الأحد، يناير 23، 2011

The American Press in 1953

John Swinton, the former Chief of Staff of the New York Times, called by his peers "the Dean of his profession", was asked in 1953 to give a toast before the New York Press Club. He responded with the following statement:

"There is no such thing as an independent press in America, if we except that of little country towns. You know this and I know it. Not a man among you dares to utter his honest opinion. Were you to utter it, you know beforehand that it would never appear in print.

I am paid one hundred and fifty dollars a week so that I may keep my honest opinion out of the newspaper for which I write. You too are paid similar salaries for similar services. Were I to permit that a single edition of my newspaper contained an honest opinion, my occupation - like Othello's - would be gone in less than twenty-four hours.

The man who would be so foolish as to write his honest opinion would soon be on the streets in search of another job. It is the duty of a New York journalist to lie, to distort, to revile, to toady at the feet of Mammon, and to sell his country and his race for his daily bread, or what amounts to the same thing, his salary.

We are the tools and the vassals of the rich behind the scenes. We are marionettes. These men pull the strings and we dance. Our time, our talents, our lives, our capacities are all the property of these men - we are intellectual prostitutes." (As quoted by T. St. John Gaffney in Breaking The Silence, page 4.)

السبت، يناير 22، 2011

Nazi Propaganda

“If you tell a lie big enough and keep repeating it, people will eventually come to believe it. The lie can be maintained only for such time as the State can shield the people from the political, economic and/or military consequences of the lie. It thus becomes vitally important for the State to use all of its powers to repress dissent, for the truth is the mortal enemy of the lie, and thus by extension, the truth is the greatest enemy of the State.” Joseph Goebbels




قصيدة "اغضب" لفاروق جويدة

اغضب .. فإن الله لم يخلق شعوباً تستكينْ
اغضب .. فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبينْ
اغضب .. ستلقىَ الأرضَ بركاناً ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبينْ
اغضب …
فالأرض تحزن حين ترتجف النسورُ
ويحتويها الخوف والحزن الدفينْ
الأرض تحزن حين يسترخى الرجالُ
مع النهاية .. عاجزينْ
اغضب …
فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناس .. لون الفرح ِ
يقتـُل في جوانحنا الحنينْ
ارفض زمان العهرِ
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدينْ
اغضب …
فإنك إن ركعت اليومَ
سوف تظل تركع بعدُ .. آلاف السنينْ
اغضب …
فإن الناس حولك نائمون
وكاذبون .. وعاهرون
ومنتشون بسكرة العجز المهينْ
اغضب …
إذا صليت .. أو عانقت كعبتك الشريفة .. مثل كُل المؤمنينْ
اغضب …
فإن الله لا يرضى الهوان لأمةٍ
كانت - وربُ الناسِ- خيرالعالمينْ
فالله لم يخلق شعوباً تستكينْ
اغضب …
إذا لاحت أمامكَ
صورة الكهان يبتسمون
والدنيا خرابٌ والمدى وطنٌ حزينْ
ابصـُق على الشاشاتِ
إن لاحت أمامك صورة المُتـنطعينْ
اغضب …
إذا لملمت وجهك بين أشلاء الشظايا
وانتزعت الحلم كي يبقى على وجه الرجال الصامدينْ
اغضب …
إذا ارتعدت عيونك
والدماء السود تجرى في مآقي الجائعينْ
إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخِ
باعت كل شيءٍ
كل أرضٍ.. كل عِرضٍ.. كل دينْ
ولا تترُك رُفاتك جيفةً سوداء كفنها عويل مُودعِـينْ
اجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الضلال
ويُـشرق الحق المبينْ
اغضب …
ولا تُسمع أحدْ
فإنك إن تركت الأرض عارية
يُـضاجعها المقامر .. والمخنث .. والعميلْ
سترى زمان العُـهر يغتصب الصغار ويـُـفسد الأجيال
جيلا ً.. بعد جيلْ
وترى النهاية أمة .. مغلوبة . مابين ليل البطش . والقهر الطويلْ
ابصق على وجه الرجال فقد تراخى عزمُهم
واستبدلوا عز الشعوب بوصمة العجز الذليلْ
كيف استباح الشرُ أرضكَ؟
واستباح العُهر عرضكَ؟
واستباح الذئبُ قبركَ؟
واستباحك في الورى
ظلمُ الطـُغاةِ الطامعينْ؟؟؟
اغضب …
إذا شاهدت كـُهَّان العروبةِ كل محتال تـَخـفـَّى في نفقْ
ورأيت عاصمة الرشيد رماد ماضٍ يحترقْ
وتزاحم الكـُهَّان في الشاشات تجمعهم سيوف من ورقْ
اغضب …
كـَـكـُـلِّ السَّاخطينْ
اغضب …
فإن مدائن الموتى تـَضجُّ الآن بالأحياء .. ماتوا
عندما سقطت خيول الحـُـلم وانسحقت أمام المعتدينْ
إذا لاحت أمامك صورة الأطفال في بغدادَ
ماتوا جائعينْ
فالأرض لا تنسى صهيل خيولها
حتى ولو غابت سنينْ
الأرض تـُـنكر كـُـلَّ فرع عاجزِ
تـُـلقيهِ في صمت تـُـكـفـِّـنـُـه الرياح بلا دموعٍ أو أنينْ
الأرض تكره كل قلبٍ جاحدٍ
وتحب عـُـشاق الحياةِ … وكل عزمٍ لايلينْ
فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني
وتـُـقبِّـل الدم الجسور وقد تساقط كالندى
وتسابق الضوءان
ضوء القبر .. في ضوء الجبينْ
وغداً يكون لنا الخلاص
يكون نصر الله بـُشرى المؤمنينْ
اغضب …
فإن جحافل الشر القديم تـُـطل من خلف السنينْ
اغضب …
ولا تسمع سماسرة الشعوب وباعة الأوهام .. والمتآمركينْ
اغضب …
فإن بداية الأشياء .. أولها الغضبْ
ونهاية الأشياء .. آخرها الغضبْ
والأرض أولى بالغضبْ
سافرت في كل العصورِ
وما رأيت .. سوى العجبْ
شاهدت أقدار الشعوب سيوف عارٍ من خشبْ
ورأيت حربا بالكلام .. وبالأغاني .. والخـُطبْ
ورأيت من سرق الشعوب .. ومن تواطأ .. من نهبْ
ورأيت من باع الضمير .. ومن تآمر .. أو هربْ
ورأيت كـُهانا بنوا أمجادهم بين العمالة والكذبْ
ورأيت من جعلوا الخيانة قـُدس أقداسِ العربْ
ورأيت تيجان الصفيح تفوق تيجان الذهبْ
فاغضب …
فإن الأرض يـُحييها الغضبْ
اغضب
ولا تُسمع أحدْ
قالوا بأن الأرض شاخت … أجدبتْ
منذ استراح العجز في أحشائها .. نامت ولم تُنجب ولدْ
قالوا بأن الله خاصمها
وأن رجالها خانوا الأمانة
واستباحوا كل عهدْ
الأرض تحمل.. فاتركوها الآن غاضبة
ففي أحشائها.. سُخط تجاوز كل حد
تُخفى آساها عن عيون الناس تُنكر عجزها
لا تأمنن لسخط بركان خمد لو أجهضوها ألف عامٍ
سوف يولد من ثراها كل يومٍ ألف غد
اغضب
ولا تُسمع أحد
أسمع أنين الأرض حين تضم في أحشائها عطر الجسد
أسمع ضميرك حين يطويك الظلام.. وكل شئ في الجوانح قد همد
والنائمون على العروش فحيح طاغوت تجبّر.. واستبد
لم يبق غير الموت
إما أن تموت فداء أرضك
أو تُباع لأي وغد
مت في ثراها
إن للأوطان سراً ليس يعرفه أحد

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال اللَّه تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.} (آل عمران 104)
وقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ.} (آل عمران 110)
وقال تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.} (الأعراف 199)
وقال تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (التوبة 71)
وقال تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ. كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.} (المائدة 77-78)
وقال تعالى: { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ. } (الكهف 29)
وقال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (الحجر 94)
وقال تعالى: { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ.} (الأعراف 165) والآيات في الباب كثيرة معلومة.

وأما الأحاديث فالأول عن أبي سعيد الخدري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 
الثاني عن ابن مسعود رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “ما من نبي بعثه اللَّه في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن؛ وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 
الثالث عن أبي الوليد عبادة بن الصامت رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: بايعنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من اللَّه فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في اللَّه لومة لائم” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. “المنشط والمكره” بفتح ميميهما: أي في السهل والصعب. و “الأثرة” : الاختصاص بالمشترك. وقد سبق بيانها. “بواحاً” بفتح الباء الموحدة بعدها واو ثم ألف ثم حاء مهملة: أي ظاهراً لا يحتمل تأويلاً.
 
الرابع عن النُّعمان بن بشير رَضِيِ اللَّهُ عَنْهماُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “مثل القائم في حدود اللَّه والواقع فيها كمثل قوم استَهَمُوا على سفينة ٍفصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً” رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. “القائم في حدود اللَّه” معناه: المنكر لها القائم في دفعها وإزالتها. والمراد بالحدود: ما نهى اللَّه عنه. و “استهموا” : اقترعوا.
 
الخامس عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رَضِيِ اللَّهُ عَنْها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: “إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم؛ ولكن من رضي وتابع” قالوا: يا رَسُول اللَّهِ ألا نقاتلهم؟ قال:“لا ما أقاموا فيكم الصلاة” رَوَاهُ مُسْلِمٌ. معناه: من كره بقلبه ولم يستطع إنكار بيد ولا لسان فقد برئ من الإثم وأدى وظيفته، ومن أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية، ومن رضي بفعلهم وتابعهم فهو العاصي.
 
السادس عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رَضِيِ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل عليها فزعاً يقول: “لا إله إلا اللَّه، ويل للعرب من شر قد أقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه” وحلق بأصبعيه: الإبهام والتي تليها. فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: “نعم إذا كثر الخبث” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
 
السابع عن أبي سعيد الخدري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “إياكم والجلوس في الطرقات” فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ ما لنا من مجالسنا بد: نتحدث فيها، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه” قالوا: وما حق الطريق يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: “غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، ولأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
 
الثامن عن ابن عباس رَضِيِ اللَّهُ عَنْهماُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: “يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده” فقيل للرجل بعد ما ذهب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 
التاسع عن أبي سعيد الحسن البصري أن عائذ بن عمرو رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ دخل على عبيد اللَّه بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: “إن شر الرعاء الحطمة” فإياك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 
العاشر عن حذيفة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن اللَّه أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم” رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
 
الحادي عشر عن أبي سعيد الخدري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر” رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
 
الثاني عشر عن أبي عبد اللَّه طارق بن شهاب البجلي الأحمسي رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال: “كلمة حق عند سلطان جائر” رواه النسائي بإسناد صحيح. “الغرز” بغين معجمة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم زاي: هو ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب. وقيل: لا يختص بجلد وخشب.
 
الثالث عشر عن ابن مسعود رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق اللَّه ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب اللَّه قلوب بعضهم ببعض” ثم قال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ. كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ. تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ.} (المائدة 78-81) ثم قال: “كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم ولتأطِرُنَّه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن اللَّه بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم” رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. هذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، وواكلوهم وشاربوهم، فضرب اللَّه قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون” فجلس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وكان متكئاً فقال: “لا والذي نفسي بيده حتى تأطِرُوهُمْ على الحق أَطراً” .قوله “تأطروهم” : أي تعطفوهم. و “لتقصرنه” : أي لتحبسنه.
 
الرابع عشر عن أبي بكر الصديق رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: يا أيها الناس إنكم لتقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ.} (المائدة 105) وإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: “إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم اللَّه بعقاب منه” رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة.

باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله
قال اللَّه تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ.} (البقرة 44)
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ.} (الصف 2-3)
وقال تعالى إخباراً عن شعيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} (هود 88)
 
وعن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: “يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابُ بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرَّحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. قوله “تندلق” هو بالدال المهملة معناه: تخرج. و “الأَقْتابُ” : الأمعاء واحدها قِتبٌ.

كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي

الجمعة، يناير 21، 2011

بين أركون والجابري: أين يختلف أركون عن الجابري

عندما نشير إلى هذا الالتقاء بين أركون الجابري في تحديدهما لمفهوم العقل (الإسلامي أو العربي) وفق مرجعية فوكو. إنما نهدف من وراء ذلك إلى طرح السؤال التالي:

إذا كان أركون والجابري يتفقان في المنهجية التي يمكن من خلالها تحديد مفهوم العقل الإسلامي أو العربي - بوصفهما بنية، أو إبستميه، أو نظام الفكر، أو اللاشعور المعرفي - فلماذا اختار أركون إذن تسمية العقل بـ (الإسلامي)، واختار الجابري في المقابل تسمية العقل بـ(العربي)؟ هل جاء هذا الاختيار عفوياً بدون قصد؟ أم أن هذا الاختلاف في تسمية العقل كان مقصوداً؟ وبالتالي له أثره عندهما في طبيعة المنهج والموضوع؟

يبدو في الواقع أن هذا الاختلاف في التسمية لم يكن عفوياً؛ وبالتالي فهناك فرقٌ بين طبيعة المشروع النقدي عند محمد أركون والمشروع النقدي عند محمد الجابري، ويظهر هذا من خلال المعطيات التالية:

1) أن العقل الذي يريد أركون أن يقوم بنقده ودراسته هو العقل الديني، أي "العقل حين يكون خاضعا لمعطى الوحي، ويُقر بأنه إلهي، وأن دوره ينحصر في خدمة الوحي أي فهم وتفهيم مـا ورد فيه من أحكام وتعاليم وإرشـاد، ثم الاستنتاج والاستتنباط" [1]. فالعقل بهذا المعنى هو موضوع أركون، بخلاف العقل العربي، الذي هو في الغالب ما "يُعبّر باللغة العربية أياً تكن نوعية المعطى الفكري الخارج عنه والذي يتقيِّد به" [2] ولذا يدخل فيه المسيحيون واليهود وغيرهم الذين أنتجوا علوماً ومعارف وأدباً وشعراً باللغة العربية وداخل محيط الثقافة العربية؛ لكنهم في نفس الوقت كانوا خارج العقل الديني الإسلامي. أي ما كانوا خاضعين لنظامه؛ لهذا السبب يقول أركون: "فضلَّتُ استعمال مفهوم العقل الإسلامي على العقل العربي" [3].

2) ولذلك كان مشروع أركون - في نظر الجابري - مشروعا لاهوتيا (عقائديا) بامتياز، فأركون كما يقول الجابري: "اهتم بنقد الأدوات المنتجة للعقيدة الإسلامية" [4] أما هو (أي الجابري) فكان: "مهتماً بنقد الأدوات المنتجة للمعرفة بشكل عام في اللغة العربية" [5].

وهذا يعني أن النقد العقائدي (اللاهوتي) ليس من اهتمام الجابري: "النقد اللاهوتي - العقائدي الكلامي ليس من مجال اهتمامي" [6].

"الأمر يتعلق بحدود طموحاتي. أنا لا أطمح إلى إحياء أو إنشاء (علم كلام) جديد ... إن موضوع عملي هو الثقافة العربية الإسلامية؛ أعني الثقافة التي تم بناؤها داخل اللغة العربية وبواسطتها ... والنقد الذي اخترته يتناول المعرفة وليس العقيدة" [7]. وبإمكان القارئ كما يقول الجابري أن يلاحظ الفرق بين مشروعه ومشروع أركون إذا عمد إلى استخراج المفاهيم المركزية في تحليلاتهما: "إذا شاء القارئ أن يتأكد فليتناول أبحاث ودراسات زميلي وصديقي الدكتور محمد أركون ... إنه سيجد مثلاً أن مفهوم اللفظ/ المعنى، ومفهوم الأصل/ الفرع؛ يحتلان عندي موقعاً مركزياً، أما الأخ أركون فقد نجد مفهوم (الأرثوذكسية) أو مفهوم (الرمز) أو (المخيال) تحتل عنده موقعاً مركزياً" [8] . مما يعني "أن هاجس (النقد اللاهوتي) حاضر عنده وبوعي ... ولذلك فالزميل أركون محق تمام الحق في اختيار عبارة نقد العقل الإسلامي كعنوان لأبحاثه ودراساته" [9].

3) إلا أن أركون له نظرة أخرى؛ فهو يرى أن ثمة تقية يمارسها الجابري: "إن الجابري تحاشى استخدام مفهوم (نقد العقل الإسلامي) واستبدله بـ (نقد العقل العربي) لكي يريح نفسه ويتجنب المشاكل والمسؤوليات. هذه حيلة لا تخفى على أحد" [10]. ذلك أن نقد العقل العربي في نظر أركون لا يمكن أن يكون إلا نقداً لاهوتياً، "لأن العقل العربي نفسه هو عقل ديني، أو قلْ لم يتجاوز بعد المرحلة الدينية من الوجود، فكيف يمكنك أن تنقد العقل العربي دون أن تنقد العقل الديني؟! هذا مستحيل" [11]. "أعتقد أن الجابري يُساهم في حركة الاستهلاك الأيديولوجي للتراث، بمعنى آخر؛ إنه يحاول أن يظهر مزايا الفترة الكلاسيكية، ويحاول أن يُقنع عرب اليوم بأنه كان لهم يوماً ما ماضٍ مجيد، وأنهم يستطيعون أن يعتمدوا عليه لكي يواجهوا الحداثة الأوربية" [12].

أمام هذه التقية وهذه المنهجية (الاستهلاكية!) للتراث؛ ينبري هاشم صالح مهاجماً الجابري ومدافعاً عن أستاذه أركون قائلاً: "إنه لشيء يدعو للدهشة والاستغراب أن يتنطح أصحاب المشاريع (كمشروع نقد العقل العربي) لتجديد التراث والخروج من المأزق، دون أن يقولوا كلمة واحدة عن الشيء الأساسي! أقصد عن نقد العقل الديني، أو تفكيك التراث الإسلامي من الداخل، أو تعرية الانغلاقات التراثية المزمنة ... وبالتالي فهي مشاريع للتهدئة أو للتلهية ولا تؤدي إلى أي تحرير في العمق. وحده نقد العقل الإسلامي بالمعنى الجذري للكلمة سوف يؤدي إلى ذلك" [13]. نعم؛ هكذا يكمن الحل في نظر محمد أركون، إنه "لا يكمن في الاستهلاك الأيديولوجي للتراث، أو الافتخار بالآباء والأجداد" [14] وإنما يكمن الحل في نقد الدين والتراث الديني مباشرةً: "فإن نقد العقل اللاهوتي المسيطر علينا منذ مئات السنين يشكِّل الممهمة الكبرى للثقافة العربية بمجملها وبدون القيام بهذا العمل فلا تحرير ولا خلاص. والدليل على ذلك ما يحصل الآن" [15].

4) وبطبيعة الحال؛ الجابري من جهته، دافع عن موقفه بشدة، واعتبر أن اتهامه بالتقيـة: "اتهام رخيص فعلاً، بل دنيء لأنه لا يمكن إرجاعه إلى شيء آخر غير سوء النية" [16]. "أنا لا أستعمل التقية ولم أتعود عليها وليس من طبعي الهروب من الموضوع بمثل هذه الآليات. إن اختيار عبارة (العقل العربي) هي بالنسبة إلي اختيار استراتيجي مبدئي منهجي" [17]. وذلك للاعتبارات التالية:

الأول: "أننا أكدنا مراراً في مختلف أعمالنا أننا نعني بـ (العقل العربي) ذلك الذي تكوّن داخل الثقافة العربية، وإذن فهو بصورة أو بأخرى عقل جميع من ينتمي إلى هذه الثقافة ويفكر بلغتها" [18]، ولذا فـ"إننا نستعمل عبارة العقل العربي في موازاة مع عبارة (العقل اليوناني) وعبارة (العقل الأوربي). فهل نشطب هاتين العبارتين ونضع بدلهما على التوالي عبارة (العقل الوثني) باعتبار أن المفكرين اليونان كانوا جميعاً وثنيين، وعبارة (العقل المسيحي) باعتبار أن المفكرين الأوربيين كانوا جميعاً مسحيين؟ هل نتهم بالتقية كل من يستعمل عبارة (العقل اليوناني) وعبارة (العقل الأوربي) ؟" [19].

الثاني: اقتناع الجابري بـ"أن أي شيء بوصف بأنه (إسلامي) إلا ويحيل مباشرة إلى الإسلام كدين، وأنا لم يكن هدفي هو البحث في شيء اسمه (العقل الديني الإسلامي)" [20]. إنما كان هدفه - كما يقول - نقد (عقل الحضارة الإسلامية) "وإذا نحن أردنا أن نعبّر عن (عقل الحضارة الإسلامية) فالواجب يقضي استعمال (العقل العربي) تجنباً للالتباس الذي ينشأ من ارتباط لفظ (إسلامي) بالدين الإسلامي في ذهن المسلم" [21].

الاعتبار الثالث: وهو أن الجابري يرى أن عبارة (العقل الإسلامي) ليست إلا "توصيف استشراقي ... والذين يلاحظون عليّ تجنّب عبارة (العقل الإسلامي) هم واقعون تحت تأثير هذا الفهم الاستشراقي للإسلام" [22].

5) إذا تفهمنا سبب اختيار الجابري لعبارة (العقل العربي) بدلا من عبارة (العقل الإسلامي) لأن الثانية تحيل إلى نقد العقل اللاهوتي. فما مشكلة النقد اللاهوتي عند الجابري؟ ولماذا يحرص أن يتجنّبه؟

يجيب الجابري عن هذا السؤال بسؤال استنكاري: "هل نحن في حاجة اليوم إلى نقد لاهوتي، أم نحن في غنى عنه؟" [23]. يقول: "أنا شخصياً أعتقد أننا في غنى عنه" [24]ويعلل ذلك: "أن من يفكر في النقد اللاهوتي على غرار ذلك النقد اللاهوتي الذي عرفته أوربا [كمحمد أركون] [25]، يتجاهل الفرق بين الدين الإسلامي والدين المسيحي. الدين الإسلامي له كتاب مقدس لم يلحقه تغيير ولا تحريف منذ أنْ جمع في عهد عثمان، وليس هناك دليل قاطع على أن نوعاً من التحريف أو البتر أو التغيير قد حدث في فترة ما بين نزول القرآن وجمعه" [26]وبالتالي فنحن بحسب الجابري "أمام أمرين لا ثالث لهما: إما أن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي كان عند الصحابة زمن النبوة وزمن أبي بكر وعمر، وهذا ما يعتقده المسلمون قديماً وحديثاً، وفي هذه الحالة فلا مجال لممارسة أي نقد لاهوتي على النص القرآني. وإما أن هناك تغييرا أو بتراً وفي هذه الحالة سنكون أمام فرضية لا سبيل إلى إثباتها؛ الشيء الذي يجعل النقد اللاهوتي عملية غير ممكنة" [27].

والجابري يؤسس موقفه هذا على قضية مهمة وهي: "أن النقد اللاهوتي في الثقافة الأوربية مرتبطٌ بواقع أن المسيحية ليس لها كتاب كالقرآن وإنما لها مجموعة من الأناجيل تنسب إلى صحابة المسيح ... فالنقد اللاهوتي ينصب أساساً على نقد هذه الروايات وهي نصوص جمعت في فترة متأخرة. إن الوضعية التاريخية للأناجيل أشبه ما تكون بالوضعية التاريخية للحديث عندنا، وقد ظهرت عملية نقد الحديث منذ بداية جمعه" [28].

6) وبناء على ما سبق؛ يظهر الفارق الجوهري بين مشروع أركون ومشروع الجابري، فأركون لم يتوقف عند نقد الأنساق الفقهية والمنظومات التراثية كما فعل الجابري (أي نقد الثقافة العربية الإسلامية)، وإنما تجاوز إلى أبعد من ذلك؛ إلى العقل التأسيسي كما يسميه، إلى موضوع الوحي والقرآن ... الوحي والقرآن الذي يقول عنه علي حرب: "هو أهم مسكوت عنه عند الجابري ... وهذا السكوت هو المسؤول عما تنطوي عليه قراءة الجابري من (تلفيق)" [29]. أما أركون فإنه "يعود إلى الأصول والبدايات منقباً مستنطقاً، فيخضعها للنقد والتفكيك مبيناً لنا كيف جرت الأمور على أرض الواقع، وبكلام آخر: إنه يعود إلى طور التأسيس، أي إلى عهد النبوة، لتبيان كيفية تشكله وتجذره تاريخياً ... ومن هنا فإن أركـون لا يقتصر على نقد الأحاديث والتفاسير، بل يتوغل في نقده وتفكيكه إلى الأصل الأول، إلى الوحي القرآني" [30].

والحق أن موضوع الوحي والقرآن لم يكن مسكوتاً عنه عند الجابري كما توهم علي حرب، بل حدد موقفه منه بوضوح، وأفصح عنه بصراحة عندما قال: "النقد اللاهوتي الذي من هذا النوع لا يمكن ممارسته على القرآن، لأنه من الثابت تاريخياً أنه هو نفسه الذي نزل على النبي محمد، وليس هناك ما يبرر أي شك في هذا" [31].

7) هذا هو الفارق الجوهري بين مشروع أركون ومشروع الجابري، وهذا الذي جعل العلمانيين العرب يذهبون إلى أن مشروع أركون هو الأجرأ والأعمق والأنجع، فالجابري وإن كان قد بحث الأنظمة العقلية في التراث الإسلامي، فإن أركون - كما يقول كمال عبداللطيف [32]- قد بحث نظام الأنظمة الذي انبثقت منه الأنظمة الثلاثة عند الجابري. وكما يقول علي حرب: "مشروع أركون يمتاز على المشاريع الأخرى بكونه مشروعاً جذرياً يطال بالنقد والتفكيك الأصول والفروع، المرحلة التأسيسية والمراحل التي تلتها، الخطابات القديمة والخطاب المعاصر ... هكذا فإن أركون يحاول الدخول إلى مناطق يستبعدها المثقفون العرب والمسلمون من دائرة البحث والنقد ... إن أركون هو الأجرأ على هذا الصعيد ... بذلك يفضح أركون ما ينطوي عليه التأسيس الإسلامي من علميات الحذف والتهميش أو القهر والكبت والنسيان" [33].

عبد الله بن محمد المالكي


[1]محمد أركون، أين الفكر الإسلامي، .
[2]نفس المصدر .
[3]نفس المصدر .
[4]العقلانية والمشروع العربي، حوار مع الجابري، مجلة الوحدة، العدد 26/27، 1986.
[5]نفس المصدر .
[6]محمد الجابري، التراث والحداثة، ص 331 .
[7]المصدر السابق : ص 330 .
[8]نفس المصدر : ص 331 .
[9]نفس المصدر .
[10]محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني، ص 330 .
[11]نفس المصدر .
[12]نفس المصدر .
[13]الفكر الإسلامي واستحالة التأصيل، الحاشية الأولى، ص 168 .
[14]محمد أركون، قضايا في نقد الديني، ص 330 .
[15]نفس المصدر، ص 331 .
[16]محمد الجابري، التراث والحداثة، ص 131 .
[17]نفس المصدر، ص 132 .
[18]نفس المصدر 133 .
[19]المصدر السابق .
[20]محمد الجابري، المسألة الثقافية في الوطن العربي، ص 277 .
[21]نفس المصدر، ص 278 .
[22]نفس المصدر .
[23]نفس المصدر .
[24]نفس المصدر
[25]يقول أركون: "لا ينبغي أن يكون هناك فرق في المعاملة، فما ينطبق على المسيحية ينبغي أن ينطبق على الإسلام، وهذا ما أبرهن عليه شخصياً من خلال كتاباتي وتدريسي" انظر: الإسلام أوربا الغرب، ص145 .
[26]محمد الجابري، المسألة الثقافة في الوطن العربي، ص 279 .
[27]نفس المصدر .
[28]نفس المصدر .
[29]علي حرب، نقد النص، ص 97 .
[30]نفس المصدر، ص 62 .
[31]محمد الجابري، المسألة الثقافية في الوطن العربي، ص 280 .
[32]كمال عبداللطيف، قراءات في الفلسفة العربية المعاصرة، ص 80 .
[33]علي حرب، الممنوع والممتنع، ص 131 .

مقتطفات من تقرير الرقابة الشعبية عن سنة 2010

~... وفيما يتعلق بالنفط لاحظ التقرير أن هناك تعاقد مع شركات أجنبية بشأن قيامها بإعادة بيع الخام الليبي إلي الزبائن التقليدين وتكرير البعض الآخر بمصافي المستهلكين النهائيين الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار الخامات الليبية و قيام تلك الشركات بالضغط على فروقاتها بهدف تضخيم مكاسبهم.

وعلاوة عن ذلك تم بيع شحنات من النفط و بدون ضمانات كافية تحفظ حقوق المؤسسة مثل الشحنة الفورية المباعة لصالح شركة "جاي اي ام جي" ومنح خصومات كبيرة على سعر الغاز الطبيعي لشركتي يارا النرويجية و ستار الإماراتية بحجة تشجيع الاستثمار وفي الوقت الذي يتم فيه بيع الغاز الطبيعي للسوق المحلي بالأسعار العالمية.

ويشير التقرير إلي التعاقد على بيع النفط الخام لشركة ليركو " المستثمر في رأس الأنوف " وبدون تحديد سعر رسمي للخام المباع، ولم يتم تحيل قيمة المواد الخام الأساسية المباعة للشركة" ليركو "عند حلول أجل استحقاقها ولا يتم تحصيلها الأبعد مضى فترة طويلة على تواريخ الاستحقاق والتي فاقت 2 مليار دينار مما أعطى فرصة للمستثمر في تحقيق إرباح إضافية من خلال الفوائد المتحصل عليها من تشغيل المبالغ بالمصارف التجارية.

ويعرب التقرير إن المؤسسة الليبية للاستثمار قامت باستثمار ما يعادل 3.8 مليار دينار مع أحد المصارف الأجنبية دون الرجوع إلي اتفاقية بالخصوص ودعت إلي معالجة الموضوع وفق لقرار رئيس المؤسسة رقم 2/4 لسنة 2010 باستثمار القيمة في صورة سندات و أسهم بما يضمن استرجاع كامل المبلغ المستثمر وهو لم يتم حتى الآن معللا بأن المؤسسة دخلت في إشكالية قضائية غير معروفه النتائج.

وتناول [التقرير] أيضا ضعف عائد الاستثمار للأموال التي تم استمارتها حيث بلغت نسبة عائد الاستثمار خلال الفترة من 1/1/2010 م إلي 30/9/2010م 0.86% ووصفها بأنها لا تناسب مع حجم الأموال المستثمرة خاصة أن حجم العوائد المستهدف وفق قرر مجلس الأمناء بشأن إحالة الأموال المخصصة للاستمارة إلى المؤسسة يقضي بألا تقل عوائد الاستثمار عن 8%.

بينما رأى تراجع صافي الربح المحقق خلال الفترة الثلاث أرباع الأولى من العام الماضي بالمقارنة مع سنة 2009 م بنسبة انخفاض قدرها 54% ويرجع ذلك إلي التركيز على نشاط الودائع التي بلغت نسبتها 52%من الأموال المستثمرة والمساهمات بنسبة 26% ومحافظ الأوراق المالية بـ 19%... وأعلن عن ظهور خسائر ببعض المساهمات وبنسب متفاوت مثل خسائر المحققة بشركة الاستثمارات النفطية.}


الخميس، يناير 20، 2011

US was Cheerleader for Massacre

Wikileaks Cables on Israel's Gaza Onslaught
By Kathleen Christison

January 19, 2011 "Counterpunch" -- CounterPunch has accessed Wikileaks’ file of cables on Israel’s Gaza assault two years ago (Operation Cast Lead, December 27, 2008 through January 18, 2009). Though the cables often simply rehash Israeli press reporting, providing little new insight into Israel’s attack or the planning behind it, they show with pitiless clarity the U.S. government to be little more than a handmaiden and amanuensis of the Israeli military machine.

The cables make clear, were any further disclosure needed, exactly where the United States stands with respect to Israel’s unprovoked attacks on Palestinians and its other Arab neighbors. Although Operation Cast Lead took place in the last days of the Bush administration, ending two days before Barack Obama was inaugurated, every Obama policy in the succeeding two years – including the administration’s repudiation of the Goldstone Report detailing Israeli atrocities and war crimes during Cast Lead – has demonstrated a striking continuity of support for Israeli actions.

The cables give a notably one-sided account of the assault. Because they take their daily reporting primarily from the Israeli media, the cables keep a tally of rockets fired into Israel from Gaza and dramatically describe “burned dolls and destroyed children’s toys” at an unoccupied kindergarten in Beer Sheba hit by a rocket, but make virtually no mention of Israel’s intensive air and artillery bombardment of Gaza, including its civilian population. There are no reports of burned Palestinian babies or very few of destroyed property in Gaza. Even the western media provided more accurate coverage of Palestinian casualties than this.

The U.S. embassy cables did provide some information on Palestinian casualties, but the reporting was minimal. In one cable buried in the collection, approximately ten days into the assault, western press reports are cited giving a single report of 530 Palestinians killed. This was at a point when the cables counted five Israelis having been killed. Israeli casualties were totted up repeatedly. This roughly 100-1 ratio of Palestinians to Israelis killed persisted throughout the operation, but this is not noted in the U.S. cables. In a few instances, U.S. consular officials report the views of a few Gazans, frankly conveying Palestinian distress, but even here, when one Gazan reports that his town is increasingly being assaulted by Israeli fire, the cable qualifies his report by referring to “what he termed ‘indiscriminate’ Israeli fire.”

Whenever the cables mention a specific location in Gaza having been attacked or destroyed, including hospitals and mosques, the cables repeat Israeli claims without questioning them; on January 2, for instance, it is reported that the Israeli Air Force destroyed a mosque “reportedly serving as a weapons depot and communications hub.” The embassy reports, without a hint of skepticism, the Israeli claim midway through the operation that Hamas operatives were reconstituting “certain command and control capabilities” at Shifa Hospital in Gaza by disguising themselves as doctors and nurses.

The earliest of this collection of cables reveals U.S. bias by reporting several days before Cast Lead began that pressure had been building in Israel for a “response” to rocket attacks from Gaza, “since Hamas announced the end of the ‘tahdiya’ truce agreement December 19.” This effort to place responsibility for the hostilities on Hamas ignores the fact, which was no secret to those following the situation at the time, that it was Israel that had violated the truce, in effect since the previous June, on November 4 when it launched an unprovoked incursion into Gaza and killed several Palestinians. Hamas’s action in ending the truce weeks later was a response to Israel’s violation.

The most blatant evidence of U.S. bias – and the only instance of analysis or policy advice in this collection of cables – also comes before the operation began. “Our recommendation,” Ambassador James Cunningham writes on December 22, “is that USG start with putting the blame on Hamas for the illegitimacy of its rule in Gaza, its policy of firing or allowing other factions to fire rockets and mortars at Israeli civilian targets, and its decision to end the ‘tahdiya’ calming period.” Cunningham seems to confuse cause and effect: even were Hamas rule illegitimate, which it was not – Hamas having been democratically elected three years earlier – it is not a common presumption that political illegitimacy justifies a massive military assault. And particularly not when, as the U.S. had to know, Hamas did not provoke the hostilities. Cunningham goes on to recommend support for “Israel’s right to defend itself.” Hamas apparently has no such right to defend Gazans from Israeli attack.

The embassy burnishes its conscience by “emphasizing our concern for the welfare of innocent Palestinian civilians and the U.S. readiness to provide emergency humanitarian relief.” This is the only mention of innocent Palestinian civilians in the entire collection of cables.

The hypocrisy is glaring. The U.S. bias shown here is obviously not at all a new phenomenon. But here it is in black and white—or, more accurately, in pin-stripe: diplomacy as cheerleader for massacre and genocide (a term used by not a few Jewish and other commentators during the Gaza assault). Such atrocities are all right in U.S. eyes if Israel commits them, but Hamas is not allowed.

Kathleen Christison is a former CIA political analyst and the author of several books on the Palestinian situation, including Palestine in Pieces, co-authored with her late husband Bill Christison.

Snake Oil

"America's journalists are not "newshounds." They are nothing more than salesclerks, hocking the products their employers want to sell. The pretty faces that now function as most television news anchors are no different than the pretty models used to sell other products. The American "free" press is comprised of nothing more than a number of retail outlets which sell stories slanted to please their target audiences. As such, they exist merely to sell snake oil". - John Kozy

أطفال.... ولكن من زمن آخر















الأربعاء، يناير 19، 2011

مرسوم رقم 662 - بتاريخ 26 فبراير 1928- القاضى بنزع ملكية الأراضى الكائنة بين البركة والقوارشة


الصفحات السود.. لمدرسة التغريب والحداثة والتنوير تأليف محمد عبد الشافى القوصى

عرض وتحليل أ. خلف عبد الرءوف

أولا ً: تعريف بالمؤلف
الأستاذ محمد عبد الشافي كاتب وأديب وناقد مصري معروف بتوجهاته الإسلامية.. له العديد من المؤلفات الأدبية.
 
ثانيا ً: تعريف بالكتاب
أدونيس، كمال أبو ديب، عبد الوهاب البياتى، أحمد عبد المعطى حجازي، لويس عوض ،غالى شكري، جابر عصفور.. ومن قبلهم فرح أنطون، وسلامة موسى، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين.
وغيرهم ممن تطول بهم القائمة السوداء من دعاة التغريب والحداثة، من السادرين في ظلمات الجاهلية بدعوى العلم والتنوير.
هؤلاء وغيرهم من دعاة التغريب ورواد مدرسة الحداثة في الشعر والأدب وما يدعون إليه وما يدعونه.. وأهدافهم ما ظهر منها وما بطن، أو قل أهداف الذين اصطنعوهم واستعملوهم لمحو ذاكرة الأمة وتدمير عقائدها والاستخفاف بلغتها وآدابها وتحويل العقل العربي إلى وعاء تصب فيه نفايات الفكر الغربي وكناسته.
هؤلاء وما يدعون إليه ومن وراءهم موضوع كتاب "الصفحات السود" للأستاذ محمد عبد الشافي.
الكتاب يقع في 263 صفحة من القطع المتوسط.. ومؤلف من قسمين الأول منهما بعنوان "تجليات المشهد التغريبي".
والقسم الثاني بعنوان "أولياء التغريب.. ورهبان الحداثة".
يكشف لنا المؤلف في القسم الأول "تجليات المشهد التغريبي" خيوط المؤامرة الاستعمارية التي نسجت مطلع القرن العشرين من قبل القوى الاستعمارية.. من أجل تذويب وطمس الهوية الإسلامية والعربية.
ويستعرض المؤلف من خلال فصول القسم الأول الأسلحة التي استخدمها الاستعمار وأعوانه من المنتسبين إلى الأدب والفكر وأهدافه والميادين التي خاض فيها معركته وما زال.
 
العربية في مواجهة العواصف
كانت اللغة العربية غرضا ً توجه له الطعنات في كل بلد حل فيه الاستعمار الأوروبي.. ويرجع الكاتب سبب ذلك إلى ما تمثله اللغة العربية من رمز وعنصر من عناصر توحد الأمة فكريا ً وثقافيا ًً، وكونها لسان التنزيل ووعاء الإسلام.. والصلة التي تربط الأمة بتراثها الفكري والأدبي.
فقد راح الأولون من رواد التيار التغريب يروجون الدعايات والأباطيل ضد اللغة العربية من العجز عن استيعاب مفردات ومصطلحات العلم والحضارة الحديثة، ونسى هؤلاء أن هذه اللغة هي التي ترجمت إليها حضارات الفرس والهند.. وهى التي استوعبت الفلسفة الإغريقية بكل تعقيداتها وعقدها.. وأن أوروبا التي تقوم حضارتها على أساس هذه الفلسفة لا تعرف حتى الآن ترجمة لاتينية للفلسفة الإغريقية.. وأن اللغة العربية ظلت لغة الحضارة لأربعة عشر قرنا ً من الزمان.
ويرصد الكاتب المدارس والرموز الفكرية التي خاضت المعركة ضد اللغة العربية ويبرز في هذا المضمار المستشرق الانجليزي وليم ولكوكس، وصبيان التغريب وعملاء الاستعمار أمثال أحمد لطفي السيد وطه حسين وسلامة موسى الذي وصف اللغة العربية بأنها "لغة ميتة ".. وينقل عنه قوله: "إن الفصحى في اعتقادي كانت لغة الكتابة فقط، أي لغة ميتة حتى في زمن نزول القرآن، ولكن تعليم العربية في مصر لا يزال في أيدي الشيوخ الذين ينقعون أدمغتهم نقعا ً في الثقافة العربية، أي في ثقافة القرون المظلمة..".
وفى بلاد الشام وجد المستشرقون والمبشرون من يعينهم في حملتهم على اللغة العربية أمثال الدكتور أنيس فريحة وسعيد عقل.
وقد انبرى للدفاع عن اللغة وآدابها جمهرة من الأدباء الحقيقيين المخلصين لها.. من أمثال مصطفى صادق الرافعي والمنفلوطي والعقاد والمازني وجاويش وعبد الرحمن شكري وغيرهم.
 
طوفان المذاهب والنظريات الوافدة
كانت معركة اللغة العربية بما ترمز إليه من موروث عقائدي وفكري وحضاري تمهيد وتهيئة لما تبعها من موجات تغريب الثقافة والآداب والفنون وعلمنة الفكر.. والتي صاحبت الحملات العسكرية وفترات الانتكاس والانهزام التي واجهت الأمة.
فبعد أن كان أدبنا العربي أدبا ً إسلاميا ً تربويا ً يقوم على أساس من القيم والأخلاق، راح تحت وطأة الزحف الثقافي الغربي يتخذ أشكالا ً وأغراضا ً أخرى ليست وليدة تطور اجتماعي أو ثقافي طبيعي.. ولكنها نقل وتقليد أعمى لمدارس ومذاهب أنتجتها عوامل الحياة والحضارة الأوروبية بما أنتجته من حروب مروعة ـ الحربين العالميتين ـ والتي دمرت معظم موروث الحضارة الإنسانية.
هذا الواقع الأوروبي الذي شهد طغيان العقل والعلم نتجت عنه ردة فعل تمثلت في ظهور المذاهب الفكرية الرافضة لكل ما هو معقول وواقعي ومألوف وأخلاقي.. بعد أن هزت الكارثة كل القيم والثوابت فظهرت العدمية واللامعقول واللاواقع وتفشت شحنات القلق والضياع والغربة والانكفاء على الذات، وشاع الرمز والغموض حتى صار صبغة وطابعا ً للآداب الأوروبية شعرها ونثرها.
في هذه الفترة ظهر في أدبنا العربي ما سمى بـ " الشعر الحر" أو "الشعر الحديث" ـ تحديدا ً في الأربعينيات ـ كمحاولة للتجديد.. واختلفت أهداف أصحابه مابين التواصل مع التراث أو القطيعة معه.
لكنه اتخذ من قبل أبواق الغرب أنموذجا ً للقطيعة مع كل موروث الأمة وأداة لترسيخ القيم والأفكار والمذاهب الأدبية والفكرية الغربية.
لقد تحول الشعر الحديث إلى أنموذج للتمرد ليس على العمود الخليلي وبحوره وتفعيلاته وقوافيه فقط.. ولكن على الماضي بكل تجلياته الفكرية والأخلاقية والدينية.
فها هو جبران خليل جبران في كتابه "المجنون" يدعو إلى هدم المعتقدات والقيم والأفكار والماضي بكل ما فيه من تراث.
لقد انغمس شعراء الحداثة رويدا ً رويدا ً في المذهب الرمزي بأفكاره الغيبية اللاواعية تقليدا ً لشعراء الفرنسية "بودلير، وريمبو، ومالارميه".. لتنقلب الرمزية إلى سريالية ممعنة في الغموض واستبعاد العقل والإيغال في الأسطورة والخرافة والاغتراب والقطيعة مع الواقع والماضي والعقل في آن، كل ذلك باسم "الحداثة".

ضحايا الحداثة.. ومآتم الحداثيين
الأكثر خطورة في الحداثة أنها لم تعد غزوا ً فكريا ً خارجيا ً.. وإنما صارت مدرسة في الأدب العربي بعد أن اعتنقها المستغربون والعملاء وقبضوا الثمن سرا ً وعلانية، فراحوا يرددون كالببغاوات والعجماوات بوعي وبغير وعى كل خزعبلات وهلاوس الأدب الأوروبي بإلحاده وكفرياته وتمرده على كل المحرمات والمقدسات.. مكتسية بثوب عربي لقيط.
فقد عمد هؤلاء المتشاعرين إلى ما أسموه "بتفجير اللغة" أي تحرير لغة الشعر من قواعد النحو ومن معانيها السائدة وتركيباتها التقليدية مع تفريغ القصيدة من أي غرض أو موضوع، فالغموض والإبهام والإغلاق والتيه هو جوهر الشعر عندهم وهو جوهر الإنسان أيضا ً.
يقول كمال أبو ديب أحد كهان الحداثة وسدنتها:
"الحداثة هي أرض الضياع، تيه بلا علامات، تيه جسده أدونيس في خلق مهيار الذي لا أسلاف له وفى خطواته جذوره. من هذا المنظور تصبح الحداثة لا احتجاجاً على السلطة الدينية، أو رفضا لها، أو صراعا ً معها وحسب بل انسلاخا ً منها، وانتماء لما يقع خارجها. هكذا تعيش الحداثة في مناخ الحرية المطلقة بلا قيود أو قوانين مسبقة تضبطها.. هكذا تنتهي الحداثة إلى نقطة اللاعلائقية، لتصبح انقطاعا عن الماضي .. وانفصاما ً عن الحاضر".
وينقل المؤلف عن " خالدة سعيد" زوجة زعيم الحداثيين وشيطانهم الرجيم "أدونيس" قولها:
"عندما كان طه حسين وعلى عبد الرازق يخوضان معركة ـ زعزعة الأنموذج (تعنى الكتاب والسنة) بإسقاط صفة الأصالة فيه، ورده إلى الموروث التاريخي، فيؤكدان أن الإنسان يملك موروثه ولا يملكه هذا الموروث ويملك أن يحيله إلى موضوع للبحث العلمي والنظر، كما يملك حق إعادة النظر فيما اكتسب صفة القداسة (القرآن والحديث) وحق نزع الأسطورة عن المقدس، وحق طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة".
لقد فر الحداثيون من كل الموروث الحضاري والعقائدي والأدبي لأمتهم بحجة كسر القيود وتحرير العقل والإبداع من التقليد والرتابة، فإذا بهم قد وقعوا فيما أرادوا الفرار منه فصاروا عبادا ً لمدارس فكرية ونظريات فلسفية ضيقة مختنقة مغلقة لا ينفكون عنها.. تصب كلها في بوتقة العبثية واللامعقول.. ولا تنفك عما رسمه سلفا ً أمثال كافكا وبيكيت وسارتر وفولكنر وآلان روب جرييه.
لقد رفضوا بحور الشعر العربي، وأبو أغراضه، وتمردوا على موضوعاته ليقعوا في حفرة ضيقة عنوانها الغموض والإغلاق.
يقول الدكتور عبد الحميد إبراهيم، هازئا بالحداثيين:
"أقرأ للواحد من نقاد الحداثة فكأنني قد قرأت للجميع وأقرأ كتاب الواحد منهم فكأنني قرأت جميع كتبه".

كناسة الشعر
هكذا يصف الكاتب شعر الحداثيين بينما يصفه الأستاذ رجاء النقاش الناقد الأدبي المعروف بـ "شعر العبث".
وينقل الكاتب عن كتاب "ثلاثون عاما ً مع الشعر والشعراء" للأستاذ رجاء النقاش قوله:
"هذه المدرسة التي يتزعمها أدونيس اعتمدت على أفكار القوميين السوريين القديمة في معاداة العروبة، واعتمدت من جانب آخر على أساليب التعبير المليئة بالألغاز والرموز المغلقة ....".
وينقل الكاتب طرفا ً من شعر الحداثيين ليدلل على تفاهته وعبثيته أمثال أدونيس وأنسى الحاج وتوفيق الصايغ وأمجد ريان، وسوف أقتصر هنا على عرض بعضه.
فهذا أدونيس زعيم الحداثيين في إحدى قصائده يقول:
مكان ولادتي
1930الشمس قدم الطفل
عرفت أقل من امرأة
لأنني تزوجت بأكثر من امرأة
عرفت أقل من رجل
لأنني تزوجت بأكثر من رجل
أعلنا..
الزواج غبار..
لكن ..
مثل يرقة تتحول إلى فراشة..
هكذا يتحول الزواج.
إلى زهرة من العشق.
ويقول توفيق الصايغ:
أريدني عدما في قبعة
وأريدك عينين منومتين وأصابع رشيقة
تعبث بالقبعة وبالرائين وبي
وتبعثني أرنبا ً ينط.

زنادقة الشعر الحديث
ليس هذا الغثاء وحده هو نتاج الحداثة بل ذهب الحداثيون إلى ما هو أقبح من ذلك من اجتراء على الدين وقدح في الذات الإلهية.. تناولها الكاتب في الفصل التالي.
لقد قام شعر الحداثيين على أساس من رفض الشريعة الإسلامية والسخرية من الأنبياء وقلب الرموز الإسلامية، وتشويه دلالتها.. وفى المقابل إشاعة الرموز الوثنية اليونانية، مثل : سيزيف وبرومثيوس وأوديب وعيون ميدروزا وزيوس وأبوللو وأفروديت ... إلخ.
فإذا استلهموا شيئا ً من التراث العربي فلا يقعون إلا على ما فيه من شذوذ وانحرافات أمثال السهروردى والحلاج وأبى نواس والديلمى وبشار.
ويعرض الكاتب لنماذج من كفريات الحداثيين المسماة زورا ً وبهتانا ً شعرا ً من أمثال بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتى، وصلاح عبد الصبور، وبلند الحيدرى والفيتورى، وأحمد عبد المعطى حجازي وغيرهم من ملاحدة الحداثة.
وسأكتفي بثلاثة نماذج منهم فقط مما ساقهم الكاتب.
يقول بدر شاكر السياب في إحدى قصائده:
فنحن جميعا أموات
أنا ومحمد والله
هذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة
عليها يكتب اسم محمد والله
على كسر مبعثرة من الآجر والفخار
فيا قبر الإله على النهار
ظل لألف حربة وفيل

ويقول عبد الوهاب البياتى في ديوانه "كلمات لا تموت":
الله في مدينتي تبيعه اليهود
الله في مدينتي مشرد طريد
أراده الغزاة أن يكون
لهم أجيرا ً شاعرا ً قوادا ً
يخدع في قيثارة المذهب العباد
لكنه أصيب بالجنون
ويقول شيطان الحداثة الرجيم "أدونيس":
رقصت للأفول
لجثة الإله
لا الله أعبد ولا الشيطان
كلاهما جدار
هذا غيض من فيض تعج به دواوين الحداثيين وتسود به صفحات مجلاتهم القبيحة الأجيرة "حوار" و "فصول" و "شعر" و "مواقف".
ومما قاله نزار قباني في نقد شعر الحداثيين:
"والشعر الجديد يحاول أن يقتصد في كل شيء.. في الحبر.. وفي الورق، وفي الوزن وفي النحو، وفي الصرف، وفي قواعد اللغة العربية، بحيث تخرج من الوليمة وأنت مصاب بفقر الدم.. وفقر الشعر.. وفقر الإيقاع. شعرنا الجديد عبارة عن ساندويتشات ليس في داخلها شيء سوى قشور لغوية وأخلاط كيميائية مجهولة التركيب، وتمارين إنشائية يمكن لأي تلميذ في المرحلة الابتدائية أن يكتب أحسن منها".

وشهد شاهد من أهلها
ما قاله نزار قباني قطرة في محيط مما سطره شعراء الحداثة ونقادها وسدنتها، عما أصاب مدرستهم من سقوط اعترف به أكثرهم، وقد تتبع الكاتب في هذا الفصل أقوالهم ورصد شهادات الحداثيين عن تهافت مدرستهم، من أمثال أحمد عبد المعطى حجازي وأحمد مطر، ونورى الجراح وشوقي بغدادي، وأمل دنقل، وبلغ حنق الشاعر فاروق شوشة على الحداثة وشعرائها من جيل السبعينات، أن قال: "إن جيل السبعينات هم صراصير يجب أن يداسوا بالأحذية"
ثم يورد الكاتب آراء طائفة من النقاد ممن ينتمون لمدرسة الحداثة، وآخرين ممن يرفضون هذه المدرسة أمثال الأستاذ عبد القادر القط، والأستاذ جابر الأنصاري، ومحمود أمين العالم وغيرهم.
ثم في نهاية هذا الفصل يلخص الكاتب في نقاط موجزة أوجه النقد والمؤاخذة والمطاعن التي وجهها النقاد إلى مدرسة الحداثة.
وينهى الكاتب بهذا الفصل القسم الأول من الكتاب .

ما القسم الثاني من الكتاب فقد اختار له الكاتب عنوان
"أولياء التغريب ورهبان الحداثة "
في هذا القسم من الكتاب يعمد الكاتب إلى رؤوس الفتنة وحملة لواء التغريب ودعاة الحداثة والتنوير من جيل الرواد ومن تبعوهم شر إتباع فيكشف أغراضهم الخبيثة ويثبت بالوثائق عمالتهم وخيانتهم لبلادهم ولدينهم ولتاريخ أمتهم.
ويبدأ الكاتب بفرح أنطون أحد زنادقة المدرسة البيروتية والتي ضمت صنائع التبشيريين أوائل القرن العشرين أمثال، شبلي شميل وجورجي زيدان ويعقوب صروف وسليم وبشارة تقلا وغيرهم من الشوام.
ويعرض الكاتب لتاريخ أنطون سعادة زعيم القوميين السوريين.. والذي أعدم بعد انكشاف عمالته وخيانته عام 1949.. وهو أستاذ أدونيس ومعلمه وهو الذي سماه بهذا الاسم بدلا ً من اسمه الأصلي "على أحمد سعيد".
أما فرح أنطون فقد أعلن ردته عن النصرانية وإنكاره لكل الأديان، وتبعه في ذلك سلامة موسى، بينما أعلن إسماعيل أدهم ـ أحد رواد جيل التنوير ـ ردته عن الإسلام وكتب مقاله الشهير "لماذا أنا ملحد" فرد عليه العلامة والمفكر الإسلامي محمد فريد وجدي بمقال بعنوان "لماذا أنا مسلم".
وسار في هذا التيار ـ التنويري ـ أحمد لطفي السيد وطه حسين دون أن يملك كل منهما جرأة إعلان ردته عن الإسلام أو إلحاده صراحة، وجاء من بعدهم ربيبهم لويس عوض ، وان كان مستمسكا بنصرانيته إلى درجة التعصب.. ولكنه نسج على ذات المنوال في تهجمه على الإسلام وعلى لغة القرآن.
وبرغم كثرة ما نظر هؤلاء وأتباعهم وثرثروا وسودوا من الصفحات وألفوا من الكتب.. إلا إنهم جميعا ً يكرر آخرهم ما قاله أولهم، الذي لا يعدوا أن يكون ترديدا ً لأفكار غلاة المستشرقين، يصل إلى حد النقل الحرفي أو ما يسمى بالسرقات الأدبية ليس للأفكار فقط.. بل لفصول كاملة وكتب بأكملها ضمنوها مؤلفاتهم ونسبوها لأنفسهم.
فنبذ اللغة العربية وتشويه تراثها ومعارضة الإسلام بعقائده وشرائعه وتزوير تاريخ الأمة، وفى المقابل الارتماء في أحضان المستعمر الغربي والاقتيات على نفايات أفكاره وفلسفاته.. هي الأغراض التي لم تنفك عنها كتابات التغريبيين والحداثيين من لدن أحمد لطفي السيد تلميذ اللورد كرومر وصديقه الحميم ونهاية بأدونيس وتلامذته ومريديه.
فالقوم لا يستحون من إعلان كفرهم وإلحادهم وعمالتهم للاستعمار الغربي وحبهم للصهاينة، ويعلنون ذلك صراحة أو ضمنا فلا تكاد تقع على كتاب لأحدهم.. أو حتى مقال هاجم فيه الاستعمار.. أو تعرض فيه لقضية فلسطين.. لينحى باللائمة على الاحتلال الصهيوني للأرض العربية وتهويد المقدسات الإسلامية أو يدعو فيه إلى وحدة الأمة.
لقد كشفت كتاباتهم عن مكنون نفوسهم، وأكدتها الوثاق السياسية وتقارير أجهزة الاستخبارات الغربية.

صورة العميد في الوثائق السرية
"الوثائق السرية" هو عنوان كتاب للباحث الأيرلندي البروفيسور "آدمز فيلدمان".. أعتمد فيه الكاتب على الوثائق السرية التي أفرجت عنها أجهزة الاستخبارات الفرنسية.. والتي تتناول الدور الذي لعبه بعض المثقفين العرب لحساب أجهزة المخابرات الأوروبية.. ومن بينهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.
فيتناول قصة زواجه وتعميده ـ تنصيره ـ داخل إحدى الكنائس الفرنسية.. والدور الذي لعبه في مراحل حياته المختلفة وعلى تعدد مناصبه بدءً من التدريس بالجامعة.. وحتى توليه وزارة المعارف.
ويكشف فيلدمان عن دور طه حسين في زعزعة العقيدة الإسلامية.. والتشكيك في القرآن من خلال محاضراته في الشعر الجاهلي.. والتي جمعها بعد ذلك في كتاب يحمل نفس الاسم.. كان بمثابة نقل حرفي لكتابات بعض المستشرقين أمثال مرجليوث وجولدزيهير.
ويضمن الكاتب الجزء الثاني من كتابه أربعة فصول.. يعرض في كل فصل منها لواحدة من مجلات الحداثة الشهيرة الأربعة وروادها ومؤسسيها وظروف النشأة المريبة.. وارتباطها المباشر بأجهزة الاستخبارات الغربية وسقوط مؤسسيها وانكشاف أمرهم.
مجلة "مواقف" للشيطان الرجيم "أدونيس" والذي تصدى له الناقد الأدبي الكبير رجاء النقاش كاشفا فضائح أدونيس وتهافت منطقه.. وعداوته الصارخة لكل ما هو عربي وإسلامي.. وكرهه الشديد لمصر ونقمته عليها لما تمثله من كونها قاطرة للعروبة ورمز لها ـ العجيب أن وزارة الثقافة المملوكة لفاروق حسنى وجوقته كرمت أدونيس ـ .
لقد جرت هذه المقالات الأدبية على الأستاذ رجاء النقاش معركة حامية الوطيس مع صبية أدونيس ومريديه وعلى رأسهم جابر عصفور.. ولكن الكاتب الكبير أعلن إصراره على كشف الحقائق وخوض المعركة على حد تعبيره: "ولو وقفت وحدي في الساحة".
وراح النقاش في كتابه "ثلاثون عاما من الشعر والشعراء" يفند كتاب أدونيس الذي نال به درجة الدكتوراة "الثابت والمتحول" ويكشف مطاعنه على الثقافة العربية والتاريخ الإسلامي.
أما مجلة "شعر" لمؤسسها يوسف الخال اللبناني الذي راح يسب ويلعن كل ما هو عربي وإسلامي على رؤوس الأشهاد.. فقد تكفل بكشف عمالته للمخابرات الأمريكية ـ التي مولت له مجلته ـ الأب جاك أماتييس السالسى في كتابه "يوسف الخال ومجلة شعر".. كما تصدى له الأديب محمد الماغوط وقد كان ضمن مؤسسي المجلة مع جماعة يوسف الخال.. ثم انقلب عليهم لما تكشفت له أغراضهم الخبيثة.
أما مجلة "حوار" التي تزعمها لويس عوض بعد انتحار رئيسه أو قتله قتلة الكلاب، ثم هروب المؤسس الثاني لويس عوض بعد افتضاح أمره وانكشاف عمالته.. ثم عودته بعد ذلك لمواصلة أكاذيبه وضلالاته والسير على خطوات أستاذه سلامة موسى والتي يعرض لها الكتاب الذي بين أيدينا بالنقد والتفنيد.
لقد راح لويس عوض يزيف الحقائق والتاريخ فيخلع عن التاريخ العربي كل محمده.. وأن وجد فيه ما لا يسعه إنكاره فإنه ينسب الفضل فيه إلى الثقافة اليونانية أو الاستعمار الصليبي الذي كان بمثابة طاقة النور التي أشرقت على ظلمات البداوة العربية لتنقلها إلى نور المدنية الأوروبية.
كما يفرد الكاتب فصلا ً للرد على جهالات جابر عصفور التي ضمنها كتبه ومجلته التي لا يقرؤها سوى أربعة فقط.. "فصول" والذي تربع على عرش الأمانة العامة للمجلس الأعلى للثقافة.
وقد اعتمد الكاتب إلى جانب ما ذكرنا في الرد على أباطيل التنويريين وكشف عمالة الحداثيين على وثيقة هامة تمثلت في الكتاب الذي أصدرته الكاتبة الأمريكية "فرانسيز ستونر سوندرز" والذي كشفت فيه دور المخابرات المركزية الأمريكية {CIA} في تمويل أنشطة ثقافية ومهرجانات فنية وإنشاء مراكز ثقافية في جميع أنحاء العالم من خلال برنامج الحرب الثقافية الباردة.
كان الغرض منه في بادئ الأمر مواجهة المد الثقافي الشيوعي عقب الحرب العالمية الثانية تطورت بعد ذلك للسعي من خلال العملاء من المثقفين للترويج للنمط الأمريكي في الفكر والثقافة والسلوك.
لقد استطاعت الكاتبة الأمريكية كشف النقاب عن أسرار التحولات الثقافية الكبرى لدى الكثير من المثقفين العرب وفضح حقيقة توجهاتهم والأهداف التي يسعون لتحقيقها لحساب المؤسسات الثقافية الغربية التي أنشأتها ومولتها المخابرات الأمريكية.
وختاما أتمنى أن أكون قد أحسنت عرض هذا الكتاب القيم للأستاذ محمد عبد الشافي.. وإن كنت على يقين أن ما كتبته لا يغنى عن قراءة الكتاب.. وإنما يشجع عليه ويهيئ له.