الخميس، يوليو 28، 2011

مساعى النظام المنشق لابطال قرار مجلس الامن رقم 1973


إلى: سفير روسيا لدى الامم المتحدة، سفير الصين لدى الامم المتحدة
سعادة السفير المحترم
بعد التحية وفائق الاحترام،،،،
كما هو معلوم لديكم بان هناك محاولات، تقوم بها اطراف مجهولة الهوية، وبرعاية نظام القذافى المنشق، لابطال قرار مجلس الامن رقم 1973. احدى هذه المحاولات مخطابتكم من خلال عريضة تم نشرها على شبكة الانترنت (http://stopwaronlibya.wordpress.com/ ) للتأثير على قرار دولتكم السياسى فيما يخص الشأن الليبى.
انطلاقا من مبدأ ان حرية الرأى مكفولة للجميع، فاننى انتهز الفرصة للتعبير على محتوى هذه العريضة من خلال الملاحظات التالية آملا ان تجد لديكم ولدى حكومتكم الموقرة بعض القبول:
¯     مذكرات الاعتقال بحق كل من معمر القذافى، وسيف القذافى، وعبد الله السنوسى والتى صدرت من محكمة الجنايات الدولية جاءت لتؤكد على صحة قرار الأمم المتحدة رقم 1973 الذى يهدف إلى حماية المدنيين. القرار تم اتخاذه من قبل مجلس الأمن بعد ثبوت الحقائق، المتمثلة فى قتل المدنيين العزل من قبل كتائب ومرتزقة القذافى، على ارض الواقع. مجلس الأمن ليس مؤتمر الشعب العام حيث تُتخذ قرارات عشوائية وغير مدروسة غالبا ما تكون ضد الشعب المغيب وباسمه. هذا القرار جاء فى الوقت المناسب لمنع كتائب القذافى من ارتكاب عمليات القتل المتعمد للمدنيين العزل فقط لأنهم خرجوا فى مظاهرات سلمية يطالبون بحقوقهم المشروعة.
¯     البداية كانت سلمية ولكنها جوبهت بقوة السلاح من قبل كتائب القذافى، والذى زاد الطين بله استجلاب المرتزقة لقمع وقتل الليبيين العزل لا لشئ إلا أنهم طالبو بحقوقهم المشروعة. مع سقوط أول شهيد فقد القذافى الشرعية، وعندما ظهر علينا سيف القذافى يوم 20 فبراير يهدد ويتوعد ثم تبعه القذافى الأب يوم 22 فبراير بخطابه الشهير، عندها تبين لمن خرج من المتظاهرين ضد النظام ومن أنضم اليهم لاحقا بان عليهم الاستعداد للمجابهة بالسلاح لان غير ذلك يعنى ذبحهم كالشياه.
¯     لقد استجاب العالم مشكورا من خلال مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية والأمم المتحدة لاستغاثة الشعب الليبى لعلمهم بان موازين القوى فى الميدان بين قوى كتائب القذافى والمتظاهرين غير متكافئة وكان عليهم ان يتدخلوا لوقف الإبادة الجماعية وحمام الدم لدواعى إنسانية صرفة وليس لأسباب اقتصادية أو جيوستراتيجية.
¯     تدخل قوات الناتو بناء على قرار مجلس الامن 1973 عشية يوم 19 مارس 2011 جاء فى الوقت المناسب لمنع كتائب القذافى من ارتكاب المجازر فى حق سكان مدينة بنغازى. لقد ثبت لدى المهتمين بالشأن الليبى بان القذافى اصدر أوامره إلى قادة كتائبه بالزحف على مدينة بنغازى ومسحها من على وجه الأرض مع السماح لمرتزقته بانتهاك الأعراض ونهب الأموال وسلب الثروات.
¯     لم تتخذ دول التحالف قراراتها بالمشاركة فى تنفيذ قرار مجلس الأمن، لأنها تعتقد أن وجود القذافى وأبناؤه من بعده على رأس السلطة فى ليبيا يضر بمصالحها الاقتصادية والجيوسياسية، فجميع مصالح هذه الدول كفلها لهم القذافى ابتداء من موافقته على دفع التعويضات لضحايا طائرة البانام والطائرة الفرنسية، وتسليمه للأسلحة النووية، وعودة الشركات النفطية العالمية بشروط مجحفة، واستيلائه على أموالنا وإيداعها باسمه وأسماء أفراد عائلته فى بنوك غربية، وافتعاله الأزمة مع سويسرا لكى تكون مبررا لتحويل هذه الأموال إلى أمريكا التى تعانى حينها أزمة مالية خانقة. كما لا يجب أن ننسى الاتفاقيات التى وقعها مع بلير وساركوزى وبرلسكونى واردوغان لتأمين بقاءه فى الحكم. المسألة ليست تأمين مصالح هذه الدول بالدرجة الأولى، كما يدعى أعلام القذافى، فهناك جانب إنسانى تعَّمد إغفاله القذافى ومن يدور فى فلكه. القذافى يعى جيدا أن تواجد قوات التحالف لردع الطائفة الباغية لن يكون فى صالحه هو وعائلته والمقربين منه ويعلم أن صلاحيته قد انتهت.
¯     حتى هذه اللحظة لم يثبت لدينا أن القذافى وقادة كتائبه قاموا بأعمال عسكرية ضد قوات الناتو. إذن ما الفائدة المرجوة من تكديس السلاح الروسى الذى كلف خزينة الدولة المليارات من الدولارات (عملة صعبة بالنسبة لروسيا) خلال الأربع عقود الماضية؟ هل الغرض من اقتناء هذا السلاح استخدامه فى العروض العسكرية وتوجيهه إلى صدور الليبيين العزل؟
¯     كل ما يفعله القذافى وأعوانه لإيقاف ضربات التحالف هو:
§         استجداء دول العالم وتقديم تنازلات سيادية (منذ البداية حَذَّر علنا بان هذه الثورة خطر على أمن الدولة العبرية كما انه بعث أخيرا بوفد لمقابلة زعيمة حزب المعارضة تسيبى ليفنى)
§         استعمال ورقة النفط لإغراء الدول التى تعانى مشاكل اقتصادية مثل روسيا، الصين، اليونان، الهند، تركيا
§         جمع الأطفال والسذج ونقلهم من مدينة إلى مدينة فى مسيرات فى محاولة يائسة لكسب شرعية فقدها عندما سقط أول ليبى اعزل على يد كتائبه وليبرهن أيضا بأن هناك ليبيين يحبونه ويناصرونه كما يدعى إرضاءً لغروره.
¯     كيف تفسر تدخلات القذافى العسكرية فى المغرب، مصر، تونس، أوغندا، تشاد، نيكاراغوا وايرلندا وغيرها من الدول؟ كما لا يجب أن ننسى وقوف القذافى والدولة العبرية فى صف إيران (طائرات الشحن الليبية والإسرائيلية محملة بالسلاح تَدْرُج جنبا إلى جنب فى مطار طهران، وإرسال أطقم عسكرية لتشغيل منصات صواريخ السكود) ضد العراق خلال الحرب الإيرانية العراقية. أما الكلام عن مواقفه ضد القضية الفلسطينية فحدث ولا حرج. أليس هذا تعدى على سيادة هذه الدول؟ القذافى يتجرع الآن السم من نفس الكأس.
¯     لماذا يعتقد القذافى أن الحالة الليبية استثناء ومسموح له بسحق وقتل وتشريد الليبيين بدون تدخل دولى ليبقى فى الحكم أسوة بلرئيس يلتسن الذى دكت دباباته البرلمان الروسى والزعيم الصينى زيا ويينغ الذى سحق حركة ميدان تيان آن من، وغيرهم ممن ذكرهم فى خطابه الشهير مع بداية الثورة. صدق من قال: "تعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال"
¯     كيف تجاوز الناتو شروط قرار الأمم المتحدة!!
§         تتحدث العريضة عن ضحايا القصف الجوى للناتو وتدعى بان جميعهم مدنيين ولا تذكر ضحايا كتائب الطاغية من شهداء (لا يقل عن 15 ألف) وجرحى (لا يقل عن 50 ألف معظمهم بُترت أطرافهم نتيجة الألغام التى تم زرعها عشوائيا فى منطقة البريقة) ومشردين من بيوتهم (ما يزيد على 450 ألف).أليسوا هؤلاء ليبيين أيضا؟ أليس كل من أستشهد أو قتل أو جرح أو تشرد من الليبيين من ضحايا القذافى؟ من أجل ماذا؟ من أجل أن يحكم هو وعائلته.
§         تتحدث العريضة بان الناتو يستهدف مواقع مدنية بدلا من الأهداف العسكرية. وهذا يعنى أمرين أولهما قبول من أعدها او وافق على محتواها (العريضة) الضمنى بتدخل الناتو فى ليبيا حسب قرارات الأمم المتحدة بشرط أن تقتصر عملياته على الأهداف العسكرية وبالتحديد كتائب القذافى، والثانى أن هذه القوات خرجت بالكامل من هذه المواقع المدنية، وهنا يحق لنا أن نسأل من يقوم يوميا على مدى خمس أشهر بقصف اجدابيا، مصراتة، زليتن، الزاوية، زوارة، جبل نفوسة، القواليش، الزنتان، معبر وازن، حقول وموانى النفط بصواريخ الغراد ومدافع الهاون والصواريخ الحرارية. ومن قام أيضا بزرع اكثر من 45 ألف لغم داخل وحول مدينة البريقة النفطية. لم يسلم من القذافى وكتائبه النسل والزرع.
§         يجب أن يُفهم بان تواجد مدنيين بمواقع عسكرية، هذا إذا صدقنا بأنهم فعلا ليسوا عسكريين يرتدون لباس مدنى، دليل على إجرام القذافى وكتائبه لاستعماله هؤلاء كدروع بشرية بغرض إثناء وإعاقة الناتو من قصف هذه المواقع العسكرية والتى ثبت أنها شكلت فى السابق وتشكل خطرا جسيما على بقية المدنيين فى المدن المحاصرة والثوار الرافضين لحكم القذافى.
§         التحالف يقوم بواجباته على أكمل وجه فيما عدا حالة أو حالتين ويسعى جاهدا على حماية المدنيين وعلى جانب أخر يقوم بتحذير المدنيين ويطلب منهم الابتعاد عن المواقع المستهدفة بالقصف عبر الأثير ومناشير تلقى من الجو قبل الإغارة على المواقع العسكرية.
الخلاصة:
¯     القذافى لا يرغب فى أن يحل السلام فى ربوع ليبيا أو بقية العالم ويدفع حاليا بالليبيين فى حرب من اجل أن يبقى هو وعائلته فى السلطة،
¯     الناتو لا يحارب الشعب الليبى، الناتو يعمل على حماية المدنيين المستهدفين بالقتل والتشريد ويقف بالمرصاد للطائفة الباغية، كتائب القذافى، كما انه يمنع القذافى من تنفيذ توعده شبه يومى بالزحف والسحق على المدن المحررة. لهذا السبب يعمل القذافى كل ما وسعه لأبطال قرار مجلس الأمن ليخلو له المسرح ويستفرد بالمدنيين.
¯     الثوار يريدون التخلص من نظام القذافى الاستبدادى برمته ومحاكمة رموزه قبل بناء دولة ديمقراطية، دولة مؤسسات ينعم فيها الجميع بالحرية والمساواة وخيرات هذا البلد ليبيا.

التوقيع
محمد فايد الجازوى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق