الأحد، يوليو 31، 2011

الثائر والمتمرد

هناك فرق كبير بين المتمرد Rebel والثائر Revolutionary فشخصية الثائر ليست كشخصية المتمرد. المتمرد يسعى إلى إسقاط السلطة ليكون بديلا لها لأنه ببساطة مستاء وممتعض.
كل من المتمرد والثائر يسعون إلى "تغيير العالم الذى حولهم" غير أن الباعث عند كل منهما مختلف جذريا. فالمتمرد الذى هُمش فى مجتمعه، تكون ردة فعله، الانقلاب على  المجتمع،  وبدلا من أن يمتثل لأحكام المجتمع الذى يعيش فيه، نجده يحاول أن يحكم هذا المجتمع، فان لم يستطع، فيعمل جاهدا على تدمير المجتمع.
الثائر من الناحية الأخرى، عندما يتعرض للتهميش من قبل المجتمع فردة الفعل لديه لا تكون  عنيفة. الثائر شخص يقوم بتطوير نفسه وبشكل متواصل سواء من الناحية الفكرية، الفنية، الذاتية، المعنوية الخ..  الثائر يعى أن  تطوره  متعلق بتطور الآخرين، فنمو الجزء يتم بنمو الكل. الثائر يريد أن يُكَسِر القيود التى يضعها المجتمع بوضعه القائم، لوقف عملية التقدم والنمو. فى حين تنبع إلهامات المتمرد من البغض والحقد، نجد أن الثائر مدفوع بالآمل.
إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية العموم، نجد انه من الصعب أن نفرق بين المتمرد والثائر، فكلاهما يؤيد إسقاط النظام القائم. قد نُخْدع بالراديكالية المصطنعة للمتمرد ، ولكن  فى آخر المطاف نجده يُخَيِّب أملنا ويظهر علي حقيقته. الأسوأ من ذلك، إذا تمكن المتمرد من تركيز السلطة فى يده، فانه على الأرجح يستميت من اجلها ولا يتوانى فى استعمال القمع بدون رحمة، ويجعلنا نتوق إلى النظام السابق الذى تمرد عليه. الثائر من ناحية أخرى يضع مقترحات وحلول تضعنا بالقرب من هدفنا لنعيش فى عالم مبنى على الحق والحرية.
فى البداية، قد يكون الفرد اقرب إلى شخصية المتمرد، وبمرور الوقت تتطور شخصيته إلى أن يصبح ثائرا . عندما يوضع الشخص الذى يحتكم على ميول أو نزعة قوية تمكنه من أن يصبح متمردا وثائرا فى نفس الوقت، فى موضع قوة ذات تأثير مفسد، حتما ينمو عنده الجانب التمردى من شخصيته.
إنريك فروم

هناك تعليق واحد:

  1. بصراحه أكتشفت أن معمر المجنون , هو متمرد وليس ثائر كما يدعي , بل تمرد ويصاحبه خلل كبير في عقله


    ,,

    الله ينصر الليبين الأحرار

    الويل لك أيها المتمرد المعتوه , نسأل الله العلي القدير في هذا الشهر الفضيل أن يعجل في موتك , رحمةً للعالمين


    أخي محمد , تشرفت بالمرور على مدونتك الرائعه , وأسأل الله أن يحميك ويحمي كل إخوتنا الليبين الأحرار


    عبدالله الحفراوي / بلاد الحرمين

    ردحذف