الاثنين، أبريل 07، 2014

سيزهر ربيعنا فراشات ملونة.... مناجي بن حليم

سيزهر ربيعنا فراشات ملونة بمشيئة الله؟ حدثني أبي ذات صفاء رحمه الله عن شيخ شارعنا الذي كان يعلم الناس في خطبة الجمعة معاني التعايش والمحبة، والتيسير، وخبرني كيف أن هذا الشيخ كان يجله الكبار، ويهابه الصغار، ويأنس إليه الناس في فتاوى الحلال والحرام وشؤونهم الخاصة. وحدثني كيف تستشيره النساء في شؤونهن الصغيرات آنذاك وكيف كان يدخل بالصلح والمحبة في قضايا البيوت المغلقة على أسرارها ومفتاحها مباح له، وفي كل هذا وذاك كان ذاك الشيخ أول الحاضرين في الأفراح والأتراح يداعب الصغير ويشاكس الكبير ويعرج على اليتيم ليمسح بيده على رأسه ويدعو للمريض بالشفاء وينفق من وقته لقراءة سور الشفاء عند فراشه.
كنت دائما أتخيل ذاك الرجل المهيب ذو اللحية البيضاء المرتبة بلباسه الأبيض النظيف ووجهه الوضيء تصافحني ملامحه عند كل لحظة تسامح ومودة أرى فيه مبادئ ديني السمح، كنت أخبر أبي أني كثيرا أحب رؤيته يجول في زقاق شارعي القديم الذي لم أعد أذكر منه سوى ملامح غائمة لكنها تفوح بعبق مدينتي الطيبة المنتشية بريح سباخها الكريمة.
ورحل أبي ولم أرَ شيخنا الوقور الذي غادر قبله ونسي والدي أن يخبرني أن هناك رجال دين غير شيخنا الطيب يستحلون دماءنا، ويشرعون وصايتهم علينا بحجة الفهم والدراية، يدبجون خطب الجمعة بأفانين الصرف والنحو، ويتمنطقون حجة وبيانا في سوق اللغة والبلاغة يحملون وجوها كالحات كسواد ليل لايعقبه صبح، يختصرون الدين في ذواتهم، والتقى في مشارب جماعاتهم، حماة رعاة يجاهدون في أهلهم، ويجمعون خلصائهم كطوق على رقاب نعاج يسوقونها للذبح قربانا لأهدافهم ومخططاتهم أؤلئك الذين تفشوا في عروق مدينتنا كحمى تناوبوا علينا في فضائيات صرنا نتكبد الصبر كلما لاح لنا كالح من سربهم المغرد في جرحنا سياطا وقبحا وكذبا فتعسا لكم يارعاة الأرض البور، ياسالبي الأمل في الأمن والفرح والتوافق تبا لكل متواطئ معكم ومدافع عنكم ومروج لكم، فكرا ومعتقدا وإقامة ارحلوا عن مدينتنا وعن كل ليبيا فبلادنا ليست تربة لأمثالكم .فربيعنا حتما سيزهر فراشات ملونة انصتوا إليه وسترون أيها (القاعديون).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق