~ كيف نحوّل الأخطاء البشرية عدلا بشرياً...} كتابة خُطَّت على حائط منزل
رئيس أساقفة جنوب إفريقيا ديزموند توتو في مدينة كيب تاون.
تشير العدالة
الانتقالية إلى حقل من النشاط أو التحقيق يركز على اﻟﻤﺠتمعات التي تمتلك إرثًا
كبيرًا من انتهاكات حقوق الإنسان، الإبادة الجماعية، أو أشكال أخرى من الانتهاكات
تشمل الجرائم ضد الإنسانية، أو الحرب الأهلية ، وذلك من أجل بناء مجتمع أكثر
ديمقراطية لمستقبل آمن .
يمكن إدراك المفهوم
من خلال عدد من المصطلحات التي تدخل ضمنه من مثل إعادة البناء الاجتماعي، المصالحة
الوطنية، تأسيس لجان الحقيقة، التعويض للضحايا، وإصلاح مؤسسات الدولة العامة التي
غالبًا ما ترتبط ﺑﻬا
الشبهات أثناء النزاعات الأهلية الداخلية المسلحة مثل الشرطة وقوى الأمن والجيش.
يربط مفهوم العدالة الانتقالية
بين مفهومين هما العدالة والانتقال، ولكن المعنى الدلالي الأدق للمفهوم يعني: تحقيق
العدالة أثناء المرحلة الانتقالية التي تمر ﺑﻬا دولٌة من الدول كما حصل
في تشيلي 1990 وغواتيمالا 1994 وجنوب أفريقيا 1994 وبولندا 1997 وسيراليون 1999 وتيمور الشرقية 2001 والمغرب 2004.
فمع حدوث التحول
السياسي بعد فترة من العنف أو القمع في مجتمع من اﻟﻤﺠتمعات. يجد اﻟﻤﺠتمع نفسه في كثير من الأحيان أمام تركة
صعبة من انتهاكات حقوق الإنسان، ولذلك تسعى الدولة إلى التعامل مع جرائم الماضي
رغبًة منها في تعزيز العدالة والسلام والمصالحة، ولذلك يفكر المسؤولون الحكوميون
ونشطاء المنظمات غير الحكومية في انتهاج مختلف السبل القضائية وغير القضائية
للتصدي لجرائم حقوق الإنسان، وتستخدم في ذلك عدة مناهج من أجل تحقيق إحساس بالعدالة
أكثر شمولا وأبعد أثرًا. من مثل إقامة الدعاوى القضائية على مرتكبي الانتهاكات من
الأفراد، كما حدث في كوسوفو. أو إرساء مبادرات لتقصي الحقائق لمعالجة انتهاكات
الماضي، كما حصل في سيراليون. أو تقديم التعويضات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان،
كما حدث في المغرب، أو التمهيد لعمليات المصالحة في اﻟﻤﺠتمعات المنقسمة على نفسها،
كما حدث في تيمور الشرقية وعدد من دول أمريكا اللاتينية.
ويرجع تزايد الاهتمام
بإقرار العدالة في حالات الانتهاكات الجسيمة بعد انتهاء الصراعات إلى عدة عوامل،
يوجزها نيل كيرتز المتخصص بقضايا العدالة الانتقالية فيما يلي :