الخميس، أبريل 04، 2013

العميان والفيل....


فى يوم من ليام خمس عميان وهم يتمشوا فى حديقة اخبطوا فى الفيل...
"أيش هظا؟" سال واحد منهم بعد ما خبط في الفيل...
رد عليه الحارس وهو مقعمز على كرسيه ينظف فى العدة: هظا فيل ...

"اووواوه... صار هظا هو الفيل... من زمان كان  فى نيتى نعرف شن شكلهن لفيال" قال العَمَىَ وهو يتلمس فى صفحة الفيل من فوق لتحت... "أتكيف؟... هظا ساس... ساس كبير ودافى"

"شن قصدك بساس" سأل العمى الثانى وهو يلف فى إيديه على كراع الفيل.. "هظا لايمكن يكون ساس... مش ممكن أتضم الساس بيديك... هذى عرصه.. أيوااه، هظا هو.. الفيل كى العرصة بالزبط"


"قالك عرصه، باين عليها نوع غريب من لعرص" قال العمى الثالث اوهو إيتلمّس فى خرطومه.. " اول حاجة هظا أرقيق بكل... وبعدين إيتمرَّن... وكانك تعتقد ان هظا عرصه انسى انى نزورك فى حوشك.. هظا حنش.. تخيله وهو يلتف على ذراعى... الفيل كى الحنش بالزبط "

"لحناش مالهش شعر" قال العمى الرابع بنرفزة وهو يكر فى ذيل الفيل.. " على لاقل منكش كيف لخرين.. انت قرّبت.. لكن اللى نا مستغربله كيف راح عليك الشعر.. هظا مش حنش.. هظا حبل... لافيال كى لحبال"

"والله مانى عارف شن تخرفوا يا جماعة".. صرَّخ العمى الخامس وهو إيقَّلْب فى وذن الفيل يمين وشمال.. "صحيح هى كبيرة كبر الساس.. أوكى.. لكن رقيقة كى ورق الشجر ومش طيعه كيف قطعة قماش بنفس الوسع، انا مش عارف شن مشكلتكم كلكم على بعضكم.. ياجماعة مفيش مغفل فى العالم يوصف الفيل بشئ اخر خاطى انه أقلاع"

بينما تنحى الفيل جانبا... واصلوا سيرهم على الطريق يتجادلون بصخب وحدة يشوبها العنف فى ذهابهم... كل على يقين انه، هو وحده، على حق والاخرين على خطأ..
وعندها تنهد الحارس وعاد الى سابق عمله بعد ان تلقى غمزة من الفيل الواقف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق