الخميس، يناير 03، 2013

حدوثة أمنا أينــــى الايطالية.... د. حمدى العيساوى

خطاب مفتوح للسيد المحترم وزير البترول
السيد المحترم وزير النفط
اخالكم سمعتم كما سمعنا بالمنة التى تنوى شركة اينى الايطالية المبجلة تقديمها للشعب الليبي والحكومة الليبية من خلال استثمار مبلغ 8 مليار دولار، ان هذا ليس بجديد عن شركة اينى فهى قد استثمرت من مالها ولوحدها حوالى 4 مليارات فى مجمع مليته واسترجعته فى زمن قياسى لا يتعدى الثلاث سنوات. لا نريد الخوض كثيرا فى التفاصيل ولا النوايا الا اننا كمواطنين لدينا بعض التسأولات نريد الاجابة عليها اذا كان وقتكم وسعة صدركم تسمح بذلك والا فان لنا الله.




ý  هل ستتم المرحلة الثانية للمشروع بنفس شروط المرحلة الاولى؟
ý هل ستنشر حيثيات الاتفاقية الجديدة على الشعب ام ستكون سرية كسابقتها؟
ý هل ستبقى كمية الغاز المنتجة والمخصصة للسوق الليبي بسيطة كما هى فى الاتفاقية السابقة واذا تجاوز الشعب الليبي الكمية المخصصة له واحتاج كمية اضافية فعليه ان يدفع قيمتها طبقا لسعر السوق العالمى ، بينما الكمية التى تذهب للسوق الايطالى والاوربى فهى بسعر تفضيلى متفق عليه؟
ý لماذا لم يتم نشر الاتفاقية السابقة على المواطن الليبي فى اطار الشفافية حتى تختفى الهواجس والشكوك لدى المواطن ام ان ذلك من المحرمات كما كان وكأن لا شىء تغير؟
ý  لماذا كان توقيت الاتفاقية الاولى وقت الحصار الذى كان مفروضا على الشعب الليبي، ولماذا جاء توقيت الاتفاقية الثانية وقت الارباك الذى تعانى منه الدولة الليبية ام ان للتوقيتين مغزى والمعنى كما يقال فى بطن الشاعر؟
ý لماذا الهيمنة الواضحة من الجانب الايطالى على مقدرات مجمع مليته ولماذا التمايز الواضح بين الليبي والايطالى فى كل شىء من الاعاشة الى السكن الى المرتبات الى المعاملة ؟ هل تعلم ان تكلفة اعاشة الايطالى العامل بالمجمع تبلغ اربع اضعاف الليبي العامل بالمجمع ، اليس المجمع شراكة بين جانب ليبي واخر ايطالى فلماذا تبلغ تكلفة اعاشة الايطالى 180 يورو فى اليوم والليبي لا تتجاوز 30 دينار؟
ý  لماذا يسكن الايطالى فى مساكن 5 نجوم ويسكن الليبي فى تريلات من صفيح لا تختلف عن معسكرات اللاجئين تذكرنا بكامبو باب عكارة؟
ý لماذا لم تستفيد المنطقة الواقع فيها المجمع باية مزايا فيما عدى الامراض التى تنفثها مداخن حرق الغازات والغازات الاخرى السامة التى تطلق الى الهواء ؟ ، لقد تعارف العالم على انه عندما يتم توطين مشروع اقتصادى استثمارى فى منطقة ما وخصوصا عند تواجد شريك اجنبى يتم تضمين مجموعة من المشاريع المصاحبة مثل انشاء مستشفيات ، طرق، مدارس ، وغيرها ، ضمن تكلفة المشروع، فكم مرفق يا ترى تم انشاءؤها على حساب مشروع مليته؟
ý لماذا تهيمن الشركات الايطالية على كافة الاعمال بمجمع مليته مثل شركة بوناتى الايطالية وشركة سايبيم دون غيرهما ، على سبيل المثال شركة بوناتى هى شركة مقاولات حسب نظامها الاساسى الصادر من بلد الام ايطاليا وحسب الاذن الممنوح لها من وزارة الاقتصاد الليبية، الا ان الشركة تمارس كل شى فى مجمع مليته من المقاولات ، تقديم خدمات الاعاشة، تقديم خدمات التسكين، اعمال الصيانة الخ، مع العلم بأن خدمات الاعاشة والتسكين من المهن المحظورة على الاجانب حسب القانون الليبي. واتحدى اى مسؤل ليبي فى المجمع يستطيع ان يقول لا للشركة.
ý لماذا يتم تكليف الشركة بعقود الصيانة بالامر المباشر ولماذا الحظر المفروض على مراجعة عقود الشركة بالذات وبامر مباشر من اعلى سلطة فى ليبيا، ولماذا تبداء عقود التكليف للشركة بعشرات الملايين وتنتهى بمئات الملايين من خلال البنود الاضافية؟
سيدى الوزير فى اطار تصريحاتكم بنيتكم مراجعة الاتفاقيات نامل ان يتم النظر فى المراجعات السابقة والاتفاقيات المستقبلية فى ظل نظريات احتكار القلة وانتهاء بالاحتكار المطلق، ابتداء باحتكار التنفيذ وانتهاء باحتكار الريع .
سيادة الوزير، ليبيا لا تواجه شركة تعمل بالمنطق الاقتصادى الاحتكارى فقط ولكنها تواجه دولة ايطالية تعمل بالمنطق الاستراتيجى الاحتكارى وعندما يتداخل الاثنان بالتاكيد ستضيع مصلحة ليبيا ومصلحة منطقة مليته ومتساكنيها فى غياب الحذر.
الاتفاقية الاولى جاءت فى ظرف لم يكن لليبيين فيه راى ولا مشورة ، بعيدا عن نظرية الموامرة، كل شئ يتعلق بالمشروع كان ولا يزال لغز محير لليبيين ومبرمج ولم تستطيع اى جهة سوى رقابية او غيرها الاطلاع عليه ابتداء بادارة المشروع وتوقيت ازاحتها الى تكلفة المشروع ومرورا بتحديد حصة السوق المحلى من المنتج وانتهاء بسياسة التسعير.
ان الاوان ان يشرك المواطن فى كل شئ وان يفصح له عن كل شئ ، فالمواطن الليبي يستطيع ان يكون عون لكم وصمام الامان، ان الاوان ان تفتح الاتفاقية السابقة امام المواطن قبل التورط فى الاتفاقية الاخرى فالتاريخ لا يرحم وذاكرة الليبيين تمتد طويلا فى الماضى والمستقبل.
المسؤلية الوطنية تستدعى ان يتصرف الجميع بمسؤلية تودى الى تحقيق مصلحة الوطن .
والله الموفق
الدكتور حمدي العيساوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق