيعونها فيه
بأبخس الأثمان فدعوا ليبيا لمن حقاً يهمهم أمرها وغادروا غير مأسوف عليكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق