الجمعة، مارس 25، 2011

القذافي وبروتوكولات حكماء بني صهيون

سيرجي نيلوس الروسي هو أول ناشر للبروتوكولات الصهيونية التي وقعت في حوزته سنة 1901م ، وهي وثائق أصلية سرقتها سيدة فرنسية من أحد كبار زعماء الماسونية بعد اجتماع سري معه في وكر المؤتمر الماسوني اليهودي بفرنسا. وفي سنة 1902م نشرها نيلوس باللغة الروسية ، واعاد نشر الكتاب مع مقدمة وتعقيب سنة 1905م ، ونفدت هذه الطبعة في سرعة غريبة بوسائل خفية ، لأن اليهود جمعوا نسخها من الاسواق بكل الوسائل وأحرقوها ، ومن خلال ما ورد بهذه البروتوكولات تنبأ بالانقلاب الشيوعي قبل وقوعه باثنتي عشرة سنة (اي سنة 1917م وهو الانقلاب الشيوعي كما خطط اليهود في بروتوكولاتهم السريه ) (1) ، وطبع ايضا سنة 1911م ، فنفدت نسخه على هذا النحو، ولما طبع سنة 1917م صادره البلاشفة الشيوعيون الذين استطاعوا في تلك السنة تدمير القيصرية والقبض على أزمة الحكم في روسيا ، وكان معظمهم من اليهود الصرحاء أو المستورين أو من من صنائعهم ، ثم اختفت البروتوكولات من روسا حتى الآن.

ولقد ترجم الكاتب محمد خليفة التونسي ( في اوائل السبعينات ) هذه البروتوكولات الى العربية من الطبعة الانجليزية الخامسة في كتابه : ( الخطر اليهودي ــ بروتوكولات حكماء صهيون )

ومنه ننقل لك أيها القارىء الكريم بعض من هذه البروتوكولات والتوصيات التي تضع علامات استفهام كبيرة وكثيرة على ( معمر ألقذافي )، وتؤكد الشبهات التي تدور حول أصوله اليهودية وأفكاره وتصرفاته المريبة الشبيهة بالأفكار الماسونية إلى حد التطابق.

(1) (اليهود لا يعترفون بالنظام النيابي البرلماني في الحكم ، لكن يحكمون بالاستيلاء على الثروات وإفقار الآخرين لاستعبادهم)

وهذا ما فعله ألقذافي وطبقه حرفيا ، وانفرد بالسلطة المطلقة بالحجة الباطلة : التمثيل تدجيل ، وبمهزلة السلطة للشعب ولا سلطة لسواه .. و .. إلى آخر الهذيان بالكتيب الأخضر ، ولا داعي للشرح فكما يقول المثل الشعبي :(الحال يوري ما يريد اسوال) فالقذافي تجاوز مرحلة الحاكم المطلق والدكتاتور ، فلا مجالس برلمانية ولا شعبية ، فهو الحاكم المطلق والقائد والملهم والرسول والإمام .. و... و.. إلى آخر القائمة المضحكة المبكية.

(2) (ضرورة السيطرة على جميع ثروات الدولة ومصادر الثروة ، أيضا إفقار الناس وجعلهم عبيد وخدم أذلاء، فيكون جل اهتمامهم بلقمة العيش فقط ، وبذلك تتم السيطرة عليهم ويؤمن شرهم)

استولى ألقذافي وزبانيته وأولاده على الغاز والنفط ومشتقاته وبقية الثروات والشركات الاستثمارية في الداخل والخارج، فزبانيته وأولاده يسيطرون على مصادر السلطة والثروة ، كالشركات النفطية ، وشركة الاتصالات البريدية وغيرها ، كما استولى على كل الممتلكات الخاصة للناس كالشركات والسيارات والعقارات من بيوت وأراضي ومزارع وغيرها ، ورفع أسعار الدولار وأصبحت الدولة تتاجر بالعملات في السوق السوداء ، لا لشيء سوى إثقال كاهل المواطن ورميه دون رحمة في أتون الفقر المدقع ، وتحويل الشعب إلى قطيع من العبيد يلهجون بالسمع والطاعة لسيدهم الصقر الأوحد.

(3) (اليهود لا يستغلون في الإنسان عاطفة كريمة ، بل يستثيرون أخس عواطفه الإجرامية وشهواته المادية والمعنوية ليسلطوه على المجتمع ، وبذلك يتم استبعاد طليعة الشعب الخيرة ، وبالتالي تتم سيطرة الرعاع أصحاب الأخلاق الخسيسة على طلائع الشعب وبالتالي على الشعب كله)

ويتجلى هذا واضحا في تسلط المجرمون امثال الزايدي وبوجازية واحمد مصباح واحمد إبراهيم والطيب الصافي والمدعو قرين وغيرهم من أصحاب الأخلاق الخسيسة، ويشهد على ذلك جرائمهم في معتقل سبعه ابريل وغيره من المعتقلات على طول البلاد وعرضها ، ومنصات الإعدام في الجامعات والمعسكرات وحتى في ملاعب الكرة والساحات الرياضية ، ومذبحة سجن ابي سليم ، وجريمة أطفال الإيدز، وإسقاط الطائرة المدنية الليبية وغيرها من الجرائم البشعة التي تقشعر منها الأبدان ، ووصل بهم الأمر إلى الاستعانة بالقتلة والمجرمين لتنفيذ عمليات التصفية الجسدية في الداخل والخارج لكل من يعترض على جرائم ألقذافي وخزعبلاته وترهاته ولو بكلمة واحدة!!

بالإضافة إلى الصفات الخسيسة الأخرى كالسرقات والرشاوى والفساد الإداري والقائمة تطول ، حتى استشرت هذه الأمراض وأصبحت للأسف الشديد صفة سائدة في اغلب أفراد المجتمع إلا من رحم ربي وهم قلة.

(4) (يتم اختيار المسؤلين (وزراء ، مدراء ،...الخ) الغير مؤهلين للقيادة أو الغدارة ،وممن لهم ميول العبيد ، واستبعاد العقول الحقيقية من الوصول إلى الصدارة ، ويستعان على تحقيق هذا الأمر بالعامة كقوة عمياء وبذلك يمنع أصحاب العقول من التخطيط لمستقبل أفضل لشعوبهم)

ومن الامثلة على اولئك الافاقين الجهلة المدعو على الشاعري الذي تمنى ان يكون جوادا يمتطيه العقيد ، والمدعو منصور قرشين الذي قال وفي حضور معمر شخصيا : ان هذا الرجل ( يعني معمر القذافي ) يستحق العبادة !! وغيرهم من اصحاب النفوس المريضة ممن استولوا على المناصب عن طريق ما يسمى ( التصعيد ) أو الترشيد امثال الحويج والبغدادي ( لص بغداد ) والقعود واحمد قذاف الدم ...الخ

(5) (استغلال الغوغاء من العوام ليتم تحطيم كل من يقف عقبة في الطريق، فعن طريق العوام يتم تنفيذ اجندة استعباد الشعوب )

وتتضح هذه النقطة في ما يسمى بالمؤتمرات الشعبية حيث التربة الخصبة الصالحة لنمو القبلية والجهوية والتعصب وبذر بذور الفتنة والفرقة ، ومايتم فيها من ضحك على الذقون باسم الديمقراطية المباشرة ، والتصعيد ، والادانة ، وما يسمى بالزحف ، واستغلال العوام لأقصاء الصفوة ، والاتهام بالعمالة والخيانة والرجعية وغيرها من التهم الجاهزة والتى تتبناها مكاتب اللجان الثورية ومكاتب الأتصال ومكاتب السفارات والبعثات الخارجية ، التي تعج بالجهلة والحاقدين.

6 ــ ( تجريد الشعوب من السلاح يخمد في قلوبهم الشجاعة والنخوة ويغريها باليأس والاستسلام والخنوع ) وتفكيك الجيش مثل صارخ على ذلك ، بل الأمر وصل الى تجريم حمل السلاح الشخصي ، بل وصلت العقوبة الى الاعدام لمن يحمل سلاح ، ليس هذا فحسب فالأمر تفاقم الى حد منع اسلحة الصيد ( الخراطيش ) وسحبها من كل الشعب !! وبكل صفاقة رفع شعار الشعب المسلح !! وتم خصم البندقية !!

7 ـ ( لارباك العقول ) يجب اشاعة الجدل لا لرغبة في الحق ولكن لارباك الناس واثارة المجادلات الفارغة الزائفة والظالمة ، ايضا اشاعة النقد على اساس غير صحيح ، وبذلك تظهر عوامل هدامة كالتطرف الوطني والديني ، والتعصبات القبلية والطائفية والجهوية )

وهو ما يحدث من جدل عقيم وسقيم طيلة الأربعون سنة داخل المؤتمرات ، والجامعات ، والمدارس ، والشركات والحارات ، والكومونات ، و المؤتمرات المهنية ( النقابات ) والمثابات ، باسم ما يسمى تارة بالتصعيد والمداهمات ولجان التطهير ، وتارة بما يسمى الادانة والمحاسبة ، وتارة بما يسمى بحملات التطهير والقوافل الثورية ، وبرامج الجمهرة !!

8 ــ ( تؤكد البروتوكولات الصهيونية على ضرورة ان تتضاعف وتتضخم الاخطاء والعادات والعواطف والقوانين العرفية في البلاد حتى لا يستطيع انسان ان يفكر بوضوح في ظلامها المطبق وعندئذ يعطل فهم الناس بعضهم بعضا )

وبهذا تم تعطيل القانون وافساد الادارت وعدم الثبات على نظام معين فمرة مؤتمرات اساسية أو مهنية أو نقابية ، ومرة كومونات ومرة بلديات ومرة أخرى شعبيات وهكذا ، واسناد الأمر الى غير أهله كانشاء ما يسمى بالفعاليات الشعبية التي يقودها اناس جهلة مصابين بداء القبلية والعنصرية والجهوية والأنانية ، وهو جسم ( اداري غريب ) ان صح التعبير لا ينشر سوى الجهل والفتن والاخطاء الفادحة والمشينة والتي تتنافى مع التطور والحضارة.

9 ــ (ضرورة المبالغة في هفوات سابقيهم ( من حكام ومفكرين ورموز قيادة سابقين ) وتكبيرها بل يتزيدون عليها ويرسموها في أشنع الصور وهم يحرصون على ذلك أكثر من حرصهم على بيان محاسن حكمهم الجديد سواء أكانوا خيرا من السابقين أم شرا منهم )

فبرغم طول مدة استيلائه على البلاد ( اربعون عاما ) ورغم طول سلسلة اسمائه ( الحسنى ) فهو المنظر والملهم والحكيم والرسول ...الخ ، ورغم الثروة الطائلة الكفيلة باصلاح قارة ضخمة وليس دولة بحجم ليبيا الا انه أصر ان يكون أكبر رمزا للفشل الذريع ، وابشع مجرما يجسد الجريمة في حق ( شعبه ) (2) ورغم ذلك كله لا يزال القذافي يكيل اقذع عبارات السب والشتم للملك ادريس رحمه الله ، محرر ليبيا ومؤسس الدولة ، سليل العائلة الشريفة المجاهدة من أجل الدين والوطن والشرف ، ليس في ليبيا فقط بل في كل افريقيا وآسيا.

10ـ (تدمير العلاقات الاسرية والروابط الاجتماعية ، وذلك بنشر الفتن والخلافات (الدينية والعرقية والجهوية وغيرها) بين طوائف الشعب لهدم روح الوطنية وتمزيق وحدة ونسيج المجتمع)

ونلاحظ بسهولة نشر الفتن بين القبائل والعائلات ، والشرق والغرب والجنوب والعرب والبربر وبين حتى النوادي الرياضية، بل بين الرجل والمراة ، وبين المتعلم وغير المتعلم وبين الغني والفقير ..الخ

11ــ (فرض ضرائب جائرة) كضريبة الجهاد ـــ ولا ندري اي جهاد يعني ـــ !!! ــ وضريبة الدخل ، وضريبة الدخل العام ــ ولا ندري ما هو الفرق بينهما ــ ، وضريبة الاستثمار ، وخصم البندقية ، وخصم الاسواق ، وخصم النهر الصناعي ، والضمان ، ...الخ ، ورفع الاسعار

12 ــ (نشر الفساد الاداري والرشاوي ، وخلق الفوضى في الهيئات الادارية واشاعة الفساد واساءة استعمال السلطة) الفساد الاداري في ليبيا لايخفى على أحد وجميع نشرات الهيئات الدولية تؤكد على احتلال ليبيا ( بكل جدارة واستحقاق ) لأعلى مستوايات الفساد على مستوى العالم ، اما اساءة استعمال السلطة فحدث ولا حرج ، فالأمر كارثي يعجز عن وصفه البيان.

13ــ (تسييس الجرائم بمعنى إسباغ الجرائم بالصبغة السياسية ، حتى تسقط صبغة الجريمة عنها ، بل نجعل من مرتكبيها أبطالا لا مجرمين بل شهداء)

كتسمية العاهرات باسم الراهبات الثورية أمثال عليا عقوب ، وهدى بن عامر صاحبة الباع الطويل في التمرجح مع جثث المعلقين بالمشانق في الساحات الرياضية وحرم الجامعات ، ومبروكه الخادم ( احدى حراس ضمير العالم ) ، وتسمية فرق الموت ( التصفية الجسدية ) بالمبشرين ورسل الحضارة امثال موسى كوسه وخليفه بازيلا ( ضابط امن بالسفارة الليبية بلندن ) ، وعلى بوجازيه الأحول ، والطيب الصافي ومصطفى الزايدي الطبيب السفاح !! وغيرهم ، وتسمية المنافقين المداحين بالحواريين وهم أصحاب السجع والأهازيج أمثال المداح الأكبر مفتاح الاسطى عمر واحمد إبراهيم الأحمق وعبد القادر البغدادي وهو القائل إن التطاول على افكار ورؤى القائد أمر مستحيل حتى في العقل الباطن ! ! وتسمية أوكار التعذيب والإرهاب بالمثابات الثورية ، وتسمية غسيل الأدمغة وحشوها بالفكر الفاسد بالدورات العقائدية ،ووصف الحقد ، بالحقد المقدس ، وتسمية ضباط الانقلاب على الدستور والشرعية باسم الوحدويين الأحرار مثال بالقاسم القانقا والمهدي العربي ويوسف الدبري ومسعود عبد الحفيظ ومنير الطاهر ، وإطلاق اسم الأمناء على لصوص المال العام...

وبذلك أصبحت حقيقة القذافي جلية وواضحة ولم يبقي إلا إعلانها رسميا .

صالح الزكرة

________________________________________________

(1) البروتوكولات الصهيونية كانت وراء سقوط الخلافة الإسلامية في القسطنطينية ، وتمزيق دولة الخلافة تمهيدا لسقوط القدس وإقامة دولة إسرائيل ، وهو ما حدث بالضبط كما خطط الصهاينة.

(2) طبعا هذا الأمر يعتبر فشل في نظرنا نحن الليبيين المسلمين فقط ، أما في نظر أصحاب البروتوكولات الصهيونية فهو عين النجاح والتألق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق